وصعدت الى الطابق العلوي بسرعة, وفتحت خزانة ملابسها, وتاملت محتوياتها واستقرت عيناها على ثوب اسود مخملي طويل, ولاحت ابتسامة اسفة على وجهها, كان ذلك ثوبا لم تتوقع ابدا ان ترتديه, ولكن كان اغراؤه شديدا حتى انها ابتاعته, لمجرد ان تنظر اليه, وان تلمس المخمل الناعم,وتبينت حينئذ, وقد اعترتها صدمة خفيفة, انه مماثل للثوب الذي كانت مورغانا -لو فاي- ترتدينه في الصورة المنشورة في الكتاب, وابتسمت لنفسها وهي تبعد الثوب الى مكانه, وبدا لها حينئذ ان الثوب لن يرتدى ابدا, وعادت الى محاولة انتقاء ما هو مناسب للعيد, واخيرا اختارت ثلاثة اثواب, واخذتها معها الى نيستا, ورمقتها نيستا بنظرة ماكرة عندما دخلت.
وقالت: "لا بد انك تملكين العديد من الاثواب, حتى استغرقت كل هذا الوقت في اختيار ثلاثة."
"صحيح اذ انفقت كل مدخراتي قبل ان اتي ثم اني كنت اعددت ملابس عرسي."
منتديات ليلاس
واستطاعت ان تنطق الكلمات الاخيرة بدون اي اختلاجة في صوتها, لان التفكير في فيليب لم يعد يؤلمها على الاطلاق, وتجاهلت نيستا موضوع فيليب, وركزت التفاتها الى الاثواب الثلاثة, غير مدركة ان فيليب اصبح في الخقيقة غريبا تماما بالنسبة الى كارول, وانها صارت تعجب من تصورها انها احبته, واستبعدت نيستا ثوبين بدون ان تنظر اليهما, رغم جاذبيتهما, لان الثالث استاثر باعجابها الكامل, وقالت بتصميمك "هذا الثوب."
وكان في صوتها من الاقتناع ما جعل كارول لا تجادل في الامر, حتى ولو لم تكن هي نفسها اختارته تقريبا قبل ان تقرر نيستا, وامسكت بالثوب في اعجاب, وتفحصت تنورته المصنوعة من الحرير من الحرير الاخضر الزمردي الثقيل, والجزء العلوي المصنوع من القماش الخفيف الاورغاندي الابيض ذي السترة القصيرة المطرزة بالدانتيل,وبزغ فجر يوم الاحتفال مشرقا صافيا, شان حالة الطقس في خواماسا, قبل موعد هبوب العواصف الشديدة, التي يضطر معها السكان الى الاعتصام ببيوتهم, وترك الجزيرة لعواء الطبيعة, واستيقظت كارول مبكرة, وقدمت خدماتها المنتظمة نيستا وساعدتها على ارتداء ملابسها, قبل ان تذهب لترتدي ثوبها الفضفاض.
وقالت نيستا عندما راتها: "يبدو انك مولعة بالتنانير الفضفاضة."
"اعترف بانني ضعيفة تماما, والغالب ان ذلك رد فعل لارتدائي الزي الرسمي كثيرا."
"ظننت انك تحبين ارتداء زي التمريض, ام ان ذلك لمجرد مضايقة فاليب؟"
"هل سيحضر الاحتفال؟"
"بالطبع."
واستدارت ناحية جوليو الذي دخل الغرفة متالقا في ملابسه الرسمية, وسالته:
"هل السيارة جاهزة يا جوليو؟"
واحنى جوليو راسه ورد بالبرتغالية, واتكات نيستا على العصا, وخرجت السيدتان الى حيث كانت تقف السيارة, التي انطلقت بهما في الطريق المؤدي الى لورنزيتو, وكانت مظاهر العيد تبدو واضضحة في الطريق, العربات التي تجرها الخيول, والسيارات القديمة المتداعية, وعربة تجرها البغال, ولوحت لهم الفتيات اللواتي ارتدين الثياب الزاهية, وتطايرت الشرائط التي تزينهن مع النسمات الرقيقة, وتعالت الاصوات تحييهم في برتغالية ناعمة, وقالت كارول حينما دخلوا المديينة واخذوا يشاهدون معالم اكثر للعيد:
"هذه احدى المناسبات التي اشعر فيها بالندم لانني لا اعرف البرتغالية."
وقالت نيستا:"هذا امر مؤسف, لو انك تعرفين فقط كلام الحب."
ورفعت كارول حاجبيها وقالت بجفاء: "لا اظن ان هناك احتمالا لذلك."