اعذروني عالتاخير نزلتها وطلعت من دون ما اعمللها مشاركة هلا بحطها
***********************************************************
ولم تكن تعرف ان اهل الجزيرة احبوها, حتى ذو الكبرياء المترفعة من الارستقراطيين, وشخص واحد لم يقم بزيارتها, واكتشفت ان غيابه يؤلمها اكثر مما نعتقد فبعدما فعله فاليب ليلة العملية, كان من المؤكد ان ياتي لزيارتها, ولكن من الواضح انه قنع بالسؤال من بعيد عن صحتها. وعنندما علمت انه استدعي فجاة الى البرتغال لعمل عاجل, اكتشفتت ان بهجتها بالحياة الجديدة وهننت بعض الشيءو لعلمها بانه لم يعد في الجزيرة قريبا منها, وحينما سمعت ان سيلستينا ايضا رجعت الى البرتغال, لم يبق لديها شك في الهدف, حتى ان قلبها غاص بن ضلوعها ولم تكن قد فكرت بعد فيم ستفعلهه بعد ان يتم لها الشفاء, سيكون من الممكن طبعا ان تعود الى مستشفى سان كريستوفر لكنها كانت تكره مغادرة خواماسا. لقد نما حب الجزيرة في قلبها, ليس فقط لانها كانت موطن فااليب, ولكن كان يوجد شيء ما في دفئها والوانها وناسها, ومرح اجوائها يروق لها دائما ايا كانت الظروف, ولكي تملا وقت الفراغ, قررت كارول ان تتعلم البرتغالية, كان ذلك سيصبح ضروريا بالتاكيد اذا استقرت على البقاء في الجزيرة. وعرض عليها كارل ان يعلمها, لكنه علق وفي عينيه الزرقاوين بريق واضح ان فاليب سيغضب اذا تكلمت لغته بلكنة المانية شاذة.
واطلقت كارول ضحكة وسالته: "ماذا سافعل يا كارل, عندما اغادر المستشفى؟"
"طبعا ستذهبين الى القصر."
"اقصد بعد ذلك, لا استطيع ان ابقى هناك طويلا. لا استطيع ان اعرف لماذا يريد مني فاليب ان اذهب الى هناك اصلا؟"
"الا يمكنك حقا؟"
ورمقها بنظرة غرببة, ثم اضاف مبتسما: "في الغالب ليرى انك تطيعين الاوامر ولا تجهدين نفسك."
"انه اخر شخص يفعل ذلك, فغاللبا ساعصي اوامره كمسألة مبدأ."
ثم قالت كارول متتبعة الموضوع الذي في ذهنها: "عرضت علي ذات مرة عملا معك هنا في المستشفى, هل ما زال العرض قائما؟ الانسة بروتون لن تكون بحاجة الي."
وقطب كارل جبينه بطريقة جعلتها تتساءل عم يفكر فيه, ثم قال:منتديات ليلاس
"هل نترك هذا الامر حتى تغادري القصر؟ قد تقررين تفضيل شيء اخر."
"اي شيء اخر يمكن ان يكون؟ انني اما سابقى في خواماسا, او ساعود الى انجلترا واذا بقيت هنا, فلا استطيع الا العمل في التمريض."
وبسرعة حول كارل الحديث تاركا كارول في غموض كامل, حتى قررت انه في الغالب كان يعني انها قد تفضل الاشتغال في التمريض الخاص. وعرضت عليها مريضة برتغالية شابة في المستشفى ذات معرفة قليلة بالانجليزية ان تساعدها على تتعلم البرتغالية, حتى انها في زيارة ماريتا التالية استطاعت ان ترحب بالفتاة بهذه اللغة.
وقالت لها ماريتا في زيارتها التالية:
"تقدمت بسرعة ولهجتك حلوة جدا, سيسر فاليب لذلك."
ولم تعد كارول تعبس للحقيقة الواضحة التي كانت تؤكد ان كل شيء يقع في الجزيرة يقاس بمعيار ما اذا كان سيعجب فاليب اولا, لكنها ظلت تضحك من نفسها لاقرارها بذلك دون غضب, وبحذر سالت:
"هل ما زال في البرتغال؟"
"لكنه سيعود قريبا."
