كاتب الموضوع :
سفيرة الاحزان
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
· وردت "اديليد "بقسوة :
· * و لكن ذلك لن يحل مشكلة الحفلة فهي ستلحق بنا الفضائح بسوقيتها و ستسبب لنا الحرج و هي كلمة لا تعرف هي معناها * و قال الابن في ضيق من الامر كله :
· *هيا الى العشاء اولا قبل ان نشغل انفسنا ببقية العطلة ربما تستجيب لمحاولاتك الليلة في اقناعها بعد جدوى التسلل في العائل و اذا لم يحدث فهناك طرق اخرى بالتاكيد *
· و استدارت "كات" ل"تود" قائلة :
· * اعطيني اياه * و تراجع امام ثورة غضبها قائلا :
· * ماذا ؟ *
· *الخاتم اعطني اياه * و حين تردد مدت يديها في جيب سترته و اخرجته و البسته اصبعها و قال لها متوسلا :
· * انك لن تتراجعي يا "كات" فهذا سيفسد كل شئ انهم يتكلمون عن جهل فسامحيهم * فغمغمت :
· * بالتاكيد بالتاكيد * و بدات تستعرض في مخيلتها الشخصيات المختلفة لتنتقي اكثرها اثارة للاحتقار ثم قالت :
· * هيا بنا نهزهم هزا * و بدا "تود" عندئذ كارها و هو يقول :
· * "كات" * و لكن ذلك زادها اصرارا على مواجهة الجدة و ذلك العم الصارم و أصبحت المسالة مسئلة شخصية يجب ان تحسم
· و ضاع تأثير دخولها الدرامي بكونهم جلوسا و ظهورهم للباب و اعطى ذلك عدة ثوان ل"كاثلين" تتامل فخامة الغرفة و أثاثها و ثرياتها و الساعة الفضية المعلقة على شكل كاتدرائية و التي تبدو انها الشئ الوحيد الرخيض الثمن في الغرفة و الساعة البند ولية العتيقة بدقاتها الرتيبة و تنحنح "تود" بعصبية و استدارت السيدتان "شارون " في رداء رقيق وردي غامق اما "اديليد" ففي رداء ازرق رمادي يضاهي عينها و رمتها "كاثلين" بابتسامة عريضة تحمل من التحدي ما يحملة ردائها الاحمر القاني و ما يحيط به من لون اخضر عند الخصر و لكن عنيها كانت معلقتين بالرجل الذي كان يدور ببطء كما لو كان كارها ان يفعل ليواجهها
· و اقشعر بدن "كاثلين"
· لقد كان "دانيال" جميل الطلعة كجمال غرفة طعامه اطول منها قامة عريض المنكبين يزيد من جمالهما تفصيلة سترته الرقيقة و يزيد من سمرة بشرته قميصه ناصع البياض لقد تسرعت في الحكم عليه و انبت نفسها لذلك فلم يكن ممن تشبههم بالبطاطس بل بثمرة فاكهة احلى و اطعم و كانت تقاطيع وجهه تركيبة متناسقة من الخطوط و الزوايا اشبع بوجه ناسك .
· و بينما هي تواصل التطلع اليه مأخوذة أشرقت عيناه بنوع من التهكم مع تقوس حاجبيه يبدو انه معتاد على الاعجاب به و يجد في ذلك مدعاة لسخريته
منتديات ليلاس
· و همست نفسها بتحذير خفي استبعدته على الفور فما الذي يخيفها من هذا الجمال القاسي ؟ ان الرجل صاحب مصرف و احد أعمدة المجتمع مكرس لواجباته نتاج صلب من بيئته و لم يكن ليمثل لها أي تهديد بل هي التي تمثل تهديدا له
· و دخلت ميدان المعركة لا ترفع عينيها المتحديتين عن عينيه و هي تخطو في تكاسل و ميوعة في ثوبها المحكم على ردفيها و لم يتغير الملامح الباردة المتباعدة في وجه "دانيال" و هي تقترب
· و لد يبد عليه انتباه لجسدها فقد كان مركزا نظره على وجهها
· ابتسامتها العريضة الواثقة وعينيها اللتين تفيضان بالانفعالات الداخلية و ذقنها المرتفع استعلاء على ما يدور في العالم
· ووقفت على مسافة اقرب مما تقتضيه أصول اللباقة و ساءه ذلك و ان لم يعبر عن ذلك بزة لحظية من ذقنه و بدا ان عطرها قد تخلل انفه فأسفت انه من عطر "كوالين" الغالي الثمن و ليس من النوع الرخيص المنفر .
