"ان ضيوف اسرة اكواراس بكل تاكيد مجموعة كبيرة, وستضم واحدا او اثنين غيير مرتبطين, فكوني على حذر."
ثم ربنن نيستا برفق على ذراع كارول وقالت: "اتمنى اان تستمتعي بالاحتفال, هل تعتقديم يا كارول انك تحصلين من بهجة الحياة على ما فيه الكفاية؟ لا اريد ان اقولها, ولكن لم يبق الا القليل."
ولم تجفل كارول من الكلمات, وهزت راسها قائلة: "انا لست هنا للسياحة والتنزه, فقبل كل شيء اخر, انا ممرضة, حتى ولو لم اكن اعمل الا القليل, وفي اية حال, لم اشعر ابدا بالرغبة في نزوات عابرة, واشك ان يكون عندي الحافز لابدا الان."
اخترقوا المدينة الى الشارع الواسع حيث تركت كارول السيارة فيزيارتها الاولى المشهورة, ولكن هذه المرة اوقفها جوليو في المكان المناسب, وعبر كاروول ونيستا الطريق الى حديقة اللمطعم حيث كانتا ستتناولان الطعام مع بقية المدعوين الى حفلى ال اكواراس, وكان مطعم ديسكاني افخم مطاعم لورنزيتو واشهرها وهو من طابق واحد على الطراز المغربي, الموائد موضوعة في الداخل حيث الارض الرخامية, وفي الحديقة الجميلة التنسيق حوله, عناقيد المصابيح التي توقد في المساء تربط بين الاشجار, وعطرالازهار والنباتات يفوح بين الموائد, وفي المؤخرة فرقة موسيقية صغيرة تعزف انغاماا ساحرة. ووجدتا ال اكواراس وضيوفهم حول مائدة كبيرة تحت شجرة مزهرة كما توقعت نيستا, كان هناك عدد من الاغراب ومنهم من كان في سنالشباب, وسرعان ما تعرفت نيستا بكل اموجودين, اما كارول فرغم انها قدمت للجميع, لكنها كانت متيقنة انها لن تتذكر الاسماء بعد ذلك... وشعرت باحة عندما جلست بجوار كارل كريستين, الذي حياها بما خمنت انها اللغة الالمانية, ولم تستط كارول ان تقاوم اغراء الرد عليه باللغة نفسها, وبدت راضية بما ظهر عليه من الدهشة, وهو يسالها: "هل تفهمين الالمانية؟"
منتديات ليلاس
"افهم الالمانية واتكلمها بطلاقة, ولكنني لم اتبين تماما ما قلته."
"كانت تلك الالمانية السويسرية, انها معقدة قليلا."
"اعتقد انني فهمت ما تعنيه."
ووجدت كارول نفسها تتامل يديه الرقيقتين الماهرتين, كانت تميل الى الحكم على الاخرين عن طريق ايديهم, الكثير كان يمكن معرفته بهذه الطريقة, وربما باستثناؤ الحال مع فاليب, كانت يدا كارل تنمان عن يدي جراح, بالغريزة فطنت الى ذلك, ولكنه دفن نفسه في خواماسا, لماذا؟ ومن جديد عاودتها الافكار ان شيئاما في ماضيه ارسله الى خواماسا لينسى, كانت متاكدة من ذلك كما لم تكن متاكدة من اي شيء اخر من قبل, وافاقت كارول من تامل يديه على صوته يسال:
"الم تري مثل هذه الاحتفالات من قبل؟"
"كلا.. لم ار... ماذا يفعلون؟"
"بعد الغداء سنذهب لمشاهدة سباق قوارب الصيد, وستمنح جائزة لاسرع قارب يدور حول االعوامة ويعود الى الميناء, وسيستغرق ذالك وقتا طويلا, لاننا سنلقي اولا نظرة على القوارب, وبعد ذلك سيحتفى بالفائز, وطوال هذا الوقت سناكل اشياء متنوعةشهية ولكنها عسيرة الهضم, ولذا لن نقبل على العشاء عندما يحين موعده, ثم لمعت عيناه حين اضاف:
"اعتقد اني بدلا من ذلك ساغازلك بالالمانية."
