ألتفتت اليه وهي ترتجف غضبا وصفعته بكل قواها , أمسكها لوك بشدة وأرغمها على الجلوس وسط الوسائد وضغط عليها كي يمنعها من النهوض , فراحت تتخبط زائحة رأسها أبعد ما يمكن , لكنه أمسك بذقنها بين أصابعه الحديدية وأرغمها على النظر اليه مباشرة , فصرخت بصوت أجش:
" لا!".
" أنت أمرأة جميلة يا سلرة , أي رجل , يسيل الدم في عروقه , لا يمكنه أن ينظر اليك من دون أن يريدك".
ثم راح يعانقها بشغف ورغبة , ولم تعد قادرة على مقاومته, أستيقظت حواسها فجأة وأغمضت عينيها.... وأصبحت بين يديه كالعجينة حى ولو كانت ما تزال تشعر أتجاهه بالكراهية والعدائية .
منتديات ليلاس
رفع لوك رأسه ليراها , كانت ممددة بين الوسائد , وشعرها هالة حول وجهها الأحمر وعيناها مغمضتان.
" كيف بأمكانك أن تكوني جذابة وفي الوقت نفسه حمقاء , عنيدة , غير ناضجة؟".
فتحت عينيها ونظرت اليه , كان نبضها يخفق بقوة , فقال بصوت غاضب:
" هيا , أنهضي".
نهض لوك بحركة كبرياء ودفع شعره الى الوراء بسرعة , جلست سارة , حمراء الوجه وبحركة سريعة سوّت شكلها فقال لها:
" حسنا , أذا تصنعت القيام بدور الزوجة السعيدة خلال الشهر المقبل , حتى موعد توقيع العقد , أعدك بأن أطلقك بسرعة في المكسيك أو لاس فيغاس , سأقدم لك نفقة محترمة وسأقسم بأنني لن أقول للسيد دوريل أن زوجته ( في المستقبل) أمرأة حمقاء , فاسدة , وغير ناضجة".
قالت بأحتقار كبير :
" أشكرك على هذا الكرم الحاتمي".
أبتسم لها بسخرية وقال:
" سيكون دوريل سعيدا لو يعرف كم كنا الآن على وشك السقوط في الحب من جديد , أليس كذلك؟".
" لا علاقة لبيري هنا!".
" كما تريدين , أذا تزوجت من دوريل , فستنسجمان معا , لأنه أحمق مثلك".
" شكرا".
" أذن , ما رأيك بأقتراحي؟".
منتديات ليلاس
" سأفكر بالأمر".
" أريد جوابا في الغد , فالرئيس آدم كروسشاير مدعو الى العشاء الثلاثاء المقبل , أذا كنت موافقة على هذا الأقتراح , فأريد معرفة ذلك قبل عطلة الأسبوع".
" أذن سأعطيك الجواب في الغد , والآن سأذهب الى النوم ".
" وحدك؟".
نظرت اليه بأشمئزاز ورددت:
"وحدي".
" تصبحين على خير , أرجو أن تكون أحلامك جميلة!".
خرجت سارة من دون أن ترد عليه , وما أن وصلت الى غرفتها حتى جلست على السرير وخبأت رأسها المستعل بين يديها المرتجفتين , لقد تصرفت بحمق....
ثم قالت لنفسها : أنا أكرهه.... لكن....عندما يلمسني , يتعلق عقلي ولا أعود قادرة على التفكير , في أعماقها رغبة ملحة في أن تكون بين ذراعيه ,ولا أي منطق قادر أن يطرد هذا الشعور من داخلها , كأنها تعاني من أزدواجية في شخصيتها , عقلها يقول لها أن لوك ما زال رجل الأعمال غير الرؤوف الذي جعل من زواجها جحيما بعد أن تجاهلها كليا , لكن قلبها أو بالأحرى حساسيتها المكبوتة , تستيقظ كلما وجدت أمامه.
وفكرت بالشهر الطويل الذي ينتظرها لتتصنع بأنها زوجته السعيدة وناحت بصوت مؤلم , كيف ستتمكن من تحمل ذلك ؟ أن تعيش بأستمرار أمام أنظار لوك , وتتحدث اليه وتبتسم له كأن شيئا لم يكن؟ سيكون ذلك عذابا لا تستطيع تحمله , وهي تعترف الآن بمضض أن نظرة لوك الساخرة أتجاه ضعفها ستكون عذابا لم يسبق أن عانت مثله من قبل.
