لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-02-11, 10:36 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

"ستقولين له ذلك بنفسك , وعندما يكون هذا التأكيد صادرا عنك شخصيا , سيشعر بمزيد من الراحة النفسية , سنذهب اليه بعد قليل ومعنا بيار , ليحس بأن الماضي مضى والأمور عادت الى طبيعتها".
وجهت اليها مارجريت نظرة فاحصة , ثم مضت الى القول:
" لا تخيبي أملي , يا عزيزتي ... أرجوك! فسعادته تعتمد كثيرا على تأكده من أنكما ستعيشان هنا بعد وفاته بسعادة وهناء , مع بعضكما ... ومع أولادكما , ثم... أليس من العدل والأنصاف أيضا أن يموت أنسان طيب حنون مثل أرمون , قرير العين مرتاح الباب؟".
"نعم ... طبعا , ولكن بيار وأنا........".
منتديات ليلاس
" أوه , أعرف أنكما تواجهان بعض المشاكل , ولكن, هل ثمة زواج لا يواجه عددا من المصاعب والعراقيل في سنواته الأولى ... وبخاصة عندما يكون الزوجان من بيئتين وطبيعتين مختلفتين مثلكما؟ أنا خبرت جزءا من هذه المشكلة بنفسي , فزوجي الآول جان , كان فلاحا ملتصقا بالأرض والتربة , كان رجلا بسيطا في ذوقه وعاداته وقويا كالصخرة التي تحمل عائلته أسمها , في حين كنت أنا من الطبقة المتوسطة في أعلى درجاتها الأجتماعية , كان والدي أستاذا ناجحا ,ووالدتي أبنة عائلة من التجار المرموقين , هل تريدين مزيدا من الشاي؟ قطعة حلوى ؟ هيا , هيا , أيتها العزيزة , يجب زيادة وزنك قليلا , أعتقد أنك كنت تتضورين جوعا في لندن".
وضعت أيلاين فنجانها على الطاولة وهي تقول:
" لا , شكرا أيتها السيدة ... الخالة مارجريت.... أوه, لم أعرف أبدا كيف يتحتم علي مناداتك".
أبتسمت السيدة المسنة , وقالت:
" أفضل كلمة خالتي أكثر من أي شيء آخر , فمنذ كانت جدتك تحضرك الى هنا ,وأنا أشعر نحوك كخالة حقيقية وليس كزوجة خال والدك ,ماذا كنت تودين قوله, أيتها العزيزة؟".
" أرتكبت خطأ كبيرا , يا .... خالتي مارجريت , عندما قرأت رسالتي للخال أرمون".
" حقا؟ هل أخطأت في قراءة موعد وصولك الى المطار؟ هل وصلت الطائرة بعد الموعد الذي كنت أتصوره؟ ألهذا السبب تأخرتما ؟ أوه , كم شعرت بالقلق عليكما! يا للأفكار السوداء التي أزعجتني وأرعبتني ! تصورت أنكما تعرضتما لحادث بسبب تهور بيار في القيادة , وأنك أصبت ولم يعد بأمكانك الحضور الى هنا! لا شك في أن ذلك كان سيقضي بالتأكيد على أرمون ,ويودي بحياته!".
"لا , لم يكن التأخير نتيجة ذلك , فقد وصلت الطائرة في موعدها المقرر ,ولكنني لم أجد أحدا بأنتظاري بسبب تأخر بيار بعض الوقت , أستأجرت سيارة وقدتها بنفسي , ولم يلحق بي بيار ألا في القرية ببضعة كيلومترات , الموضوع هو...".