"وابنة عمك سيلستينا؟ هل ستعود هي ايضا قريبا؟"
"كلا... اعلنت خطبتها وستتزوج عن قريب."
"لكنها ستعود الى الجزيرة حينما تتزوج, أليس كذلك؟"
كان ذلك واضحا منذ البداية, همست كارول بذلك لنفسها ولكن كان من المؤلم للغاية سماعه اخيرا بكلمات تؤكد ان خطبتهما قد اعلنت, لا بد ان عيني سيلستينا الداكنتين كانتا تبتسمان الان زهوا لانها فازت اخيرا بحب فاليب.
وقالت ماريتا: "ولماذا تعود الى خواماسا؟"
وقطع صوت ماريتا افكارها الحزينة:
"اتساءل اعتقدت انها حينما تتزوج من فاليب سيعيشان هنا."
"لكنها لن تتزوج فاليب."
وظلت كارول ساكنة بتاثير الصدمة ونظرت اليها ماريتا كما لو كان من المفروض ان تعرف طوال الوقت ان شيئا من ذلك لم يكن ليحدث وقالت متلعثمة:
"ولكنني اعتقدت, اقصد الجميع يتوقعون زواجهما."
"في وقت ما نعم, ولكن بسرعة اصبح وضحا ان فاليب يرغب في الزواج من فتاة اخرى وهو في حالة ححب شديدة والجزيرة كلها مسرورة لذلك, فلفترة طويلة ظل يزدري الحب."
ولم تستطع كارول ان تقاوم الابتسام, كان واضحا ان عدم وقوعه في الحب كان يعتبر خلقا منافيا لكونه برتغاليا. ولذا كان اصدقاؤه واعداؤه على سواء فرحين لاكتشافهم انه بشر على رغم كل شيء. وشعرت بفضول لمعرفة الفتاة المجهولة, ووجدت نفسها تسال ماريتا:
هل الفتاة اللتي خطبها في البرتغال؟"
"انه لم يخطب بعد, انها ستاتي قريبا الى القصر."
"اتوقع اذن ان اقابلها"
"هذا محتمل."
سارت بهم السيارة في الطريق المالوف من لورنزيتو, ووصلت اخيرا اللى الاعمدة الطويلة المزخرفة بشعار الفيرو ريالتا التي كانت مالوفة للغاية رغم انها لم تمر من خلالها الا مرة واحدة من قبل.
وظهر خادم فيي زي اخضر وفتح البوابة كالمرة السابقة لكنه هذه المرة انحنى وابتسم للانسة بروتون وكارول, ثم انطلقت السيارة بخفة فوق الممر اللممهد الذي يؤدي الى القصر. عندما نزلت كارول من السيارة حانت منها التفاتة الى المدينة فذهلت لما راته, وخيل اليها ان العيد يتكرر مرتين في اللعام او انها غابت عن الوعي شهورا طويلة وهاهو المهرجان يعود من جديد. لكن صوتا مالوفا انتشلها منن ذهولها واعاد نظرهاا نحو مدخل القصر, كان فاليب واقفا هناك بملابسه البيضاء وعلى فمه ابستامة تشع كالشمس. الا انه كان هادئ الوجه كعادته ولا تفضي ملامحه باي شيء مختلف, فكانها راته منذ قليل علماا بانه لم يكن فيي الجزيرة ابدا ولم يات لزياررتها في المستشفى.
ورحب بنيستا بادب كبير, ثم قادت احدى الممرضات كارول الى غرفتها في الطابق العلوي لتستريح, وصعدت السلم ودلفت الى غرفة نوم جعلتها تتسمر في مكانها وتسحب انفاسها في نشوة بالغة.
كانت الارضية من الرخام والسرير الضخم المزخرف مرتفعا فوق قاعدة, وبقية الاثاث فاخرة تدلل على ذوق ممتاز والنوافذ الطويلة تؤدي الى شرفة صغيرة مطلة على الحائق التي يتوسطها حمام سباحة.
