كاتب الموضوع :
katia.q
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الحادي عشر
الفصل الحادي عشر
أما دوغ فانه لم يستطع التركيز علي عمله وعلي رسم تصاميمه وكأن كل تفكيره كان منصبا علي ساشا وشعر بالسعادة لأن ساشا التي كانت تقاومه بشدة في بداية علاقتهما أصبحت الآن أكثر تفهما وأكثر ثقة به انه فخور جدا كيف استطاع مقاومتها؟ وتذكر رقتها ومدي حاجتها للحنان وللأمان وكان يعلم أنه لو استسلم لنداءتها وقضي الليل معها فهو لن يعود باستطاعته الابتعاد عنها وشعر بأنه تصرف كما كان يجب عليه
وكان مندهشا لأنه أخبرها بما يريد في الحياة, منزل وأطفال وامرأة يحبها .... وهذه المرأة هي ساشا بالتأكيد والآن يجب عليه اقناعها بأنها بحاجة اليه ليس فقط من أجل علاقة ولكن من أجل العيش معا وتأسيس عائلتهما,وهو أصبح يعلم كيف تعذبت لعدم تفهم أهلها لها ولمعاملة زوجها السيئة, ويعلم كم تعذبت عندما فقدت طفلها وهو يدرك الآن أنه يريد أن يسعدها وانه لن يستطيع التخلي عنها.
منتديات ليلاس
وهكذا أمضي اياما كاملة في التفكير بساشا وهو يفكر بالوقت الذي سيمضياه معا وبطريقة الوصول اليها لأول مرة منذ مدة طويلة يشعر بأن لديه هدف يسعي للوصول اليه.... اشتري كل كتبها ومقالاتها وقرأ انتقام رافن و بدأ قراءة رواية ثالثة وعندما وصل الي نصفها اتصل بساشا
" ألو ساشا كيف حالك اليوم؟"
" أنا بخير ...." وحاولت ساشا أن تتمالك حماسها لسماع صوته." لقد أحرزت تقدما في الكتابة"
" أنا سعيد لسماع ذلك, ما رأيك لو نخرج قليلا؟"
يجب أن تقاوم" أحب ذلك دوغ ولكن الوحي والالهام غزير اليوم"
" ولكن بامكاننا أن نذهب الي المدينة فهذا سيريحك قليلا... نتناول العشاء معا ونمض ساعة أو ساعتين ومن ثم تعودين وتتابعين عملك..."
خلال هذه السنوات, كانت ساشا تتساءل أي رجل سيتحمل أن يأخذ عملها كل وقتها ودهشت لأن دوغ لا يتصرف مثل غيره من الرجال.
" ألن يزعجك أنني لا أستطيع أن أقضي معك وقتا طويلا؟"
" للحقيقة أفضل أن أقضي معك أطول وقت ممكن ولكن ساعة أو ساعتين أفضل من لا شيء. سأمر عليك في الساعة السادسة والنصف"
ابتسمت ساشا وأقفلت السماعة ثم شربت كوب الشاي وأخذته حماما ساخنا وعادت الي طاولتها وكتبت رسالة الي والدتها وعندما رضيت عن رسالتها وضعتها في مغلف وألصقت عليه الطوابع ووضعته في حقيبة يدها
ثم ارتدت بنطلون جينز وكنزة صوفية ووضعت القليل من الماكياج ثم نزلت وانتظرت وصول دوغ
تناولا عشاءا في مطعم هادئ علي الشاطئ وطلبت ساشا أن يكلمها عن عمله فحدثها عن مشاريعه المستقبلية وعن توسيع مؤسسته خارج البلاد, وبدورها روت لها ساشا روايتها الجديدة ووصفت له شخصياتها كما حدثته عن أصدقائها وعن عرض ديان الأخير
" فيلم للتلفزيون؟ ساشا, هذا رائع"
حماسه الكبير بعث الاطمئنان في نفس ساشا التي كانت تخاف من عدم تقبل نجاحها لأنها كانت تعلم أن الرجال عادة يخافون من نجاح النساء " علي كل حال هذا ليس شيئا مهما" أجابته بخجل
" ولكن اذا كان ذلك ضروريا ووافقت عليه, هل سترحلين عن هذه الجزيرة؟"
" اذا اضطررت لذلك... ولكن السيناريو سيكون عمل اختصاصيين في هذا المجال. ولقد أخبرتني ديان بأنه يجب علي السفر فقط لاعادة طبع كتابيين لي وأنا لا أحب أن أسافر في هذه المرحلة"
"هذا لن يكون صعبا, وأنا أيضا أضطر أحيانا كثيرة للسفر"
سألته " أتحب هذا السفر وتلك الرسميات؟" وكانت بسؤالها هذا تحاول معرفة مدي اتفاق أرائهما
" لا, لا أحب ذلك ولكن يرافقني أحد مهم بالنسبة لي, يكون الوضع مختلفا"
" كأنه شهر عسل"
" في البداية كنت أتحمس للسفر لكن فيما بعد خف هذا الحماس, بالتأكيد مع شخص ما.... هذا يكون مختلفا..."
منتديات ليلاس
أمسك دوغ يدها وقربها من شفتيه وقبلها وقال بهدوء " أنا متأكد أن بامكاننا أن نتخطي أشياء كثيرة معا"
فأشرقت عيون ساشا وحاولت أن تفهم معني كلامه واحتفظ بيدها بين يديه وأخذ يقبل أصابعها وعندما وصل الي الاصبع الأخير ارتعشت وقالت" أرجوك.... توقف دوغ...اترك يدي..."
اكن دوغ أغمض عينيه ومرر يديها علي وجهه ولم ينطق بأية كلمة فاحترمت ساشا صمته, وبعد لحظات عاد للكلام دون أن ينظر اليها وهو مقطب الحاجبين " أنا أعلم ساشا, هذا صعب بالنسبة اليك بعد كل هذه السنوات أن تجدي أحدا.... وتشعري معه بكل هذا... ولكن ساشا هذا شيء طبيعي وسترين أننا سنكون دائما معا وستفهمين ذلك يوما ما وأنا أنتظر الوقت المناسب"
دهشت ساشا من طريقة كلامه يبدو أنه يرسم مستقبلهما معا وهذا ليس حلما...
" نعم سنكون معا دائما..." أجابته بصوت مرتجف" ولكن لماذا تنظر الي وكأنك تريد خنقي؟"
" خنقك؟ بل علي العكس, أريد أن أكون مثل سيان في شيطان الغابة"
احمر وجه ساشا عندما سمعت اسم بطل روايتها " ولكن كيف تعرفت عليه؟"
" لقد قرأت نصف كتابك وفيه الكثير منك ومن أحلامك ومن حاجاتك , سيان مثلا, بطل حقيقي تماما وهو يرضي نيكول تماما المرأة التي يحبها..."
" هذا يعني أنك قرأت مشهد الحب بينهما" قالت له ساشا بمرارة
" انك مخطئة, أنا لا أبحث عن هذه التفاصيل مع أنه مشهد مثير حقا حنون وعاطفي.."
فهمت ساشا أنه يحسد سيان ويرغب بالطبع أن تصبح هي نيكول خاصة به, تنهد دوغ وسألها " ساشا, من أين تأتين بهذه الأفكار؟"
" من قراءاتي ومن التلفزيون ولكن أكثرها من صنع خيالي أنا.... انه خيال واسع"أضافت وقد عقدت حاجبيها وكانت ساشا تتمني أن تشارك أحدا بقلقها وقالت" انه أمر سخيف حقا, أعتقد بأن اعتيادي علي الكتابة يجعلني أبالغ قليلا في تصور الأشياء"
سألها دوغ بلطف "مثلا؟"
" مثلا اشياء لا أجدها في مكانها في بيتي أو البراميل التي سقطت قرب الشاطئ, أو حادث دراجتي...حتي أنني وجدت نفسي سجينة في كوخ حديقتي منذ شهر"
" وماذا فعلت لكي تخرجي منه؟"
" فقدت أعصابي وأخذت أضرب بقوة وبعد قليل انفتح بكل بساطة"
" أتعتقدين أن أحدا كان يحاول حبسك بداخله؟"
فهزت رأسها وهي تضحك " هذا أمر سخيف أليس كذلك؟ ان خيالي يعمل معي ويعمل ضدي أيضا"
لم يجد دوغ أن هذا أمرا سخيفا أبدا " أتمني أن لا يحصل لك هذا مرة ثانية, وفي المستقبل اذا حصل لك أي شيء اتصلي بي فورا, أتعديني بذلك الكسندرا بلاك؟"
" هذا وعد, دوغلاس ستيوارت"
|