عانقها بقوة ومن دون رأفة حتى كادت أن تختنق , لكنها بعد قليل كانت تهمس قائلة:
" آه , لا , يا لوك".
" بلى , بلى".
" لا يمكنني تحمل ذلك, لن أكون خزفا لمجموعتك , أنا أمرأة......".
" وأنا أعي ذلك تماما".
حملها بين ذراعيه كطفلة ,وصعد بها السلم , لم تحاول أن تتخبط للتخلص منه , فتح باب غرفته بقدمه ووضعها على السرير.
فصرخت تقول بلطف:
" لوك, كفى , أرجوك..........".
" حاولي أيقافي أذن".
حاولت أبعاده عنها لكنها لم تستطع , شيئا فشيئا تغيّر العالم في عينيها وبدأت ترى النجوم , فهتف لوك بقوة:
" سارة , أنا بحاجة اليك .... أريدك , هل تحبيني".
بعد قليل وضعت رأسها على صدره وأسترخت بفرح , فجأة سمعت صوت محرك سيارة أمام المنزل , ثم أصواتا تعلو في البهو فأنتفضت وقالت للوك:
" لوك, الكأس المكسورة في المدفأة! لا شك أن هنري وأندريا سيتساءلان ماذا حدث!".
منتديات ليلاس
" لا يهم! دعيهما وشأنهما!".
ضمها اليه فقالت:
"لا , أريد أن أكلمك".
" عماذا؟ الكلام لا فائدة منه , تعالي لأحبك".
" لوك , ليس هذا هو السؤال , أريدك أن تشاركني في حياتك أيضا , يتهيأ لي أنني تحفة ترغب بها أحيانا , ولا أشعر بأنني زوجتك........".
" أعرف , أدركت هذا الأمر اليوم , كنت أعتبرك طفلة وكنت تتصرفين هكذا أحيانا , لا أعتقد أنك فهمت الى أي درجة أحببتك..... لكنك لم تكوني ناضجة وأنا كنت منهمكا بأعمالي , كان عليّ أن أتفهم مشاكلك , وعذري الوحيد هو الحب الجنوني الذي كنت أشعر به أتجاهك ,كنت أريد فقط أن أوقظ فيك الحب نفسه , لكن كل مرة كنت آخذك بين ذراعي , كنت أشعر بهوة بينا".
" هذه غلطتك".
" ربما , كنت أخاف أن أخسرك , منذ صغري وأنا آخذ مسؤوليات وقرارات عديدة , وبدلا من أن أنظر الى زواجنا على أسس جديدة , كنت أتصرف معك كما تصرفت مع عائلتي, أنا آسف , يا حبيبتي".
فجأة أحتلها شعور بالسعادة والأمل , لكن القلق ظلّ طاغيا :
" لوك أنت لم تتغير , هل تعتقد أنه بأستطاعتنا أن نفعل من هذا الفشل نجاحا في المستقبل؟".
" سأبذل جهدي , أعدك بذلك , متى تم الأتحاد بيني وبين آدم , سأكرّس كل وقتي لأسعادك وذلك خلال ثلاثة أشهر , علينا أن نتعرف على بعضنا , ثم , متى عدنا من السفر....".
" السفر؟".
" بأمكاننا أن نقوم برحلة حول العالم , ونكتشف بعضنا في راحة بال".
" آه , لوك ! كم أنا سعيدة! هل أنت جديّ؟".
" طبعا , أريدك لي وحدي , السنتان الأخيرتان من دونك كانتا جحيما".
" ولي أيضا".
جذبها اليه وعانقها , ثم سألته:
" وماذا سيحل بنا عندما نعود من هذه الرحلة الطويلة؟ ستنغمس من جديد في العمل وستتركني وحدي , ليلة بعد ليلة....".
" أعدك بأن الأمر سيتغير كليا هذه المرة , سأترك المهام لآدم وأقسم لك ألا أهملك بعد الآن , لقد أخذت درسا لن أنساه ,وفي السنتين الأخيرتين كانت وحدتي قاسية وتعلمت أنك أهم من عملي".
" لكنك لم تحاول أسترجاعي خلال هذا الوقت , لو لم يطلب سام منك الحضور لما ألتقينا من جديد".
منتديات ليلاس
" أنت مخطئة , عندما تركتني كنت غاضبا , فأتصلت بسام لأقول له أنني آت لأخذك في الحال ,لكن والدك كان حكيما ونصحني بالأنتظار كي يهدأ توترك وتبدأين بالندم , وسمعت نصيحته , ثم مرض سام ولم أتمكن من آخذك منه , ولهذا السبب رسمت هذه اللوحة , كنت أجلس ساعات طويلة ممددا على السرير وأتأمل صورتك, كنت أحاول أن أتخيّلك قربي وهكذا أستطعت الأنتظار".
همست مرتجفة:
" آه , يا لوك , كم أحبك".
" برهني لي عن ذلك".
ضمّته اليها وعانقته فقال:
" كنت أخاف أن تلتقي برجل آخر , وهذه الفكرة عذبتني وكنت أتصل بسام كل أسبوع للتأكد من ذلك , لكن عندما حدثني عن دوريل , كدت أن أصاب بالجنون , لكنه طمأنني وأكد لي أنه يكفي أن ينظر الى عينيك ليعرف أنك لست واقعة في حبه , وآخر مرة رأيته قال لي أن بيري لم يعد يحتمل الأمر وربما حاول أن يغيّر الوضع , لذلك أنتظرت عودتكما أمام المنزل ولما رأيتك بين ذراعيه , كنت غاضبا وخفت ألا أتمالك أعصابي".
" لكن ما كان يجب أن تضرب بيري اليوم".
" أردت أن أخلع رقبته".
" آه , يا لوك , أنت مجنون.... أنت تعرف جيدا أنني لم أكن قادرة أن أميل الى رجل آخر".
"حاولت أن أحب بيري , لكن من دون نجاح".
" أعرف ذلك".
" والآن لو نتكلم عن فيكتوريا؟".
" يا ألهي, فيكتوريا؟ لم أفكر لحظة في الزواج منها ولا أن ألمسها ".
" غير أنها أمرأة جذابة".
" جذابة؟".
ضحك وأضاف:
" يا أبنتي الحبيبة , فيكتوريا أمرأة طموحة , ذكية , لكنها لا تتمتع بالأنوثة , أنا أحب النساء الناعمات , الحنونات , الدافئات , صحيح أنها كانت أستلطافي لأقع في فخها , لكن آدم كان بالنسبة اليها أستثمارا أفضل".
منتديات ليلاس
" لكنه فضّل رفقة والدتك ! مسكينة فيكتوريا !......".
" ليس عندها شعور بالعاطفة , فهي باردة كثيرا , لكن أمي ستكون زوجة رائعة لآدم , فبأستطاعتها مساعدته كما فعلت معي , في كل حال أنا سعيد لأنك شعرت بالغيرة من فيكتوريا".
" من قال لك أنني شعرت بالغيرة أتجاهها , آه , نعم , كنت أغار منها خاصة عندما رأيتها تقبلك".
"أذن نحن متعادلان , والآن لم أعد بحاجة الى رسمك ما دمت بجانبي".
" آه , أحببت هذه اللوحة كثيرا ولن أتركها لأنها برهان حبك لي ورغبتك في الحفاظ عليّ في الوقت الذي كنت أعتقد أنك نسيتني الى الأبد".
" أنا مستعد لأقدم لك البراهين العديدة لذلك".
" ما رأيك لو تبرهن لي ذلك الآن".
ضغط لوك على زر الكهرباء وأنغمست الغرفة في الظلام.
النهاية