لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-07-06, 07:20 PM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس ماسي

ه

البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 7873
المشاركات: 2,789
الجنس أنثى
معدل التقييم: شذى وردة عضو على طريق الابداعشذى وردة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 184

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شذى وردة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شذى وردة المنتدى : الارشيف
افتراضي ضلالات الحب "4"

 

" 4"
- من أي طينةٍ خُلق، تصرفه لا يمت للإنسانية بصلة!!
لم يعلق "راشد" بل وقف واجماً:
- وأنت لمَ لم تفعل شيئاً؟ كيف تركته يرعب المسكينة هكذا؟؟
هزّ راشد كتفيه بيأس:
- حاولت و لكنك تعرفين أخاكِ، قلبه أقسى من الصخر، لايسمع كلام أحد.
خرجت "أمل" من غرفة أخيها وهي تصفق الباب خلفها بغضب، ماذا باستطاعة راشد أن يفعل!!حتى والدها لو كان هناك لما فعل شيئاً، كلُّهم يخافونه وينفذون أوامره...
من الصعب أت تُغير من طبع الإنسان حين يكبر، هكذا تربى منذُّ الصغر وهكذا عودوه...القسوة، الأنانية، إيذاء الآخرين كلمات أساسية في قاموسه، ألم يحرمها من البعثة التي حصلت عليها في فرنسا نظراً لتفوقها في الثانوية وتركها تدرس هنا في الإمارات رغم توسلاتها وبكاءها!!!! عادت لغرفتها وهي تتنهد بألم:
- لافائدة من الشكوى في هذا البيت...
وقف "راشد" عند نافذة غرفته، يفكر في حديث أخته، أفعلاً يخاف من خالد، إنه يحترمه فقط وهناك فرق بين الاحترام والخوف، كلا لاتكذب على نفسك يا راشد، أنت تخافه اعترف بشجاعة على الأقل أمام نفسك!! تخافه لأنه وبإشارة واحدة منه قد يسلب حبيبتك، يسلب "فرح" ابنة عمك، كم كان يكره تهديداته له بأنه سيطلب من والده أن يزوجها إياه إذا لم ينفذ له مايريد، يحتقر نفسه لأنّ كل أوامره كانت دنيئة مثله!! أتراك كيف تعيش إذا كانت هناك سكين تتدلى فوق عنقك تهددك بالسقوط..بالموت، أتهنأ بالعيش أم تجد للحياةِ طعماً يستحق كل هذا العناء...."فرح"هي حياتي، هي حبي الوحيد بدونها لا أجد للحياة معنى وبها أتحمل تلك السكين المتدلاة فوق عنقي!!!وخوفي الكبير أن تسقط عليّ يوماً رغم كلِّ ما بذلت من جهد.....
=========================
تسلل إلى البيت بهدوء، لم يتبق على بزوغ الفجر إلا سويعات، دخل غرفته وأغلقها بإحكام، أخرج الشيء الموجود في جيب بنطاله، رفع كم قميصه إلى المنتصف، وضع المادة البيضاء في الملعقة المعدنية وعصر عليها قطعة ليمونة، أخرج ولاعته، أشعل تلك المادة وفي ثوانٍ أصبحت سائلة... رخوة، سكبها في حقنة من الحقن التي يستخدمها مرضى السكري، وبيدٍ خبيرة اعتادت على مثل هذا العمل غرزها في وريده الأزرق، أغمض "محمد" عينيه، شعر بدوار وخدرٍ لذيذ، أطياف السعادة ترقص تتعرى أمام عينيه، تهاوى على الأرض بمحاذاة الباب، أطلق شخيره المزعج وصوت الأذان
أشرقت الشمس بحبور فغمرت بأشعتها الآفاق، استيقظت "مريم" من نومها بإجهاد، لم تنم البارحة جيداً ، الكوابيس كانت تلاحقها وأطياف مجنونة أسهدت عينيها...حمدت ربها أنها كانت في عطلة وإلا مااستطاعت القيام بشيء، مريم أنهت المرحلة الثانوية-قسم علمي بمملكة البحرين و حين حضروا ليستقروا في بلد "زايد" سجلت في جامعة الإمارات لتكمل تعليمها العالي، كانت طموحة تقدس العلم وتحترمه لأبعد الحدود ولذا كانت تحصل على درجات متقدمة دوماً...
التفتت لأختها، لازالت جالسة على الكمبيوتر..متى تنام هذه وماذا تجد في هذا الكمبيوتر حتى تجلس عليه طوول الوقت!!!! أنا لا ألومها، في الثامنة والعشرين من عمرها بدون زوج، بدون عمل، دبلوم الإدارة المكتبية مركون في درج ملابسها المكومة...
