كاتب الموضوع :
سفيرة الاحزان
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
• الفصل الرابع
• السيد مارلي
• قذف القاضي راسه للوراء مقهقها
• و من فوق كتفيه التقت عينا كاثلين بعينين زرقاوين جامدين و حزينتين و شعرت بغصة خفيفة حيست انفاسها فاخفتها سريعا بابتسامة صافية و هي ترفع كاسها في تحية زائفة للراجل الواقف عبر الغرفة و بدا دانيال بيشوب و كانه لم يلاحظ ما في التحية من زيف
• و لكن العنف المكبوت في نظراته فضح ما يدور بداخله كان رائعا وسط الرجال حتى بدوا بجوار وسامته و اناقته جادين و على غير طبيعتهم و لكن كاثلين تعلم انه ليس في نصف ما يبدو عليه من استرخاء فرغم كل جاذبيته كان من الداخل يضم جوانحه على اشواك حادة يالك من مسكين يا دانيال تقضل الموت جوعا على ان تاكل وجبة تافهة
• اما هي فعلى النقيض كانت نشوى بنجاحها سكرى بانتقامها الذي وجدته لذيذ الطعم بدرجة غير متوقعة و مغريا بالادمان بدرجة خطيرة
• لقد كان للرداء الاسود وقع كل توقعات جنيتها الطيبة مع الشكر لخبراء مس شارون الذين كانوا على مستوى التوقع في رداء يكسوها من الرقبة للقدم مع شعر مصفف بطريقة رائعة ووجه يكاد يكون خاليا من المساحيق ... بدت كاثلين صورة من ربات الجمال تجمع بين الطهارة و الاغراء كما لم تبد امراة من قبلها
• و كان الراداء في تفصيلته المحتشمة مع اختفاء التزين و الحلي قد حولا جمال كاثلين الصارخ الى نوع من الجمال الخفى ذي السحر و البهاء لا يدعى شيئا و بعد كل شئ كانت الوحيدة التي لم تتحل باي جواهر و من ثم كانت الوحيدة المتميزة و بعد ان امتص تود الصدمة الاولى اندمج في اللعبة بكل روحه حتى انه اصر ان تخلع خاتمه ووضعه في صدر ردائها قائلا بمرح ان تبحث عنه اذا احتاجت دعما معنويا
• و لكنها لم تفعل
• كانت اميرة مجتمع وسط ما يقرب من مائتي مدعو للحفلة ايه في الرفة و التحضر و حين صدحت انغام الاوركسترا راقصت تود في رشاقة و خفة و خطفت بها اعجاب هذه الصفوة من علية القوم و حين استطاعت اديليد الماخوذة بالدهشة و الاحباط ان تنزع تود من اقرب الاصدقاء اليه لتقذف به وسط مجموعة من بنات الطبقة الراقية زادت اشجانها و هي ترى ان التجمهر حولها قد زاد بدلا من ان يقل
• و مع تقدم الحفلة و بفعل الشراب و عبارات الاعجاب اخذت كاثلين تسترد طبيعتها من ذكاء و خفة دم مثيرة قدرا اكبر من المرح و الابتهاج في جو الحفلة
• و كان من الطبيعي ان تلتقي بمن عرفتهم اثناء عملها و لم يكن هناك مناص من ان يجري الحديث حول طبيعته لتجد دانيال كل مرة واقفا مستثشيطا وراءها .. و لذا فقد بعدت بنفسها عن ان تخوض في مثل هذه الامور الا ان الضرر كان قد وقع بالفعل و زادت مراقبة دانيال لها بصورة خطيرة حتى اصبح يقحم نفسه في كل مناقشة تخوضها مهما كان موضوعها و كلاريسا شقراء ترفل في ردائهاالحريي الابيض معلقة بذراعه ترمق خطيبها ببعض النظرات الحيرة
• و لكن كلاريسا كانت امرا محيرا نفسها لقد كهربا كاثلين و تود ال بيشوب بظهورها حتى ان دانيال نسى للحظة اصول اللياقة و كان تود ان يقدمها للسيد بين و زوجته و ابنتهما الجميلة الباردة و ابتسمت لها كلاريسا ابتسامة يبدو انها كانت حقيقة ربما كان دانيال يحاول ان يحميها من نفس ما كان تود يحاول حماية انا منه – غمغمت عبارة ترحيب مهذبة دخلت اذن كاثلين و خرجت من الاخرى