" أين هي سيارتك أذن؟ شادتك من النافذة العلوية تنزلين من سيارته".
" تعرضت لحادث بسيط ... أنزلقت بي السيارة عن الطريق ووقعت في أحدى القنوات الجافة ,ولكن.......".
" آه , كنت أشعر بشيء ما يزعجني ! السرعة ,أليس كذلك؟ لا , لا تحاولي نفي التهمة ,فأنت تحبين السرعة , هذا هو أذن سبب التأخير؟".
" لا ....! توقفنا قليلا قرب الغابة للتحدث و.......".
وقفت مارجريت , وهي تقاطعها للمرة الثالثة قائلة بتهذيبها المعتاد:
"أوه , نعم , فلديكما الكثير من الأمور التي تريدان بحثها بعد هذه الأشهر الطويلة من الفراق , سأخبر رامون بوصولك , فيما تذهبين أنت الى غرفتك لغسل وجهك وأستبدال ثيابك ,خصصنا لك الجناح الموجود في برج القصر , في حين أن رامون موجود بالطبع في الغرفة الوسطى للجناح الرئيسي , سأقابلك هناك خلال نصف ساعة ’ الى اللقاء , أيتها العزيزة ".
أعترفت أيلاين لنفسها بأن براعة مارجريت في المناورة , منعتها من الحديث عن أستحالة قيام مصالحة مع أبنها , أرادت أرضاء زوجها المريض وأسعاده , فكذبت عليه عندما قالت له أن الزوجين الشابين سوف يعودان الى بعضهما , وها هي الآن تبذل أقصى جهدها لتحويل الكذب الى حقيقة , أو على الأقل أظهاره كحقيقة .
منتديات ليلاس
توجهت الى غرفتها, وهي تشعر مرة أخرى بالخدل العميق من جراء تصرفها التي قد تنعكس سلبا على الرجل العجوز الطيب , فرفضها الساخط والقاطع للتظاهر بالوفاق مع بيار لأراحة بال رامون في أيامه الأخيرة و يدل على الخبث واللامسؤولية ... فيما لو جرت مقارنته مع أخلاص مارجريت المتفاني أتجاه زوجها وأستعدادها للقيام بأي شيء لأسعاده وأدخال البهجة الى قلبه الكبير, أين الضرر الذي سيلحق بها , أذا تظاهرت أمام رامون بأنها أتفقت مع بيار؟ لماذا تزعج نفسها أذن , بالأصرار على أن مارجريت أرتكبت خطأ فادحا ؟ لماذا لا تماشي هذه الزوجة الوفية في محاولاتها الحثيثة والجادة , لمنح أرمون بعض السرور والفرح؟ ستفعل ذلك ... وستثبت لبيار بصورة نهائية أنها ليست أنانية أو جبانة.
فتحت أحد الأبواب الثلاثة لخزانة الحائط الضخمة , فتبين لها أن الخادمة ماري قامت بعملها على أحسن وجه , دفعها حب الأستطلاع الى فتح البابين الآخرين , فضايقها كثيرا وجود ملابس وأحذية تخص بيار ,لا , لن تسمح للتظاهر بالوفاق بالوصول الى درجة مشاركته غرفة نوم واحدة! سيكون الأمر محفوفا بالمخاطر , وعليه فأنها ستطالبه بعد مقابلتهما أرمون بالأنتقال الى حجرة أخرى.


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 28-02-11, 10:39 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

