كاتب الموضوع :
katia.q
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل السابع عشر
الفصل السابع عشر
اتصلت ساشا بأختها فيكي وعلمت منها بفرح كبير بأن والدتها أصبحت بحالة جيدة وأرسلت لوالدتها رسالة ثانية لكن أكثر عاطفة من الأولي وأخذت تفكر بجدية أكثر بزيارتهم
وتابعت ساشا الكتابة وهي تفكر بالزواج من دوغ وبقلقها أيضا
وكان دوغ وساشا قد اعتادا علي السير يوميا علي الشاطئ وهما يمسكان بأيدي بعض ويتأملان البحر وكان دوغ لا يترك ساشا تبعد عنه لحظة واحدة فقد كان يخاف أن يحاول عدوها إلحاق الضرر بها مرة ثانية
وكانت الشرطة حققت مع الموظف في محل البوظة ولم يكن من سكان الجزيرة وكان يعمل نصف نهار ولا يتذكر ذلك الرجل الذي كان يقف خلف الكونتوار في ذلك اليوم لكنه قال بأن ذلك الرجل خرج بسرعة ولم يره مرة ثانية وطال انتظار دوغ وبدأ يصبح عصبيا
وفكر في أن يبعد ساشا عن هذه الجزيرة الي نيويورك مثلا لكي تكون بأمان أكثر ولكن الشرطة طلبت منه التريث لكي تتعرف ساشا علي الرجل المطلوب.
وكانت زحمة فينيوبل قد خفت في هذا الفصل وأصبح بالامكان المراقبة بشكل أسهل ومع ذلك لم تتقدم جهود الشرطة
بعد ظهر الخميس اقترح دوغ علي ساشا أن ترافقه الي السوق لشراء بعض الحاجيات
"اذهب أنت دوغ , أريد أن أتابع عملي" أجابته ساشا دون أن تلتفت اليه
"وأنا لن أذهب بدونك ولن أدعك وحدك هنا"
"أرجوك دوغ....أنا لست طفلة بحاجة للمراقبة الدائمة, لن يحصل..."
"ساشا, تعالي معي..."
"لا" ثم التفتت نحوه وصرخت فجأة" لقد اكتفيت من أوامرك, توقف عن مراقبتي بشكل دائم, أشعر كأنني في سجن لا يمكنني أن أتحمل هذا الجو"
"وهل رفقتي لك تعتبرينها قصاصا؟" سألها دوغ بجفاف
"لا,لا أقصد ذلك وأنت تعلم, ولكن لا ضرورة لأن لا نفترق من وقت لآخر, لمدة ساعة أو ساعتين, وأنا لن أخرج معك الآن هل هذا واضح؟"
وأدركت فورا أنها لم يكن يجب عليها أن تكلمه بهذه اللهجة فأسرعت وأدارت له ظهرها دون أن تضيع أي كلمة
لم يجيبها دوغ لكنه خرج وأغلق الباب وراءه كالبرق وبعد دقيقتين سمعت صوت محرك سيارته يبتعد, فشعرت ساشا بالوحدة.... وخبأت رأسها بين يديها, كيف استطاعت أن تتصرف هكذا مع الرجل الذي تحبه؟ هذا ليس عدلا.
ثم نهضت وارتدت معطفها وتوجهت نحو الشاطئ ,كانت بحاجة لبعض الهواء المنعش, وعند عودة دوغ ستكون أعصابها قد هدأت وتطلب منه السماح.
كان الطقس مشمسا ولكن الغيوم بدأت تتجمع في السماء الآن, فكرت ساشا طويلا لماذا تنتظر أكثر حتي توافق علي الزواج منه؟ انه رجل حياتها الذي تحبه, هل تنتظر نبوءة تطمئنها علي مستقبلها معه؟
لا أحد يعلم كيف تتطور الأحداث ولكن هل يوجد أي شيء كضمانة؟ لقد فعل دوغ كل ما بوسعه ليثبت لها حبه أيجب أن تتابع تحفظها من الرجال بعد فشل زواجها مع سام؟ أيجب أن تعذب نفسها أكثر؟
منتديات ليلاس
وكان مد البحر وجذره منخفضا فسارت علي مهل وهي تنظر الي أقدامها وتترك وراءها أثر حذائها علي الرمل الرطب, وعندما وصلت الي الماء أخذت تتأمل الأفق...
عندما سمعت هدير المازيراني وأدركت أنها وحدها...ففكرت كيف ستكون حياتها بدون دوغ. لقد حان الوقت لتعلن له موافقتها علي الزواج ومشاركته الحياة.
عادت وهي تشعر بخفة وكان الهواء أصبح باردا وفجأة أحست بثقل لم يتسع لها الوقت لمعرفة سببه....شعرت بغمامة سوداء أمام عينيها ووقعت علي الرمال وبهذا الوقت بالذات كان رجلا يقف بعيدا ينزل مسدسه وضعه في جيبه ويختفي.............