· و مدت يدها في المسافة الضيقة بينهما و "تود" وراءها في قلق يقدمها كل منهما للاخر و اسدلت جفنيها في خفر ثم عادت ترفعهما في غير خفر
· * هاللو انكل "دانيال" *
· و ادى التناقض بين مظهرها المثير و ادعاء حياء فتاة صغيرة اثره فشمخ لها "دانيال" بانفه مستاء من تبسطها معه قائلا :
· * "دانيال" من فضلك * و فاجاها بانه بدلا من ان يهز يدها رفعها الى فمه و طبع قبلة خفيفة و شعرت بالضيق فجاة اذ احست امامه بالتضاؤل الانثوي و بانها هي الصيد و ليست الصياد
· و شعرت بيدها تلتهب من مسكته الرقيقة فسحبتها و هي تضم اصابعها و زادت من قوة ابتسامتها و هي تكرر وراءه طائعة :
· * "دانيال" *
· و لستطرد بصوت رقيق :
· * اننا من جيل واحد اليس كذلك ؟ ان تشريفي بلقب "انكل" من فتاة في مثل سنك يجعلني اشعر بتقدمي في العمر اكثر من اللازم *
· و صححت له في صوت معذب :
· * من جيل واحد تقريبا * ثم بدأت تنشب شصها بعناية :
· * و لكن لابد ان اعرف ان تقدم العمر يزيدك جمالا فلا أكاد اصدق انك تقترب من الأربعين أتستخدم مرطبات جلدية لتحافظ على نضارة بشرتك ؟ *
· وردت على قبلته التي هزت كيانها بلمسة رقيقة من أصبعها على خده الحليق و جفل لهذه اللمسة غير المتوقعة فأرخت يدها و هي تضحك له بعينيها العسليتين
· * اذن فأنت ايها السيد البنكي ... مثال الدماثة و الرقة و الاستقامة الا تحب المداعبة ؟*
· يا للاسف ان "كاقلين " في احسن مزاج للمداعبة
· * "انسة كندون " و يبدو انه ليس "دانيال "فقط الغير مرحب لتبسطها
· * ارجوك ناديني "كاثلين" * و ادرات عينيها الى وجه "اديليد" المتجهم فقبل كل شئ سرعان ما سوف اناديك جدتي * و كانت تقلد "دانيال" في طريقة حديثه بصورة خبيثة * جعلت "تود" تتوتر أعصابه
· وردت العجوز في جفاء :
· * أتمنى ألا تدعوني الا "اديليد"
· * ليتك تختصرينه مثل ما افعل انا باسمي هل "سيث" على اسم المدينة الاسترالية ؟ *
· لقد سمعت ان بعض الناس يسمون باسم المكان الذي حملتهم أمهاتهم فيه فهل كان والداك ....*
· و قاطع "دانيال" سوقيتها :
· * هل لك في شراب يا "كاثلين" * و اتجه الى خزانة الأواني الكريستال يماثل "كاثلين" في رشاقة خطواته وردت بلا مبالاة :
· * فقط ... سآخذ ما يأخذه الجميع *
· * اذن فلنتناول الشراب وراته يتبادل نظرة خاطفة مع والدته وقحة عديمة التربية غير مهذبة كانت تقرا افكارهما *و لكن افضل منكم يا اعزائي الملتحقون بادبكم الزائف
· *اتناول أي شئ ان تذوقي للشراب قد افسده كثرة تناول المياه الغازية من العلب الكرتونية اليس كذلك يا "تودي" *
· ورد "تود" مبتسما:
· * أرى انك متواضعة و الان يا "دانيال " * ووقف مزهوا امام عمه ها قد رايتموها ما رأيك في عروسي المقبلة ؟ أليست رائعة ؟ لقد كان بإمكانها الحصول على أي رجل بإشارة من اصبعها و لكنها اختارتني انا فقال "دانيال" :
· * هذا يدل على ان ذوقها بالنسبة للرجال لم يفسد ان كان قد فسد بالنسبة للشراب *
· *و كانت طريقته المهذبة تدعو للاثارة فهي لا تدري ماذا يختفي وراءها رجل ام نار ؟
· و ناولها كاسها و اخذ يرشف من كاسه و هو يتطلع اليها من فوق حافته :
· * انك بالتاكيد غاية في الجمال يا "كاثلين" اجمل من أي فتاه استضافها "تود" و لا عجب ان أراه ..*
· *وقعنا في الحب ؟ *
· و صحح لها بابتسامة عذبة :
· *هائما * و فعلت ابتسامتها ما لم يفعله غرور والدته و صلفها .