خلعت فستانها وعلّقته في خزانة الملابس , ثم أخذت العلبة الكبيرة التي تضم مستحضرات التجميل وفتحت بابا داخليا يؤدي الى الحمام , وما أن عادت الى الغرفة, حتى فوجئت بالرجل الذي تريد الأنفصال عنه يخلع قميصه ويرميه في السلة المخصصة للثياب الوسخة , ولما أستدار نحو باب الحمام وشاهدها أصيب بدهشة قوية ,ولكنه تمكن من السيطرة على أعصابه بسرعة
وقال لها فيما كان يتفحصها من قمة رأسها حتى أخمص قدميها:
" أوه , يا لها من مفاجأة .... ومفاجأة سارة جدا بالتأكيد ! لم أكن أتوقع حضورك الى هذه الغرفة الا بعد بضع دقائق".
منتديات ليلاس
تأملت صدره العريض وساعديه القويين وعضلاته المفتولة , بالأضافة الى سمرة بشرته البرونزية الناجمة عن العمل ساعات طويلة في الحقول والبساتين , أثارها مظهره الجذاب ,كما أثاره على ما يبدو وقوفها أمامه بنصف ثيابها , أرغمت نفسها على التطلع نحو النافذة , لكي تتجنب النظر الى جاذبيته ووسامته المغرية , وقالت له:
" طلبت مني أمك الحضور الى هنا.... جاك أحضر حقيبتي الى هذه الغرفة .... وماري علقت ثيالي في الخزانة , لم.... لم أعرف.... أنك لا توال تنام ........هنا".
تضايقت أيلاين من نفسها ومن هذا الدفاع المتردد عن حقوقها , فأستشاطت غضبا... وبخاصة عندما شاهدت أبتسامته الهازئة , ضربت السجادة لخضراء الناعمة بقدمها , وأضافت قائلة بحدة:
" نعم , نعم , أنا لا أرغب أبدا في مشاطرة أي غرفة معك".
أزدادت أبتسامته أتساعا, وقال لها ببرودة , وهو يدخل االحمام :
" أقترح عليك أذن الأتصال بوالدتي مجددا ,علّها تعد لك غرفة أخرى".
ظلت أيلاين واقف في مكانها بعض الوقت ,وقد أدركت بأسف أن أي أتصال من هذا القبيل بمارجريت سيعني أعترافا واضحا من جانبها بعدم قيام مصالحة حقيقية مع بيار , وحتى أذا أتفقت ومارجريت على ذلك , فسوف يمتشف العاملون في القصر أنها لا تزال منفصلة عن بيار ... وستصل هذه المعلومات عاجلا أو آجلا الى أرموت , فتفشل كافة المحاولات الطيبة التي تبذلها السيدة المسنة لأسعاد زوجها المحتضر.
أرتدت ثيابا جديدة وسرحت شعرها الطويل , ثم أنحنت أمام المرآة لوضع اللمسات الأخيرة على شفتيها وعينيها , عاد بيار في تلك اللحظة وتوجه الى الجزء الخاص به من الخزانة الكبيرة , قائلا لها بلهجة مرحة:
" أوه , لا تزالين هنا؟".
ترددت قليلا , ثم قالت له بصوت منخفض:
" بيار.... لا بد لي من أبلاغك بأنني.... غيرت رأيي".
" مرة أخرى؟ لماذا لا تستقرين على رأي معين ومحدد , يا صغيرتي؟ هل هذا القرار المفاجىء ناجم عن تبدل في مشاعرك أتجاهي؟".
لا , لن تسمح له بأثارة أعصابها ... وتعذيبها , أجابته بسرعة:
"لا, لا, كل ما في الأمر , أنني قررت الموافقة على أقتراحك القاضي بأقامة مصالحة ظاهرية".
أرتدى قميصه , ثم أبتسم بخبث قائلا:
" يبدو أن أحتمال حرمانك من أرثه ذو تأثير قوي على قراراتك وتصرفاتك!".
" لا , ليس لهذا الأمر أي علاقة أطلاقا بقراري , أدركت بعد تحدثي مع والدتك , أن التظاهر هو الحل الأفضل , تأكد و يا بيار , أنني أفعل ذلك لأجل الخال أرمون دون سواه .... وليس لأي سبب آخر , هل سمعت ؟ هل فهمت؟".
أجابها ببرودة:
" نعم , سمعت وفهمت".
ثم أبتسم ثانية , ومضى الى القول:
" هذا يعني أنك ستمضين هنا فترة أطول مما كنت تتوقعين ".
فوجئت أيلاين بتلك الفكرة , التي لم ترد على بالها قبل الآن , أتخذت قرارا هاما كهذا بعفويتها وتسرعها المعتادين , دون التفكير بالمضاعفات أو العواقب ,لا بد لها الآن من الأجابة بأسلوب ذكي , كي لا تتعرض لأستجواب يؤلم قلبها ويجرح كرامتها
قالت لها بهدوء ينم عن الثقة بالنفس:
"لن أبقى هنا ألا بقدر ما تدعو اليه الحاجة".
منتديات ليلاس
" قد لا يموت الرجل قبل أسابيع , وربما أشهر , فوجودك هنا وأعتقاده بأننا لم نعد منفصلين , سيمنحانه بالتأكيد دافعا جديدا ويطيلان عمره , آمل في أن تدركي ذلك وتكوني مستعدة لدفع الثمن المترتب على هذا الأمر".
" أي ثمن؟".
" ثمن التظاهر طبعا بأنك زوجتي المحبة العاشقة".