خلعت ملابسها وجلست في سريرها ,وفي الظلام ظلت تفكر بهذا السؤال , لكنها كانت تعرف أنها ستوافق على عرضه مهما كان الثمن , وفي لحظة صدق , أعترفت لنفسها بأن الوضع لن يزعجها حتى ولو عرفت بأنها ستتعذب لأن فكرة العيش بضعة أسابيع مع زوجها فيها نعومة مرة لا يمكنها مقاومتها .
وما أن طلع الفجر حتى أخذت القرار النهائي بالنسبة الى بيري: لا يمكنني االزواج منه , سأكتب اليه وأخبره بذلك , سأخدعه أذا تركته يعتقد أنني سأحبه يوما وأنا أعرف أن ذلك مستحيل لأنني لا أستطيع أن أحب أنسانا آخر.
ألقت بلوك في البهو حاملا بين يديه ربطة رسائل وبلمحة سريعة نظر مفصلا الى فستانها الكاكي البسيط ومنديلها الأصفر المعقود حول عنقها , فسألها بصوت جاف:
" هل نمت جيدا؟".
كذبت عليه وقالت:
" جدا".
" تبدين هكذا بالفعل".
أعلنت وهي تزيح رأسها جانبا :
" لقد قررت الموافقة".
ران صمت قطعه لوك أخيرا:
" حسنا ,كنت أعرف بأنك ستوافقين".
قالت بمرارة:
" أنت دائما واثق من نفسك , لكن سيأتي يوم وتجد نفسك مخطئا كالآخرين , لا يمكنك أن تكون دائما على حق".
أبتسم بسخرية وقال:
" هل تراهنين على ذلك؟".
وخلال فطور الصباح أعلن هنري فجأة :
" لقد قررت مع أندريا ألا نأتي معكم الى الجبل في نهاية الأسبوع , سنذهب للبحث عن منزل".
وضعت السيدة أيليوت ملعقتها جانبا ونظرت الى أبنها بمرح وقالت:
" ستذهب للبحث عن منزل!".
رفع لوك نظره عن الرسالة التي كان يقرأها وهز حاجبيه وقال:
" هذا أمر مناف للعقل".
نظر هنري اليه بهدوء وقال:
" تريد أندريا الحصول على منزل خاص بها".
قال لوك له بأبتسامة ساخرة:
" هذا هو منزلها , لا يمكنها أدارة منزل من دون مساعدة , لا تتهور بمالك , يا هنري , وألا أضطررت أن تبيع بخسارة".
رفع هنري ذقنه بتحد وقال:
" هذه قضيتي ولقد قررت , لقد حان الوقت أن نملك منزلا كأي زوجين في هذا العالم , الأمور لا تسير جيدا عندما تعيش عدة عائلات تحت سقف واحد , ستشعر أندريا بتحسن عندما تعرف أنها تملك منزلا خاصا بها وبي وبأولادنا".
ضحك لوك بقسوة وقال:
" أنت مليء بالأوهام وأندريا أمرأة مستهترة وفاشلة كليا , والمنزل ليس سوى واحد من أحلامها العديدة , وخلال شهر ستبكي ندما وحسرة".
نظرت سارة الى هنري ورأت الأنزعاج واضحا في عينيه , رمقها بنظرة متوسلة كأنه يطلب منها مساعدته , فقالت بصوت هادىء:
" أحيانا يفشل الأنسان لأنه قرر أن يكون فاشلا".
سألها لوك وهو ينظر اليها بغضب:
" هل تتفضلين بشرح فكرتك بوضوح؟".
هزت كتفيها وقالت:
" أنت تكره النساء يا لوك , أليس كذلك؟ تحكم عليهن بأنهن ضعيفات ومحسوبات على أزواجهن وتابعات , تريدهن هكذا.... كي ترتاح كبرياؤك الرجولية , لقد أرغمت أندريا ببساطة أن تتقيد بشروط منافية للمعقول".
نظر اليها نظرة باردة ونفى قائلا:
" لم أفرض على أندريا شيئا , لقد أخترعت أنت هذه النظرية آملة أن تغطي بها أخطاءك الفادحة , تفضلين أن تلوميني على أن تلتزمي بمسؤولية أفعالك , أندريا حجة , فقط لا غير".
" أرجع عن هذه الحجة , وحاول أن تنظر الى الأشياء برأي مختلف , ماذا تحاول أن تخفي وراء هذه الأرادة في أقناع نفسك بأن النساء ضعيفات ولا يصلحن لشيء؟".
" لا تلعبي دور الطبيب النفساني يا حبيبتي ".
نهضت السيدة أيليوت ودفعت كرسيها وقالت:
" كفى ! لوك , هدىء من روعك".