" هذا ما كنت أفكر به , كنت آمل أن يغير مجيء الولد الوضع ويقتنع هنري بضرورة الذهاب من هنا وتأسيس منزل آخر , لكن الأمر يزداد سوءا كل يوم".
أغرورقت عيناها مجددا وقالت:
" سارة , أنا أكيدة أن هنري يعاشر أمرأة غيري! لقد وجدت مرارا بطاقات كتبت بأيد ناعمة داخل ملابسه , أعرف أنه ليس لائقا التفتيش في جيوبه , لكنني كنت أشعر بشك غريب , كنت أعرف أنه يعاشر أمرأة غيري وهذه الرسائل زادتني شكا!".
" هل حدّثته بالأمر؟".
" حاولت .....لكنني كنت خائفة .... ماذا لو كان الأمر جديا .... هذه المرة ؟ أعرف أنه سبق أن أرتكب خيانات .....لكنني أغمضت عيني .... لكن الآن , أشعر بالضعف .... أشعر بالبشاعة في شكلي.....".
أحتجت سارة قائلة:
" أندريا , أنت رائعة , أنظري الى نفسك في المرآة , أذا كنت لا تصدّقين كلامي! طبعا أنت ثقيلة الآن....".
منتديات ليلاس
" ثقيلة؟ لكنني غريبة , كالطابة!".
" أنت فتاة حمقاء , هنري يحبك وأنا أكيدة من ذلك ,ولا تخافي , فلا تستطيع أمرأة غيرك أن تأخذ هنري منك , حين جاء ليأخذني من المطار صرّح لي أنه يحبك أكثر من أي وقت آخر....".
نظرت اليها أندريا مفصلا وسألتها:
" هل تقولين الحقيقة؟".
" نعم , الحقيقة بكاملها , أما أذا كنت تشكين بوجود أمرأة أخرى فعليك ألا تصرحي له بالأمر , تكلمي بأنشراح ولا تخافي , أما أن تكبتي ذلك وتبكي بالسر فيزداد الأمر تعقيدا وتسوء حالتك الصحية".
" آه , أنا مسرورة لأنك هنا! والدة هنري ذات نوايا حسنة , لكنها متأثرة بلوك كثيرا , لا أشعر بالراحة معها , أنها قوية .... جدا , تنتظر مثل لوك أن تراني أتمتع بصفات الزوجة الوفية والأم الصالحة , حاولت ذلك , لكنني لست قادرة أن أكون ما تتوقعه مني , الأولاد يخيفونني والمربية تخيفني وهذا المنزل أكرهه , أريد منزلا صغيرا ومريحا , بأمكاني أن أتصرف فيه بحرية وأكون نفسي بصورة كلية".
" والآولاد؟ هل أنت قادرة على الأعتناء بهم وحدك , في منزل صغير؟".
" أطرد المربية وأطلب من العمة غريس أن تعيش معنا , فهي تحب ذلك لأننا نتفق كليا مع بعضنا , وهكذا نتدبر الأمور معا".
أطلقت تنهيدة طويلة وأضافت:
" ليس هذا سوى حلم لأن هنري لا يريد الذهاب من هنا".
" هل سبق أن حدّثته عن العمة غريس؟".
" كلا.... ولماذا؟".
" أذن , أستريحي , الآن , سأطلب من الدكتور ماثيو أن يحضر في الحال لنوضح الأمر".
خرجت سارة الى البهو , فلحق بها لوك وهنري , كان هنري قلقا , ولوك غير مهتم , فسألها هذا الأخير :
" أذن؟ هل نجحت في تهدئة أعصابها؟".
قالت بصوت هادىء وهي تنظر الى هنري:
"هنري , أطلب من الدكتور ماثيو الحضور في الحال , وقل له أن الضغط الدموي عند أندريا مرتفع للغاية , كما أن حرارتها ونبضها مرتفعان".
أسرع هنري الى الهاتف , فأمسك لوك سارة وقال:
" لا تتجاهلي وجودي يا سارة ! لقد حذرتك , لن أدعك تسيطرين على الموقف ".
أمرته ببرود:
" أبعد عني , أرجوك".