• ثم صادفتها كاثلين مرة اخرى في غرفة التزين التي اعدت للضيفات .. كانت كلاريسا تضع بعض اللمسات على زينتها البديعة اما كاثلين و التي لم تكن لتتجرا ان تلمس نفسها خشية ان تنهار كل تلك الاناقة المستعارة فقد اكتفت بالتطلع لنفسها في المراة متمتعة بهذا الشكل الجديد عليها
• و تجاذبتا معا اطراف الحديث كما يفعل أي اثنين تعارفا حديثا حول المنزل و حلاوة الانغام التي تصدح في ارجائه و جمال الطقس و لم تبد كاثلين كلاريسا أي نوع من الفضول بالنسبة ل كاثلين او لحقيقة اقامتها بالمنزل و اخذت كاثلين انطباعا ان كلاريسا يمكن ان تكون مؤدبة كقطعة من اثاث المنزل و لاول مرة تقابل كاثلين واحدة تعجز عن تقليدها بنجاح شخصية رقيقة لا يبدو فيها أي شئ مميز حتى صوتها كان خاليا من اية نبرة و لكنة تميزه كانت كمرايا الملاهي لا يمكن للمرء ان يستخلص منها حقيقة ما
• و حين قابلها تود كانت مستندة الى الحائط بجوار باب غرفة التزين و عيناها تلمعان بتعبير غامض
• * هل تقابلت مع كلاريسا و تحدثت معها ؟ *
• و سالته في دهشة :
• * كيف خمنت كانت كلاريسا لا تزال في غرفة التزين تتحدث مع احدى المدعوات حول خاتم خطبتها :
• * من التعبير البادي في عينيك*
• و تقوس حاجبا كاثلين :
• * اتعني انها دائما هكذا حادة الواقعية ؟ *
• * بصورة بشعة * و قالت هاتان الكلمتان الكثير ان تود غير مرتاح لاختيار عنه لزوجته ... او بالاحرى اختيار امه مثقفة مهذبة اشبه بصخرة صماء هل تذكرك باحد ؟ *
• * كلا لا اتذكر . رباه اديليد و اعتدلت كاثلين بهزة مفاجئة ممسكة بذراع تود تحملق فيه برعب يدل على الاشفاق :
• * انها تذكرني بجدتك *
• *اعطها ثلاثين عاما و ستكون جدتي بالضبط ثلاثون عاما من العيش هنا *
• ثم استطرد واجما : * بل ربما لا تتطلب كل هذا الوقت لقد بدا يخططان معا بالفعل كاللصوص هل تتصورين كيف ستكون المعيشة هنا حين يكونان جبهة واحدة ؟ *
• ان الامر شيئ بما فيه الكفاية وجدتي تحاول تشكيل العالم و كل فرد طبقا لمواصفات و لكن ان تكون كلاريسا بجوارها حليفة طيعة ... *
• و زمجر قائلا : اتعلمين لو ان كلاريسا تزوجت شخصا اخر لربما خفف طباعها و لكن مع دانيال ... * و هز راسه في اسى : * لا شئ يجري هنا في عقوبة كل شئ يسير بتخطيط صارم *
• * اعتقد ان هذا كان مقصودا به تغذية شجرة العائلة .. او لعلني اقول نوع نوع من التهجين ؟ *
• و حتى تعين نفسها على ان تفهم الموقف تناولت كاسا اخر من النادل المار امامها ليس لها ان تهتم بعدد الكؤؤس التي تجرعتها فهي لن تواجه مشكلة قيادة سياة يكفيها ان تستطيع ارتقاء الدرج
• * لقد اخبرك دانيال جدتي انه لايريد ملكة جمال خاملة كان يريد فتاة ذات عمق و قوة فتاة تتماشى مع عزيمته في الحياة و ليس طفلة محتاجة للتدليل و انا فاهم ماذا يريد و لماذا و لكن القوة المبالغ فيها ليست امرا مستحبا ما رايك ؟ *
• حين تبادل القوة بالحب نهم لقد راقبت كات دانيال و كلاريسا و لاحظت ما بينهما من احترام و تعاطف لكن ليس هذا الحب كما تفهمه .