تأملتها، جميلة هي، بل أجمل مني، بشرتها بيضاء صافية، ملامح طفولية هادئة بريئة، وشعر بني اللون اِحمرّ من تكرار صبغه بالحناء، لمن تبتسم هذه أجنت؟!! نهضتُ من فراشي لأرى ما تفعل..فالدنيا لا أمان لها الآن!!
سقط ظلالي على شاشة الحاسوب، فأجفلت وضغطت فوراً على المربع الصغير Minimize فلم أرى سوى خلفية الشاشة!!
- بسم الله الرحمن الرحيم، لقد أخفتني..
- لم خفتِ هكذا، ماذا كنتِ تفعلين؟؟
ارتبكت ولم ترد عليّ فوراً، وكأنها انتبهت حينها أنني من كنتُ أخاطبها..أنا أختها الصغيرة!! كشرت في وجهي وهي تنظر لي من علو:
- وما شأنكِ أنتِ...
- 0000000000
- لمَ تنظرين لي هكذا؟!
هززتُ رأسي وأنا أدخل الحمام، وما شأني أنا فعلاً، هي كبيرة وراشدة، وصلت إلى السن الذي يُفترض أن تعرف فيه الصح من الخطأ، وما تفعله الآن شيء خاطىء بالتأكيد فالمجرم تتضح عليه علامات ذنبه بوضوح...
غسلتُ وجهي وأنا أردد في نفسي:
"وما شأني أنا، يكفيني ما أنا فيه، ليس لديّ قدرة لأفكر بمشكلات الآخرين وما يفعلوه، يا نااس أنا أملك قلباً واحداً يرزء بألامه، بأحزانه، بأحلامه التي تبدو صعبة المنال بعيدة كوجه السراب!! ليس بإمكاني أن أسحب هذا القلب وأمدده كي يتسع للآخرين، ليفهمهم و ليشاركهم أتراحم، يا نااس افهموني هو قلبٌ واحد أملكه وقد تقرح من همومي فاعذروني......."
تنهدت بضيق، فاليوم ستذهب مع والدها إلى مركز الشرطة لتقديم بلاغ ضد صاحب المزرعة المغرور وكلبه!!!!
أما "ليلى" فقد أغلقت شاشة الحاسوب، استلقت على فراشها فالنهار طويل، طويل لا نهاية له وحين يجن الليل ويهجع الآخرين تبقى عيناها ساهرتان تبكيان بصمت الوحدة، تبكي عواطفها المهملة، تندب جمالها الذي سيذوي دون أن تجد من يتغزل فيها، يشعرها بأنوثتها، والرجال اليوم يبحثون عن الصغيرة دوماً، يبحثون عمن تجدد شبابهم كما يعتقدون..
حكموا عليها منذَ زمن ليس ببعيد بالعنوسة، بدفن شبابها وأحاسيسها المرهفة التي تهفو إلى ملاذٍ آمن تأوي إليه، إلى سكينة النفس والجسد، جميع صديقاتها اللاتي في عمرها تزوجن وأنجبن أطفالاً ربما في عمر "أحمد" الآن، كم كانت تكره أحاديثهم، تبغض فرحتهم، اعتزلتهم لم يعد بينها وبينهم أحاديث مشتركة..لازوج، لاأولاد، لاشيء.....
"ما ذنبي إذا كان أخي مدمن مخدرات سيء الأخلاق، ما ذنبي أنا؟؟هل أنا من طلبتُ منه أن يستخدم هذا السم اللعين، لم يشيرون لي بالبنان ويشمتون:
- هذه أخوها مدمن مخدرات!!!
ألا يفهم هؤلاء الحمقى أن الإدمان مرض كغيره من الأمراض يُمكن علاجه، نحنُ لم نقصر أرسلناه إلى مستشفى الأمل بالسعودية عدة مرات، لكنه عاد إلى إدمانه مرة أخرى..ماذنبنا إذا كانت إرادته ضعيفة كنفسه ال****************ة!!!بتُّ أكرهه، أمقته، هو السبب في عنوستي، هو من حطم آمالاي بزوج وطفل وبيتٍ يأويني.....
- ألو، السلام عليكم..أنا أمُّ العريس الفلاني، السموحة لايوجد نصيب..الله يوفق ابنتكم بابن الحلال!!!
هكذا تكون حالتها بعد كل مقابلة مع عريسٍ ما، تخاف من رنة الهاتف، تخشى من أن تسمع هذه العبارة المتكررة، الرفض دائماً يلاحقها...
ألا يفهم هؤلاء ألا يحسون، إذا رفضني كل أولاد الحلال لأن أخي مدمن مخدران وهم لايريدون لخال عيالهم كما يزعمون أن يكون هكذا، فمن سيأخذني...أولاد الحرام؟؟!
مسحت دمعة انحدرت خلسة، حركت يدها أسفل ملاءة الفراش، أمسكت الكتاب الصغير، كانت رواية من روايات عبير تعيش من خلالها فصلاً من الخيال، عالماً وردياً، عالماً يعيش للحب ويثمل بالحب، تحلق في أجواء الرومانسية العذبة، تتخيل نفسها البطلة دوماً وتغير البطل كلما قرأت قصة جديدة، وتنسى كل شيىء، كل شيء، حتى أخوها المدمن!!!!

