شكرا عمرورك ان شا الله اقدرر انزل اكبر جزء اليوم ادعولي
************************************************************ *********
"لا اعتقد انني سمعت عن ذلك من قبل؟"
وبصوت مرح قالت ماريتا: "انها مناسبة يجب ان تشترك فيها كل فتاة, فكل زهرة لها معنى, للبعض ستكون رقصة, وللبعض الاخر هدية, او شيئا اخر, حسب الزهرة المختارة,"
قالت كارول مبتسمة: "تبدو المنااسبة شيئا مسليا... من الذي يمول الهدايا؟"
"بالطبع فاليب, فهمت انك قابلته."
وحتى عندما اكدت كارول لها انها قابلته, اكتشفت لمحة تهكم تزحف الى افكارها, بالطبع فاليب مالك كل خواماسا تقريبا. السيد المحسن الذي يخفي يدا حديدية خلف القفاز اللمخملي لهداياه. وتبينت حينئذ ان سيلستينا كانت تراقبها بالطريقة المتهكمة نفسها, فاشاحت عنها بسرعة, لتضبط مارينا توجه نظرة خجولا الى الشاب الاسمر.
"لم تقولي بعد يا انسة كارول اذا كنت ستدخلين قرعة جزيرتنا؟"
وجهت سيلستينا اليها هذا السؤال بصوت مائع, غير ان كارول احست ان العقل الكامن وراء هاتين العينين الداكنتين, يعمل بنشاط فائق, وقبل ان تتمكن كارول من الرد, انطلقت ماريتا قائلة:
"ولكنك ستشتركين بالطبع... وربما فزت بالوردة الحمراء."
وسالت كارول:"هل لها اهمية خاصة؟"
فقالت سيلستينا متسائلة: "الا تنطبق الوردة الحمراءبقصتها؟ انها رمزالحب انها تخول الفتاة الفائزة بها حق تقبيل من تريد."
وبهتت ابتسامة كارول, وحلت مكانها الابتسامة الخرى المؤدبة الخالية من الحراررة التي كانت تواجه بها من لا تطمئن له, كما كان شعولاها نحو سيلستينا في تلك اللحظة, وقالت وهي تحاول ان تسيطر على صوتها:
"وهل ترفض الهدية ابدا؟"
وكاان مانويل هو الذي تولى الرد وهو يرنو بنظرة خجول لماريتا:
"ان البرتغاليين ليسوا سلالة ترفض القبلات, يا انسة كارول."
والتقطت كارول فجاة تعبير وجه سيلستينا في تلك اللحظة, كانت تتراقص على فمها الجميل ابتسامة حالمة جعلت كارول تعتقد انها لا بد ان تكون قد فازت ذات مرة بالوردة الحمراء, وانهاا قدمت قبلتها هدية الى السنيور نفسه.
وسالت نفسها في حيرة: ما الذي يعنيها لو انه احتوى سسيلستينا اكواراس بين ذراعيه, واحنى راسه عليها, لكنها اكتشفت ان الامر يعنيها, فافزعها ذلك, وان قطع عليها التمادي في التفكير دخول فاليب نفسه, ورحبت الفتاتان البرتغاليتان بلغتهما... سيلستينا بسرور متحفظ وماريت بسرور متدفق, وكان واضحا ان ماريتا لم تكن تنظر الى الماركيز على الاطلاق باعتبار انه م المحتمل ان يصير زوجها, كما كانت تفعل سيلستينا, ودارت احاديث مهذبة متفرقة, وبدا فاليب قليل السخرية, وربما ايضا غير حيادي كما كان يبدو من قبل, وفكرت كارول ان الفضل يرجع الى سيلستينا, فقد اكتسب جمالها البرتغالي بريقا زاد من فتنتها, وكان ذلك كافيا لان يلين عناد اي رجل, حتى لو كان نافرا متباعدا مثل فاليب, وكان فاليب لطيفا ازاء هذا النوع من المزاح, وكان على جاذبية لا تكاد تصدق.. وفجاة احست كارول ببالخزي من نفسها للمحة الضعف التي اعترتها, وكان واضحا انهم بانتظار الدكتور كريستين الذي تبين انه تاخر في المستشفى فقد يصل رسول يحمل الى السنيورا رسالة اعتذار, يرجوهم فيها ان يقبلوا عذره, لانه استدعي لحالة مستعجلة او انه سيحضر متاخرا ليقدم اعتذاره بنفسه.