· * و انا هائمة به ايضا * ثم مست جيدها برفق و غاية في الكرم معي كما انه غاية في الإلحاح * و أطلقت ضحكة و أعينهم تركز على العقد المرصع و تنتقل منه الى الخاتم المتلألئ بمعناه المثير للذعر
· اعلم انكم تريدون الانتظار و لكن ليس بيدي مقاومة رغبات "تود" فهو مندفع في طباعه و كان يريد ان نتزوج زوجا مدنيا و لكني قلت له لا يا "تود" أريد زوجا شرعيا و ربما يكون زواجا مع "دانيال "و "كلاريسا" الا يكون هذا رائعا ؟ مع انتحار طبقي لال "بيشوب"* و تجاهلت "كاثلين" نظرات الرعب المحيطة بها حتى "دانيال" كان على وشك ان يفقد طباعه المهذبة ورفعت اصبعها ليزيد بريق الخاتم :
· * لقد تركني تود اختاره ليوافق عقدي اليس حبوبا رغم انه صغير بالقياس لحبنا و لكنه قد وعدني المزيد ربما حتى من مقتنيات الاسرة ثم القت ببقية شرابها في جوفها في اشارة خفيفة لعدم تقدير نوعيته و اعلنت :
· * انني اتضور جوعا متى ستاكلون ؟*
· و غمغم "دانيال" :
· * اعتقد انه حان اوانه *و بدا الوحيد الذي لم يتملكه الصمت لثورتها العاصفة و ضغط زرا بجوار الخزانة
· و قال و هو يمس خصرها برقة ليقودها لمجلسها :
· *تهنئتي لك * و فرد فوطة موشاة على حجرها و سالته :
· * على ماذا ؟ * و لم ترتح للمحة التلذذ في تصرفاته :
· * على خطتك بالتاكيد و انتظر حتى جلس الجميع ثم اخذ مجلسه عند راس المائدة
· و تفحصت "كاثلين " خطوط المعركة المحددة بعناية "تود" في اقصى مكان منها "و شارون" مواجهة لها اما "اديليد" قالي يمينها ربما لتراقبها عن قرب حتى لا تختلس شيئا من الانية الفضية
· و اهل "سيث" بقامته الشامخة قادما بالشراب الذي بهرها الاسم الملتصق بقنينهو تبعه امراة ربعة تدفع عربة محملة بالاواني المملوءة بانواع الطعام
· و قالت "كاثلين" حين وضع امامها الحساء بنكئته اللذيذة مع قطع من الخبز الساخن
· * اشعر كانني في مطعم ففي سكني يتناول كل منا الطعام على ركبته نظرا لصغر المائدة * و تدخل "تود" في الحديث :
· * ان كاثلين "تشارم اربعة اصدقائها السكم *
· *بنتان و شابان * و تركت لهم تخيل نوعية الحياة البوهمية التي تدور في الثامن و الصلاثين من شارع "ستانتون" و انقدت عينا "اديليد"لتصور الانحلال الخلفي و ما سيحيق بال"دانيال" من خطر العدوى منه .
|