 
 

 

عرض البوم صور شذى وردة  
قديم 26-07-06, 01:38 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس ماسي

ه

البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 7873
المشاركات: 2,789
الجنس أنثى
معدل التقييم: شذى وردة عضو على طريق الابداعشذى وردة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 184

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شذى وردة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شذى وردة المنتدى : الارشيف
افتراضي ضلالات الحب "5"

 

"5"
اجتمعت العائلة في غرفة الجلوس كعادتها كل يوم بعد الغذاء، يحتسون الشاي وهم يتسامرون...
الأب:ومتى سنفرح بك يا ولدي، أريد أن أرى أولادك قبل أن أموت...
نهض "خالد" من كرسيه المجاور لمقعد والده وهو يقبّل رأسه:
- أمدّ الله بعمرك لترى عيالي وعيال عيالي..
ضحك الأب ثم تنهد بضيق:
- لن نأخذ عمرنا وعمر غيرنا.
- العمرُ كله لك يا والدي..ابتسمت له "أمل" برقة.
قاطعتهم الأم:
- إذن ماذا تنتظر يا ولدي، وإذا كان على العروس فهي موجودة.
- أهاا، العروس ومن هي؟! سألها خالد وهو يبتسم.
- أو نسيتها بسرعة.."فرح" ابنة عمك.
التفت حينها لأخيه الذي كان يرقبه بصمت وقد احتقن وجهه فجأة..
"أيُّ قنبلةٍ ألقيتِ يا أمي!!
ألا تشعرين بي..أيّ أمٍ أنت، أتتعجلين بفنائي، بصفع روحي وقلبي معاً، لم لاتحسين، ألستِ بأم، أليس من المفروض بأن تعرفي ما بعيالك، لم هو في المقدمة دوماً وعلى حساب الكل لمَ"....
لم يعلق "خالد"، اكتفى بالابتسام وهو يتلذذ بالغيظ الذي يمزق صدر أخيه، احتسى كوب شايه وعيناه تنظران لراشد من فوق طبقه.
- هااا، ماذا قلت..سأخطبها لك اليوم إذا أردت؟
وضع الكوب على الطاولة وهو يعد في ذهنه حتى العشرة يمزق "راشد"ببروده، يهوي بقلبه إلى القاع.....
- لا أفكر بالزواج حالياً..مازال هناك متسعٌ من الوقت لمثل هذا الأمور..
- ولكن..
- أرجوكِ يا أمي، لاتضغطي عليّ أكثر.
- اتركيه يا "أم خالد" إنه يريد أن نموت بحسرتنا دون خلَف..
- حاشاك يا والدي. ثم عاد ليقبل رأسه من جديد.
أما راشد فقد تنهد بارتياح وكأن روحه قد عادت، رُدت إليه.."كم يلعب بأعصابي ذلك الوغد".
- أجل يا والدي لاتضغطوا عليه في مثل هذه الأمور، دعوه يتزوج بإرادته وبإقتناع.
التفت له "خالد" وعلّق ساخراً:
- أخيراً نطقت، خلتُ أنّ القطة أكلت لسانك..
وفجأة رنّ جرس الهاتف قاطعاً حديثهم، نهض "راشد" ليُجيب:
- ألو.
- السلام عليكم.
- وعليكم السلام والرحمة.
- منزل السيد خالد محمد "الـ...... "؟!
- نعم.
- هل هو موجود؟
- لحظة.
التفت إلى الجانب الآخر وهو يغلق فم السماعة:
- خالد، هناك من يريدك.
نهض وتناول السماعة وهو مقطب الجبين، كل معارفه يتصلون به على الجوّال!!
- ألو.
- السيد خالد؟
- نعم.
- معك مركز شرطة ال...، أرجو أن تحضر حالاً لأمرٍ طارئ.
- ما الأمر؟!
- ستعرف عندما تحضر.
أغلق "خالد" سماعة الهاتف وهو ينظر لراشد بوجوم.
- من المتصل؟ سأل الأب.
- هااا، لاأحد مهم.
ثم التفت لأخيه وخاطبه بصوتٍ خافت:
- تعال يا راشد، أريدك قليلاً.
خرجا من الغرفة، لحقتهما "أمل"، أما الأب قلم يعلق وكذلك الأم، يعرفان ابنهما جيداً كتووم كغلاف جوزة الهند!!
- تعال معي إلى مركز الشرطة.
شهقت "أمل"وهي تفتح عينيها بإندهاش.
- أعتقد أنّ الأمر له علاقة بتللك الفتاة..أجاب بغيظ.
- إذن لن أذهب معك..ردّ "راشد".
- لماذا؟!
- لأنك كنت مخطئاً حينها وتستحق ما يجري لك الآن..
- ستأتي رغماً عنك، وإلا...أنت تعرف ما سأفعله..
نظر إليه بتهديد وقد اسودت عيناه،تحرك فكُّ "راشد" ليتكلم لكنه أحجم، حدّقت "أمل" في وجهه الذي احمرّ، زفر دون أن يرد، شعرت بذله، إلى متى سيظل يهددهم ويتحكم فيهم؟؟
- سأخبر أبي بما فعلته للفتاة وأنا متأكدة أنه لن يسكت هذه المرة على فعلتك المشينة..
أمسك بمعصمها بقوّة وهي تصرخ:
- صه، اذهبي إلى غرفتكِ الآن ولا أريد أن أرى وجهكِ هذا، لاينقصني إلا الأطفال ليتكلموا...
- "خالد" اتركها وأنتِ يا أمل اذهبي فوق..
طفرت الدموعُ من عينيها، وغصّة مدفونة في صدرها تخنقها خنقاً، منذُ أن خنق حلمها بالسفر إلى الخارج لتدرس، نظرت إليه بكل الحقد والكره المكبوت:
- أنت بغيض بدرجة مقيتة، لاأحد يحبك هنا، أنا أكرهك..أكرهك.
حاول أن يمدّ يدهُ عليها مرةً أخرى، لكّ راشد وقف لهُ بالمرصاد، إنها أخته الصغيرة وقارورة قبل كلّ شئ:
- أمل اذهبي إلى غرفتكِ فوراً..
تراجعت "أمل" إلى الخلف وهي تنظر إليه بغضب هو الآخر:
- مثلك لا يوجه إليّ الأوامر، أتدري لمَ، لأنك جبان..جبان..جبان.
بهت راشد في مكانه مصدوماً، ذهبت بعد أن طعنت رجولته بكلمات...ما أقسى الكلمات..لها دويُّ في النفس أمضى من الفعل....ومريضُ القلبِ تجرحه الحقيقة..أين سمع هذا البيت..شطرهُ شطراً!!!
- هيه، أنت إلى متى سنقف هنا.
- -000000000000000000000
- راشد!!! لكنّ الآخر كان بعالمٍ آخر. ضربه على كتفه بخفة.
- راشد هيااا..
دلفا إلى مركز الشرطة، أحدهما بشرود والآخر بغيظ....

