كاتب الموضوع :
ἤǿǿ∂ẻ-179
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
هو أحبها وهي طفله صغيره لا تفقه من معاني الحب شئ..
وهي أحبته ولكن دون أن تعلم أن شعورها اتجاهه
يدعى..(حب)..
هو يفرح عندما يراها تلعب مع أخته ببراءة ومرح..
وهي تفرح عندما يراقبها وهي تلعب..
هو يدعو أن تمضي سنوات دراستها كـ سرعة البرق حتى يتوج
حبه له بالزواج..
وهي كانت تدعو أن يحفظه الله لها وتمضي بها الساعات
حتى تقابله بمنزلهم وهي تلعب مع أخته..
هو يطمح أن تكون زوجةََ له..
هي تطمح أن يبقى أمام عيناها دوما..
هو يتمنى أن تكون على علم بما يشعر به..
هي مازالت تلك الطفلة البريئة التي لا تجد تعبيرا مناسبا
لمشاعرها ..
*
ومضت الأيام..
لتتبعها الأشهر..
والسنين..
*
فـ من كان بالأمس مراهقا اليوم أصبح شابا
ناضج معتمدا على نفسه..
ومن كانت بالأمس طفله لا تفقه سوا حلو اهتمامه بها
اليوم أصبحت شابه تُرْجِمَت لها نظراته..
ولكن تحطم قلبهما عندما جاءهما الأمر أن رؤيتهما
أصبحت محرمه..
فـ هو لم يعد ذاك الفتى الصغير..
وهي لم تعد تلك الفتاة الصغيرة..
*
لا يعلم ما الذي يجعله مكتوف اليدين هكذا..
هو ابن عمها..وحبيبها..يستطيع أن يطلبها من والدها
لـ يتوج حب الطفولة والمراهقة والشباب بـ
..........* ( الزواج ) *............
*
طلب يدها من والدها..
ولم يجد أي اعتراض..بل كان الترحيب هو سيد الموقف
بـ تلك اللحظة..
*
وصلها الخبر..صُدِمَت..فاجأت..ولكن في آخر المطاف كان الخجل
هو المتحكم بها..
*
لم يصدق عندما وصله خبر موافقتها..
وهي لم تصدق عندما أجابت بالقبول..
*
هو بدأ الاستعداد لهذا الزفاف على قدم وساق..
هي لم تكن أقل منه بذلك..
كلاهما كان سعيد بهذا الارتباط فـ قصتهما لم تكن
وليده صدفه أو ميعاد..
بل كانت تتويج لحب استمر أعوام..
*
جاء الموعد المنتظر من الجميع..
جاءت ساعة الصِفْر..
زُفّتْ له كـ ملكه تُزَفْ لـ عرش المُلك..
لـ يستقبلها بشوق قد أحرقت قلبه الملهوف..
*
انتهت مراسيم ذاك الزفاف أسطوري المشاعر..
وإن كان زفافهما تقليديا فأن مشاعرهما هي المتجددة..
*
دخلا منزلهما وكلاهما سعيد بهذه الخلوة..
فـ اليوم لن يجدوا من يحرم اختلائهما..
اليوم لن يجدوا من يتهامس بانتقاد حبهما الشغوف..
اليوم فقط هي حلاله وهو حلالها..
امسك يدها ليحتضنها بين كفيه الدافئتين..
همس لها اعذب الهمسات لـ يزيد رجفتها وخجلها..
لم تجبه..وهو لم ينتظر منها إجابه..
قبّل جبينها الصغير وهو متمتما ببعض الدعوات..
امسك يدها واختلا بها..فـ اليوم له حقّ ذلك..
*
خرج من الغرفة مسرعا..
سـ يختنق..حقا سـ يختنق..لا يعلم ما الذي حدث له
لا يعلم ما الذي جعله يدفعها عن أحضانه بتلك الطريقة؟؟..
لا يعلم ما الذي جعله ينظر لها بغير شكلها؟؟..
لا يعلم لماذا نفر منها بهذه الطريقة؟؟..
أليست هي حبه..وعشقه؟؟..
أليست هي من انتظرها لسنوات وسنوات؟؟..
أليست هي؟؟..
فما الذي حدث الآن؟؟..
*
هي لا تعلم ما الذي حصل؟؟..
لا تعلم لماذا شعرت بأحضانه كلهب يحرق جسدها؟؟..
