كاتب الموضوع :
katia.q
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل التاسع
الفصل التاسع
"ساشا؟"
عرفت بسرعة صوت دوغ فاطمأنت وتساءلت لماذا يسرح خيالها بعيدا؟
" ساشا ... ماذا تفعلين هنا؟"
هزت رأسها دون أن تستطيع الاجابة ومسحت بيدها المرتجفة دموعها التي تسيل علي خديها وعرفت أن دوغ سيضمها بين ذراعيه وهذا ما فعله بالفعل.
" انك ترتجفين من البرد, هل جننت؟" وأسرع وخلع معطفه ووضعه علي كتفها رغم اعتراضها. " ماذا حصل لك ساشا؟ لديك مشكلة وبدل من أن تكلميني عنها تهربين ألا تعلمين أن لديك أصدقاء؟"
" لا تصرخ دوغ أرجوك"
" لقد أمضيت يومين في نيويورك رغما عني وكنت أشعر بفرح لأني سأعود وأراك بينما أنت تغلقين السماعة في وجهي فجئت وبحثت عنك كالمجنون"
أجهشت ساشا بالبكاء.. لقد أغلقت بوجهه الخط لأنها تخاف أن تلقي مشاكلها علي عاتقه رغم الأمان الذي تشعر به مع دوغ
رفع رأسها نحوه ومسح دموعها بشفتيه "هل تشعرين بتحسن الآن؟"
أخفضت رأسها وأجابته بهمس" نعم... أنا آسفة لم يكن يجب أن أبكي"
" لماذا ؟ان البكاء يريح الأعصاب ويبدو أنك كنت تحبسين دموعك منذ مدة طويلة. أتريدين أن تحدثيني عن متاعبك؟"
"لست أدري..."
" أنا لن أجبرك ولكني أنصحك بالعودة الي المنزل"
منتديات ليلاس
أحست ساشا عندئذ أنها تشعر بالدفء وبالراحة, وان بإمكانها أن تنسي كل همومها, وسارت معه بصمت نحو المنزل وعندما دخلا استأذنها دوغ وأشعل المدفأة وسكب كأسين من الويسكي و ساشا تراقبه بفرح وهي تتأمل جسده وحركاته.
"ان أصابعك باردة جدا اشربي هذا سيدفئك...أنا آسف حقا لأنني لم أتصل بك باكرا لقد اضطررت للذهاب الي نيويورك لسبب مهم في المكتب "
والحقيقة كان دوغ قد فكر عدة مرات بالاتصال بها من نيويورك لكنه لم يدري ماذا سيقول لها, كما انه لم يكن يشعر أنه مستعد الآن للتعبير عن مشاعره تجاه تلك المرأة الشقراء ذات العيون اللوزية خاصة وأنه يجهل حقيقة مشاعر ساشا ومن طريقة تجنبها النظر اليه الآن , يبدو أنها تميل الي الاستقلالية والتحفظ.
أكمل دوغ" ولكن لم يكن هناك شيء خطير, مشكلة بسيطة في تنظيم عملي بعد أن سافرت"
" أنت نجحت في أن تصبح رجلا مشهورا فهل تسير أمورك بشكل جيد؟"
" لقد ولدت في عائلة فقيرة تعتمد علي زراعة القطن وكنت أعمل في الأرض بعد عودتي من المدرسة وعندما أخبرت والدتي بأنني أريد أن أقوم بعمل آخر غضبت كثيرا"
" ولم تعد تكلمك؟" فهمت ساشا ردة فعلها لأنها مرت بنفس التجربة مع والديها
" أوه نعم, ولقد كانت طموحاتي كبيرة فخاف والدي واتهمني بأنني حالم كبير, ولكنني ولحسن الحظ نجحت في تدبير نفقات دراستي للفنون وعندما تخرجت من الجامعة عملت موظفا وبعد فترة اقترضت بعض المال وفتحت أول محل لي" ثم تنهد وأضاف" كان ذلك قاسيا جدا , كل المال الذي كسبته سددت به ديوني وفوائدها المتراكمة وعدة مرات وصلت الي حافة الإفلاس"
" وما الذي دفعك للمثابرة؟"
" كرامتي, ساشا, قررت النجاح كي أثبت مقدرتي وأثبت لوالدي أنه كان مخطئا بحقي ولكن ما ان بدأت أعمالي تلقي نجاحا توفي والدي وبعد مدة قصيرة تبعته والدتي دون أن يعلما أنني حققت أحلامي..." ثم سكت وبدا عليه التفكير.