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 28-02-11, 10:39 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كيف يمكنها التحدث معه بروية وهدوء اعصاب عن موضوع حساس كعلاقتهما الزوجية , وهي معه الآن في هذه الغرفة بالذات التي شهدت أجمل ساعات حياتها وأسعدها ؟ كل حركة بسيطة يقوم بها .... كل نظرة يوجهها اليها ... وكل كلمة يقولها لها... تجذب أنتباهها الى رجولته القوية وجاذبيته المذهلة وسحره الأخاذ
قالت له بحزم , وهي تبعد وجهها عنه مجددا:
" لن يكون التظاهر ضروريا ألا أمام الخال أرمون".
" لا أوافقك على هذا الرأي أطلاقا , جاك رجل محب للأستطلاع بشكل ملفت للنظر , وسيخبر زوجته عن كل شيء نقوم به... أولا نقوم به, والخادمة الصبية ماري ليست غبية كما تبدو , ووالدها يعمل معنا في الحقول , أذا أردنا ألا يشتبه أرمون بأمر غير طبيعي , فما علينا ألا التصرف بحذر شديد , هل تعتقدين أنك قادرة على تحمل مصاعب التظاهر كزوجة مخلصة مطيعة , لمدة أسبوع مثلا أو ربما لشهر؟ قد يكون من واجبي تحذيرك مسبقا , بأنك لن تكوني قادرة على مهاجمتي أو الكشف عن حقيقة شعورك أتجاهي ألا في هذه الغرفة".
منتديات ليلاس
ثم ضحك بنعومة ماكرة وأضاف قائلا:
"أوه , نسيت أنك لا تريدين الأقامة معي في غرفة نوم واحدة , ولكنك تخلقين مشكلة كبيرة , لمجرد رغبتك في النوم على أنفراد , فلو كنت أقل طهرة وعنادا , لتمكنا من الأستفادة كثيرا من مصالحتنا المزعومة والتمتع بها الى أقصى الحدود".
طوق خصرها بذراعه وأدارها نحوه , ثم ركز نظراته على وجهها وأحنى رأسه ليعانقها , رفعت يدها لتصفعه , ولكنها لم تقدر على تحقيق هدفها , فقد أمسك بمعصمها وأنزل يدها قائلا:
" رباه , يا لهذه العصبية! ستضطرين للسيطرة عليها والحد منها , أذا كنا سننجح في أدّعائنا وتظاهرنا".
" عليك أذن التوقف عن تعذيبي وأيلامي ... وأيجاد سرير آخر لتنام عليه!".
حررت يدها من قبضته وهمت بالخروج من الغرفة , فأستوقفها مستفسرا:
" ولماذا أريد تعذيبك يا أيلاين؟ ما هو الغرض الذي سيحققه هذا الأمر؟".
أستدارت نحوه والشرر يتطاير من عينيها وقالت له متهمة:
" أنك تأمل في أرهابي الى درجة تضطرني الى مغادرة شامبورتن , تريدني أن أذهب عوضا عن المضي في هذا الأدعاء , كي يحرمني الخال أرمون من الأرث , ألم تخبرني بنفسك أن المصالحة لا تخدم أغراضك وأهدافك؟ ولكنني باقية هنا , يا بيار دوروشيه , سأبقى لبضعة أيام ,ولكنني.... لن أتمكن من الباء معك في سرير واحد , أوه , بيار , حاول أن تفهم السبب , لا يمكنني........ وع شخص لا أحبه".
حدق بها صامتا لبعض الوقت , فتكون لديها أنطباع بأن لونه شحب وعينيه أشتعلتا غضبا وحنقا ,ولكنه هز كتفيه وذهب لأغلاق باب الحمام , الذي تركه مفتوحا لدى خروجه منه قبل قليل , وعندما عاد الى ناحيتها
تمتم قائلا:
" لديك بعض الأفكار الغريبة حقا! على أي حال , يمكنك الأنفراد بهذه الغرفة , سأنام في غرفة الحضانة".