لا تعلم لماذا رأته كـ وحش مفترس؟؟..
أليس هو حب الطفولة والمراهقة؟؟..
أليس هو من انتظرته سنوات..وسنوات؟؟..
فما الذي حدث الآن؟؟..
*
وعادت لـ تمضي الأيام وتتبعها الأشهر..
ولكن ليست كالأيام والأشهر الأولى والتي كانت تحمل
بين طياتها لهفة وشوق العاشقين قد اختارهما القدر
أن يـُـتَــيّـما ببعضهما..
بل كانت أشهر ولادة جروح و موت المشاعر..
أشهر نفور المحبة والعشق والهيام..
أشهر لم يعهدها كلاهما..
*
هو عندما يبتعد عنها يتملكه الشوق لرؤيتها..
ولكن عندما تصبح أمامه يتمنى لو أنه يعود من حيث أتى..
هي عندما تبتعد عنه يكويها شوق رؤيته..
ولكن عندما تصبح أمامه تتمنى لو انه يرحل عنها..
عجباََ أهذا ما كان يطمحان له ؟؟
أهذا هو العشق الذي توج بالزواج؟؟
يا لـ سخرية الأقدار ..
لم تكن عائقا في أي مرحله من مراحل حياتهما..
ولكن بعد أن جمعا بـ حضن تلك المملكة أصبحا ينفران
من بعضهما..
*
هو يؤدي واجبه كـ زوج اتجاهها..
ينفق عليها..
يُجيب متطلباتها..
ويؤدي كامل حقوقها كـ زوجه..
هي تؤدي واجبها كـ زوجة اتجاهه..
تلبي له احتياجاته من مأكل ومشرب وملبس..
وحتى حقوقه كـ زوج..
كلاهما يُطعن مائة طعنه في كل لحظه يقتربان من
بعضهما..
ولكن لا يعلما لماذا وصل حالها لهذا..
*
أبعدها عن أحضانه كـ الملدوغ من أفعى سامه..
وبـ ألم قد اجتاحه إلى أقصاه..
"مهيب حاله..والله مهيب حاله"
أجابته وهي تتدثر بـ ديباجها الأثيري وصوتها يختنق ..
"تعبت يا طلال والله تعبت] تهجد صوتها[ كل مره أقول
رح ينعدل الحال..لكن بكل مره اتعب أكثر
وأنت تتعب أكثر وأكثر"
بـ قلة حيله
"وش في إيدي..الطب كله قال ما علينا خلاف..
لكن مدري ليه يصير حالنا كذا أول ما نقرب لبعض"
التفتت له وبصوت حاولت ان يكون قوي
"نروح لشيخ..إيه نروح لشيخ يمكن اللي فينا عين
أو سحر..أو أي حاجه.. مو معقول يكون من الهوا
لا تطيق اكلي ولا شربي..لا تطيق قربي ولا شي يخصني
وأنا مثلك وأردى..المشكلة مو بغرفة النوم كان قلنا
تصير كثير..لكن المشكله بحياتنا كلها..وهذا ماهوب طبيعي"
نظر إليها بتفكير..
حقا فـ الحال الذي وصلا إليه ليس بالأمر الطبيعي..
قام بتحريك رأسه دون وعي ونهض من الفراش وبـ رأسه
ألف فكره وفكره..
*
بعد أيام من آخر حديث دار بينهما وجَدَا شيخاََ قد عُرِف بالالتزام..
والرقية بالقرآن..وآجره دعوة صادقه من قلب من قام بعلاجه..
*
دخلا عليه بـ خوف مما سيسمعان من تشخيص لحالتهما..
ولكن ما إن مكثا جلوساً على الأرض حتى استكانت أنفسهما..
فـ المكان يملأه جو الخشية والخضوع لله عز و جل..
بعد أن تجاذب أطراف الحديث مع طلال بدأ يسألهما عن مشتكاهم
ومصابهم..
*
بدا طلال الحديث من جهته..
لم يترك أي تفصيل بل سرد كل ما يشعر به..
حكا له النفور الحاصل بينهما حتى تجاذب أطراف الحديث..
حكا له شوقه لرؤيتها إن غابت ونفوره من قربها أن حضرت..
حكا حزنه..قلقه..مأساته بسبب بعده عن من عشقها القلب..
وهي سردت مثلما سرد هو مشكلته..
كان مثل حديثه لكن باختلاف المتحدث..
*
صمت الشيخ قليلا بعد أن انتهيا..