 
 

 

عرض البوم صور شذى وردة  
قديم 26-07-06, 02:02 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس ماسي

ه

البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 7873
المشاركات: 2,789
الجنس أنثى
معدل التقييم: شذى وردة عضو على طريق الابداعشذى وردة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 184

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شذى وردة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شذى وردة المنتدى : الارشيف
افتراضي ضلالات الحب "6"

 

"6"
غسلت الأواني كيفما بدا وقلبها يخفق من شدة الفرح، أخيراً سيتغير روتين حياتها، أخيراً ستحسُّ بنفسها وباستقلاليتها، ستكون شيئاً ما، شيئاً منتجاً و مهماً....ستتوظف!!!
اتصلت بها في الصباح شركة مقاولات كانت قد قدمت بها مسبقاً لوظيفة سكرتيرة واليوم وبعد مرور شهرين من تقديم الطلب وافقوا على مقابلتها..
ترنمت بصوتها الجميل وهي تميلُ برأسها، أمسكت بملعقة معدنية، لم تكمل غسلها بالصابون، تلمست انحناءها الشاذ إلى الخلف، بللتها بالماء وهي تتفحص الإسوداد الموجود أسفلها، ماتت الفرحة من على شفتيها، دققت فيها لثوانٍ ثم ركنتها في طرفٍ لوحدها وهي تتنهد:
- لن يتوقف أبداً...متى يموت ونرتااح منه!!! عضت على شفتيها وهي تستغفر الله..ماهذا الكلام إنه أخوها قبل كل شيء...
دخل المكتب بنظارته السوداء، يتقدم أخاه بجسده الفارع، ألقى التحية على الجميع دون أن ينظر لأحدٍّ معين.
- أنت السيد خالد؟
- نعم.
- اعطني بطاقتك المدنية و تفضل بالجلوس لو سمحت.
جلس بمقابل الأب وابنته، ينظر للأخيرة بثبات دون أن يحول عينيه عنها، نظرت إليه بنفس الهدوء وقد جلس "أحمد" الصغير في حجرها. بينما ظلًّ "راشد" واقفاً لعدم وجود كرسيٍّ شاغر....
كان الأب عاقداً ذراعيه، يتفحص من تهجم على ابنته، من أثار لها ذكرى الطفولة الأليمة، كان خالد مرتدياً ثوباً أبيضاً ناصعاً، شماغه مربوط إلى الخلف على الطريقة الإماراتية، بدا جذاباً ومهيباً تلك اللحظة....
"يبدو من عائلة محترمة بلا شك، المظاهر كثيراً ما تكون خادعة" هكذا تساءل الأب في نفسه!
تطلع الشرطي إلى البطاقة بحيرة، نزع قبعته وهو يتحسس شعره المجعد:
_ أأنت ابن السيد محمد "الـ...... " رجل الأعمال المعروف؟!
ردّ باقتضاب:
- أجل.
- أليس هو من بنى دار رعاية الأيتام الجديدة؟
- نعم.
- أهااا.
"تساءلت مريم في نفسها، لمَ كل هذه الأسئلة التي لامعنى لها وتلاقت عيناهما في تلك اللحظة وقد ارتسمت على شفتيه شبه ابتسامة مغرورة، أمّا الأب فقد فزّ قلبه وبدأ جبينه يتصفد عرقاً، أهذا ابنه؟ مالنا وهؤلاء الناس، أين نحن وأين هم، فرقٌ شاسع بينهم، المال والفقر، هو الفرق بين الثرى والثريا...."
سكت الشرطي برهة وهو ينظر للطرفان، ثم تنهد:
- اسمع يا سيد "خالد" سندخل في الموضوع دون إطالة، هذه الأخت-وأشار إلى مريم-تدعّي أنك تهجمت عليها بواسطة كلب و....
حينها صرخ "أحمد"الصغير وهو يبتعد عن حجر أخته:
- أجل، كلباً كبيراً وكريهاً، ولكن ليس أكبر من صاحبنا هذا...
أطلقت"مريم" ضحكة صغيرة فرّت من حلقها رغماً عنها ورغم جدية الموقف .
"من أين جئت بهذا الكلام الكبير يا أحمد"، زمجرالأب في وجه ابنه:
- عيب يا أحمد ما هذا الكلام، اعتذر للرجل فوراً.
- لكن يا أبي هو الذي...
- اذهب قُلت لك وإلا صفعتك أمام الجميع.
- لا يوجد أي داعٍ لذلك يا سيدي، إنه مجرد طفل..ردَّ خالد.
التفت إلى مريم، التي كانت تضع يدها على فمها وقد احمرّ وجهها من أثر الضحك المكبوت، انتبهت إليه وهو يراقبها فأخذت تكح على سبيل التمويه، كم تبدو جميلة وهي تضحك، تبدو بريئة كالأطفال...
طأطأ "أحمد" رأسه بذّل، بكى في خاطره لِمَ يصرخون عليه دائماً، لقد أصبح رجلاً الآن، من سيحترمه بعد اليوم!! تمنى أن يكبر وتنمو عضلاته ليريهم قوته الحقيقة..متى أكبر متى؟!
- أنا آسف.قالها بتعثر.
- لا عليك يا صغيري.
لازالت تسعل..من شابه أخته فما ظلم "ههههه"!! كانت تودُّ أن تغادر المكان لتُخرج ضحكتها قوية مجلجلة، لكنها خجلت من نفسها، هؤلاء رجال، ماذا سيقولون عنها..مجنونة؟!
- أتريدين كوب ماء؟ سألها بسخرية لاذعة.
ماتت الضحكة على الشفتين ولم تعلِّق، لِمَ لا يعمل منغصاً للأفراح؟!
- احم، احم. تنحنح الشرطي وهو يكمل:
- لنعد إلى صلب الموضوع، هذه الأخت تتهمك بأنك حاولت أن تتهجم عليها بواسطة كلب، فما قولك في هذه التهمة؟
- وأين شهودها؟
شهقت مريم وهي تتعجب من وقاحته، التفتت إلى الشرطي وهي تشير إلى "راشد":
- ذاك الواقف أمام الباب كان موجوداً معنا آنذاك، أسأله..
خاطبه الشرطي بنبرةٍ جادة:
- هاا، ما قولك؟؟
ارتبك راشد، نظر إلى أخيه، كان وجهه جامداً لاتبين ملامحه:
- في الحقيقة، في الحقيقة...
لكنّ "خالد" قاطعه وهو يدير له ظهره ويخاطب الشرطي مبتسماً:
- عذراً على المقاطعة، أنا لا أنفي أنّ في اتهامها جانباً من الصواب، ولكن تخيل يا سيدي أنك صاحب مزرعة يُقفل بابها دوماً لمنع المتطفلين – التفت حينها لمريم ثم أردف- وتجد أشخاصاً يخرجون منها ومعهم دجاجة!!مالذي سيدور في خاطرى غير أنهم لصوص!! لذا كان حتماً عليّ أن أدافع عن مُلكي.
- إذاً أنت تعترف بأنك هددتها بالكلب.سأله الشرطي.
- أنا لا أعترف بشيء، وإذا كانت تعني بالشهود أخي، فإنّ كلمتي أنا وأخي ستكون ضدّ كلمتها هي وهذا الطفل..
صرخت "مريم" وهي تصرّ على أسنانها:
- أو تجرؤ على الكذب...ألا تخجل من نفسك في مثل سنِّك وتكذب، ماذا تركت للصغار؟؟!
- مريم..شدّ الأب يد ابنته وهو ينظر لها شزراً فصمتت.
تجاهلها وهو يكمل مخاطبة الشرطي:
- وبهذه المناسبة أغتنم الفرصة لأبلغ عن سرقة دجاجي، والمتهمة هنا موجودة!! ولديّ بدل الشاهد عشرة...
فتحت "مريم" عينيها على أوسعهما دهشةً..من جاء يبلغ عمّن!!!
- أنا لم أسرق، كل ما في الأمر أنّ أخي اصطادها وأصرّ على أخذها معه..طفل صغير كيف أقنعه!! وكنّا سنشتري لكم دجاجة أخرى على أية حال.
ابتسم خالد وكأنما أعجبه حديثها معه:
- دجاجُ مزرعتنا يختلف عن الدجاج الآخر.
- كيف؟!ريشها مصبوغ بالذهب مثلاً؟!!
اتسعت ابتسامته لكنه ابتلعها بسرعة، عقد حاجبيه الرفيعان، سرعان ما التصقا عند المنتصف:
- أنتِ من بدأتي أولاً.
نظرت إليه دون تصديق، هل يسخر منها، تساءلت في نفسها: أكل هذا من أجل دجاجة لايتجاوز سعرها ديناران بالعملة البحرينية؟!أليس موضوعاً سخيفاً بل مضحك...كلا، كلا ليس مضحكاً، كان سيكون مضحكاً لو لم يحضر ذلك الكلب الكريه...
- أنا اعتذر بالنيابة عن ابنتي وابني الصغير عمّا فعلوه، وأرجو أن تغفر لهم تجرأهم على ممتلكاتك، إنهم أطفال وحديثوا العهد بهذه البلاد الكريمة..
كان الأب هو من تكلم حينها، تطلعت إليه وجهه محمّر وقد تلألأت حبات العرق على جبينه الأسمر المغضن، إنه يعرق كثيراً رغم برودة الجو!!
- أبي….
هزّ الأب رأسه، عيناه تخاطبانها ترجوانها أن تصمت، لكن يبدو أنها لم تفهم لغة العيون:
- أبي نحنُ لم نفعل شيئاً خاطئاً لتعتذر..
- قلتُ يكفي..نظر لها بحدة فصمتت وهي تكاد ُ تتفتت من الغيظ .."لماذا انقلب والدي هكذا فجأة"!!
التفت إلى الشرطي وهو يخاطبه ببطء:
- سيدي الشرطي ابنتي ستتنازل عن البلاغ.
نظر هذا الأخير إلى "مريم" لكنها لم تجب، لازال رأسها مطرقاً إلى الأرض وهي ممسكة "أحمد" بقوة.
- هاا، ماذا تقول الأخت؟؟أتقبلين بالتنازل؟
رفعت رأسها لتجد "خالد" يبتسم وهو يراقبها، في عينيه بريقٌ واستكانة، يتابع ما يجري بصمتٍ وحبور، هزّ رأسه بخفة ثم رفع أحد حاجبيه الرفيعين لكأنهُ ينتظر إجابتها أيضاً، ودت لو تمسح هذه الابتسامة البغيضة عن وجهه، لقد أغاظتها.."لماذا جئنا إلى هنا إذا كنا سنتنازل أصلاً؟!أين كلامك يا أبي؟؟أين تهديداتك بأنك لن تسكت عما فعله بي..أذهبت الكلمات أدراج الرياح، أم أنّ كلمات النهار يمحوها النهار أيضاً، لم جبُنت هكذا يا أبي لِمَ؟؟
- هاا، ما قولك؟ كرر الشرطي سؤاله.
لم تُجب، "لو يوقف هذه الابتسامة فقط!!"، انتبه لها والدها وهو يستعجل ردها، لكنها كانت شاردة، أمسكها من مرفقها، عادت لتلتفت إليه، لازال وجهه محمراً ومعرقاً...
هزت رأسها بالنفي، فضغط على ذراعها بقوة، احمرّ وجهها من الإحراج، عادت لتهز رأسها بالإيجاب.
- قولي للشرطي أنك تتنازلين عن القضية.
- أ..أنا ات..اتناازل.
تنهد الشرطي بارتياح، أما هي فلم تقوى على النظر إلا شيء إلا حذائها الي كان جسد "أحمد" يحجبه!!لم تود أن ترى وجهه لابد أنهُ لا يزال يبتسم..
- وقعي هنا لو سمحتِ..
ناولها القلم، أمسكته بارتجاف ووقعت دون أن ترى بوضوح..أخذ الشرطي منها الدفتر وقربه من "خالد":
- وقع هنا أيضاً هذا التعهد بعدم التقرب منها.
التفت إليها وهو يطرف عينه اليسرى، نظرت للجانب الآخر وهي تمط شفتيها بضيق:
- القلم لو سمحتِ يااا.... أختي..
رفعت القلم لتركنه على الطاولة لكنها غيرت رأيها، مدت يدها لم تكن المسافة كبيرة بينهما، مدّ يده ليتناوله لكنها آنذاك أسقطته....
والتمعت عيناه ببريقٍ غاضب جمدهُ بسرعة لكنها لاحظته، ابتسمت باستهتار وهي تتمتم:
- معذرةً.
- لا بأس عندي قلمٌ آخر. وتناول "خالد" القلم من الشرطي وهو يوقع بسرعة.
- يمكن للجميع أن ينصرف الآن.
خرجت عائلة مريم أولاً، كانت هذه الأخيرة غاضبة من والدها، لقد أحرجها، جعلها طفلة أمامهم لا رأي لها، لم تتعود على هكذا، عودتها أمها دوماً على الجرأة، على أخذ حقها وعدم التنازل عنه أبداً، ساروا في الممر بضع خطوات دون أن ينبس أحدهم بكلمة:
- بابا..أريدُ أن أذهب للحمام..قال "أحمد" وهو يمسك ببطنه.
التفت الأب حوله، فرأى سهماً يشير إلى دورة مياه للرجال.
- اجلسي على كراسي الانتظار تلك، سأذهب معه ونعود.
لم تعلق، لازالت غاضبة منه ومن الموقف برمته، عضت على شفتيها وذهبت لتجلس على كرسيٍّ محاذٍ للجدار، عقدت ذراعيها حول كتفيها وهي تنظر إليهم وقد ابتعدوا في الناحية الأخرى..دقت الأرض بقدمها اليمنى بملل وهي تتأفف بضيق.
في تلك اللحظة لمحها "خالد" ولم ينتبه لها "راشد"الذي كان مندمجاً في اتصالٍ ما.
- "راشد" اسبقني للمنزل، لديّ عملٌ مهم وسألحقك بعد قليل..
هزّ "راشد" رأسه بإيجاب وانصرف بينما سلك "خالد" الطريق الذي يؤدي إليها، وبكل الحنق والغضب الذي يشعر به تقدّم تجاهها وتذكر حركة "القلم" ونظرة الاستهزاء بعينيها، تقدم ببطء شديد دون أن تشعر بوقع خطواته وما أن وقع ظله عليها حتى التفتت ناحيته......

 
 

 

عرض البوم صور شذى وردة  
قديم 26-07-06, 02:36 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2006
العضوية: 4952
المشاركات: 71
الجنس أنثى
معدل التقييم: nanaakeel عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
nanaakeel غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شذى وردة المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

قصة رائعة جدا أرجوك تكفينها بسرعة ولاتتأخرين علينا

 
 

 

عرض البوم صور nanaakeel  
قديم 26-07-06, 11:43 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس ماسي

ه

البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 7873
المشاركات: 2,789
الجنس أنثى
معدل التقييم: شذى وردة عضو على طريق الابداعشذى وردة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 184

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
شذى وردة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : شذى وردة المنتدى : الارشيف
افتراضي ضلالات الحب " 7"

 

حاضر! انت بس أمري
"7"
هزّ "راشد" رأسه بإيجاب وانصرف بينما سلك "خالد" الطريق الذي يؤدي إليها، وبكل الحنق والغضب الذي يشعر به تقدّم تجاهها وتذكر حركة "القلم" ونظرة الاستهزاء بعينيها، تقدم ببطء شديد دون أن تشعر بوقع خطواته وما أن وقع ظله عليها حتى التفتت ناحيته......
أجفلت في مكانها، مال برأسه تجاهها وقد استند بيده اليمنى على ذراع الكرسي، رأت وجهه عن كثب لأول مرة، هي ليس من عادتها أن تُحدق بأحد خصوصاً إذا كان رجلاً لكنهُ كان يحدق بها بطريقة غريبة لم تفهمها وأخيراً نطق وهو يبتسم بسخرية:
- أين ذهب ال..البابا؟؟!!
- 0000000000000
- أتركوكِ هنا لوحدك؟ مسكينة.
- 0000000000
وهزَّ رأسه وهو يتظاهر بالحزن، أما هي فلفت وجهها للناحية الأخرى دون أن تُجيب.
- أتمنى أن تكوني قد استفدتِ من درس اليوم وتعلمتِ ألا ترفعي أنفك أمام من هم أرفع منكِ مقاماً..
- 00000000000000000
- تُقيمين على أرضنا وتشتكين علينا!! أعتقد أنّ هذا خارج عن حدود الأدب!!
- 00000000000000000
- أنتِ بحرينية صح؟! لمَ لا تجيبين، أم تخجلين من هويتك لأنكم "هنوووود الخليج"!!!!!!!!
رمشت عيناها الواسعتان مراراً وتكراراً، وصدرها يعلو ويهبط بسرعة وقد ضاق تنفسها..عضت على شفتيها بقوة حتى كادت أن تدميها، "لا، لن أرد عليه،بل ردي، دافعي عن نفسك، دافعي عن وطنك، افهمي هذا ال**************** كيف هي بلادك، كيف هي البحرين، افهميه أن الدنيا لاتُقاس بالمال ولا بالمستوى الاجتماعي، بل بالباقيات..بالباقيات الصالحات...مشكلة الأغنياء أن المادة تُعمي أبصارهم، لايرون أبعد من أنوفهم، عقولهم ضيقة وتعصبهم أبله مثلهم!!
- لِمَ تتنفسين بسرعة وكأنّ أحداً يُلاحقك؟!
وانقطع ذلك الخيط الذي يحكم زمام نفسها، تصاعدت الكلمات إلى ذهنها كثيرة معظمها شتائم..لآ تدري!!
- أنت..أنت..أنتَ. كررتها بتقطع.
- أنا ماذا؟ سألها بهدوء وقد دكنت عيناه فبات لونهما أكثر سواداً، أبعد يده اليمنى عن ذراع الكرسي وضمها إلى صدره وهو ينتظر.
لم تُكمل، لفت وجهها مرةً أخرى إلى الجهة الأخرى، كررت رمش عينيها في محاولة فاشلة لمنع دموعها من النزول، لم ينربط لسانها فجأة و لاتقوى على الرد، ولم تكاد تبكي، بل إنها تبكي الآن، أيّ دموعٍ بلهاء أذرف!!!
- أ..أتبكين؟! سألها بحيرة وقد ضاقت عيناه وبدا بؤبؤاه نقطتان صغيرتان تلمعان من بعيد.
غطت وجهها بيديها الصغيرتين وهي تبكي بصمت، خجلة من نفسها، خجلة من دموعها البلهاء، والغريب أنّ غضبها تبخر فجأة وكل ما تشعر به الآن لوعة .. حسرة تعصف بكيانها، ربما لأنها تشعر بأنها غريبة في غير أرضها، وقد أُهينت دون أن تقدر أن تدافع عن نفسها، حتى والدها صمت، جبُن هو الآخر وذهب ولم يعُد حتى الآن.....
- أنا آسف.. ابتعد عنها وهي لازالت موشحة بوجهها، اختفت خطواته الثقيلة، تناهت إلى أذنيها خطوات أخرى جديدة، خطوات حفظتها عن ظهر قلب بعدد سنوات عمرها الثامنة عشر، إحداها صغيرة تحبها بل تعشقها بجنون والأخرى تحبهاا أيضاً!!!!
- "مريووووم" لم تبكين؟
أبعدت يديها وهي تمسح ما بين أنفها، تطلعت إلى والدها من بين غلالة دموعها، نظر إليها بصمت وقد تغضن جبينه وبدا أكبر من عمره ب10 سنين، "لم جئت بنا هنا يا أبي..." فتح فمه لكنه صمت، لم يملك إجابة، لا بل الإجابة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، "أرجوكِ لا تنظري إليّ هكذا..نظراتكِ تقتلني تذكرني بها..بالمرحومة..هنا أفضل لكم..هنا لا يعرفكم أحد..هنا لا يتهامس عليكم الناس، لايعرفون أنّ أخاكِ مدمن مخدرات..كانت تريد لكم السعادة، تريد لليلى أن تتزوج..ذهبت أجمل سنين عمرها دون زوج..أتعتقدين أنني لا أشعر بوحدتها، لا أرى دموعها المخبئة في مقلتيها تنتظر الخروج..تبحث عن مرفىء يظللها يحميها من سخرية وشفقة الناس، الناس هم سبب كل المشكلات، لم لا يتركونك بحالك، لم لايخرسون ألسنتهم..لم هم هكذا هؤلاء الناس؟!!....
سار الأب دون أن ينهي حديث العيون، هزت "مريم" رأسها بأسى وهي تمسك بيد "أحمد" وولجوا سيارة "البيك آب" الزرقاء...
أما "خالد" فقد ساق سيارته وهو يشعر بالاختناق، بدا الطريق إلى منزله بعيداً، بعيداً.... لم يكن من عادته أن يعتذر، ولكن دموعها صدمته، خالها ستصرخ عليه، ستلقي عليه كلماتٍ ثقيلة مثلاً، أما أن تبكي فهذا لم يخطر بباله قط..شعر بالندم، بالضيق...تنهد وهو يضغط على زر المسجل، ثم غير مسار طريقه، ذهب إلى شقة صديقه "فيصل"، هناك سينسى مشاعر الضيق التي تعتريه، وسينسى هذه الفتاة ودموعها الخرقاء، سيبعد طيفها الذي لا يفتأ يلوح أمام عينه....
هزّ رأسه عدة مرات، أوقف سيارته وهو يبصق على الأرض، وما أن ولج الشقة حتى نسيَ كل شئ وبدا خيالها أمامه باهتاً لا يكادُ يبين....

 
 

 

عرض البوم صور شذى وردة  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:52 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية