وأطلقت صوتاً هو مزيج من الضحك والبكاء .
قالت أليدا تحاول إقناعها :
_تايثي .. المكان خطر جداً في الخارج , هذه المنصة قد تفلت عن البرج ,عندها ستلاقين حتفك .
لم تكترث تايثي لما سمعته , فأكملت أليدا وقد بدأ صبرها ينفذ :
_ألا يمكن على الأقل ان تقولي لنا ماذا تريدين ؟
تطلعت تايثي إلى أراضي زانادو .. وقالت تايثي :
_ماذا أريد ؟ ما أريد .. هو بن .
تشاورت أليدا هامسة مع مارغريت , تسألها :
_متى سيحضر بن ؟
_إذا وصلت طائرته في الوقت المحدد لها سيكون هنا بعد وقت قصير .
نادت أليدا تايثي :
_إذا جئتك ببن إلى هنا .. فهل تدخلين ؟
فكرت تايثي قليلاً .. ثم مررت يدها على عينيها بقلق , وجعلت حركتها غير المدروسة السياج خلفها يترنح بحدة.
شهقت أليدا خائفة .. بينما راحت تايثي تحدق إلى الفضاء دون ان تنطق ولو بكلمة واحدة .
فكرت أليدا يائسة بطريقة أخرى تخرجها من هذا المأزق .. وقررت أن على مايس ,بصفته رب البيت
ان يعلم بما يجري .. هي تعرف ان بن يعي أكثر طريقة تفكير تايثي .. لكن
في ورطة كهذا يمكن لمايس أن ينقذها .
سألت مارغريت :
_أتعرفين أين هو مايس ؟
هزت مديرة المنزل رأسها نفياً :
_إنه غالباً ما يتناول عشاءه في مطعم "البحر" .. عدا هذا لا أعرف أين يمكن أن يكون .
_سأذهب لأفتش عنه .. قد يتمكن من مساعدتنا .. ابقي تايثي تتحدث , ولا تدعي الأميرة تثيرها , سأعود
في أسرع وقت ممكن .
منتديات ليلاس
أسرعت أليدا تنزل السلم الحلزوني .. تدرك ان الوقت ضيق جداً أمامها .. كم تمنت لو كانت غير مجبرة
على البحث عن مايس ,لكن لا خيار آخر لديها , الشيء المهم الآن , هو إنزال تايثي عن البرج .
وهي تمر أمام قاعة الرقص , رأت كوكو يجلس فوق الثريا .. ويبدو راضياً
تماماً , وبما إنه لم يعد الآن مركز الاهتمام , فعرضه المثير توقف .. ولسوف تتعامل معه لاحقاً.
دون تردد فتحت باب الكارج , وصعدت إلى السيارة بن الفولز واكن .. كان المفتاح
فيها لحسن الحظ , ودار المحرك رأساً .
لم تكن تعرف "وارث آفينيو" جيداً ولم تقد سيارة من قبل في الشارع .. على أي حال سرعان ما وجدت سيارة
مايس التندربيرد تقف عند إحدى الزوايا .. واكن أسهل رؤية لوحة مطعم "البحر"
فتوقفت أمام بابه ..
كان المطعم من الداخل أشبه ما يكون بحديقة عامة فيه برك تشابه في نوافيرها البرك
الصخرية الطبيعية .
رفع كبير السقاة حاجبيه دهشة لرؤية أليدا تدخل راكضة في تنورتها البسيطة وبلوزتها , وشعرها
متطاير بجنون .. قالت له مقطوعة الأنفاس .
_أرجوك , هل لك أن تستدعي السيد مايس راولي ؟ الأمر خطير !أقنعة شيء في لهجتها
البائسة أنها جادة , فقد اختفى في المطعم وفي لحظة عاد ليقول :
_آسف .. السيد راولي ليس هنا.
_هل انت واثق ؟ هل تعرفه جيداً ؟
رفع كبير السقاة هامته إلى الأعلى متفاخراً :
_أؤكد لك أنني أعرف السيد راولي , وأكرر أنه ليس هنا .. ربما تجدينه في المقهى ..
_شكراً لك .
وانطلقت مسرعة إلى المقهى . كانت الأنوار في الداخل باهته , وهذا ما جعلها تتردد في الدخول وحدها
غير انها تذكرت تايثي الواقفة فوق المنصة المتداعية .. فسوت كتفيها مستقيمة وخطت
إلى الداخل , شاهدته فوراً يجلس مع مجموعة من أصدقائه حول طاولة وهو مستغرق في حديث
مع شقراء أنيقة .. رفع رأسه لحظة , وشاهدها واقفة , فعلا وجهه تعبير حيرة .. اعتذر
من رفيقته وتقدم نحو أليدا فقال بهدوء :
_هل أفترض أنك جئت إلى هنا لتزفي إليّ الخبر السار ؟هل أعلن لأصدقائي أننا مخطوبان ؟
وأشار إلى المجموعة التي يجلس معها .
هزت أليدا رأسها :
_ليس الوقت مناسباً لهذا الكلام .
وأغمضت عينيها لتتحاشى رؤية الغضب المتصاعد في عينيه .
_هل تجدين متعه في تركي معلقاً أنتظر ردك؟ أليدا لن أقبل أن تتلاعبي بي ..اعلمي أن عرض الزواج لا يصدر
عني بسهولة , وإذا لم تعطيني رداً قاطعاً ..سأتصرف من تلقاء نفسي , وأعلن الخطوبة .
متجاهلة سخريته , أعلنت له القصد من مجيئها بأسرع ما تستطيع , وراحت تصف له منظر تايثي فوق السياج
البرج والخطر الذي يتهددها , تبدل مزاجه من الغضب إلى عدم التصديق ,
ثم تحول مجدداً إلى الغضب وقال :