دخل دوريل الى صالة الأجتماعات مقطب الحاجبين وسأل :
"أين ذهب أيليوت بهذه العجلة؟".
بدأ بيري يشرح له حقيقة الأمور , فكان يصرخ بذعر وينظر الى الفتاة الجالسة مكانها والمحدقة بصورتها في زجاج الطاولة , حالمة , فقال:
" ما زالت تحت تأثير الصدمة , من الأفضل أن ترافقها , يا بيري , ألا تكفي وفاة سام".
أقتربا من سارة وأنحنيا بأهتمام وساعداها على النهوض , سارت نحو الاب كالدمية تنظر في الفراغ , حدقت فيها السكرتيرة بفضول.
وبالكاد أدركت سارة أنها وصلت الى منزل آل دوريل , لقد لجأت الى صمت كلي , فكانت السيدة دوريل متأسفة جدا لهذا النبأ وساعدت سارة في الصعود الى غرفتها.
نظر السد دوريل الى أبنه بهدوء وقال له:
" الوضع تغير الآن بصورة كاملة , يا أبني ولا يمكنني الأستمرار في طلب شراء أسهم لوك , ما دمنا لا نعرف بوضوح ماذا يجري".
" طبعا , يا أبي , لكن ماذا سيحل بسارة ؟ أعني , أذا.........".
" أذا فقدت ثروتها؟ أنت الذي يقرر الأمر".
منتديات ليلاس
" أنا أحبها يا أبي , ولاشك أنها تعاني صدمة كبيرة , لقد تركها جايسون وود في مصيبة كبيرة , وأنا لا يمكنني أن أفعل الشيء نفسه ".
كانت سارة ممددة في سريرها ترتجف بردا بالرغم من زجاجة الماء السا خنة التي وضعتها السيدة دوريل تحت الغطاء , خيانة جايسون تؤلمها بعدما وثقت به كليا , لا شك أن لوك مخطىء والأمور ستتوضح عما قريب.
جلست وأدارت رقم هاتف فندق الهيلتون وطلبت الكلام مع السيد ايليوت , فأجابت موظفة الهاتف قائلة:
" السيد أيليوت ؟ أخشى أن يكون قد غادر الفندق".
" ومتى سيعود؟".
" أنه مسافر الى نيويورك , بعد ظهر اليوم".
" نيويورك ؟ هل أنت جادة فيما تقولينه , هل تتمكنين من تأكيد الحجز؟".
" كما تريدين".
بعد صمت دام طويلا , عادت الموظفة لتقول بأحتقار وترفع :
" نعم , السيد أيليوت دفع فاتورته وسيأخذ الطائرة المتوجهة الى نيويورك في تمام الثالثة بعد الظهر".
أقفلت سارة الخط ودخلت الى سريرها , بيضاء كالثلج , رحل لوك من دون كلمة , لماذا؟ فجأة , خبأت وجهها بين يديها المرتجفتين وأدركت بوعي أن لوك الرجل الذي يعتبر عمله أهم شيء في حياته , تصرف مثل دبابة مرت على جسمها وطحنتها , ثم ولّى ذاهبا غير مهتم بالدمار الذي أحدثه وراءه.
وعادت الى ذاكرتها الشهور الأولى لزواجهما , كانت واضحة كأنها حصلت في الأمس , كانت سعيدة في بادىء الأمر , ثم شيئا فشيئا , بدأت ترى لوك أقل فأقل بينما كان ينغمس أكثر في العمل , وأحيانا لا يعود في المساء أبدا ولا يتصل بها ليشرح لها سبب تغيبه , وذات يوم قال لها:
" أنا أكيد أنك ناضجة كفاية لتتسلي وحدك ,أليس كذلك؟ من أجل السماء! هل تعتقدين أنني قادر على البقاء تحت قدميك ليلا نهارا؟".
ومنذ ذلك الوقت أنكمشت على نفسها , لا تدري ما تفعله , ولم يدرك لوك هذا الأمر , كان طلب منها فقط أن تكون جميلة عندما يأتي المدعوون , فكان يضع يده على خصرها وهي ترسم أبتسامة عريضة على شغتيها , بينما يستقبلان الضيوف , كانت تحاول تسليتهم خلال السهرة ببعض الكلمات اللائقة والأخبار العصرية , ومع ذلك كان ينتقدها أنتقادا لاذعا
أذ كان يقول:
" تبدين فتاة غير ناضجة , ولا تعرفين الأشتراك في الحديث , متى تتوصلين الى سهولة التعبير مثل فيكتوريا؟".
منتديات ليلاس
فيكتوريا... تقطب وجهها لدى تذكر فيكتوريا بلير , الممشوقة السمراء , المتعجرفة , التي أصبحت مثالها الوحيد , وكان واضحا أنها فرحة بلوك , شيئا فشيئا بدأت سارة بالأعتقاد أن لوك مغرم بها أيضا , لم يتفارقا أبدا منذ أن أحتلت فيكتوريا مركزا مهما في شركته , أنها أمرأة طموحة وباردة وجذابة.
كانت سارة تكره هذه المرأة ولم تكن قادرة على مجابهة الوضع , وحتى عندما كان يظهر لوك عن لطفه أتجاهها كانت تحتار وترتبك , وعندما يتصرف معها كالعاشق الملتهب لم تكن قادرة على مقاومته بالرغم من شدة تعاستها وقلقها الكبير , لقد وضعها في الفخ وسجنها بسحره............
وشيئا فشيئا ولقلة نضجها وتجربتها في الحياة , أدركت أن حبها له بدأ يتحول الى خوف ثم الى كراهية , وحينذاك قررت العودة الى والدها , وكانت تنتظر منه أن يطلب الطلاق ليتزوج من فيكتوريا , لكن لم يحدث ما كانت تتوقعه , هل كانت فيكتوريا ضد فكرة الزواج؟ ربما هذا هو السبب لعدم زواجه منها قبل لقاء سارة , وحسب المظاهر , ظلت علاقات فيكتوريا ولوك هي نفسها , بالرغم من الأشاعات التي تعلنها الصحف عن علاقاته بنساء أخريات غيرها.
ومن دون شك لم يكن لوك حيوانا أليفا , عالمه الوحيد كان غابة أعماله , كان يتأثر بها بسهولة النمر , ولم يكن مستعدا للزواج بل يفضل الحرية.
نهاية الفصل الثالث