مرحبا بكاتبتنا القديرة هوبة
مبروووووووك على اكتمال روايتك المميزة..
بدايةً..اختيار موفق لخاطرة
غادة السمان فقد حملت بكلماتها السببان
اللذان تركت هيلين جان لأجلهما وكأن غادة قد كتبت هذه الخاطرة من اجل هيلين ..
انى عابرة سبيل فى عمرك واننى لن املك الا الخروج من جناتك..
فكان هذا سبب هيلين الاول بانها قست على نفسها
وخرجت من جنته حتى لا يستبيح الشفقة عليها .
فرحت لانك لم تدر قط مدى حبى..ولانك بالتالى لن تتألم..
ولن تعرف ابدا اى كوكب نابض بالحب فارقت..
وكان هذا سبب هيلين الثانى فى الرحيل كى لا يتألم جان عند
موتها فاختارت ان يظنها لم تحبه قط كى يكرهها .
عبرت عن رأيى الخاص فى تفكير هيلين بالمرة السابقة .. ولهذا..
هذه المرة سأحاول ان انتحل تفكيرها وأرى الأمور بعينيها
"انتصار الهزيمة".. كلمة تلخص مغادرتها مرفوعة الرأس بكل كبرياء
لكن مفطورة الفؤاد ..ها هى ترحل عنه تنقد نفسها وتنقذه من موت آت لا ريب فيه..
موت حبهما قبل موتها نفسها..فها هى ترحل قبل أن يشفق عليها حتى يمل منها
ويذوى حبه لها..ها هى ترحل وقد قتلت بيدها الحب انقاذا لغرورها وكبرياءها ان يقتله هو..
تحليلا لتفكير هيلين من وجهة نظرى أن سببها الأول والأخير فى الرحيل
وكتابة سطور تعاستها بقلمها الخاص هو : ألا يشفق عليها جان ويتوقف عن حبها.
.أما السبب الثانى بأنها لا تريده أن يتألم لفراقها عندما تموت ..فأظنه ليس أكثر من
كذبة توهم بها ضميرها الذى يتعذب لتعاسته وتحطيم قلبه على يدها ..اذ توهم
ضميرها بأنها بهذه الفعلة تحميه من الألم وتبرهن حبه لها ..أظن أنها كانت توهم
نفسها بهذا حتى لا تشعر بالذنب تجاه جان وتشعر انها قديسة وأنها تسدى إليه معروفا ..
لكن الحقيقة التى تجهلها هيلين بحكم تعقيد النفس البشرية أنها فعلت ذلك
لتحمى نفسها..رحلت عنه لانها خائفة أن يتوقف عن حبها وأن تقضى أيامها الأخيرة
معذبة لان حبيبها لم يعد يحبها ..رأت ان الافضل لها ان ترحل هى وتقضى الايام الاخيرة
على ذكرى حبه لها التى لا تزول ولن تحل محلها ذكراه يبتعد عنها أو يرحل هو عنها ... ..
من البديهى أن يرد الانسان ان يشعر ان حبيبه بعد مماته لا يتوقف عن حبه..
من البديهى ان الانسان يريد ان يظل حبيبه على ذكراه ويتألم لفراقه لهذا اشكك بقوة
فى السبب الذى تتوهمه هيلين بانها رحلت عنه كى لا يتألم .... هيلين نفسها سترفض
الاعتراف بهذا الامر لانها حقيقة انانية لكن هكذا الانسان وخاصة الحبيب .
تلك الاضواء الملونة والمفرقعات النارية برأيى لاءمت مشهد
الرحيل اكثر من مشهد اعلان الزواج المفترض..اضافة مميزة يا هبة .
انهارت هيلين اذا عدة مرات..كان قلبها ينازع كبرياءها بالتأكيد
لكنه خسر فقد كانت قويه بحق وعادت تسيطر على لجام حبها
وتكتفى بالصمت والشحوب والخضوع التام للعذاب الذى رسمته بيدها .
الحب أن تسمحى لمن يحبك بأن يجتاحك ويهزمك
ويسطو على كل شىء هو أنتِ ..لا بأس أن تنهزمى قليلا..الحب حالة
ضعف وليس حالة قوة..وأنتِ بقيت قوية حين لم يكن هناك داع لهذه القوة .
حكمة جميلة يا هبة صغتيها بأرقى الكلمات ..روعة فعلا ..من جديد
تثبتين جزل قلمك وتمكنك منه .