منتديات ليلاس
وجلسوا اخيرا حول المائدة ووجدت كارول الطعام غريبا, ولكنه شهي.
وسالتها السنيورا: "هل استمتعت برحلتك الى لورنزيتو, يا انسة كارول؟"
وردت كارول وهي تتحاشى النظر الى فاليب: "استمتعت بها للغاية."
"سمعنا انك قدت السيارة بنفسك, ربما لم تعرفي بعد عاداتنا."
واعتملت في نفسها رغبة شيطانية للمعاكسة لكنها تجنبت النظر الى فاليب وقالت:
" اثيرت مخاوفي للغاية, حتى انني قررت ان اطيع في المستقبل وكما لاحظت بدون شك, فانجيليو هو الذي اوصلني اليوم."
وقال فاليب بهدوء:
"لا اعتقد يا سنيورا انك ممن يمكن اخافتهم, ومما يدهشني انك قررت اطاعة التعليمات مع انك علمت مصدرها."
وسالت سيلستينا ونظراتها مصوبة نحو فاليب: "ممن كانت التعليمات؟"
فقال: "مني انا."
وفي الحال اندفعت مارينا قائلة: "اه..... ولكن كل النساء لا بد ان يطعنك يا فاليب."
اما سيلستينا فابتسمت في فتور وتحفظ مؤيدة الراي, ولكن بطريقتها القديمة المعروفة التي كانت تثير غضب كارول.
وقال فاليب وهو يمر بنظراته على كارول التي تشاغلت بالنظر بامعان الى صحنها:
"ليست كل النساء يا صغيرتي."
وعادت ماريتا تذكرها بسؤالها قائلة بلهجة غريبة وان حاولت ان تخرج الكلمات بنظامها الصحيح:
"لم تقولي بعد اذا كنت ستدخلين مباراة الازهار؟"
ومن جديد احست كارول بعينينه الداكنتين مصوبتين نحوها تريان ابعد كثيرا مما يجب ان يرى اي انسانو وتبديان استحسانهما لاختيار ثوبها الاخضر ذي الحزام الاسود الضيق, كان في رايها خبيرا في نقد كل شيء حتى الحب... وعلى الرغم من تاكيد نيستا, كانت متيقنة من علمه بمدى تاثير جاذبية ملامحه السمراء على النساء, هذه الجاذبية التي كان يمكن ان تكون خطيرة لو انه شاء ان يستغلها, واجابت بعدما سيطرت على ارتباك ذهنها:
"سمعت عن المباراة؟"
واتسعت ابتسامة ماريتا الطفولية وقالت: "ربما تاملين في الوردة الحمراء؟"
وعلق فاليب وفي صوته رنة تهكم: "الانسة كارول ستدعو الا يكون القدر قاسيا معها الى هذا الحد."
واجابت كارول: "من المؤكد ان القدر لن يضضيع مثل هذه الفرصة فيجعلها من نصيب فتاة انجليزية."
ورمقتها عيناه الداكنتان بنظرة استفزازية وقال: "للقدر طريقة في تقديم الاحداث غير المتوقعة, ماذا ستفعلين اذا فزت بالوردة الحمراء؟"
"في الغالب ساناولها للفتاة التي تليني."
قالت سيلستينا وهي ترمقها بفتور: "هذا ليس مسموحا به, اننا نسمع الكثير عن شجاعة الانجليز, ربما تظهرينها في هذه المناسبة يا انسة كارول"
ربما... سيكون علي ان اقرر وقتذاك."
وسالت مارينا بسذاجة: "الا تحبين القبل؟"
وقالت سيلستينا: "ان الانسة كارول وبدون شك من النوع الانجليزي الفاتر."
