كاتب الموضوع :
katia.q
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الثامن عشر
الفصل الثامن عشر
الأخير
عندما سمع دوغ ذلك أحس وكأن الدماء ستتجمد في عروقه ولم يعد يريد سماع المزيد, اتجه بسرعة نحو سيارته وترك سيمون مع الشرطي وانطلق بسيارته كالمجنون
انه يلوم نفسه مهما حصل لساشا لن يغفر لنفسه أبدا لأنه تركها وحدها.....
لم يعد يهمه الطريق وزاد من سرعة سيارته وهو يطلق الزمور دون أن يرفع يده وأخذ يصلي لربه كي تكون كل الطرقات خالية وأن لا يرتفع المد, وأن تستيقظ ساشا قبل أن يفوت الآوان.....
ولم يعد يفكر سوي بساشا الموجودة علي الشاطئ يجب أن يصل بأقصي سرعة ويجدها واذا لم يختبئ القمر خلف الغيوم ستكون مهمة أسهل
هل سيتمكن من رؤيتها في الظلام؟
الزواج؟لا, لم يعد يهمه الزواج, كل ما يهمه الآن أن يتمكن من انقاذها...
وعندما وصل نزل من سيارته بسرعة دون أن يغلق الباب وراءه وأخذ يركض بسرعة نحو الشاطئ وتعثر بالحصي والحجارة فنهض بسرعة وعندما وصل للرمال وقف وأخذ ينظر يمينا ويسارا ولا يعرف أي جهة يسير أولا
ساشا, أين أنت؟ ساشا, أجيبي أين أنت؟" ومن شدة جذعه عليها اتجه راكضا الي المياه وهو لم يعد يهتم سوي بايجادها
&&&&&&&&&&&&&&&&&
بدأت شيئا فشيئا تشعر ساشا بالبرد والرطوبة, ماذا تفعل هنا ممدة علي الرمال الرطبة, ووجهها علي الرمال واحدي يديها ممدة أمامها واليد الأخري علي الأعشاب البحرية؟؟ ورجليها بالماء...بدون شك هذا الذي أيقظها من غيبوبتها.
منتديات ليلاس
وضعت يدها علي جبينها وأخذت تنظر حولها دون أن تفهم شيئا, يوجد مياه... مياه فقط باستثناء الرمال التي تتمدد عليها, ولكن.... ماذا حصل لها؟ انها تذكر أنها كانت بطريق عودتها نحو المنزل وشعرت فجأة بالثقل ووقعت....
وعندما وجدت هذا السواد حولها صرخت من الفزع وحاولت أن تتحقق مما حولها...أين هو الشاطئ اذا؟
يبدو أنه بعيد وسط هذا السواد, وهي خائفة جدا وبعد لحظات أدركت ما حصل لها بينما كانت غائبة عن الوعي
ارتفع المد, يا الهي, كم مضي من الوقت؟ وهي لا تضع ساعة يدها, واذا كانت معها فهي لن تستطيع قراءة الوقت في هذا الظلام
أخذت ترتعش وشعرت بالبرد يصل الي عظامها, يجب أن تسبح هذا هو الشيء الوحيد الذي يجب أن تفعله وبجهد كبير حاولت النهوض ولكن ساقيها كانتا عاجزين عن حملها, للأسف لا يوجد خيار أمامها, فطمأنت نفسها الي أن المياه لن تكون عميقة في هذا المكان
وعند أول خطوة قامت بها ابتل بنطلونها الجينز كله وبالطبع هذا ما فكر به ذلك الرجل... انها لن تستطيع السباحة بساقين ثقيلتين, ولن تتمكن من الوصول الي الشاطئ وستبقي هنا وتموت من البرد
ولكن يجب أن لا تموت...يجب أن تنقذ نفسها.... لأنها لا يزال لديها أشياء لتقولها لدوغ... يجب أن تعيش....
أخذت أسنانها تصطك ... وتقدمت من جديد, خطوة بخطوة, ولكن درجة برودة الماء شلت قواها, يجب أن تجد دوغ
حاولت أن تجر نفسها قدر الامكان ولكن مع كل خطوة كانت قدماها تغوصان أكثر في المياه,دوغ...دوغ,أين أنت؟ ساعدني دوغ أرجوك, ساعدني
أخذت ساشا تناديه بيأس وفي نفس اللحظة سمعت صوتا بعيدا, واعتقدت في بادئ الأمر أنها ضحية لخيالها الواسع
"سااااااااشاااااااااااا"
ان الصوت بعيد....فهل خيالها يتلاعب بها؟ ولكن عندما سمعت اسمها مرة ثانية جمعت كل قواها وأخذت تصرخ دووووووووووووووغ....."
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
اتجه دوغ بسرعة نحو مصدر الصوت وهو يخلع ملابسه ونزل الي المياه ولم يهتم للبرودة الشديدة
"ساشا, أنا لا أري جيدا....أين أنت؟"
ورغم تعبها الشديد وضعفها صرخت باسمه مرة ثانية وثالثة....
وشعرت بأن صوتها يختنق أكثر وأكثر فحاولت مجددا وقد بدأت تيأس وهي لا تفكر سوي بدوغ.... انه قريب منها وهي بحاجة وهي بحاجة اليه, وهو قادم لانقاذها وهي تعلم الآن بأنها اذا ماتت فستموت سعيدة لأنه يحبها
وهذه الفكرة أعادت لها بعض القوة
"دوغ أنا هنا.... هنا دوغ...."
وأخيرا رأي دوغ شيئا في الجهة الشرقية فوق الرمال, فغطس باتجاهها وسبح بقوة ونجح رغم برودة المياه أن يسبح ضد التيار
عندما لمحته ساشا علي بعد عشرات الأمتار منها بدأت تبكي, هل سيتمكن من الوصول اليها قبل أن يشلها البروزدة اذا حصل لها شيء ما....
"أوه....دوغ..." أخذت تشجعه" تعال, تعال دوغ...."
تابع دوغ جهوده وتمكن أخيرا من الوصول الي الرمال وقطع الأمتار الأخيرة التي تفصل بينهما وتقدمت ساشا أيضا ورميا أنفسهما في أحضان بعض
"شكرا لك يا الهي" همث دوغ وهو يلهث وخبأ وجهه في شعر ساشا
أحاطت ساشا عنقه بيديها فضمها اليه وظلا لحظات صامتين
"خفت كثيرا, لم أستطع تحمل... الظلام......شديد...."
"لا تقلقي حبيبتي, هيا بنا الآن...."
منتديات ليلاس
ألقي دوغ نظرة سريعة حوله, المياه ترتفع فوق تلة الرمال, وأصبح الوضع صعبا ليس أمامهما سوي حل واحد.... العودة الي المياه والوصول الي الشاطئ سباحة
طلب من ساشا أي تخلع ملابسها بسرعة لأن الملابس المبللة تعيق الحركة وتزيد من ثقلها في المياه فيصعب علي دوغ حملها
" واحذري ساشا فالمياه باردة جدا"
وكانت ساشا تشعر ببرد شديد فلم يعد يهمها برودة الماء... حملها دوغ وتقدم بها نحو الأمواج ثم بدأ يسبح معها نحو الشاطئ وهي تشد بيديها حول عنقه وأدركت مدي المجهود الذي يبذله دوغ فأخذت تصلي لربها ألا يضعف وخاصة أن لا يزال بعيدا قليلا
وعندما وصلا الي الشاطئ توقف وجمع ملابسه واتجها نحو المنزل
|