لكن يا ساندى انت لا تدرين ان هيلين تأبى تلك الهزيمة ..هربت من جان
لانها خشيت ضعف الحب..خشيت ان تفقد حبه والا يتمسك بها حين يعرف
بمرضها فتموت ضعيفة معذبة .. تموت بداء السرطان والقلب كذلك..يكفيها
داء السرطان يا ساندى .
خافت ان تجازف باخباره الحقيقة كيلا ترى نظرة شفقة
بعينيه أو خوف أو هرب ..جازفت بحبه وفقدانه لماذا ؟ومن اجل ماذا ؟ لكن
الاوان كان قد فات وسبق السيف العزل .
نعم ..نعم..نعم يا هيلين ..ها أنتِ تعترفين لنفسك بالحقيقة ..ها انتِ تقرين
بخطأك لكنك لازلتِ عنيدة ..لازلتِ تخشين..أدركتِ السبب الحقيقى فى رحيلك
لكن تخشين العودة ..تخشين فقدك لحبه لكِ .
امممممم..ها قد بدأت تراودك فكرة العودة اليه لكنكِ لا تظنين انه سيعود اليكِ
بعدما حدث من تلقاء نفسه ولا تريدين فى الوقت ذاته ان تذهبى انتِ اليه تخبريه
بمرضك ليعود اليكِ شفقةَ ..
الكون جميل من حولها ينبض بالحياة وهى وحدها تموت ببطء.. تصوير رائع
يا هبة واضافة مميزة تشى بانتباهك لادق التفاصيل فبالتأكيد فكرا كهذا
كان لابد ان يراودها .
كيف يجيب عن سؤال كهذا ان سئل عنه ؟ ايقول انه بخير
فى حين هو ليس كذلك..ما اسخفها اسئلة نتزين بها حين لا نجد ما نستطيع
قوله..نلبس المواقف رداء كلمات ليست لها..فقط لنتزين بحال ليس هو حالنا حقا
..لندخل عالم من المظاهر التى لا تعبر عن داخلنا .
مناجاة رائعة عبرت عن حال جان فى كلمات قليلة يكفى معناها لملء
مجلدات كاملة..وكلمات بصراحة تعبر عن حالنا جميعنا حينما يصيبنا خطبا ما
ولا نريد الجهر به فنجيب اننا بخير حال عندما يسألنا احدهم.. لكن اغلبنا يخلع
هذا الرداء امام المقربين له لكن واسفاه على جان فهو كبرياءه لم يكن يسمح
له التعرى امام اقرب الاقربين منه !!
سماء عينيها الزرقاء حين تمطر باللالىء..حين تشرق بالابتسام
..وحين تزمجر بالسحب والرعد والبرق والامطار وحين تعتم بالحب..
بحر من الكهرمان الفيروزى اللون المرصع بحبيبات
من النار تلتمع فى الاحداق الذهبية ..
أحببت كثيرا هذين التعبيرين.. وقد اخبرتك من قبل اننى اعجبت بتمييزك لابطالك
بتفاصيل دقيقة معنية بهم وحدهم وهذه احدها .
استوقفتنى افكار جان حينما فاجأته سارة بان هيلين تموت..هى لم تقل
سوى انها تموت وانها لا تعرف مكانها ..كيف اذن استنتج جان على الفور انها
تموت بسبب مرض ما ! وانه كان على حق فيما ظنه بانها يستحيل ان تخونه !
كيف استنتج هذا وحده دون ان يدرى اى شىء ! لماذا استنتج انها مريضة
وانها اخفت مرضها عنه بسبب كبرياءها اللعينة ؟ ولماذا برءها من تهمة خيانتها
له على الفور هكذا ؟ يعنى الم يكن ممكنا ان تكون هيلين خانته فعلا وتموت لانها
تعرضت لحادث ما بعد رحيلها عنه مثلا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ملاحظة اتمنى الا تثير ضيقك يا هبة .. ارى انه كان يجب ان تفسر له سارة
الحقيقة قبل ان يستنتجها هو بنفسه كما فعل حتى لا تثار هذه التساؤلات
بعقل القارىء ..أى كانت تأتى هذه الافكار بباله بعدما تخبره سارة بالتفاصيل .
