[COLOR="DarkSlateGray"]واجاب فاليب مبتسما لكارول بطريقة اوحت بوضوح عن علاقة قديمة بينهما: "كانت الصلة انقطعت بيننا ثم جاءت المقابلة مفاجاة لكلينا, مفاجاة سارة بالنسبة الي على الاقل."
واحست كارول في ابتسامة الماركيز التي استدار بها نحوها بلمحة تهكم وقال: "هل كانت مفاجاة تامة لك؟"
وقبل ان تستطيع الرد انبرى فيليب قائلا: "اوه... تقابلنا قبل اليوم."
وساور كارول انطباع غريب بان هذه الكلات ما كان يجب ان تقال, اذ اوحت بان هناك سرا يتعلق بلقائهما السابق, وربما كان فاليب احس بالشيء نفسه اذ تلاشت السخرية من وجهه الداكن وحل مكانها تعبير الحياد والانعزال.
وقالت بدون ان تدري لماذا كان عليها ان تقدم توضيحا للموقف واحست برغبة ملحة لذلك:
"جاء فيليب ذات عصر زائرا فيلا فرانشيسكا."
واستدارت بنظراتها نحو نيستا وقد تنبهت فجاة الى ان السيدة المسنة بقيت خارج الحديث وقالت لها:
"كنت حينذاك نائمة وامتنعت عن ايقاظك."
منتديات ليلاس
ونظر فيليب اليها معتذرا وقال: "طاب يومك انسة بروتون, ابدو مقصرا في حقك ولكن اخشى ان يكون ذلك بسبب دهشتي لظهور كارول فجاة."
ولم تكن ابتسامة نيستا وودودا كالعادة ذلك انها لم تكن تحب فيليبب لايلند, وان كان الادب يفرض عليها ان تتظاهر بذلك, وعاد فيليب يقول بابتسامته الساحرة التي لاحظت كارول للمرة الاولى مدى تكلفها:
"افهم من ذلك انك غفرت لي؟"
وقالت نيستا متظاهرة بالتردد: "سافكر في ذلك."
واستدار فيليب نحو كارول وسال مستفسرا:
"هل التقيت بطبيبنا السويسري؟"
"انه يتردد علينا ليراقب حالة ساق الانسة بروتون وصحتهاا عموما."
وقالت نيستا ببريق مفاجئ في عينيها: "اعتقد انني بدات اكون عذرا بل مبررا طبيا."
واحست كارول بتدفق الدفء الى وجنتيهها بينما رفع فاليب حاجبه وقال:
"هكذا, من ايضا يستغل هذا العذر؟ اعتتقد انك بذلك تظلمين نفسك."
وقالتت نيستا ببريق فرح في عينيها لمجاملته اللطيفة:
"شكرا يا فاليب لكنني اعتقد انك في هذه الحالة تظلم كارول."
وانحنت الراس الداكنة في اتجاه كارول بتسليم ساخر, وانبرى صوت الماركيز قائلا: "اعتذاراتي يا كارول."
وقررت كارول ان حان الوقت لان يخلو الحديث من الامور الشخصية, واخذت تتساءل كيف تستطيع تغيير دفته, حينما تولى فيليب المهمة نيابة عنها, واستفسر بغير اهتمام كبير عن مدى تقدم حالة ساق نيستا, ثم انتقل الى امور اخرى تافهة, وبعد فترة لاحظت انه كان يناور ليختلي بها, ولكنها بمهارة افسدت عليه محاولاته, وبدا فيليب مصمما على الا يدعها تذهب وقد صار متنبها لتهربها وبدات هي تضيق بالحاحه المستتر, واخيرا قال وعيناه مصوبتان نحوها متجاهلا الاثنين الاخرين:
"الا تحبون مشاهدة مرحلة البناء الحالية؟"
وترددت كارول كارهة الاستسلام لمراوغته, لكن مدركة ان اهتمامها بالجسر هو الذي دفع فاليب الى التوقف, وسمعت فاليب من وراءه يقول بادب بارد: "لدينا مسع من الوقت."
والقت كارول ناحية نيستا نظرة رجاء اذ لم تكن تريد ان تنفرد بفيليب, لكن العون لم يكن متوقعا من هذا الجانب فالسيدة المسنة لم تكن تستطيع ان تغادر السيارة لتتجول فوق الارض الخشنة, بل كان واضحا من نظرة عينيها انها فهمت الوضع, واستدار فاليب ناحية فيليب وقال:
"هناك بعض التفاصيل يا لايلند احب ان استفسر عنها في الموقع نفسه, واني ادرك ان هناك امورا شخصية تريد ان تتناقش فيها مع كارول, لكنن ربما تستطيع تركها حتى لقاء اخر."
وقالت كارول بخفة مدركة بعض ما كان يخفيه فيليب من الضيق:
"اعتقد اننا تكلمنا عن الايام الخوالي المرة السابقة بما فيه الكفاية."
وقال فيليب بنظرة تصميم في عينيه:
"وكما اقرتحت يا سيدي ستكون هناك مناسبات اخرى."
واستدار بنظرته الى كارول وقال:
"الامر الوحيد الخاص الذي كنت ساذكره كان اذا كنت ستقبلين العشاء معي ذات ليلة في لورنزيتو, اني متاكد ان الماركيز لن يرى في ذلك شيئا خاصا للغاية دون ذكره امام الاخرين.ط
وقال فاليب متباعدا عن الموضوع: "في كل الاحوال اعملا الترتيب الذي يروق لكما."
