المنتدى :
الخواطر والكلام العذب
مالفرق بين هنا وهناك
(ما الفرق بين هنا وهناك)
كنت اصحى بالصباح الباكر لا ااعرف الشمس مشرقة والنهار اطل بنوره الا عندما افتح الشباك وانظر الى الطيور ترسل الحان تنعش الروح مع بداية يوم جديد . كنت استغرب الهدوء بالشوارع المحيطة بشقتي الجميلة المحاطة بشتى انواع الورود وحدائق جنان الارض . طرحت الرهان مع نفسي بأنه سوف يأتي يوم اسمع فية منبهات السيارات وغير ذلك الى ان مضت الأيام والشهور والسنوات دون ان اكسب ىالرهان بما دار بفكري . كنت اعيش في بلد وفي مدينة وفي شقة بأحد الأحياء بمدينة باري بمقاطعة ولز كانت الحياة تشبة الحياة بكوكب جديد وغريب بالنسبة لي .
كل شيء كان جميل من حولي . كانت الثواني والدقائق والساعات تمر كأنها لحظة وليست أي لحظة بل كانت من اجمل اللحظات التي تمر من عمري . كنت استمتع بركوب دراجتي بالذهاب الى الكلية والتي كان لها طريق منظوم بأجمل الأشجار والأزهار اكاد لا ارا الشمس والتي كانت تحجبها الأغصان تارة والغيوم تارة اخرى
. كنت اتمنى ان الوقت والزمن يتوقف كي اشبع فظولي وعيناي بالنظرالى السماء وتصاقط حبات المطر وهدوء حركة السيرللأطفال والقاصدين اعمالهم بسياراتهم والمتقيدين بأنظمة وحركة مروركدت ان ابكي على ما فات من عمري بعيدا عن هذه الحياة وهذه الأنظمة . كنت اقول لنفسي لماذا لا استغني عن دراجتي واذهب الى الكلية مشيا على الاقدام كان الطريق خلابا وجميلا الى ان اصل بوابة يكسوها العشب والزهرمختلطة الوانة متسمرا ووايقفا في تلك البوابة رجل وسيم طويل القامة يحمل بطاقة تحمل اسم عميد الكلية يتحلا بالتعامل ببتسامة مرحبا وهليا يشع من وجهه جمال الصباح لا يتأخرعلى طلابة وعلي بألقاء تحية الصباح قائلا (good morning abdull ) صباح الخير عبد الرحمن . كان الحب يترعرع كل يوم في قلبي حاملا معة رزمات من التفائل الذي يومد جسمي بنشوة وحيوية من الطاقة والدعم الروحي والمعـنوي . كنت احرص كل اسبوع ان اذهب لأصلي صلاة الجمعة بالمسجد الذي يبعد حوالي الخمسة أ ميال خارج المدينة
ثم ابدأ اول ايام الأسبوع نشيطا ومتجدد بالأيمان والأستغفار والدعاء والصحة.لم يكن هناك ما يزعجني اوينغص حياتي بمجتمع يحترم خصوصيات البشربكل اشكالها معتمدا ومتسلح بعلمة وثقافتة وصدقة والتزامة وحضارتة متبعا
قوانين بلدة التي تبعث السكينة والراحة والأستقراروحقوق الناس بالعلم والعمل واحترام علاقاتهم بالمجتمعات.
لقد مرت تلك السنتين كأنها يومين من عمري لم احس بالفارق الا عندما هبطت اقدامي بشوارع كانت تحكي وتصور التناقظ الذي يوضح البعد بين مغيب الشمس ومشرقها لاتقارن بالحياة التي عشتها ورأيتها بتلك السنوات. كنت اعتبرها العمر الحقيقي بحياتي الدراسية والمعـيشية وحرية الذات بكل اشكالها واتجاهاتها لا يتخللها التناقظات ولا الأمراض النفسية المستعـصية ا لتي زرعت في نفـسي وهذا ما جعلني اقول (ماالفرق بين هنا وهناك)
بقلم / الفنان عبد الرحمن البريك
|