سمعت قلبها ينبض بسرعة جنونية , وهي لا ترتدي سوى منشفة تلفها , رفع لوك نظره ببطء الى جسمها وقال:
" ستشعرين بالبرد أذا بقيت هكذا".
" أذا تفضلت وتركتني أرتدي ملابسي....".
" لقد سبق ورأيتك ترتدين ملابسك مئات المرات , لا تنزعجي من وجودي ,أريد أن أحدثك بأمر مهم".
صرخت به قائلة:
" لن أرتدي ملابسي ما دمت باقيا هنا".
هز كتفيه بمرح وتوجه نحو النافذة قائلا:
" حسنا , سأدير لك ظهري , الشيء الوحيد الذي يقلقني , يا سارة , هو أنت , لا أجوبة لاذعة ولا كلمات جميلة وجيدة , يجب علينا تأليف جبهة متحدة".
منتديات ليلاس
أرتدت ملابسها الداخلية وراحت تبحث في خزانتها عن فستان مناسب , وأختارت الأبسط , ثم بتنهد أرتياح ألتفتت ووجدت لوك ينظر اليها.
" برافو! لم تكف عن رؤيتي!".
أرتسمت أبتسامة ساخرة على شفتيه وقال:
" ما زلت نحيلة جدا , تمكنت من عد أضلاعك , أنت بحاجة الى التغذية المستمرة".
مرت أمامه لتأخذ ساعة يدها الذهبية لكنه أمسك بالساعة قبلها وراح يقلبها في أصابعه.
" كان أسمك محفورا بالفضة على السلسلة التي أهديتك أياها , لكن هل هذه هدية من سام؟".
" نعم".
" من غيرة , بالفعل؟ لم تكوني بحاجة الى زوج؟ أليس كذلك ؟ لقد رباك سام بدلال , كنت أبنته الحبيبة , ودميته , من المستحيل مقاومته , كان بحاجة اليك , وكنت تتمنين أن يكون الرجال على صورته".
" سام كان يحبك".
" طبعا , كنا نحب بعضنا البعض , لكن ذلك لم يمنعني من الغيرة".
نظرت اليه غير مصدقة:
"الغيرة ؟ ليس الأمر جديا".
وضع ساعتها جانبا وأمسكها بكتفيها وقال:
" بلى , كان الأمر شديد الجدية ,يا سارة , كان يتهيأ لي بأنني أصارع ظلا , لو كان أي رجل آخر لأختلف الأمر .... لكنه كان الطيبة بذاتها , كان دائما يقف بيننا , الأب المثالي , الصديق المثالي.... كنت ترددين ذلك صبحا ومساء , لقد وضعت هالة حوله , وأظهرت له أعجابا شديدا".
" لكنه كان يستحق ذلك".
رجعت الى الوراء وعيناها تلمعان غضبا وأضافت:
" كنت دائما مأخوذا بالعمل , أما هو فلا , كنت أراه غالبا وأكثر مما كنت أراك خلال مدة زواجنا , نعم , أصبحت شقتنا سجنا , حتى قبل مرضه ,كان سام قد عوّدني أن يكرّس لي وقتا , كل يوم , أذا سافر , كان يأخذني معه , لكن ذلك لم يحصل معك ,يا لوك, كنت تتركني لقدري المحزن".
" وأنت, هل كنت تريدين حقا أن أتصرف حرفيا مثل سام ,تذكّري أنني كلما تأخرت في المكتب ,كنت تتصلين بي هاتفيا".
" لكنك أوقفت هذه العادة بعد أن أعطيت الأوامر لسكرتيرتك, هل تساءلت مرة ما كان شعوري عندما أكتشفت ذلك؟ وفهمت في الحال أن حياتي معك تتلخص ببعض أحتفالات العشاء ونادرا بأوقات حنونة , كنت دميتك , يا لوك, لكني لم أكن دمية بالنسبة الى سام , كنت تقدم اليّ الهدايا وتعتبرني ملكيتك , أما سام فكان والدي , والدي المحب الحنون , أنت , لوك.... كنت تملكني....".
قال بغضب بارد بعد أن دفعها الى السرير:
" وما زلت دائما".
وضغط عليها بشدة , حتى أصبحت غير قادرة على التخلص منه وبغضب قالت:
" أنا لست ملكا لأحد , أبتعد عني في الحال".
فجأة دفعته جانبا وبسرعة نهضت وأصبحت قرب الباب وصرخت تقول:
" حاول مرة واحدة أيضا , وأرفض التعامل معك".
" يا لك من أمرأة شريرة! لقد سخرت مني".
خرجت لكن لوك تبعها , وبيده فرشاة الشعر وقال:
" خذي وسرّحي شعرك المشعث!".
منتديات ليلاس
ألتفتت به وتناولت الفرشاة , رفعت سارة شعرها بشكل كعكة بينما ظل لوك متكئا على الباب يحدق بها
فجأة أقترب منها وطبع قبلة على عنقها وقال:
" أنت أمرأة جذابة".
أجتازتها قشعريرة وقالت:
" كفى! لقد سئمت ألعابك".
همس وأصبعه تلمس ظهرها:
" ماذا لو نعاود الكرة؟".
" لن يحصل شيء! أنت لم تتغير".
" أما أنت , فلقد تغيرت , كنت قد تزوجت من فتاة صغيرة , فأجد نفسي الآن أمام أمرأة رائعة واثقة من سحرها وجذابة".
ظلت صامتة لقوة التجربة ,ثم هزت رأسها بحزم وقالت:
" كلا , يا لوك, لا جدوى لذلك , أريد الطلاق".
" لتتزوجي من دوريل؟".
" أسمع , هذه قضيتي! وكل واحد حر في أختياره".
" لو تتمتعين بشجاعة قليلة , لجعلتني مجنونك , ولفعلت أي شيء للمحافظة عليك , لكنك أخترت الحل السهل وهربت".
" السعر كان مرتفعا ولم أكن أريد أن أكون ملكيتك , وألا لفقدت كبريائي وعزة نفسي , لكن عندما ذهبت أسترجعت أحترام نفسي وحاولت المحافظة عليها".
أستدارت وهبطت السلالم من دون أن يحاول أيقافها.