كاتب الموضوع :
katia.q
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل السادس عشر
الفصل السادس عشر
وعندما اطمأنت ساشا علي والدتها قبلت دوغ وقررت نقل بعض حوائجها وآلة الطباعة خاصتها الي منزل دوغ لكي تمضي عنده بضعة أيام
وهكذا أمضت أياما مع دوغ بهدوء وهي تتابع كتابة روايتها وأحست بأنها بزواجها من دوغ ستكون سعيدة معه وكان عندما يراها تعمل ينصرف هو الي عمله وأحيانا كثيرة كانا يتناقشان حول رسوماته وتصاميمه
منتديات ليلاس
في اليوم التالي ذهبا الي المدينة لتناول العشاء وعادا الي المنزل وقضيا السهرة بلعب الورق وسماع الموسيقي ثم نهضت ساشا وتمددت علي السرير وهي تشعر بألم في معدتها بعد أن تناولت قطعة بوظة, تبعها دوغ ولاحظ ألمها فظل يراقبها بعد أن نامت وبعد ساعة تقريبا استيقظت علي ألم أكبر وكان العرق يتصبب من جبينها فازداد قلق دوغ عليها
في صباح اليوم التالي استيقظت ساشا وجدت دوغ قد استيقظ قبلها
"كيف أصبحت الآن؟"
"بخير...ولكن أنت يبدو أنك لم تنم أبدا هل هناك شيء لا يسير علي ما يرام دوغ؟"
وقد كانت طيلة الأيام الماضية تشعر بالقلق علي سعادتهما
"ساشا, البوظة التي أكلت منها مساء الأمس...قبل أن تنامي كانت مسممة وهذا ما تأكدت منه بعد نومك"
"مسممة؟ مستحيل لقد كانت لذيذة جدا"
"ألم تلاحظين ثقبا كثقب الإبرة علي جانب الغلاف؟"
"يا الهي"
"لقد حقن أحدهم السم بواسطة إبرة ولكنني أتساءل من أين جاء بهذه الفكرة, لقد قرأت كل كتبك وليس فيها مثل هذه الفكرة..."
منتديات ليلاس
عضت ساشا علي شفتيها وشدت علي معدتها وسالت دموعها "أوه دوغ...أنا بالفعل كتبت ذلك في كتابي الأخير الذي لم ينشر بعد يا الهي"
"ومن قرأ المسودة حتي الآن؟"
"ديان والناشر.."
"ومن غيرهما؟ فكري جيدا ساشا هذا مهم"
"سيمون...لقد قالت لي ديان بأنها أخبرته عنه ولكن هذا مستحيل انني أعتبره كأخ لي وليس هناك أي سبب لأن يكرهني انه مغامر, نعم ولكني لا أشك به أبدا"
" هل نشر كتابا مؤخرا؟"
"لا لم ينشر سوي كتابا واحدا..."
"إذن أنت تفوقت عليه...وهو يحاول أن يتلاعب بك دون أن تعرفي"
"ولكنه يحبني كثيرا علي طريقته الخاصة"
"ولكن قد يكون يأمل بأكثر من صداقتك ألم تلاحظي عليه ذلك؟"
"انه يعرف قصتي ويعرف بأنني لست مستعدة للزواج ويفهم ذلك جيدا"
"ولكن قد يكون فكر بذلك بعد كل هذه السنوات. ان مهنته لم تكن ناجحة بينما أنت أصبحت كاتبة مشهورة وبالاضافة لذلك أنت تخرجين معي كثيرا..."