" أنا آسفة يبدو أنك شعرت بخيبة كبيرة..."
" وأخيرا الآن أنا رجل أعمال ناجح و...."
لأول مرة أحست ساشا بفشلها أمام نجاح هذا الرجل الكبير.
كان دوغ يكلمها لأول مرة عن حياته الخاصة , كفاحه الطويل , وذلك فقط كي يشجعها علي الوثوق به " مهنيا نعم أنا راض عن نجاحي"
" وشخصيا؟" أرادت ساشا أن تشبع فضولها
" شخصيا ... لا تزال هناك بعض الرغبات التي لم أحققها "
" هيا دوغ, لم تقل لي بأنه لم يحصل معك أي شيء علي هذا المستوي... لابد أنك استغليت كل شيء..."
" بالتأكيد أنت تعلمين, ساشا, هناك تجارب المراهقة والنجاح المهني , وبعد ذلك يبحث الرجل عن شيء آخر ولهذا السبب غادرت نيويورك هربا من علاقات سطحية مع النساء ومن دعابات لا تسلي أحدا ومن الكلام الذي لا معني ولا فائدة له, لقد مللت محاولات النساء التقرب مني فقط لأنني رجل غني ومشهور أنا بحاجة الي شيء آخر, شيء أكثر عمق وأكثر ديمومة ....أرغب بالعيش مع امرأة كاملة , وفية ومخلصة ومتفهمة. أريد منزلا عائليا. وأغلب النساء هذه الأيام يسعين فقط للاهتمام بعملهن ولا يرغبن بتربية الأطفال ولكنني عشت وحيدا ليس لي إخوة وأحلم بأن يكون لي طفل أربعة أو خمسة . وأنت ساشا؟"
منتديات ليلاس
"كانت ساشا تستمع اليه وتفكر ... انه ليس الرجل الذي كانت تتخيله بالنسبة ل دوغلاس ستيوارت الرجل المشهور وبدأت تشعر بأنه رجل شفاف ورقيق.
نهضت ساشا وجلست بجواره أمام المدفأة " نعم يا دوغ أنا أريد أطفالا أيضا" أجابته بصوت مرتجف وقد عادت اليها ذكريات بعيدة حزينة" لقد فقدت طفلي ... مات أثناء الولادة كنت أريده وأحببته كثيرا ... كان صبيا... وكاملا, لكنه اختنق وأنا أضعه ولم أتمكن من إنقاذه..."
اقترب دوغ منها ووضع يده علي خدها ولاحظ أنها باردة بالرغم من جلوسها أمام النار " يا الهي, ساشا, ولكن الأطباء...ألم......"
" لم يكن هناك أطباء لقد حصل هذا بسرعة ... ولد الطفل قبل أوانه وكان صغيرا جدا وكنت أنا في التاسعة عشر من عمري وكنت وحدي.."
" وزوجك؟"
" كان قد خرج مع أصدقائه, وكانت المحاصيل ممتازة في ذلك العام ورغم أنني كنت حامل الا أنني كنت أجهد نفسي بمساعدته , وفي الوقت الذي احتجت اليه بجانبي لم أجده كالعادة وعندما اتصلت بأهلي كان قد فات الأوان ولم أستطع أن أنقذ طفلي , حاولت ولكني لم أكن أعرف ماذا يجب...؟"
وضمها دوغ الي صدره.
|