تفننتى يا هبة فى اظهار كافة المشاعر التى مرت على جان حينما عرف بالحقيقة
..لا اعتقد انكِ فوتى شعورا من المفترض ان يواجه من يمر بموقف كهذا .. فمرورا
بالخوف والحزن والقلق واللهفة والحب ازدتى عليهم شعورين كان من الممكن ان
تغفلهم كاتبة غيرك..الندم لانه لم يواجهها ليعرف السبب وراء تصرفها الطائش
والغضب لانها لم تثق به بما فيه الكفاية لتخبره
لم يكن احد يعلم بمكان هيلين .. لا سارة ولا هنرى وبعد بحث جان المضنى عنها
ورغم مهارة ساندى باخفاء هيلين وامكانياتها وثروتها التى ساعدتها على ذلك ..
وصل اليها..كيف يا هبة استطاع الوصول اليها ..لم تذكرى مصدره وظل هذا سؤالا
عالقا دون الاجابة عنه !!
تستحقين تصفيق قوى وصفير عالى وان ارفع لكِ القبعة على مشهد لقاءهما
من جديد.. احسسته مختلفا متميزا رائعا...
تمنت رؤية وجهه قبل ان يختفى سرابها..تعبير مذهل عبر عن قمة
يأسها بوجوده امامها ورغبتها المستميتة فى رؤياه .
أعجبنى اصطدامها بظله وتوهمها انه سراب عندما رفعت عينيها اليه وتأكيدها
انه سيتلاشى وخلال ثوانٍ اختفى شوقها وأشفقت على نفسها أن يراها
شبح امرأة ..فها هى معرضة لخسارة حبه لها..ها هى معرضة لرحيله عنها بملء ارادته !!
بصراحة توقعت ان رد فعلها عند رؤيته سيكون مزيد من الكبرياء وافتعال الغرور
الا انها يبدو انها كانت على شفا الانهيار من دونه وبحاجة قوية اليه لانها صرحت
له بالحقيقة دون ان تدرى ان كان يعرف بشأنها ام لا..اخبرته بمرضها قبل ان تعرف
اصلا انه يعلم .. واظن اخبرته لانها ارادت ان ترى بعينه الاصرار عليها..ارادت ان تشعر
انه لن يتركها فلم تكتفى بانه عاد اليها بكل حب بل ارادت الاطمئنان على نفسها ولهذا
كانت تواصل القول بانها مريضة وستموت ليؤكد لها انه لن يتخلى عنها
وقد قالتها بكل صراحة واعترفت لنفسها بصدق عندما قالت له :
لا اقبل ان اعيش معك لاراك تبتعد عنى شيئا فشيئا لتقتلنى
بدل المرة الاف المرات حين يتحول حبك بالنهاية من الحب للشفقة للملل ثم للهرب .
كان جان حازما ذكيا فى كلماته التى حطمت حججها الواهية وأيقظتها من اوهامها
لكن شعرت قليلا انه غير موفق حين هددها بالرحيل عنها ..فهى كانت لاتزال مترددة
وخائفة من رحيله عنها فلم يكن عليه ان يبين لها انه شىء سهل الى هذه الدرجة ..
رأيت انه كان يجب ان يواصل قسمه لها بانه لن يرحل حتى تقنع اخيرا ويطمئن بالها ..
"تساقط ندى عينيها ليطفىء تلك النيران التى ظلت مشتعلة
عمرا تبحث عن مرقدها "
بصراحة تعبير واو ..كان يكفى بعده ان يقفل ستار الرواية دون مزيد من الكلمات ..روعة .
الخاتمة .. رأيى الخاص الذى لا يعبر بالتأكيد سوى عن وجهة نظرى ..
كان يكفينى اعلان زواجهما واكتشاف حقيقة الاسطورة...اما ما حدث
بعد ثلاث سنوات فانا لا احب كثيرا النهايات الغارقة بالسعادة ..
لكن ربما كان لها هدف اظهار ان جان لم يترك هيلين ولم يتوقف عن حبها !!
كان يحمل من الكبرياء ما يجعل الاعناق تنحنى له
لكنه اصبح لها صخرتها الصامدة ..
وكانت تحمل من الغرور ما يهز العالم
لكنها اصبحت له طوق نجاته
حارسة الكأس قدرها للكونت آخر سلالة الكاثار
أسطورة أبدا لن أنساها..
بوح قلمك مميز ورائع يا هبة .. لا تحرمينا ابدا منه .
مودتى وحبى وتحياتى الخالصة
وتمنياتى لكِ دائما وابدا بالتوفيق .