- لأي سبب ؟
- أمسكت " ميجصندوقا من الحديد ملوء بمختلف الاشكال من فرش الرسم القديمة ,
- - لكي أعيد أدوات الغطس الخاصة به ,
- ردت هذه الكلمات بطريقة تلقائية الي صديقتها , تماما بنفس الطريقة التي قالتها ل " ديف " في التليفون , فهي لا تريد الاعتراف بالاسباب الحقيقية , و لكنها مضطرة الان لاستجماع شجاعتها , ف " ديف "هو الشخص الوحيد القادر على تأكيد شكوكها و الاجابة عن اسئلتها و اعطائها المعلومات التي تحتاج اليها , خصوصا بعد مقابلتها الاخيرة و ما قالته له .
- قالت " ميج " مفسرة الموقف لصديقتها حتى تمنعها من طرح أي سؤال :
- - لقد ترك أدواته هنا قبل وفاة " تيد " يفترة قصيرة.
- أمسكت " امي " بسلسلة المفاتيح الموجودة في حقيبة يدها , ثم وضعت على وجهها نظارة شمسية كبيرة الحجم , كما امسكت قبعتها التي كانت قد وضعتها على السيارة المرسيدس البيضاء الخاصة ب " ميج ".
- - أنا لا اعرف السبب الذي يضايقك من هذا الشاب , انني اراد لطيفا جدا , و هي صفة نادرة لدى الرجال الذين يمتلكون جبالا من اموال ووسامة ملحوظة أيضا .. ان لدية عينين خضراوين .. لم ار مثل جمالهم قط , ذلك بعد عين " لاري " بالتأكيد .
- - أخشى أن عدد كبير من السيدات يشاركنك الرأي يا عزيزتي .
- - هذا دليل على أننا نعرف ما نقوله !
- قالت " ميج " بابتسامة خبيثة :
- - أو اننا لا نملك الملاحظة الدقيقة.
- طردت ذبابة عن وجهها و هي تتذكر أنها لم تشعر البتة بمثل هذه الاحاسيس القوية منذ أسابيع طويلة , و أنها تحاول جاهدة اجنب مواجهة " ديف "و لكن الاخلاص يمثل كل شئ بالنسبة " ميج ", و لابد لهامن تقيم اعتذارها له مهما كلف ذلك .
- - أعتقد أنك لاتنوين ترك " لاري " في نتظارك أكثر من ذلك, و أظن أنه ليس من النوع الذي يعتبر الصبر من خصاله الحميدة ؟غطى صوت سيارة ما تأتي عبر الممر على اجابة " اني " , فأستدارت الفتاتان , احدهما في قلق , و الثانية في ضيق , و عندئذ رفعت " ميج " يدها نحو عنقها .
- - هل تريدين مني الانتظار معك ؟
- - لا سيكون كل شئ على ما يرام .
- قالت " ميج " هذه الكلمات و هي تجاهد في تهدئة نفسها .
- لم تكن " اني " مقتنعة من هذه الاجابة , فقطبت جبنها و تتأمل صديقتها باهتمام .. ربما كان شحوب " ميج ط أو ابتسامتها المغتصبة بسبب ...
- - كما تردين يا "ميج ".
- - أشكرك و أقدر مساندتك لي , و لكنني أنوي التخلص من هذه الورطة بنفسي أؤكد ذلك .
منتدى ليلاس
- - الم تريه منذ ليلة الدفن ؟
- هزت " ميج " رأسها , ثم شعرت بدوار مفاجئ و فأستندت الي السيارة البيضاء , لابد ان ذلك بسبب حرارة الجو , تنفيت " ميج " بعمق .
- - أنت تعرفين أنه لا يوجد سبب لذلك ..
- ستتلاشى هذه الازمة سريعا ليحل محلها حزن شديد , ان ذلك لايزال معلقا بذكرتها , و قد أعاد سؤال " اني " الي مخيلتها ذكرى يوم دفن زوجها , اذ كان الجميع يهرولون بجانبها , و كانت " ميج " ترى وجوها كثيرة بدون ان تستطع تحديد أسماء أصحابها .
- و كانت والدتها و شقيقاتها و " اني " يقمن بتجهيز سلطة الخضراوات و التونة و كان " ديف " بصحبتهن و بعد رحيل الجميع صعد " ديف " لرؤيتها و قال لها باخلاص :
- - هل يكمنني تقديم أي مساعدة لك ؟
- و الحق أنه قال هذه الجملة بطريقة غريبة لم تعهدا " ميج " من قبل و بدلا من أن تجيبه بهدوء " لا أشكرك " و انفجرت قائلة بعنق :
- - ألا ترى أنك فعلت ما فيه الكفاية ؟
- خرجت الكلمات من فمها رغما عنها , فكانت كرياح الشتاء ,فجمدتهما في مكانهما يواجه كل منهما الاخر , ثم استدارت " ميج " فجأة و لامت نفسها على هذه الطريقة التي تحدثت بها اليه .