وبدأ بقراءة بعض الآيات من سوره الجن..
ولكن لم يجد منهما أي استجابة..
لا صراخ..لا بكاء..ولا شئ..
أعاد قراءة سورة الجن كاملة..واتبعها بأواخر سورة الحشر..
وكان الأمر كـ السابق..
"كبداية هدانا الله و إياكم في سبيل الصلاح..المشكلة مالها علاقة
بالجن ولا بالمس..والحمد لله على كل حال..
لكن اللي فيكم سحر ربط..وهـ السحر قوي والله سبحانه أقوى..
إن حابين تفكوه بـ القرآن بيآخذ وقت ومحتاج منكم صبر لآن ممكن أشهر وممكن سنين..
وممكن ينفك السحر لكن لو هو من نوع التجديد رح يرجع مره ثانيه..
أما لو لا سمح الله عندكم نية على فكه بالسحر فـ أنا أقولكم ما هو عندي وأنصحكم لا تفكرون فيه لأنه محرم شرعا"
سحر..؟؟!!
ربط..؟؟!!
فك..؟؟!!
قرآن..؟؟!!
تجديد..؟؟!!
طلاسم لم يستطع ترجمتها عقل أي واحد منهما..
فـ من يريد أن يسحرهما؟؟
من يبطن لهما الشر وهما يتمنيا للجميع الخير؟؟
من يريد أن يكوي قلب هذان العاشقان بـ نار بُعد الأرواح؟؟
من سولت له نفسه لفعل مثل هذا الجرم؟؟
*
شَكَرَا الشيخ وخرجا بعد أن آخذا منه موعد آخر لـ بدء القراءة..
"سمعتي يا سمر؟؟..يقول انه سحر ربط؟؟"
نظرت إليه وهي مازالت تحت طور الصدمة..
"بس مييين اللي يسحرنا؟؟ أحنا ما سوينا لأحد شي..
طول عمرنا حالنا حال أنفسنا..من يومي صغيره ما آذيت
أحد وأنت مثلي..مين هذا اللي يكرهنا لدرجه انه يسوي سحر؟؟"
غطت وجهها لـ تبكي بـ حرقه على حالها وحال زوجها..
حاول وضع يده على كتفها لـ يطبطب عليها ويهون عليها لكنه لم يستطع..
حاول مدها لـ تصل كفه لكتفها ولكنها لم تصل..
ضرب مقود السيارة بقوه..حتى أبسط الأمور لا يستطيع مزاولتها معها..
*
مضت الأيام لـ تعود وتتلوها أربعة أشهر..
كانت تجلس بـ توتر فقرارها اليوم قد اتخذه بعد تفكير قد استنفذ نصف طاقتها..
*
دخل بهدوء للشقة..فـ اليوم هو متعب عن أي يوم مضى..
فما تلاه الشيخ من آيات قد جعلته يهتز كـ ورقه في مهب الريح..
ألقى عليها السلام وتوجه لغرفته..ولكن صوتها أوقفه عن إكمال السير..
التفت لها وأشار بـ رأسه]نعم[
أجابته وهي تفرك يداها ببعض..
"تعال..أبغى أكلمك"
جلس بتعب على أول أريكة قابلها..
"سمر تحكي بسرعة لآني تعبان حيل"
ملأت رئتاها بالهواء..أغمضت عيناها لثواني لتفتحهما من جديد قائله..
"طلــقــــنـــــــــــــــــي"
نظر إليها بصدمه..وبعد ثواني من الاستيعاب قال بانفعال..
"نعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟"
أعادت عليه الجملة لـ يقف ..وبغضب شديد قد جعله يرتعش بقوة..
"..تعيييديييها بكل قواااة عيييين..مجنووونه أنتي..مجنووونه بعد تعب الشهور اللي راحت تبيني ألحين أطلقك؟؟؟..عقب ماقلت هانت يا طلال كلها شهور ولا حتى سنين وترجع سمر بحضنك وتكلمها مثل ماتبي..تقووولين طللللقني...ليييه عايف عمري؟؟ولا بايعك برخيييص؟؟؟"
أجابته وقد اخذ البكاء مآخذه من صوتها ودموع عينها..
