كاتب الموضوع :
katia.q
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الثامن
الفصل الثامن
كان كل السياح يتنزهون في هذه المنطقة الجميلة. توقف دوغ ودخل الي احدي المكتبات واشتري أحد كتبها الأخيرة
"أوه دوغ, يا لها من فكرة!"
"أريد أن أقرأ هذه القصص ,لقد أثرت فضولي!"
ثم تابعا سيرهما علي طريق الشاطئ ووضع دوغ ذراعه علي كتفها, ولم تعترض ساشا. فجأة دفعها دوغ الي الجهة الثانية من الطريق علي بعد بضعة أمتار. وبعد ثواني قليلة وقع عدد من البراميل من سطح قريب منهما
" يا الهي كادت هذه البراميل تقتلك" قال لها دوغ وهو يضمها الي صدره.
منتديات ليلاس
وفهمت ساشا أنه أنقذ حياتها " هذه براميل زيت كان صيادو الحيتان قديما ولأنها فارغة أي حركة أو نسمة هواء قوية قليلا تجعلها تسقط" شرحت له ساشا.
" وكيف تعلمين ذلك؟"
" لأني استعملت هذه الفكرة في احدي رواياتي- لص منتصف الليل- حيث تعرضت بطلة القصة لمحاولة قتل"
" ومن أنقذها؟"
" حبيبها بالطبع" أجابته ضاحكة , ثم انتبهت لكلامها وأضافت" انها قصة كتابي"
فتأملها دوغ قليلا وتساءل هل سيكون يوما ما حبيب ساشا؟ وعندما دفعها بقوة كان خائفا عليها فهل هذه هو الحب؟
ثم اتجها نحو سيارة دوغ ,ودعاها لتناول العشاء في فندق قريب. "انهم يقدمون هنا سمك شهي..."
" أعتقد سيد ستيوارت أنك لست بحاجة لدليل علي هذه الجزيرة" قالت له ضاحكة, وأدركت أنه فعلا لم يكن بحاجة لدليل انما كان يسعي لمرافقتها.
وعندما أوصلها الي منزلها طبع قبلة علي خدها ووعدها أن يتصل بها في هذه الأسبوع.
لاحظت ساشا أنها تكلمت عن نفسها طوال الوقت أما هو فلم يكشف عن أي شيء أو عن مشاريعه للمستقبل. وتساءلت وهي تصحح بعض كتاباتها ماذا يعني لها دوغ, انها تشعر بالراحة معه وهو قادر علي جعلها تبتسم ومع ذلك لم يشر أبدا الي ضعفها أمامه ليلة أمس... وتذكرت ارتعاشها بين ذراعيه مساء أمس وشعرت للمرة الأولي أناه امرأة.... وتساءلت هل ستكون نهاية علاقتهما سعيدة أم حزينة؟ علي الأقل في كتبها هي حرة في جعل أبطالها يعيشون بسعادة..... ثم تنهدت من المؤكد أن الكتابة أسهل بكثير من العيش في قصة واقعية ولكنها أقل اثارة مما شعرته مع دوغ.
منتديات ليلاس
في اليوم التالي لم يتصل بها دوغ وتابعت عملها دون أن تعطي لذلك أهمية كبيرة ولكن عندما رن الهاتف يوم الثلاثاء أسرعت وأمسكت بسماعة الهاتف وهي تحاول أن تتمالك نفسها.
" صباح الخير ساشا... أنا ديان"
شعرت ساشا بخيبة أمل بالرغم من أنها تعتبر ديان أختا لها. " كيف حالك ديان؟ أنا سعيدة لسماع صوتك"
" أنا بخير وأنت؟ هل تعلمين أنه وقع الاختيار علي روايتك انتقام رافن في الزاوية الأدبية للجريدة"
" حقا؟"
" نعم وهذا يعجب دار النشر كثيرا ولهذا السبب يريدون اعادة طبع أحلام الشيطان ومكامن الخريف ولكنهم يريدون ان تكتبي مقدمة جديدة وتحضري الي نيويورك للتوقيع علي العقد الجديد"
" أوه ديان, أنا لا أستطيع أن أذهب الي الكوافير وأصطنع الابتسام وأعود متعبة ورجلاي تؤلماني من أجل التوقيع علي مئات الأوتوغرافات ... عندها سأكون بحاجة الي شهر إضافي قبل أن أعود وأتابع الكتابة..."