- كان ذلك ظاما , و لكن الوقت تأخر و الحق أنها بدأت خلال عامين الاخيرين تعاملة بطريقة جافة.
- توقفت السيارة في الممرو لاحظت "ميج " هيئة " ديف " الاشقر , و كان يتقدم نحوهما دائما بخطى سريعة مالظافر , و تذكرت " ميج " أنها كانت ترى ابتسامة "ديف " – الرائعة في نظر " اني "- مجرد ابتسامة تدل على الكبرياء و التفاخر .
- - صباح الخير .
- ابتسم " ديف " و هو يمد يده نحو "اني " التي قالت فجأة :
- - أنا سعيدة برؤيتك يا " ديف " كيف حالك ؟
- ظلت " ميج " تراقبهم في صمت دقائق قليلة ,و كان " ديف " لا يزال يتبادل مع صديقتها عبارات التحية و المجاملة .
- كان " ديف " في الرابعة و الثلاثين من عمره , و يبدو على درجة كبيرة من الوسامة, طويل القامة أنيقا جداو ذا هيئة رياضية , انه يجسد الكمال الرجولي الذي كانت " ميج " تدرسه في مجال الفنون و التشريع .
- و قبل ان تتزوج من " تيد " , طلبت من " ديف " أن يصبح موديلا لها أثناء دراستها , فقد كانت علاقة " تيد " ب " ديف " علاقة أخوية حقا من سبع سنوات , و لكنهما ابتعد كل منهما عن الاخر بعد ذلك , و لم تكن " ميج " مسئولة عن هذه القطيعة , و الحق أن " ديف " فضل تجنبها قبل أن تلاحظ "ميج " نفسها درجة تأثيرها على " تيد " و ظل تصرف " ديف " سرا غامضا .
- و فكرت " ميج " أنه ربما ينسى ,و لو مؤقتنا طريقته المتحفظة معها . قالت " اني " اخيرا :
- - سأغادر الان , الي اللقاء يا " ديف " , نا سعيدة جدا برؤيتك, يأراك يوم الخميس يا " ميج " .. أنت لم تنسى وعدك ؟ فستأتين لمساعدتنا في الاكتتاب , أليس كذلك ؟
- قالت " ميج " و هي مشغولة بأفكار أخرى :
- - قلت لك سأفكر .
- - لا تضيعي وقتا طويلا في التفكير , فنحن بجاحة شديدة الي طريقتك في الترتيب و الاعداد , كما أنك تعرفين كل أعضاء النادي الكانتري – كلوب ,و تعرفين أنه بفضل علاقتك القوية بالاوياك الفنية , يمكننا ملء قاعة الاحتفالات لدنيا بدون ان نتكلف مبلغا طائلا في الخميس ظهرا لنتناول غداءنا في مطهم " كابيترانو " !
- ثم استقلت سيارتها الاسبور الحمراء و هي تلوح لهما مودعة , و تؤكد ل" ميج " أنها تنتظرها و ظلت " ميج " تتبعها .. لو كان بيدها لكانت قد ذهبت للعمل في مركز استقبال السيدات في المنطقة الجنوبية , و لكن هناك دائما ما يؤرق حياتها
- قال " ديف ط بخبث " :
- - هذه المرة لن تتكمني من الهروب .
- وقف " ديف " معقود الذراعين و هو يتأملها بعينيه الزرقاوين , بينما ترتسم ابتسامة هادئة على ملامح وجه " ميج " .
- - أخشى ذلك ! و اعتقد انه سيأتي اليوم الذي اقول لها فيه " لا " ! ثم تحدثت بطريقة اكثر جدية قائلة :
- - - أشكرك على حضورك يا "ديف " , لم أستطع اخبارك بذلك في وقت مبكر لانني لم أجد هذه الادوات الخاصة بك ألا عندما بدأت في ترتيب حاجتي .
- - أنها بدون أهمية , كما أنني لست في حاجة اليها .
- - هل عملك يشغلك الي هذا الحد ؟
- - أكثر مما كنت اتمنى .
- و حتى ينتهي هذا الحديث العادي اكتفت " ميج " بهز راسها و الحق أن وصق " ديف " بانه رجل مالي كفء , وصف غبي جدا و كأننا نقول عن رئيس أنهر الطهاة انه يجيد الطهو فعندما تتطرق الامور لجمع الثروات و عقد الصفقات , يكون " ديف " الافضل دائما .
-
يتبع