• * ان جدتي صارمة طوال عمرها و لكن منذ ان توفى جدي و هي على هذه الدرجة من التشدد لقد كان ذا ارادة قوية و لكن الحب كان يخفف من الصرامة بينهما و ما ان مات حتى ماتت معه كل فرصة للمرونة و هذه هي غلطة دانيال انه و كلاريسا ليس بينهما اية عاطفة مشتركة و بدلا من ان يشارك كل منهما الاخر سيعيشان معا منعزلين و اقشعر بدن تود و غمغمت كاثلين مهزية :
• * لا عليك على الاقل ستكون انت و "انا" اسعد حالا *
• * "انا" حبوبتك و عبست له تلك التي اتجشم من اجلها كل ذلك
• ورد بسرعة :
• * اه انا هذه لقد كنت احاول الا افكر فيها كان المفترض ان تكون هي الموجودة هنا الليلة كما تعلمين *
• و دفعت الى ساحة الرقص نادمة ان اثارت اشجانة فهي تعلم مدى استعداد العشاق للحنين حين يمنحون الفرصة ان كولين دائمة الدخول و الخروج في ميدان الحب كما ان فرايا قصصها العاطفية الحزينة ايضا و كذا جيف و الان لم يكن هناك سوى كاثلين نحصنة ضد ذلك يحميها حذرها لقد رات الكثير م البنات اللائي شاركنها فترة يتمها ممن وقعن فريسة للتعطش للحب باي ثمن و ترى كاثلين ان الحب امر لا ياتي قسرا او على عجل و هي متاكدة انه سياتي اليوم التي تقابل فيه الرجل الذي سيدخل حساتها و يوقد فيها العواطق التي لا سبيل لانكارها و قد حملتها هذه الثقة العاطقسة من الارتباطات العرضية بالاضافة لحذرها و لم ينجح رجل حتى هذه اللحظة في ان يدير راسها
• * ستيفان مارتا ... لكم انا سعيد يتمتعكما بالحفلة فانا اعلم ندى عزوفكما عن مثل هذه المناسبات الرسمية *
• و ذهرت كاثلين اذا احست ان جهاز انذارها التقليدي قد خذلها هذه المرة و كان دانيال يبتسم ابتسامة دافئة لم يبتسم مثلها من قبل طوال الامسية و حو يحيي ال مارلي اللذين كانا يقهقهان على طرفة من طرف كاثلين ورد قاضي المحكمة العليا :
• * كيف لا و نحن في هذه الصحبة الرائعة ؟ بقد كنا نخبرها مارتا و انا كم اعجبنا بالعرض الذي تقدمه على المسرح هل رايته يا دانيال العم انك تكن تقديرا لكل ما هو طريف و جديد دانيال ذلك الرجعي عتيق التفكير ؟ و احست كاثلين بيد الواقف وراءها يمسك بكوعها و هو يستدرج مارتا لتقص كل تفاصيل العرض الذي تقدمه كات مظهرة مقدرتها في التمثيل الصامت و تقيلد الاشخاص و عندئذ اشتدت قبضته حتى كادت تحطم عظامها و قبل ان تفيق وجدت نفسها تجر بلا رحمة الى الشرفة المضاءة اضاءة خفيفة و التي تكاد تختفي وراء ما حولها من نباتات
• و صاحت ؟ و هي تجذب ذراعها :
• * ماذا بك يا دانيال * فرد و هو يكز على اسنانه
• * بل ماذا بك انت ؟ لا تتظاهري بالبراءة اني اتكلم على هذا التصرف البذئ منك كنت اعلم انك تدبرين امرا هذه الليلة و لم ادركه الا الان