" اهدأي ساشا , اثنتا عشرة يوما فقط , مع بعض المقابلات التليفزيونية والإذاعية"
" أنا لا أحب أن أوقف كتابة روايتي التي بدأتها مؤخرا"
" حسنا, أسبوع واحد فقط ويريد صاحب دار النشر أن يبيع رواية شيطان الغابة لكي يتحول الي سلسلة تليفزيونية"
" حقا؟" سألتها ساشا ضاحكة
" انك رائعة ساشا وأنا متحمسة كما رأيتك عند صدور أول كتاب لك لو أنك ترين بقية المؤلفين..."
" بالمناسبة هل لديك أخبار عن سيمون ؟"
" انه حاليا يقوم بالغطس تحت الماء بحثا عن الكنوز وأعتقد أنه لا يكتب حاليا , لقد سألني عنك وعن موضوع قصتك الأخيرة لكني لم أخبره اعتقادا مني أنك لا ترغبين بذلك"
" بالتأكيد لا لقد قرأ كل مقدماتي ومخطوطاتي تقريبا وأنا أشعر بالذنب لأنني فقدت كل اتصال به, وبنفس الوقت سعيدة لأنك واسطة بيننا"
"لماذا لا تتصلين به هاتفيا اذا؟"
تشجعن ساشا وطلبت رقم هاتف سيمون لكنها لم تجد أحدا يجيبها فعادت للكتابة ساعات طويلة دون أن تتناول أية وجبة طعام وفي نهاية فترة الظهر رن جرس الهاتف فتناولت السماعة وقلبها يدق الا أنه لم يكن دوغ - انها أختها فيكي التي تكبرها بثلاثة سنوات وتبدو متفهمة أكثر من غيرها – شعرت ساشا علي الفور بأن شيئا خطيرا قد حدث وبالفعل أخبرتها أختها أن والدتها في المستشفي ويقول الأطباء ان لديها ورم يستوجب عملية جراحية وستتم في الأسبوع القادم وبأن الأطباء لا يعلمون مدي خطورة العملية.
أحست ساشا بالغضب من والدها الذي يفرض علي والدتها القيام بأعمال متعبة جدا وسألت أختها اذا كانوا بحاجة للمال فأكدت لها فيكي أن والدتها تتعالج علي حساب التأمين.
أقفلت ساشا السماعة وهي متأكدة أن أخوتها سيرفضان أن يلمسا مالها والذي يعتبرانه غير شريف ونهضت ساشا تقطع الغرفة ذهابا وإيابا.
منتديات ليلاس
ان والدتها امرأة قوية وستتحمل بسهولة هذه العملية.. فلا داعي للقلق وحاولت أن تعود للكتابة لكنها لم تستطع, فشربت كوب من الشاي لكن هذا لم يزيل توترها وظلت تفكر ب فيكي و ديان و دوغ ثم قررت الخروج من المنزل. وما ان اتجهت نحو الباب حتي سمعت رنين الهاتف من جديد فأمسكت السماعة وأجابت بجفاف " ألو"
عرف دوغ أن صوتها غير طبيعي "ساشا" سألها بقلق" أنا دوغ"
" نعم؟" سألته بجفاف أيضا.
" هل أنت علي ما يرام ساشا؟ يبدو أنك غاضبة..."
" أنا غاضبة!!! ولكن لا .. أنا بخير فأنا رومانسية كبيرة أجلس خلف طاولتي وأعمل" أجابته دون أن تستطيع إخفاء مرارتها
"ساشا؟ ماذا حصل؟" سألها وقد بدأ يفقد صبره وهو يحس من لهجتها انها تخفي أمرا ما.
تنهدت ساشا وحاولت إخفاء ارتباكها " أنا آسفة دوغ أنا مضطرة للخروج سنتكلم في وقت لاحق " ثم أقفلت السماعة وخرجت وكان الوقت مساءا وأحست بالبرد وهي تسير بخطي سريعة نحو أعلي التل وعندما شعرت بالتعب وقفت وحيدة تستعيد أنفاسها.
وأحست بأنها غير قادرة علي العودة الي منزلها فأغمضت عينيها وكتفت يديها وهي تتخيل أمها وسام و دوغ... وفجأة سمعت وقع خطوات تقطع سكون الليل فتسمرت مكانها كالأرنب الخائف وتذكرت فجأة حادث الدراجة والبراميل التي كادت تقتلها كل هذا غريب ... ماذا اذا كان هناك من يلاحقها ؟؟؟؟
|