"لن تفعل شيئا من هذا القبيل... وفيي اية حال فانا افهم الالمانية"
ثم انجر الاثنان بالضحك في الوقت نفسه, واتجهت الانظار اليهما, واحست كارول بالحرج لاحتقان وجنتيها, ربما كان ذلك بسبب نظرات سيلستينا الفاحصة الساخرة, اذ قالت وهي ترنو ناحية ماريتا بنظرةجانبية قائلة:
"يبدو ان ابنة العم الصغيرة على حق, الممرضة كارول والدكتور كريستين عندهما دائما الكثير من الاحاديث الطويلة التي تثير بهجتهما."
قال كارل بشيء من الجراة: "كنت اهدد بمغازلة الممرضة كارول ولكنني اكتشفت انها تفهم الالمانية مع الاسف"
"وهل هذا شيء يندم عليه؟"
وكان السؤال من شاب اسمر نحيل, يجلس على الطرف الاخر من المائدة, وتذكرت كارول انه قدم اليها باسم ريناتو الدرو, واستطرد الشاب قائلا:
"انا لا احب ان اغزل واحدة لا تفهمني."
قالت ماريتا: "ولنه وضع يمكن اصلاحه يا ريناتو."
"هذا صحيحز.. يبدو انك في حاجة الى معلم للبرتغالية يا انسة كارول."
ورمقته كارول بنظرة متوجسة غير متااكدة من جديته, ولمحت في عينيه الداكنتين شبح ضحكة, وصار الموقف اكثر وضوحا عندما مالت الفتاة التي كانت تجلس بجانبه الى الامام وابتسمت لكارول قائلة:
"يجب ان احذرك من اخي.. انه يجيد ما تسمونه فن الدعابة."
قالت كارول وهي ترى الضحكة تعمق في عيني ريناتو: "ظننت ذلك بالفعل."
فقال هو على الفور:"ومع ذلك فانها دعابة يمكن ان تؤخذ بجدية, هل ترغبين بتعلم البرتغالية؟"
وقبل ان تستطيع كارول الرد استدارت سيلستينا الى ريناتو وقالت بصوتها الاجش المتعالي:
"اعتقد انك تجعل الانسة كارول لاهثة الانفاس بعض الشيء, انها انجليزية ومعتادة على التعارف البطيء الخطوات."
كانت كارول تكاد تمسك بلسانها داخل فمها لكيلا تنطق ثم تطلعت بنظرة ضاحكة في عينيها لم تجعل ريناتو يشك في صدقها حين قالت:
"لا اعتقد انني استطيع القبول لانني ساترك الجزيرة بعد اسابيع قليلة."
فانبرت ماريتا قائلة: "هذا مؤسف للغاية الا يمكنك تغيير رايك للبقاء؟"
"عن قريب لن يكون لدي ما اعمله فقد استجابت ساق الانسة بروتون للعلاج على احسن وجه وعملي القديم في انتظار عودتي."
"هل يجب ان يكون عملك في مستشفى في انجلترا؟ انني على ثقة بان الدكتور كارل يحتاج المزيد من الممرضات في مشفاه."
قالت سيلستينا: "ربما لم تتبني ان الانسة كارول متعلقة بوطنها اكثر من تعلقها بجزيرتنا."
واجابت كارول وهي تتساءل عن سبب معاملة سيلستينا لها على ذلك النحو الذي ينم عن كراهية:
"ليس بالضرورة, كنت احب ان ابقى في خواماسا لو كان ذلك ممكنا."
فسال كارل: "لماذا اذن لا تقدمين على ذلك؟ ان ماريتا على حق فاننا بالفعل بحاجة الى المزيد من الممرضات في المستشفى."
واجتاحتها موجة شجن في ظروف اخرى ما كانت لتتردد في قبول هذا العرض, الان لم يكن امامها خيار, كان عليها ان ترفض, وبهدوء قالت:
"انني اقدر هذا العرض وكنت احب حققيقة ان ابقى لكن توجد اسباب شخصية تحتم عودتي الى انجلترا."
وبعد اللغداء اتجه المدعوون الى الداخل للجلوس في غرفة فاخرة التاثيث يشربون القهوة على انغام الموسيقى الهادئة حتى تخف شمس منتصف النهار.