واذ رجعت من جانب النافذة وجدت الممرضة البرتغالية منتظرة لترى ما اذا كانت تريد شيئا, لكنها صرفتها وعادت الى النافذة. كان منظر الالوان الجذابة في تلك الحديقة الرائعة لا يغريها بالبقاء في غرفتها, واستدارت وقد شعرت انها صبية شقية ازاء الفكرة التي طرات على بالها فجاة.
وتسللت من الباب ووجدت طريقها الى السلم بسهولة وهبطته علىى اطراف اصابعها شاعرة بالذنب, املة الا يخرج فاليب من احدى الغرف, لكن املها خاب وفوجئت به يطالعها على السلالم وهو يهز رسه مستاء كانها بالفعل فتاة شقية.
"الى اين انت ذاهبة؟"
كان صوتها خافتا وعيناها تبحثان في وجهه عن شيء اعمق مما يدور في خلده, لكنه قال بهدوء:
"رايتك تنظرين الى زينة المدينة بذهول, هل ادهشك شيء معين؟"
"اه... حقا... لمذا هذه الزينة ولم يمض على العيد مدة طويلة؟ هل هناك عيد جديد؟"
كان فاليب قد وصل الى حيث وقفت واعتلىى موقعها بدرجتين من دون ان ينزع يديه من جيبي سرواله الابيض وبدا كانه سيستمر في الصعود الى الطابق العلوي, لكنه توقف وماا تزال الابتسامة الصافية واضحة على فمه, وقال وهو يغرقها بنظرة حب عارمة كادت تتجرفها من مكانها:
"الزينة احتفال بخطبتي."
وفجاة زحف الى ذهنها ما جعل الشك يساورها اذ تذكرت شيئا قالته ماريتا وابتعدت عنه قائلة:
"فاليب... قالت ماريتا انني سالتقي بالعروس في القصر وقالت ان الجزيرة كلها تعرف من هي."
واطلق ضحكة ناعمة وقال:
"التفتي ترينها, انها وراءك."
وكانت هناك مراة كبيرة مثبتة في الجدار, فلم تصدق كارول غرابة المصادفة, كما لم تصدق انها يمكن ان تقع في عناق يختصر كل كلمات وكل الالم اللذي عبرته من اجل الوصول الى هذه اللحظة.
والتفت كلاهما ناحية صوت نيستا وراياها واقفة على عتبة الباب وقد بدت مسرورة للغاية وقالت معتذرة:
"طرقت الباب ولكن الواضح انكما لم تسمعاني."
واللقت نيستا نظرة نحو الفتاة التي جاءت الى الجزيرة لتموت فوجدت فيها الحياة والحب وقالت:
"الجزيرة ستكون الان اسعد حالا بعدما استقرت الامور."
وسالت كارول بدهشة وقد صعقتها الحقيقة:
"تقصدين ان الجزيرة كانت تتكلم عني انا؟"
فقالت نيستا متلعثمة:
"بعد سفره لاحضار الدواء كشف نفسه تماما, وسعدت الجزيرة بهذا الكشف وكل ما اصبح مطلوبا الان لاكماله هو اعلان خطبتكما."
وتراجعت نحو الباب قبل ان يستطيعا ايقافها.
وعاد فاليب الذي لم تكن لديه حصانة ضد المرح يضمها من جديد بين ذراعيه ولمست اصابعه العقد الفضي ذا الحلقات الاسطوانية, العقد الذي كان يطلب حبا مثيرا وخطيرا, حبا يطالب بالكثير, ويعد بالعطاء.
وقال بنعومة:
"هكذا سيكون الحال بيننا, هل تخشين الزواج من برتغالي يا حبيبتي."
وكيف لي ان اخافك وأنا احبك؟"
وكانت اجابة كارول بالبرتغالية لتؤكد له انها فهمت ما قاله وانها واثقة ان ما بينهما من حب سيدوم الى الابد........................