"ولكن هذه المحاولات بدأت قبل معرفتي بك"
"هذا صحيح ولكن فكري قليلا, في البداية كان يحاول إخافتك أكثر من أن يضرك ثم بدأ يرانا نخرج معا فازداد غضبه . ساشا هذا السم كان بامكانه أن يقتلك لو أنك أكلتي حبة البوظة بكاملها"
"لحسن الحظ أنني لم آكلها كلها ولم تأكل أنت حصتك"
"أنا لست قلقا علي نفسي ساشا انه يريدك أنت...لم يعد أمامنا سوي الاتصال بالشرطة"
"أوه دوغ..ان كان سيمون هو الفاعل فهو ليس بحاجة الي السجن ولكنه بحاجة الي مصح عقلي"
"ولكنه سيتسبب بموتك يا الهي ساشا...علي كل حال يجب أن نجده أولا"
"ولكن لا يمكن لسيمون أن يفعل ذلك أبدا"
"ساشا الأفضل أن تأخذي حماما ينعشك قليلا بينما أقوم أنا ببعض الاتصالات"
نهضت ساشا وفعلت كما نصحها دوغ وبقيت مدة في الماء الساخن وعندما خرجت طمأنها دوغ
"الشرطة ستهتم بكل شيء"
"الشرطة؟ هل اتصلت بالشرطة؟"
"كان يجب ذلك...لا تقلقي ساشا فأنا لم أكلمهم عن سيمون كما أنني اضطررت لإعلام الشرطة من أجل سلامتك فأنا لا أتحمل أن يحصل لك أي مكروه. سيصلون بعد قليل كي يأخذوا ما بقي من البوظة الي المختبر"
ارتاحت ساشا قليلا ولاحظت أن دوغ علي حق يجب العثور علي ذلك الذي يريد بها شرا وهي ليست وحدها في خطر الآن ...ألا يجب عليها أن تفكر بسلامة دوغ أيضا؟
بعد نصف ساعة حضر ضابطين من الشرطة وأخذا ما بقي من البوظة بينما ساشا ظلت صامتة شرح لهما دوغ ما حدث وبعد ذهابهما قال
"تعالي ساشا بدلي ملابسك ولنذهب الي بوسطن علي كل حال لن تتمكني من الكتابة اليوم"
وهكذا سارا في شوارع بوسطن وأحست ساشا بتحسن كبير ودخلا الي أحد معارض الفنون وكان دوغ يحاول دائما أن يجعلها تبتسم وكان بارعا في رواية النكات المضحكة. ثم عادا الي فينيوبل بعد الظهر وكانت الغيوم بدأت تتجمع في السماء
"ما رأيك لو نسير قليلا علي الشاطئ لا أريد العودة الآن الي المنزل. فلنطيل هذا اليوم أكثر يا ساشا"
كيف يمكنها الرفض؟ ان هذا ما تتمناه هي أيضا. وعندما وصلا الي الشاطئ الصخري بدأ المطر يتساقط ورغم ذلك لم يغير دوغ رأيه
"انتظريني هنا" ثم عاد الي سيارته وأخرج من الصندوق معطفا كبيرا
"هذا سيحميك ...وأنا أيضا"
ووضع المعطف فوق رأسيهما وسارا معا وهو يضمها اليه
" أتمني أن لا يرانا أحد والا سيعتقد أنا يري مسخا له رأسين" قالت له ساشا مداعبة
"وهل يوجد أي أحد مجنون يأتي الي هنا تحت المطر؟ انظري لا يوجد أحد غيرنا..."
وظلا يسيران معا حتي وصلا الي كهف صغير واحتميا به وأمامهما أمواج البحر تتكسر علي الصخور فأسندت رأسها علي كتفه وأخذ يداعب شعرها وعنقها بحنان
"أوه دوغ انه يوم رائع لست أدري كيف نجحت بجعلي أنسي كل شيء"
"أنا سعيد بك يا حبيبتي" ثم قبلها برغبة كبيرة ولم يتركها الي أن بدأت أن تتسارع أنفاسها
"دوغ اذا رآنا أحد"
لكن لا يمكن لأحد أن يراهما في هذا الكهف الرومانسي ودوغ لم يجيبها بل بدأ يداعبها وعادت شفاههما لتلتقي من جديد ولتطفئ نار رغبتهما المشتعلة وظلا وقتا طويلا في أحضان بعضهما وهما يتبادلان أعذب كلمات الحب ولا يسمعان حولهما سوي صوت الأمواج...
منتديات ليلاس
في الصباح التالي جاء تقرير الشرطة وكان ذلك بالفعل سما واضطرت ساشا بتشجيع من دوغ أن تروي كل سلسلة الحوادث التي حصلت لها وأخبرتهم بكل ما تعلمه عن سيمون
وكانت تردد دائما بأنه لا يمكن أن يكون هو الفاعل فطمأنها دوغ بأنه لن يتم القبض عليه الا اذا ثبت عليه ذنبه
وطلبت منها الشرطة أن تطلب سيمون في ولاية ماين لكن لم يجبها أحد فسجل الشرطي ذلك في ملاحظاته
ووعدتهم الشرطة بناء علي طلب دوغ أن تتم كل التحقيقات بسرية تامة وبأقصى سرعة ممكنة
اتفقوا علي أن يحققوا مع أي غريب عن هذه الجزيرة وبأن تبدأ أبحاثهم في المحل الذي اشترت منه ساشا البوظة.
|