• * ماذا ؟ * و تساءلت عما عساها تكون قد فعلت انها تسير بصورة رائعة
• * لا تلعبي لعبة البراءة معي * و ازداد غضبه لما اعتبره تظاهره بالجهل منها
• * انت ماهرة في تقليد الاشخاص اذن الم يكفك اهانة لامي حتى تجعلي منها مدعاة سخرية الحفلة ... ان تظاهرك بتقليدها امرا لا يخفى على احد الحاضرين كل هذا ابتغاء بعض ضحكات رخيصة انك لا تفتئين تزيدين الاقناع بانك احقر من ان تنتسبي لهذا البيت ؟*
• و كادت من هول الصدمة لا تجد جوابا
• * لست ادري كيف وصل بك الظن لهذا ؟ انني اعلى قدرا من ان استغل حفلة كهذه للاستعراض و ليس هذا الا من صنع خيالك حتى امك لم تلاحظ شيئا من ذلك و هي لا تقل فطنة عنك *
• * و لكني لاحظت *
• * لانك لم تكف عن ملاحقتي و في اعماقك تود لو ارتكب خطا ما انت و اديليد موعوبان من ان اقوم بتصرف سوقي ثم فوجئتما حين تصرفت على النفيض من ظنكما رحت تنسج من خيالك ما ينبئ عن مدى تحاملك ضدي الهذا الحد صنعتك امك ... *
• * ايتها المو ..... * و قاطعه صوت مرح يذكرهما انهما في وسط جمهور من الناس
• * هل هذه مناقشة خاصة ام يمكن لاي احد ان يشترك فيها ؟ *
• و التفتت كاثلين و لم تكن تقصد ان تثير ثائرة دانيال لهذا الحد مبتسمة ل ديانا و ريتشموند ركس و قد شعرت بارتياح كانت اخت دانيال الكبرى تفيض مرحا في اثناء الحفل و يبدو ان خروجها من منطقة سيطرة اديليد في فترة مبكرة من عمرها هو السبب انها تبدو اكثر شبابا من اخيها الوسيم الاصغر منها سنا اما زوجها ريتشموند فقد كان يناهز الاربعين رمادي العينين و الشهر ذا صفات تكذب شهرته كرجل اعمال مرموق و كانت كاثلين قد قدمت لهما قبل العشاء و دهشت انها لم تشعر منهما بالعداء الذي لمسته من بقية افراد العائلة بل على التقيض كان ترحيبهما بها حارا و لم يخفيا سرورهما لرد فعلها حين علمت ان ريتشموند هو النصف الاخر من مصرف ركس * بيشوب التجاري
• * رباه لقد كنت اعتقد انه مصرف مملوء للاسرة بالكامل و اعتقد ان ركس هذا ربما يكون كلب الاسرة او عم محجوز في برج مصاب بلوثة عقلية *
• و علق بيتشموند بصوته الرقيق المتكاسل :
• * كثير من الناس لا يلاحظون الفاصلة بين الاسمين * و استمرا في الدردشة غير منتبهين تقريبا للطعنات المهذبة التي توجهها اديليد لما ابدياه من ارتياح لها و قد حاول تود ان يدخل والدته ايضا في دائرة الاعجاب و لكن يبدو انها لم تكن محصنة ضد مجال اديليد المغناطيسي و اثرت الانسحاب بدون ان يلحظها احد فغمغم شيئا مبهما مغزاه ان في العجلة الندامة و قالت كاثلين حين بدا انه يتجاهل تدخل اخته الذي جاء في حينه تماما
• * دانيال تشاجر اما انا فاتناقش *
• وفر صوت يشبه الشهير من انف دانيال رغم تحكمه الصارم فيتصرفاته
|