9_بيري يتصل من مطار لندن قائلا أنه آت الى نيويورك ويريد تناول العشاء مع سارة , فماذا تفعل؟ تحاول أخباره الحقيقة بعد العشاء لكن لوك يقتحم الغرفة ويقع ما لا تحمد عقباه؟
وفي صباح الغد لم يكن أحد من سكان المنزل الريفي يعبّر عن حيوية وبشاشة خلال وجبة الصباح , ستيفاني وسوزان تأكلان الخبز بسهو وغياب , لوك منغمس في صحيفته يشرب القهوة من دون كلمة , وحدها فيكتوريا تبدو جائعة , لكن سارة تشك أنها تتصنع ذلك لأخفاء توترها الداخلي ,وكلما نظرت اليها تراها تحدق بالصحيفة التي أختبأ وراءها لوك.
كانت طريق العودة سريعة , أوصل لوك الفتيات الى منزله وتوجه نحو مكتبه في الحال , فتحت السيدة أيليوت لهن الباب وقالت:
"هل قمتن برحلة جيدة؟ سارة ما زالت شاحبة , ربما أنت مصابة بفقر الدم؟ يجب أن تستشيري الطبيب ,أدخلن جميعا لأحتساء القهوة".
سكبت السيدة أيليوت القهوة وقالت:
" والآن , يا ستيفاني ويا سوزان , تكلمت على الهاتف مع زوجيكما , فهما مشتاقان لكما وينتظران بفارغ الصبر عودتكما".
أبتسمت ستيفاني وقالت:
" مهما حدث سيشعران بالسعادة لأستقبالنا".
هزت السيدة أيليوت رأسها وقالت:
" كيف تستطيعين أن تكوني باردة هكذا؟ فكري بأولادك المساكين المحرومين الراحة والأستقرار؟".
قالت ستيفاني بعد أن تناولت فنجانا آخر من القهوة:
" أنا أكيدة أن الصبيان برخاء, كلما أذهب من المنزل يغزون الثلاجة , يأكلون البفتيك في كل وجبة ,ويشربون المشروبات الفوارة بكثرة أضافة الى الحلوى والشوكولاتة أذن لا تشغلي بالك عليهم كثيرا!".
تدخلت سوزان قائلة:
" من الأفضل أن نأخذ رحلة الليل , لا أحب التغيّب كثيرا , أشعر أنني أخذت قسطي من الراحة".
منتديات ليلاس
أعلنت ستيفاني بصراحة:
" أحيانا تشعرين أنك وصلت الى أقصى التعب الى درجة الأختناق , وعندما يخيّل أليك أنك أرتحت لا يكون ذلك كافيا ".
ضحكت سوزان وقالت:
" نعم , أنت على حق , وأنت يا سارة, لقد أشتقنا لك كثيرا".
قالت ستيفاني:
"وأنا كذلك , أشتقت لك وفرحت للتحدث معك قليلا ".
أبتسمت سارة لهما بصدق وحرارة , فهي تحبهما كثيرا , وخلال عطلة الأسبوع جلبتا الفرح والسعادة الى قلبها.
رن الهاتف وردت عليه السيدة أيليوت , ولما خرجت والدتها قالت ستيفاني بصوت هادىء:
" هل بأمكاني أن أطرح عليك سؤالا يا سارة؟".
تقلصت المرأة عفويا وأجابت:
"هذا يتعلق بنوعية السؤال".
هزت ستيفاني رأسها وقالت:
" مهما يكن , فسأطرح السؤال عليك".
تدخلت سوزان قائلة:
" ستيفاني! تذكري ما قاله لوك".
نظرت اليهما سارة بأستغراب وسألت:
" وماذا قال لوك؟".
ترددت سوزان , لكن ستيفاني هزت كتفيها وقالت:
" طلب منا لوك أن نهتم بشؤوننا وأعتقد أنه على حق , لكن , بما أنني شقيقته , أريد أن أسألك شيئا , لماذا تركته ورحلت؟".
عضّت سارة على شفتيها غير قادرة على الرد في الحال , ثم أعلنت:
" لوك وأنا نتمتع بصفات مختلفة ولا يمكننا الأتفاق على شيء ".
لمعت عينا ستيفاني وقالت:
" لا أصدق كلامك , أعرف أن لوك يصعب العيش معه أحيانا, لكن.........".
" ليس صعبا , بل مستحيلا , أنت شقيقته ولا يمكنك أن تلاحظي ذلك , عندما كنت أعيش معه , كنت وكأنني في جزيرة نائية , لا أراه أبدا , لم يكن موجودا , عمله يمر في بادىء الأمر , كنت وحيدة وكئيبة ولم أعرف السعادة , فلم أعد أتحمل هذا الوضع".
تنهدت ستيفاني وقالت:
" هذا صحيح , لوك يحب عمله كثيرا , ولم نكن نراه كثيرا داخل المنزل".
قالت سوزان بحماس بعد أن أحمر وجهها:
" لقد عمل بقسوة حتى وصل الى قمة النجاح , أنا أحترمه جدا , أنه .... أنسان رائع".
وافقت سارة على كلامها وقالت:
" من دون شك , أنه أغرب أنسان ألتقيته في حياتي , لكن كان يتعذّر عليّ رؤيته , أريد زوجا من لحم ودم , وليس زائرا يأتي صدفة ".
سألتها سوزان:
" وهل قلت له ذلك؟".
" مرارا".
" وماذا كان رده؟".
" يعتقد بأنني أطلب منه أمورا كثيرة , ويريدني أن أقبله كما هو".
" ولا يمكنك ذلك؟".
منتديات ليلاس
" لا , لا أستطيع , لا أطلب منه أن يفعل ما أريده صباحا ومساء كما يعتقد , لا بل أطلب.... أطلب فقط منزلا, وزوجا يعود كل مساء وأولادا وعطلة نقضيها معا.... لا أعرف أذا كنت واضحة , هذا أمر يصعب الكلام عنه".
قالت سوزان:
" أفهم أنك تريدين رجلا عاديا".
قاطعتها بقوة قائلة:
" كلا".
نظرت اليها سوزان بتيقظ وقالت:
" كلا؟ أذن , تريدين لوك , وترغبين في تغييره؟".
" أنا..... لا أعرف.... الأمر يبدو تافها أذا ما قلناه بهذه الطريقة , هل تعتقدين أنني مخطئة في نظرتي الى الأمور؟ هل عليّ أن أعتاد السهرات الوحيدة؟".
قالت سوزان:
" كلا أنا أفهمك , أحب حياتي وأحب أن أتقاسم عمل زوجي , لا يمكنني أن أعيش كما يريد لوك .... ولا يمكنني أن أقع في حبه....".
قالت ستيفاني بلهجة حازمة:
" الحياة العائلية لا تناسب لوك".
" لكنها تناسبني أنا , وهذا هو خلافنا".
" يا للأسف!".
قالت سوزان بأقتناع :
" أنت حقا المرأة التي يحتاج لوك أليها , أنت مثل أمي , خزف أنكليزي سريع العطب , ولوك لم يتمكن أن يقاوم هذه الدقة".
قالت سارة بمرارة:
" تقصدين بأنه حصل عليّ كما يحصل على قطعة أثرية".