ونظر فيليب ال كارول متسائلا, وفكرت بسرعة كيف تتخلص من الموقف وقالت:
"لا اعتقد يا فيليب انني استطيع ان اقرر الان, فكما ترى علي ان ارعى الانسة بروتون, ثم انني هنا بصفتي ممرضتها ولا استطيع ان اخرج في اي وقت واتركها."
وسمعت فاليب يقول: "اه, عودة الى الممرضة كارول ذات الضمير اليقظ حتى دون الزي"
وتقدموا باتجاه اللجسر الفولاذي ودهشت لسماع فاليبب يتناقش فنيا مع الرجل الاخر وتلاشت دهشتها, أفلم يكن ذلك متوقعا منه؟ لقد تعلم العريبة حتى يستطيع ان يتكلم مع الناس الذين يعملون في مزارع البلح التي يمتلكها, ومن المنطلق نفسه اهتم ان يستوعب بطريقة م معرفة متقدمة في العلوم الهندسية حتى يستطيع ان يتناقش فيها مع من يعملون فيي المهنة, كان رجلا مرموقا وكان لاا بد من وجود زوايا متعددة لشخصيته ولحياته لم تعرف بعد.
وتمت رحلة العودة االى فيلا فراشنيسكا في اجواء مختلفة تماما, فلسبب ما تقااعد فاليب في قوققعة حيادية, وحينما تجاسرت كارول مرة على ان تنظر الى جانب وجهه لمحت نفورا باردا وحادا, وصلوا الى الفيلا قرب المساء, وساعد فاليب نيستا على الدخول الى البيت واعتذر عن دعوة للعشاء معها وتوجه في الحال الى سيارته, ولم تكتشف كارول ان عقدها قد فقد الا عندما كان على اهبة ركوب السيارة ودون تفكير خرجت بسرعة من باب افيلا للحاق به.
وقالت لاهثة: "انه عقدي.. اعتقد انه سقط في السيارة."
وارتسمت على شفتيه ابتسامة تكاد تكون ساخرة وقال: "اه.. نعم... العقد... شيء له مثل هذه المقدرة السحرية يجب الا يضيع."
وفتح الجانب حيث كانت تجبس وانحنى ووجد العقد يلمع كما كان يتدلى من قبل في وقت بدا كانه منذ دهر مضى, ولكنها لم تلمح التعبير الساخر اللمرح على وجهه هذه المرة, واسقط العقد في يدها كما لو كان لا يحتممل لمسها, وقالت كارول بصوت حاولت ان يكون مؤدبا وان يكون خاليا من التعبير: "شكرا يا سنيور."
"حافظي عليه جيدا ياا سنيوريتا, فقد تكون مكافاته لك قريبة."
"ماذا تقصد؟"
"ربما في المرة المقبلة لا كونين مضطرة الى قضاء يوم برفقة شخص تكرهينه ثم تواجهين الرجل الذي كنت ستتزوجينه."
ثم اضاف مستهزئا: "توقعت انك ستستمتعين بهذا اليوم, واثق ان ذلك تحقق."
ورغم التعاسة الغامضة التي اجتاحتها قالت متحدية:
"شكرا يا سنيور تمتعت بهذا اليوم بكل شيء فيه."
وارتسم الاستهزاء على فمه الارستقراطي واستطرد قائلا:
"لم يكن من الضروري التظاهر, اعرف جيدا انك تكرهينني, ولكن ذلك ما كانن يمكن ان يكون سببا لانهاء النزهة بدون التفرج عللى الجسر الجديد الجدير باهتمامك."
"لكنني لمم اكن اتظاهر."
"لا داعي للمزيد من الادعاءات فانا ابغض النفاق."
وعاد يتفحصها من جديد بعينيه وقال:
"انه سابق لاوانه بعض الشيء ان اقدم التهاني على الخطبة كما اعتقد, ولكن من المحتمل ان ما كسر في انجلترا يمكن اصلاحه هنا في خواماسا."
"اذا كنت تشير الى حقيقة ان فيليب كان الرجل الذي خطبت له في الماضي, فالتهاني ليست في محلها فلا احد منا يفكر في اصلاح ما كسر في انجلترا."
"اعتذاري يا انسة كارول, ولكن ربما تغيرين رايك عندما يتم مشروع موعد العشاء."
"مشروع موعد العشاء لن يتم واذا كان في الامر ما يمنحك اي شعور بالرضى يا سنيور, فالواقع انني لم اعد استلطف فيليب كثيرا."
"الانسان ليس بحاجة الى الاستلطاف كي يحب, وداعا يا اسنة كارول, من الافضل ان نفترق الان قبل ان تقال في سورة الغضب كلمات لا تغتفر."
وقبل ان تتبين تحركه اتخذ مكانه امام عجلة القيادة وانطلق بالسيارة في نعومة, بينما امتلات عيناها بالدموع فلم تر السيارة تمضي, وعندما اختفى استدارت وركضت نحو البيت بزفرة مكبوتة فجرت الدموع في عينيها واتجهت مباشرة الى غرفتها قبل ان تراها نيستا او تيريز وهي على تلك الحالة, وفي الحجرة الغربية جلست فوق السرير وبدات تبكي لغير سبب مفهوم, وانما لانها شعرت بالرغبة في ذلك, ثم شعرت بالخجل رغم انها كانت لا تزال منزعجة ونهضت وخلعت ثوبها وغسلت عينيها وارتدت زيها الابيض النظيف, كاانها بذلك تضع حاجزا بينها وبين التفكير في فاليب وما حركه فيها من الاحاسيس./COLOR]