وكان الحوار يدور بادب وبشكل عادي, ولكن كارول ظلت تحس بان سيلستينا تقصد ان تظهرها ضئيلة. واستدارت لتواجه الجمال الاسمر مواجهة كاملة وقاللت:
"اعتقد ان كل شيء يعتمد على لمن تكون القبل."
ولكن ما الذي عليها ان تفعله لو شاء لها الحظ الخرافي ان تدخل القرعة وتفوز بالوردة الحمراء؟ كان فيليب هو الرجل الوحيد الذي تحب ان يقبلها, ولكن حتى لو كانا ما زالا مخطوبين فمن العسير عليها ان تفعل ذلك علانية, اما فكرة تقبيل اي رجل اخر فكانت مستحيلة, وافاقت من شرود افكارها على صوت فاليب يقول:
"احرجتم الانسة كارول, والقبل كالحب امور لا تناقش في انجلترا."
وحدقت ماريتا في كارول وسالتك "ما هي اذن الاشياء التي تناقش؟"
وردت كارول: "موضوعات مختلفة فالحب ليس الشيء الوحيد في الحياة."
وقال فاليب: "ستخبركم الانسة كارول ان الحب ضعف يجب السيطرة عليه بل وحتى تجاهله."
ومن جديد احست كارول بنظرة سيلستينا الفاترة المنطوية على الاحتقار موجهة نحوها اذ قالت:
" ولكن الانجليز اذن لا يفهمون الحب يا فاليب, انهم قطعا لا يعرفونه كما نعرفه."
وتدخل مانويل الصامت في الحوار قائلا بابتسامة ودودة: "ربما تتعلم الانسة كارول الحب في خواماسا."
"من يدري. قيل لي ان الحب شيء يثير الاضطراب في اللقاء الاول, ثم ينمو اقوى واقوى حتى يصبح نارا مشتعلة تلتهم كل شيء في طريقها."
وقال فاليب معلقا على كلامها: "لك ذاكرة جيدة."
ثم اضاف محذرا: "هل تذكرين ايضا انني قلت ان حبك الانجليزي قد لا يكفي اذا اقمت طويلا في خواماسا؟"
"اذكر يا سنيور, وفي اية حال لا اعتقد انني ساهتم بمثل هذا النوع من العاطفة."
"الا تهتمين بالحب, ولكن احترسي فليس من الحكمة ان تتحدي القدر بمثل هذا الجموح."
وضحكت سيلستينا بتهكم ناعم وقالت: "الانجليز جبناء في مواجهة الحب."
وبحثت عيناها عن موافقة فاليب بابتسامة متوسلة, وسالت بالبرتغالية:
"اليس ذلك صحيحا يا فاليب؟"
اجاب: "ربما يظهرون شجاعتهم بعدم الزواج على الاطلاق."
ورمى كارول بنظرة استفزازية وسال: "الا توافقين يا انسة كارول؟"
واومات كارول بالموافقة مصممة على الا تظهر غريبة على شجن الحب, وقالت لتتفاداه معتقدة انها تخلصت منه بمهارة:
"اننا معشر الانجليز متعلقون بوطننا للغاية ونعرف التزاماتنا نحو امتنا."
ووافقها فاليب قائلا بسخريته المعتادة:
بالطبع انها الصلابة النجليزيية العتيقة, وهي تستحق الاعجاب."
وقالت سيلستينا بصوت واهن: "االملاحظ ان الموضوع صار مملا للغاية بالنسبة للانسة كارول."
واستدارت نحو كارول واضافت قائلة: "يبدو انك ممرضة."
وقبل ان تتمكن كارول من الرد, صاحت ماريتا: "انت ممرضة؟ من المؤسف اذن ان الدكتور كريستين تاخر ستجدان الكثير لتتحدثا فيه معا."
وتصادف ان نظرت كارول الى فاليب في هذه اللحظة فلاحظت ان الفكرة لم تلق قبولا لسبب ما, وجعلها ذلك تصمم على لقاء هذا الدكتور كريستين اذا استطاعت الى ذلك سبيلا.
وقالت بسرعة: "احب ان اقابله."