"غرفة الحضانة؟".
" ألا تذكرينها ؟ أنها الحجرة الثانية في هذا الجناح , التي كنت تنامين فيها كطفلة... والتي كنا سنخصصها قريبا لطفلنا , لو لم تهربي في العام الماضي , هذا هو الحل الأفضل , الذي يوفر علينا أي تعليق أو أنتقاد نحن بغنى عنهما , هل يناسبك ذلك؟".
هزت رأسها بذهول وغبار , وحولت وجهها عنه مرة أخرى كيلا يشاهد ملامحها ونظراتها الزائغة , آلمتها ملاحظته العابرة عن ....طفلهما ..... أكثر من أي شيء آخر , أحدثت تلك الجملة البسيطة العادية شرخا كبيرا في الأسوار القوية التي بنتها حول نفسها لصد هجماته المحتملة ... وأبقاء عواطفها داخل قلاع محصنة كيلا تضعف أو تنهار
وفجأة سمعته يقول معلقا على موافقتها الصامتة:
" حسنا , لقد سويت المشكلة , هيا بنا أذن لمقابلة خالك , وحاولي التظاهر بأنك لست غاضبة مني الى هذه الدرجة .... يا صغيرتي ,أذا لم تفعلي ذلك , فسوف يكتشف الحقيقة , فكري جيدا بهدف هذا التظاهر المؤقت ! أذا كان تمثيلك جيدا , فلن يحرمك من الأرث , ألا تساعدك هذه الفكرة على أراحة أعصابك بعض الشيء؟".
منتديات ليلاس
كان أرمون سان فيران مستلقيا على سرير ضخم , يواجه نافذتن طويلتين تشرفان على النهر , وقفتأيلاين قرب السرير , فتأثرت لأنها لم تشاهد في حياتها شخصا مريضا ومحتضرا الى هذه الدرجة , فعندما مرضت جدتها ووضعت في غرفة العناية الفائقة , التي لم تغادرها ألا جثة هامدة , قرر عمها تشارلز عدم السماح لها بزيارة جدتها .
أحست بصدمة عنيفة ,وهي ترى أمامها بقايا الرجل الطيب الذي تحبه كثيرا ,قبّلته على جبينه بشفتين مرتعشتين , وقالت له أنها مشتاقة جدا لرؤيته , رفع ذراعه الضعيفة بصعوبة بالغة , ليطوق عنقها ويضمها الى صدره الذي برزت عظامه , أكدت له أنه غير مسؤول بتاتا عن مغادرتها شامبورتن , فتطلع نحو وجهها بعينين ضعيفتين هزيلتين , وقال لها بصوت هامس مرتجف:
" أنت الآن هنا وستبقين مع بيار , لا أفهم هذه الزيجات العصرية , ولا أوافق عليها , فمن أقل واجبات الزوجين البقاء معا".
توقف لحظة لألتقاط أنفاسه



 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 28-02-11, 10:40 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

