كاتب الموضوع :
katia.q
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل العاشر
الفصل العاشر
قال دوغ" هذه ليست غلطتك أنت,ساشا...انها الحياة, وأحيانا كثيرة لا تتم الولادة بشكل طبيعي"
" أعرف, خاصة في المنطقة التي كنت أعيش فيها في الريف"
" اهدئي ساشا, انك أفضل بكثير هنا الآن"
"ولكن الآن والدتي مريضة جدا ولا أدري ماذا يجب علي أن أفعل"
أدرك دوغ أنها دون أن تدري كشفت له أخيرا عن سبب انزعاجها وخوفها.
"لقد اتصلت بي أختي وأخبرتني بأن أمي بحاجة لاجراء عملية يوم الاثنين القادم"
"هل ستذهبين لزيارتها؟"
"نعم, لا , لا أستطيع فأنا أعرف أنهم غاضبون مني وأنا لم أرهم منذ مدة طويلة!"
" وأنت تحبين والدتك أليس كذلك؟"
" انها أمي قبل كل شيء وقد تموت.. والأطباء ليسوا متأكدين من نجاح العملية..."
" لا داعي للقلق...."
" بلي ألا تفهم؟ لقد حاولت تجنب زيارتهم طيلة هذه السنوات والآن... انها أمي, لست أدري... لست أدري اذا كنت أملك القدرة علي رؤيتهم..."
" ساشا انك قادرة علي ذلك, انظري لقد مررت بظروف أصعب , لقد أسست منزلا لك, ونجحت في عملك, وكثيرات من النساء يحسدونك علي هذا النجاح, ولكن الحياة ليست دائما كاملة ساشا"
" أنا أرفض الحلو الوسط أريد أن يتركوني بسلام أريد أن أعيش بسعادة وباحترام"
" انك مثالية جدا بامكانك أن تحلمي وأنت تكتبين ولكن.... هاي انتظري لحظة"
منتديات ليلاس
كانت ساشا قد نهضت وأسرعت الي المطبخ فتبعها دوغ " اسمعيني , ساشا أنا لا أنتقدك , أنا أفهمك جيدا ألا تعتقدين انني أيضا أحلم؟ لقد قلت لك ما
أريده في الحياة بطريقة محددة ولكن بعض الآمال تكون أحيانا أوهاما ويجب القبول بأنها قد لا تتحقق.... بالمناسبة لقد قرأت كتابك ساشا انه رائع حقا"
" انك تقول ذلك لكي تواسيني فقط"
عقد حاجبيه وشرح لها" في الماضي كنت أوزع المديح والاطراء في سبيل الوصول الي غايتي ولكني لست بحاجة لخداعك, لقد وجدت أنك تكتبين بأسلوب رائع وشيق انها مشاعر تعرفين التعبير عنها, ولقد أعجبتني كثيرا وللحقيقة, شعرت بالغيرة من بطل روايتك... لأنه وجد امرأة كاملة التي يمكنه الوثوق بها والتي أحبته وأدركت أنها لا يمكنها العيش بدونه"
لم تستطع ساشا التعبير بالكلام عن تأثرها , فرفعت يدها وداعبت خده مبتسمة, فقرب أصابعه وأمسك وجهها والتقت نظراتهما وشعرت ساشا بالامتنان له لتفهمه مشاكلها...
أسندت رأسها علي كتفه ولكنها شعرت بالخيبة عندما ابتعد عنها بهدوء وسألها اذا كانت تشعر بالجوع, ودعاها لتناول العشاء في أحد المطاعم
" ولكن بامكاننا أن نتناول الطعام هنا"
" ولكن هذا قد يتعبك"
أصرت ساشا علي أن تحضر العشاء بنفسها وشعرت بسعادة لأنه تمكن من جعلها تنسي كل تلك الأفكار السوداء وبعد تناول العشاء عادا لشرب القهوة أمام النارفأسندت رأسها علي كتفه ودون أن تشعر..... نامت
وبعد ساعات أيقظها دوغ بقبلة " انه الفجر ساشا, وان لم أعد الي منزلي اللآن أعتقد بأني لن أتمكن أبدا من المغادرة"
ثم حملها وصعد بها الي غرفتها وضعها علي الفراش وأحاطها بذراعيه وأخذ يلفظ اسمها بصوت متقطع شعرت ساشا بالسعادة ثم أحاطت عنقه بيديها وأحست أنه يرتجف أيضا من شدة البرد وهي أيضا بحاجة لدفئه ولكن عندما تحركت يداه قالت" دوغ أرجوك دعني"
" لا لن أدعك" ودهشت من جرأته وتسرعه وعواطفه القوية التي تجتاحه بشكل عشوائي حتي سيطر عليها كليا
منتديات ليلاس
ولم تفهم ساشا ماذا يحدث لها فهي لم تعرف مثل هذه الأحاسيس من فبل وكانت يد دوغ تداعب وجهها دون أن تترك شفتاه شفتيها كان يريد أن يحبها حتي الجنون ولكنه لم يشعر أبدا بمثل ما يشعر الآن مع ساشا ولم تعد تشعر بالخوف فجأة أرادت أن تصل الي السعادة المليئة بالحب والعطاء معه
أغمضت عينيها وأرادت أن تشعر بكل لحظة معه وفجأة أحست أن دوغ لا يتحرك ويتنفس بصعوبة قبل أن ينظر اليها
" ساشا لا أريد أن يحدث هذا الآن كنت أريد أن أترك لك وقتا أطول كي تتعرفي علي أكثر وكي تعتادي علي , أريدك أن تكوني مقتنعة وترغبين بي حقا"
" ولكني أرغب بك فعلا" صرخت ساشا وقد جف حلقها
" أريدك أن ترغبي بي أنا ولا أريدك أن تعتبريني ملجأ فقط لنسيان الماضي أريدك أن ترغبي بي لشخصي أنا " ثم نهض وعندما وصل الي الباب التفت نحوها" لا يجب أن نكون ضعفاء ساشا, لا أنا ولا أنت والا فاننا سنخسر كل شيء" ثم خرج وتركها وحدها في الظلام
ظلت ساشا تتساءل ماذا يختفي وراء هذا الرجل الذي تركها هكذا؟هل هو رجل فظ قاسي القلب؟ أم انه رجل يحبها ولا يريد أن يفسد بداية علاقتهما؟
كان بامكانه أن يستغل الفرصة ولكنه رفض أن تكون علاقتهما مجرد مغامرة عابرة انه يريدها أن ترغب به لشخصه وليس كملجأ لها لتنسي فيه مشاكلها
وتذكرت بأنهلا كانت قد أقسمت بأنها لن تعد الطعام ولن تغسل الملابس لأي رجل آخر ولكنها حضرت مساء أمس العشاء لدوغ وكانت سعيدة جدا بقربه.
واستيقظت في صباح اليوم التالي وهي تشعر بالتفاؤل وبدأت عملها بسهولة كبيرة ... وحاولت أن تتجاهل الشبه الكبير بين بطل رواينها وبين دوغ
|