"بس أنا تعبت يا طلال..والله العظيم تعبت..كل يوم أقول بكره أحسن لكن ما ألقى أي تقدم..كل يوم أقول هانت يا سمر ساعة الفرج قربت..لكن اصحى وألقاها مقفلة مثل ما هي..كل يوم أقول كلام وآمال وأحلام....و أصحي وأنا ألقاها ركام..والله تعبت..أنت يا الرجال وحالتك يرثى لها..وشلووون أنا..وشلوون"
احتضنت وجهها وأجهشت بالبكاء..اقترب منها يريد أن يحتضنها
لكنه لم يستطع..
حاول جاهدا مرارا وتكرارا ولكنه لم يستطع فـ الآمر خارجا عن أرادته..
بدا يتحدث بهدوء وهو ينظر إليها بعطف..
"هانت راح الكثير مابقى إلا القليل أن شاء الله..]بـعتب رقيق[
شلون تقولين ما في تقدم وأنا صرت آكل من أكلك بدون لا اغصب عمري عليه؟؟..شلون مافي تقدم وأنتي صايره تحاكيني بدون لاتصدين عني؟؟.. شلون مافي تقدم وأنا صرت أناظرك بدون لا اشمئز منك؟؟..شلون تقولين ما في تقدم وإحنا بدينا نتقبل من بعض أمور ما كنا نتقبلها قبل؟؟.. ولا تنسي من أول يوم والشيخ قايل يمكن أشهر ويمكن سنين وإحنا للحين لنا أربعه أشهر
اصبري كم شهر زيادة وبعون الله نصير مثل أي زوجين"
هدأت نفسها من حديثه..فاليوم ومن نبرة الهدوء هذه لاح بصيص الأمل أمام عينيها..
فهذا هو طلال من يسمعها عذب الحديث بصوته الهادئ..
لم تسمع هذا الصوت منذ أن اقترنت به بل دعونا نقول لم تكن قادرة على سماعه..
أومأت برأسها موافقة على ما ألقاه.. لـ تقف بعد ذلك متوجهة للمطبخ
لـ تحضير العشاء..
*
بعد مضـــي سنه مابعد الأربعة أشهر الماضية
*
هو يجلس بسيارته مبتسم..
فـ اليوم عاد إحساس العريـس المتيم له من جديد بعد أن فقده منذ تلك الليلة..
نفض رأسه بـشده..فـ هو لا يريد أن يذكر من الماضي أي شيء..
يريد أن يجعل اليوم هو يوم ولادته..
فـ اليوم فقط وبـ قدرة من الله سـ يكون لزوجته وحلم طفولته ماكان يتمنى..
اليوم بإذن الله سيتوجان عريسين حقيقيين وليس كـ السابق..
نظر لنفسه بمرآة السيارة..قام بتعديل شماغه ونزل منها بعد أن وصل للمنزل..
*
أما هي تجلس أمام مرآتها مبتسمة..
تتزين اليوم لـ تُزَفّ لـ زوجها وحبيب الطفولة..
لـ من أحبته منذ الصغر ولكن ما أن اجتمعا حتى أراد الله أن يفرقهما وهم تحت سقف واحد..
اليوم سـ تكون له عروس حقيقة تُسَلّم لـ يد عريسها..
اليوم بعون الله سـ يعوضا ما فاتهما من لحظات قد سُرِقّت منهما..
وقفت لـ تلقي نظره أخيرا على شكلها النهائي..
أرسلت قبله سريعة لصورتها المعكوسة على المرآة وابتسمت بـ سعادة..
*
دخل للمنزل بخطوات هادئة..
خرجت من الغرفة بخطوات هادئة..
*
هو ابتسم بـ سعادة عندما التقت عيناه بـ عيناها..
هي ابتسمت بـ سعادة عندما التقت عيناها بـ عيناه..
*
هو تقدم لها واضعاً يداه خلف ظهره ..
هي تقدمت له ويداها مضمومتان خلف ظهرها بخجل..
*
التقيا عند الطاولة المنتصفة بـ الصالة..
مد يده لها والتي قد حملت بين أحضانها أجمل باقة ورود الجوري الأحمر
مدت يدها واحتضنت كفيه الممسكة بالباقة وعيناها تدمع فرحا
*
اقترب منها واحتضنها بحب وهمس لها بـ عذب صوته..
"الله لا يحرمنـي منك يا أغلى من سكن قلبي"
أجابته بصوت قد خنقته العبرة..
"ولا منك يارب"
فـ هاهي اليوم بين أحضانه
دون أن تنفر منه أو ينفر منها..
*تمت*
|