المنتدى :
خواطر بقلم الاعضاء
محطة بطعم الذكريات
[frame="7 80"]تعودت أن أتردد كثيرا على هذا المكان ...محطة وعربات وقضبان حديدية وأشجار زيتون
وكافور متناثرة بجانب الطريق... كان الوقت متأخرا بعض الوقت سماء الليل مغطاة بنجوم الصيف
الصافية فتملؤها ،ورائحة الأرصفة الحارة التي استنشقها من خلال جلوسي على تلك الأرصفة ،وبعض
الشرفات المترامية والتي تنبعث منها أضواء خافتة توحي بسكون تلك الليلة.
هدوءا يسيطر على تلك الشرفات وكأنها خالية ،وبعض نسمات الهواء التي تسمع من خلالها ألحان موسيقية رائعة تخدر القلب فأتذكر من خلال النسمات تلك اللقاءات الحميمة والقريبة إلى قلبي والتي مازالت متوغلة في ذاكرتي لا أستطيع نسيانها .
كان على أن احضر إلى هذا المكان حتى أعيد من جديد تلك اللحظات التي انطبعت في أذهاننا ،،،، ذلك المكان الذي تخيم عليه أشياء لم نكن قد شعرنا بها من قبل ،طنين عربات الترام وهى تنقض فوق قضبانها الحديدية والمحطة التي نتقابل عندها ونرسم أحلامنا الوردية على قرابة منها ،،، هنا كثيرا ما التقينا.
أحيانا كانت ما تحضر متأخرة بضع دقائق عن ذلك اللقاء وهى تنقض على كصيف ظامىء، بجوار المحطة كان هناك بعض المقاعد المتناثرة على طول الطريق فقامت باصطحابي إلى مقعد خالي ليبوح كل منا بأسراره ... كان ممتعا أن نجلس متكئين على المقعد ابتسم لها واستنشق عطر الصيف المنبعث من ردائها ونحن مرتبكين خجلين إلى حد ما ،تتلاحق أنفاسنا ،لأننا نعرف ما يبغى كل من الأخر، فالرسائل تتوالا عبر الشفاه الممتلئة والعيون التي تمضى وراء حركاتنا التلقائية ،والمشروبات المثلجة والمحطة الملونة بألوان الطيف.
نقف هناك لا نبالي بما حولنا وأطراف إصبعانا متشابكان وقد أطلقت تنهيدة قصيرة، فمن خلال جلوسنا نرتشف جزءا من المكان في الأصيل المفعم برائحة أشجار الكافور والزيتون التي تملأ المكان ، فأدركت أن اختيارها لهذا المكان للقاؤنا ربما تم ليتناسب مع حرارة اللقاء .
كان يحوم من حولنا من يحمل مشروبات مثلجة ويدق على تلك الزجاجات ربما ليذكرنا بميعاد الافتراق ونهاية اللقاء.كنا عندما يذهب كل منا إلى حيث ينتهي تنتابني مشاعر جديدة على ،مشاعر كالغيرة للتي أعيرها هذا الحب الذي أتذوقه،كنت أحيانا ألاحقها في مكان عملها حتى اطمئن من أنها لا تتكلم إلا مع حبيبها .
هذه الغيرة كانت ما تسبب لها ضيقا وغضبا والتي أحيانا ما تسبب لنا المشاكل لكن صرعان ما ننسى تلك اللحظات العابرة.
إحساس غريب يصارعني من تلك الغيرة التي أصبحت ما تلازمني كثيرا كمرض مزمن لا أستطيع أن أتحرر منه.
حتى جاءت اللحظة التي لم استطع نسيانها والتي هي الآن سبب وجودي في هذا المكان ....عندما تلعثمت في صوت يملؤه الأسى بكلمات لم أكن قد سمعتها من قبل "لابد أن نفترق...لن أستطيع الاستمرار في هذة العلاقة ،كلانا يمشى في طريق مسدود من تلك الغيرة التي وصلت إلى عدم الثقة بيننا" تلك الكلمات نزلت على رأسي وكأنها صاعقة لدرجةأننى لم اشعر بها عندما غادرت المكان الذي كنا نجلس فيه ،فعلى أثير هذه النهاية وزقزقة العصافير التي أيقظتني من حلمي تركت المكان وأنا اردد هذه الكلمات التي ربما لتعطيني أمل في العودة إلى ماضي تولى " ربما تجمعنا أقدارنا يوما بعدما عز اللقاء ،فإذا أنكر كل خل خله والتقينا لقاء الغرباء فلا تقل شئنا إن الله شاء."
[/frame]
التعديل الأخير تم بواسطة منصور السديري ; 08-06-11 الساعة 06:36 PM
|