كاتب الموضوع :
ليتني اعود طفلة
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وكان الحديث خلال ذلك يدور متقطعا, لكن بعد فترة استرد الجميع حيويتهم من جديد وبدأ التحرك باتجاه السيارات, واثناء الخروج اقترب كارل من كارول واحنى راسه الاشقر ليتكلم معها قائلا:
"عهد الي بمهمة مرافقتك, هذا اذا لم استدع الى المستشفى, ارجو الا يضايقك ذلك."
"على الاطلاق, تمنيت ان تكون انت وليس ريناتو او واحدا من البرتغاليين المندفعين."
ولحقا ببقيةة المدعوين الى حيث نصبت خيمة حديثة, رصت فيها المقاعد للسيدات, اذشغلت نيستا بالتحدث مع السنيورا, لمحت كارول ماريتا ومانويل عن طريق الصدفة يتسللان خارجين معا, ومن نظرة عين كارل ادركت انه هو ايضا لاحظ ذلك وقالت له:
"كنت اظن انه غير مسموح لهما بالتجول وحدهما."
"في يوم العيد يسمح بتخطي التقاليد الى حد ما."
واشار ناحية قوارب الصيد الراسية على الشاطئ وقال:
"هل نلقي نظرة على القوارب ونحاول ان نقرر ايها يفوز؟"
واومات كارول بالموافقة وافترقا عن الباقين وانضما الى جموع الناس المتجهة الى الشاطئ, وسالها كارل:
اين تعلمت الالمانية؟"
"بعض دراستي يرجع الى المدرسة, وبعضها الى ابي,وبعضها الى ممرضة المانية في سسان كريستوفر, لا ادري حقيقة لماذا تعلمتها؟"
طخاصة لتقابليني."
"بالطبع."
وانفجر الاثنان ضاحكين من جديد.
"اعتقد ان احد اسباب اعجابي بك يا كارول, شعوري باننا سنكون صديقين حميمين بدون اي تعقيدات اخرى."
"تقصد ان احدنا لا يمكن ان يقع في حب الاخر؟"
"انك جذابة للغاية, وفي يوم ما سوف يحبك شخص ما, ولكن ذلك لن يحدث لنا, سنكون مجرد صديقين."
"هذا احد الاشياء التي احبها فيك ايضا شعرت بالشيء نفسه منذ التقينا."
"هذا رائع, هل نذهب لنلقي نظرة على القوارب يا عزيزتي؟"
ونطق الكلمة الاخيرة بالالمانية رغم ذلك اللفظ العاطفي احست كارول انه استعمله بمعنى الصداقة وشعرت بغبطة وهي تسير معه وقال كارل:
منتديات ليلاس
"اعتقد ان هذا القارب سيفورز."
هزت كارول راسها قائلة: "كلا"
ثم اجالت كارول بصرها فوق طابور القوارب واستقرت بهما على واحد بعيد وقالت:
"بل هذا يبدو الفائز."
وفحص كارل بدوره القارب الذي اشارت اليه وقال: "لا اعتقد ذلك."
واشار الى الرسم على جانبه واستطرد قائلا:
"كيف يفوز قارب له مثل هذا الاسم؟"
"بل انه سينطلق مثل الريح, هذا هو الفائز."
"بماذا تراهنين؟"
"نصصف دزينة مشارط يا دكتور."
"اه, اذهبي عني بعيدا ايتها... ايتها الممرضة."
"بكل تاكيد يا دكتور."
وخطت كارول الى الوراءقبل ان يستطيع كارل ايقافها وكان وجهها مشرقا, وكان هناك احد واقفا خلفهما, فاستدارت كارول باعتذار على شفتيها ووجدت نفسها تنظر مباشرة في عيني فاليب, ولمدة لحظة جعلها الارتباك تتاخر عن الاعتذار ثم قالت:
"انني اسفة يا سنيور, لم اكن ادري انك هنا."
"وكيف كان لك ان تعرفي وقد وصلت لتوي؟"
وكانت لهجته عادية وحينما نظرت بسرعة الى وجهه كان التحفظ منعكسا عليه, وقال كارل:
"وصلت يا فاليب في الوقت المناسب, فاني اظن ان كارول كانت على وشك ان تهجرني."
واستدار فاليب لينظر الى كارول التي اخذت تنكمش تحت وطأت نظرته الغامضة المقنعة وسأل:
"لماضا تريدين هجر صديقنا الطبيب كارل؟ كنتما منذ لحظة وجيزة منسجمين, اعتقد انكما كنتما تتحدثان بالالمانية."
واومأ كارل قائلا: "كانت مفاجأة سارة اذ اكتشفت ان كارول تعرف الالمانية."
وقال فاليب: "انت محظوظ في ذلك يا صديقي, فقد اكتشفت عزوفها عن البرتغالية, اليس ذلك صحيحا؟"
والقى بنظة جانبية نحو كارول يستفزها بها لان تنكر صدق تعليقه, وردت هي بأدب:
"ليس الامر كذلك تماما يا سنيور, لكني فكرت في ان الامر لا يستحق تعلمي البرتغالية ما دمت لن ابقى هنا الا اسابيع قليلة."
وهزت كتفيها واضافت: "مجرد مصادفة انني اعرف بعض الالمانية من قبل."
|