لم تنجح جولة دوغ حول الجزيرة بتهدئة أعصابه, وعندما عاد الي المدينة توقف أمام المفوضية ودخل بسرعة وقابل الضابط المسئول عن التحقيق في قضية ساشا وكان دوغ قد قرر ان يقول له رأيه بصراحة
"اسمعني جيدا,أعتقد بأن هذه اللعبة الصغيرة قد طالت أكثر مما يجب, يجب أن نفعل شيئا الآن"
نظر اليه الضابط وكان اعتاد المحافظة علي هدوئه في مثل هذه المواقف
"وماذا تقترح أن نفعل سيد ستيوارت؟"
"أقترح أن....أن... توقفوا بعض المشبوهين وتحققوا معهم"
"بعض المشبوهين؟"
"أنت قلت بأنه يوجد بعض الغرباء علي هذه الجزيرة"
"أتريدني أن أوقف وأحبس المدنيين الذين قصدوا هذه الجزيرة لكي يجدوا فيها الهدوء والسلام؟ لا سيد ستيوارت, كل ما يمكننا فعله أن نكثف تحرياتنا, لا تقلق أنت فنحن لن نهمل هذه القضية"
"ولكن الي متي يجب أن ننتظر؟ أكاد أصاب بالجنون , لم يحصل أي شيء"
"ولكن هذه اشارة جيدة ....قد يكون ذلك الرجل قد مل من لعبته وترك الجزيرة"
"ترك الجزيرة... وهل تتركون مجرما مثله يرحل هكذا؟"
"لست متأكدا من ذلك سيد ستيوارت, ونحن نراقب كل رحلات الطيرات , لا تقلق فنحن نقوم بواجبنا علي أكمل وجه"
أدرك دوغ عدم جدوي الحاحه أكثر فتنهد بعمق وخرج من المفوضية مسرعا وصعد الي سيارته والشرطي ينظر اليه.
منتديات ليلاس
وتذكر أن البراد في منزله أصبح تقريبا فارغا فتوقف رغم تسرعه لرؤية ساشا , ثم توقف قليلا قبل دخول الي السوبر ماركت, ولاحظ أن الشارع مزدحم بالسيارات والمارة وتساءل لماذا هو قلق هكذا, يبدو كل شيء هادئا. ووولم يجد سوي جوابا واحدا ... انه يحب ساشا كثيرا ويخشي عليها من أي شيء قد يعرضها للخطر
وساشا تحبه أيضا وطلبت منه أن يدعها تفكر قليلا....
طبعا فهي مرت بتجربة قاسية ولكن كيف سيمكنها التفكير بهدوء وهي مهددة من مجهول لا تعرف غايته؟
ندم دوغ لأنه تركها وحدها.... في وقت قد تكون بحاجة اليه...
فاشتري بعض الحاجيات الضرورية وخرج من السوبر ماركت مسرعا وصرخ فجأة عندما اصطدم برجل علي الرصيف... شم رائحة كحول قوية تنبعث من هذا الرجل ففهم أنه ثمل جدا
"اعذرني سيد...." وتابع سيره نحو السيارة لكن الرجل الثمل تبعه وقطع عليه الطريق
"لا تتركني وحدي...تعالي واجلس علي هذا المقعد معي..."
"أنا آسف ومستعجل جدا"
"علي كل حال....فات الآوان..."أجابه الرجل السكران
انتبه دوغ فجأة لشعره الأشقر وللحيته الصغيرة علي طرف ذقنه
"ماذا قلت؟"سأله دوغ بشيء من الانفعال
"لقد فات الآوان ...ان....لن تكون....لك أبدا"
"ماذا؟"
"اذا لم يكن...بامكاني رؤيتها....فأنت أيضا لن تستطيع"
ثم رفع زجاجة الكحول وقربها من فمه لكن دوغ أسرع وأمسك به من قبة قميصه ورماه علي المقعد الذي علي الرصيف ثم وضع رجله في بطنه
"عمن تتكلم يا هذا؟"
"لن تكون لك...."
هزه دوغ بعنف وأدرك أن الذي أمامه هو سيمون نفسه وبجهد كبير ضغط علي أعصابه وتركه قليلا كي يستطيع الكلام
"كنت أريدها....لكنها رحلت....وأصبحت قوية ومشهورة....لدرجة أنها لم....تعد تتصل بي....لا, لن تكن لك, لقد رحلت, وأنا اهتممت بها....لن تكون لك أبدا"
"أين هي؟" صرخ دوغ وعاد يهزه ثانية وأصبح غاضبا كالمجنون.
أراد أن يذهب للبحث عن ساشا فورا ولكن كيف سيعرف مكانها بدون مساعدة هذا المجرم
"قل لي...قل لي ماذا فعلت بها؟ والا ستقضي كل حياتك في السجن هيا أخبرني أين هي الآن؟"
وفجأة ارتفع صوت خلفهما وأمسكت يدان قويتان بكتفي دوغ
التفت دوغ فرأي أمامه رجل الشرطة فأسرع يشرح له موقفه
"هذا المجرم هو الذي تبحثون عنه أنا دوغلاس ستيوارت وهذا سيمون تريبولي الذي كان يجب أن تقبضوا عليه منذ أيام لقد فعل شيئا بساشا لأا يريد أن يعترف لي بماذا فعل"
فهم الشرطي خطورة الموقف بسرعة وترك كتفي دوغ وأمسك بسيمون من صدره
"حسنا أيها الرجل لقد كفاك ما حصل حتي الآن, وستكون أمورك علي شكل أفضل اذا قلت لي كل شيء...أين هي؟"
"انها لطيفة وهادئة خلف المنزل ولكن ...أين زجاجتي؟"أجاب سيمون بحزن
"دعك من الويسكي الآن! أين هي بالتحديد؟ من مصلحتك أن تتكلم ,أؤكد لك ذلك" صرخ الشرطي
"انها علي الشاطئ"
"أي شاطئ؟" سأله دوغ وقد بدأ يفقد صبره "ماذا فعلت بها؟"
"لا شيء, فقط حقنتها بابرة مخدر.... وهي نائمة علي الشاطئ...والمد
سيرتفع....لن تحصل عليها أبدا....لن تحصل عليها أبدا"
|