ثم مضى الى القول:
" لدي رغبة قوية في سماعك تقولين أنك ستبقين معه ولن تتركيه أبدا".
تململت أيلاين في مكانها ونظرت الى مارجريت , الموجودة على الجانب الآخر من السرير , شاهدت في عينيها نظرات الأستعانة والمناشدة , وقرأت في ملامح وجهها نداء توسل يطالبها بالقبول
قالت لخالها بصوت منخفض:
" سأبقى مع بيار يا خالي ,ولن أهرب مرة أخرى".
أحست فورا بالوقع الطيب لكلماتها القليلة , أذ لمعت عيناه المرهقتان ببريق السرور والأرتياح وضغط على يدها بما تبقى له من عزم وقوة ... ثم بدأ يحدثها بصوته المتهدج عن بعض ذكرياته , وفيما كانت تغي اليه بتأثر شديد , لاحظت أختفاء بيار من الغرفة ووقوف مارجريت أمام أحدى النافذتين ,ولم تمض ألا فترة قصيرة , حتى شعر أرمون بالأرهاق نتيجة الأنفعال العاطفي والأسترسال في الحديث عن الماضي , أغمض عينيه لبضع لحظات على أمل العودة الى الكلام ,ولكن المرض والتقدم في السن جعلاه يغط في نوم عميق , سحبت أيلاين يدها من يده برفق وهدوء , وغادرت الغرفة مع مارجريت , تاركين الرجل العجوز برعاية ممرضة تسهر على راحته طوال الليل.
منتديات ليلاس
أنضم اليهما بيار في قاعة الطعام , حيث تناولوا طبقا شهيا من أجود المأكولات المحلية ... قدم لهم جاك على أثره بعض الحلويات التي تستهوي أيلاين الى درجة كبيرة , وعندما أنتهى الجميع من تناول طعامهم , أعتذرت مارجريت ن أبنها وزوجته بحجة أنها متعبة جدا وعليها الذهاب الى فراشها... لتكون قريبة من رامون , ثم قالت لأيلاين:
" أخشى أن يؤدي سروره وتأثره بحضورك , الى عدم تمكنه هذه الليلة من النوم بهدوء وأرتياح".
لاحظت الشابة البريطانية مدى تأثير التعب والقلق على وجه مارجريت وعينيها ,وهو أمر لم تلاحظه قط قبل بضعة أشهر , قال لها بصدق وأخلاص:
" هل يمكنني المساعدة بشيء؟".
ضغطت بحنان على كتفها , وقالت:
" لا , ليس هذه الليلة , يا حبيبتي , أنت أيضا بحاجة الى الراحة , بعد هذا اليوم الطويل المرهف ,والآن , تصبحان على خير , سيقدم لكما جاك القهوى في غرفة المكتبة".
تذكرت أيلاين في تلك اللحظة أنه يتحتم عليها الأتصال بمديرها جيرالد مورتون , لتبلغه عن عزمها على أطالة أجازتها بعض الوقت , أوه , كم حثّها في الأسابيع الماضية على وضع حد لزواجها! كم من مرة حاول أقناعها بالطلاق من بيار , فيما أذا رغبت يوما ... في الزواج من غيره ! هل يحبها جيرالد ويريد الزواج منها؟ سألت بيار بهدوء:
" هل يمكنني أستخدام الهاتف؟".
" طبعا , طبعا".
"و......... وعدت شخصا ما في لندن..... بالأتصال هذه الليلة .... للأبلاغ عن وصولي".
" شخصا ما؟ عمك تشارلز أو زوجته جيني؟ هل تحفظين رقمهما ؟ أذا كنت لا تعرفين الرقم غيبا , فهو مسجل في الدليل الصغير قوب الهاتف".
لا, لا يمكنها التحدث مع جيرالد أمام بيار , سألته بشيء من التردد:
" هل يوجد جهاز آخر يمكنني أستخدامه؟".
" واحد في غرفة والدتي ,وآخر في المطبخ ,ولكن ,أرجوك ألا تخجلي أبدا من أستخدام الجهاز الموجود هنا".
صبت لنفسها فنجانا ثانيا من القهوة اللذيذة , وهي تتمنى لو أنه يلاحظ رغبتها في أجراء المكالمة الهاتفية على أنفراد ,سألته عما أذا كان يريد فنجانا آخر , فأغلق كتابه ووضعه جانبا ثم قال:
" لا, شكرا , كم يذكرني وجودنا معا الآن على هذا الشكل بالأيام السعيدة!".
لم تعلق على كلامه وظلت صامتة , ففتح الكتاب مجددا وعاد الى القراءة , رفع رأسه بعد بضع دقائق , وسألها بأسلوب بارد أزعجها وأثار غضبها:
" هل أجريت مكالمتك؟".
"لا , وأنت تعرف ذلك! كيف يمكنني أجراء أي مكالمة , وأنت هنا تستمع الى كل كلمة أقولها؟".
منتديات ليلاس
" أوه! أذن, فالمكالمة ليست مع تشارلز أو جيني ,بل مع... صديق! هل هو رجل تقيمين معه علاقة عاطفية ,مع أنك لا تزالين زوجة رجل آخر؟".
شعرت بوخز الأهانة القاسية , فهبت واقفة وصرخت به:
" أنا...... أنا لست مثلك أبدا , يا بيار دوروشيه! أنا لا أقيم علاقات عاطفية مع أشخاص آخرين طالما أنني متزوجة......ولو من رجل لا أحبه! وبما أنك لست مهذبا بما فيه الكفاية لتغادر الغرفة أثناء الأتصال الذي سأجريه , فسوف أستعيض عن المكالمة برسالة أكتبها هذه الليلة , تصبح على خير!".
خرجت من غرفة المكتبة وأغلقت الباب وراءها بعنف بالغ, بحيث ظلت تسمع لبضع لحظات صداه يتردد في الممر الذي قطعته بسرعة لتصعد الى غرفة النوم , أخرجت جميع ملابسه وأحذيته من الخزانة , وبدأت تنقلها الى ......غرفة الحضانة , فتحت باب الحجرة التي أختارها بيار لنفسه, فدهشت لصغر حجم السرير , كيف يمكن لرجل طويل القامة مثله , أن ينام على سرير أطفال كهذا؟ تضايقت قليلا ,ولكن همها الأول هو الأبتعاد عنه قدر الأمكان ..........وخاصة أثناء الليل.
قامت بأربع رحلات متتالية , فنقلت كافة ثيابه وأمتعته الى الغرفة الصغيرة ,ثم جلست في حجرتها لتكتب رسالة الى جيرالد ,ولكنها توقفت عن الكتابة بعد عشر دقائق , لأنها لا تزال غاضبة بسبب تصرفات بيار معها , كيف يمكنها أعداد جمل عادية هادئة لتوضيح موقفها الحالي , والأسباب التي تضطرها لأطالة أمد زيارتها ؟ دب النعاس في عينيها , فخلعت ثيابها وأطفأت النور..... ونامت بصورة شبه فورية...

