وقررت هذه المرة الا تعلق لكنها كانت واعية بان احساسها بالعداوة نحوه خف, رغم انها انبت نفسها بشدة لانها تاثرت ببعض الاطراء الاجوف, فالماركيز دي الفيرو رريالتا ما كان يمكن ان يجد ما يهتم به حقيقة فيها, وانطلقا بالسيارة لفترة في صمت الامر الذي رحبت به, وفوجئت تماما بانها لم تفكر بفيليب لساعات عدة, وكانت بحاجة لان تعرف معنى ذلك, لانه كان في العادة دائما في تفكيرها واكثر من ذلك نسيت ما كان ينتظرها هو اقل من شهرين, ربما كان ذلك لان كراهيتها لفاليب دي الفيرو ريالتا شفلتها تماما عن اي شيء اخر, لهذا السبب وحده كانت ممنونة له ودفع ذلك الشعور بابتسامة اسفة بعض الشيء الى شفتيها.
منتديات ليلاس
وتساءلت في فضول عما كان يمكن ان يكون رد فعله لو اخبرته ان استغراقها في التفكير في كراهيتها له, ابعد عن ذهنها كونها ستموت قريبا, هل كان ذلك سيؤثر فيه حقا؟ الماركيز دي الفيرو ريالتا كان شخصا عظيما حتى ان ماساة كارول لا يمكن ان تعني الا القليل جدا لديه, وفيليب؟ اذا عرف كيف كان سيتلقى الخبر؟ هل كان سيحتويها بين ذراعيه ويقنعها بقبلاته التي احبتها كثيرا فيما مضى, بان يتزوجا ليعيششا معا الشهور القليلة المتبقية في سعادة كاملة؟ احبتها فيما مضى؟ وجذبت نفسها من لجة افكارها, هل بدا حب فيليب يخبو؟ هل لهذا السبب كانت صورته في مخيلته غير ةاضحة؟ قد يكون ذلك لانها ارغمت نفسها ان تسيكر على تفكيرها فيه, او من ناحية اخرى ان ذلك اللقاء الاخير معه حطم بعض الذكريات الزائفة والان كما قالت نيستا:
"بدا الانبهار يتلاشى"
ومن جديد قطع صوت فاليب عليها حبل افكارها اذ قال:
"ان لك وجها شديد التعبير يا انسة كارول, وهو يفصح بوضوح عم تشعرين به, افكارك الان لم تكن سارة."
"كنت افكر في ابي.
وهل ذلك سبب عبوسك؟"
"فكرة فقده تؤلمني."
"هل كنت شغوفة به؟"
"بالطبع."
وبدت في دهشة لسؤاله بينما هز هو كتفيه وقال:
"هناك اناس لا يعترفون بمشاعرهم نحو ابائهم."
"كنا سعيدين للغاية معا, وكانت نهايته مفاجئة, عدت الى البيت ذات يوم لاجده ساكنا على مقعده, في.. في البداية ظننت انه نائم.."
وقطعت كلامها واعتدلت في جلستها متذكرة مع من كانت تتحدث, قد لا يعنيه ان يسمع عن الحياة العائلية العادية للغاية لاسرة كارول, واستطردت تقول بطريقة رسمية:
"اني اسفة يا سنيور لا بد انني اثقلت عليك, نسيت وتركت افكاري تسرح."
"بالضبط.. نسيت من اكون,ونسيت ايضا كراهيتك لي, انت مخطئة انني احب ان اسمع عن اهلك في انجلترا."
"كنا نعيش حياة عادية للغاية,لا اعتقد انها يمكن ان تثير اهتمامك."
"انك لا تعرفين على الاطلاق ما الذي يثير اهتمامي."
وقطبت كارول جبينها وقالت لنفسها: "حسنا جدا انت تريد ذلك."
وبتان مدروس حدثته عن ذلك البيت الصغير في الضواحي وعن عمتها العانس التي تولت تربيتها, والتي لم تكن تفهم ابدا لماذاكانت تعتلي شجرة التفاح وتجلس فوق احد فروعها لتقرا كتابا, في حين كانت تستطيع ان تكون اكثر راحة لو انها اختارت مقعدا.
ورماها فاليب بنظرة باسمة مفاجئةوقال:
"انا افهم ان روح المغامرة كامنة هناك عندما يجلس الشخص فوق غصن الشجرة غير المريح."
واضافت كارول عابسة: " وايضا عنصر الخطر فانا لم اكن ابدا متسلقة ماهرة, كنت في رحلتي الصعود والهبوط اتعرض للسقوط بملابس ممزقة, كان على العمة ايثيل المسكينة ان تصلحها, لا بد اننيلم اقدر تعب غيري"
وسمعت كارول صوته يقول في غبطة:
"في يوم ما ساريك الشجرة التي اعتدت ان اقع من فوقها."
ودهشت, كان من الصعب تصور الماركيز دي الفيرو ريالتا كصبي صغير يتسلق الاشجار ويسقط منه, كان ذلك يجعله بشرا الامر الذي ما زال غريبا.
وقال فاليب بعد لحظة: "ساوصلك الى فيلا فرانشيسكا, واسف لعدم استطاعتي البقاء هناك, حتى لا اتاخر عن موعد سابق, ولكن جوليو يستطيع العودة معي الى القصر والعودة بسيارتك."
وسمعت كارول في صوتها رنة تهيب حينما قالت:
"انني اسفة على ما سببته لك من متاعب."
وقال بصوت مهذب: "لا تعب على الاطلاق يا سنيوريتا."
وحينما انصرف سالت نيستا: "كيف وجدت المدينة؟"
وابتسمت كارول في لهفة وقالت: "جميلة, وقد تاثرت باغرائها, حتى انني احضرت معي تذكارالها."
واشارت الى العقد الذي كان يحيط عنقها,ثم خلعته وناولته للسيدة المسنة, وراقبتها وهي تتفحصه باهتمام ثم قالت نيستا:
"كنت محظوظة, اعتقد انه صناعة شرقية قديمة, ربمما يكون وصل الى هنا منذ سنوات عن طريق احد المراكب, واذا كانت الكتابة التي عليه بالعربية, فعليك ان تطلبي من فاليب ترجمتها لك."