لمعت عينا لوك غضبا وقال:
"لا تستعملي هذه اللهجة معي!".
" لا تكن قاسيا معي , أذن!".
" تبا لك يا سارة , تحاولين جهدك حتى أغضب وأفقد هدوئي ".
" هه , هه, يكفي لذلك شيء بسيط , أما بالنسبة الى أندريا فسأكلم هنري بالأمر , أعتقد أنني وجدت حلا لمشكلتهما لكن الأمر يتعلق بهنري ولا علاقة لك أنت به".
قال غاضبا:
" كل ما يتعلق بأي فرد من هذه العائلة , وداخل هذا المنزل يتعلق بي أيضا".
" ما يجري بين رجل وأمرأة لا يخص ألا هما , طلبت مني أندريا أن أساعدها وأرجوك أن تدعنا وشأننا , يبدو لي أنك تفرض سلطتك فيما يتعلق بحياتهما , أليس كذلك؟ وأنت لم تتمكن من أنجاح زواجك".
بغضب أمسك بها وجذبها اليه , فراحت تتخبط من دون جدوى , أمسك بمعصميها وكانت تسمع نبضات قلبه وكلماته عندما قال :
"لقد ذهبت بعيدا يا سارة , هناك دائما أثنان كي ينجح الزواج , وأذا فشل زواجنا فذلك بسببك أنت".
خارت قدماها وبدأت تتنفس بصعوبة لشدة ما كانت متوترة من قربها اليه , حاول عناقها , لكنها رفسته بقدمها للتخلص منه , فأطلق شتيمة ألم وأبعدها عنه وراح يمسد كاحله ويقول:
" لقد سببت لي ألما حادا".
" هذا ما كنت أنويه".
أدارت له ظهرها وراحت تبحث عن هنري في مكتب لوك ,كان يقفل السماعة عندما دخلت , رفع رأسه وقال:
" سيصل الطبيب في الحال , ماذا يجب فعله الآن , يا سارة؟".
أجابت في الحال:
" مغادرة هذا المنزل وأصطحاب أندريا معك".
" لا يمكنني أن أقدم لها الترف الذي أعتادت عليه ".
" أنها تعرف ذلك تماما , لكنها لم تعد تطيق البقاء هنا مع لوك ,تريد منزلا خاصا وتريد عمتها غريس لتساعدها في تربية الأولاد".
" العمة غريس؟ لكنها تسكن في شيكاغو".
منتديات ليلاس
" حسبما قالت أندريا , أنها تكره العيش هناك وستتحمس لفكرة المجيء الى هنا والعيش معها".
" آه , هذا حلم , فقط لا غير , أنت تعرفين أندريا ! فهي ربة منزل سيئة ولا تعرف أي شيء عن هذا الأمر , أنها أعتادت الى وجود الخدم والمال المتوفر بكثرة , أذا عشنا في منزل وحدنا ,, ستضطر للأقتصاد في المصروف وأنا أكيد أننا سنعود الى هنا قبل مرور عام واحد".
" ولماذا لا تحاول؟ ... أنا أفهمها جيدا , يا هنري, عاشت في بادىء الأمر مع والدتك ولم يتسن لها التصرف بحرية منذ البداية , أنها تجربة جديدة ولن تعود تحت رحمة لوك".
لمعت عينا هنري وقال:
" معك حق , هل تعتقدين أن الأمور ستجري كما يجب؟".
" لا أعرف , لكن لماذا لا تحاول؟".
أبتسمت له وقالت:
" هيا , يا هنري وتشجع في تحمّل العقبات ! حتى ولو كان ذلك لسنة واحدة".
" ولوك؟ ماذا سيقول؟".
" أهذا أمر مهم؟".
" أنت صادقة على ما أظن ولا تخافين منه".
" أنه عجوز! لسنا دائما كفوئين أمامه , لكن لا أحد يمنعنا من أن نحييه ونذهب".
" هذا ما فعلت, لكنك عائدة!".
" حتى أنال الطلاق , فقط لا غير".
أبتسم هنري وقال:
" لا أصدق قبل أن أرى....".
نهاية الفصل الخامس