نهاية الفصل الثاني

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 28-02-11, 10:49 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


3_الطريق طويلة وصعبة

أستيقظت أيلاين في وقت مبكر من صباح اليوم التالي , فتأكد لها قبل أن تفتح عينيها أنها موجودة في شامبورتن ...وفي جناح البرج بالذات...وذلك بمجرد سماعها هديل الحمام.
خدعها عقلها في تلك اللحظة الوجيزة من السرور والأبتهاج , فشعرت وكأن فترة أنفصالها عن بيار لمدة تسعة أشهر كاملة لم تحدث أطلاقا ... وأقنعت نفسها بأنها متزوجة منذ أربعة أشهر فقط ولا تزال غارقة في الحب حتى أذنيها , أبتسمت بأرتياح وسعادة , ثم حركت رجليها ومدت ذراعها لتطوق .... حبيبها!
أنتشلتها ملامسة الفراغ البارد من أحلام اليقظة , وأعادتها الى عالم الواقعية ... والمرارة ,فتحت عينيها وتطلعت نحو الجزء الآخر من االوسادة , فأدركت أنها وحدها طوال الليل! أغمضت عينيها الحزينتين بسرعة , للتخفيف من الآلام الناجمة عن خيبة الأمل العنيفة التي عصفت بها , كيف يمكنها تحمل هذا العذاب أياما وربما أسابيع؟ هل ستكون قادرة على السكن مع بيار تحت سقف واحد ,وتظل متحفظة عاطفيا أتجاهه ؟ كيف ستستيقظ في هذا السرير كل صباح , دون أن تتذكر عشرات المرات الأخرى التي كانت تجده فيها مستلقيا قربها بدفء وأرتياح ... وهي سعيدة بالسجن الذي بنته بحبها له؟
منتديات ليلاس
لماذا كل هذا الأهتمام والمبالاة به؟ لماذا تشعر كلما رأته أو سمعته بالحزن والأسى ؟ ألأن الحب الذي أقسما على أبقائه حا ومشتعلا حتى يفرق الموت بينهما , لم يكن على ما يبدو موجودا منذ البداية؟
أذا أحبها فعلا , فمن المؤكد أنه لم يكن ليقدم على الخيانة الزوجية التي تدعي سولونج حصولها .لو أنه يحبها حقا , لما كان أمضى الليل مع سولانج في شقتها مرات عديدة ... كلما كان مفترضا به القيام برحلة عمل الى المنطقة التي تعيش فيها!
برزت صورة سولانج فجأة على شاشة خيالها وتفكيرها , فشاهدت أيلاين تلك المرأة الطويلة القامة النحيلة الجسم تنظر اليها بعينيها السوداوين الكبيرتين.....وتهز رأسها , سولانج فنانة في الثالثة والثلاثين من عمرها ,وتعرف بيتر منذ سن المراهقة , قالت لها مرة أنها كانت عائدة من أحدى جزر البحر الكاريبي حيث أمضت سنة كاملة في أعداد اللوحات الفنية , حين قررت زيارة شامبورتن لرؤية ..........حبيبها القديم.
وتذكرت أيلاين أن تلك الزيارة تمت بعد مرور أسبوع واحد على زواجهما , وقد بدا أن سولانج فوجئت بالأمر , أعترفت لها آنذاك بأنها لا تميل كثيرا الى فكرة الزواج ,وتفضل البقاء حرة طليقة ...
مضيفة بغنج ودلال:
" لماذا يزعج أي أنسان نفسه بالزواج , أن لم يكن ذلك بهدف الأولاد... أو تحقيق مكاسب مادية؟".
منتديات ليلاس
تضايقت أيلاين الى حد كبير في ذلك الوقت, ولكنها نسيت سولانج وأفكارها الغريبة بمجرد مرور بضعة أيتم على مغادرتها شامبورتن , كانت سعيدة جدا مع زوجها وحبيبها ,بحيث أنها لم تهتم أطلاقا بما حدث قبل زواجهما....ولم يخطر ببالها أبدا أنه يستغل المناسبات القليلة خارج شامبورتن لأهداف لا علاقة لها بعمله.


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اطياف بلا وجوه, dangerous pretence, flora kidd, روايات, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, عبير, عبير القديمة, فلورا كيد
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:53 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية