كاتب الموضوع :
هناء الوكيلي
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
صباح الخير،
كيف حالك؟؟ أتمنى أن تكوني بصحة جيدة
أي كلمة تلك التي تفسر الإحساس بالضياع، بالوحدة، والاختناق، بالسعادة والراحة، والهدوء، أي كلمة يا جميلة تصفني، وتصف رعشة قلبي داخلي وانكماشه كما الجنين في رحم أمه، أي كلمة هذه التي أجد فيها نفسي وتجد في ترجمتها؟؟
أو تعلمين لا زلت أعتقد أن هناك من الكلمات و التعابير التي لم يصلها عقل بشر، لست أدري وإلا لما قال كل ذي معبر عن مشاعره، أعجز عن الوصف،الكلمة التي تجعل الحروف بلا معنى تجعلك تفتحين فمك وتطبقينه بعجز،
جميلة إنه شعور من نوع آخر يا صديقتي، شعور لم أجربه يوما، بل لم أعرف أنه موجود
في مكان ما من ذاكرتي.
وصلتني رسالتك أمس، وقرأتها بتأني كعادتي، أعجبني بالمناسبة تسميتك له بالبعيد،
اسم مناسب جدا، سأخبرك يا جميلة برده، لن أبخل عليك بقراءة الفصل الأخير،
لقد كتب لي:
أول شيء أحب أن أعتذر على التأخير
لأني لم أكن موجودا
هل تعرفين يا روح وبدون أي مجاملات
منذ أن أحببتك وأنا مرتاح معك في كل شيء، تصرفاتك حركاتك، كلامك، حتى حينما تكذبين
كنت أعرف أنك كذبت..
كانت الابتسامة لا تفارقني وأنا معك، وهذا الشعور لم أشعره من قبل أبدا
رغم أنه كان لي عدة علاقات قبلك، وتعرفت إلى الكثيرات
لكن علاقتنا كانت الأجمل من كل شيء، أجمل حتى من الواقع
أنا الآن أرسل رسالتي فقط، لتعرفي أنه حتى نهاية علاقتنا رائعة،
طوال حياتي لم أتوقع أن أخرج من حالة حب وأنا أشعر بالراحة، قدر هذه الراحة التي أشعرها الآن..لكنك أنت تثبتين العكس دائما وذلك لروعتك..وقد غيرت فعلا الكثير مني ومن حياتي..والأجمل من هذا كله، أني عرفت أنك كنت تكذبين يوم أخبرتني بسفرك، وقد علمت أنها النهاية، لكني انتظرت كيف ستنهينها،
روح حينما أحب شخصا بقدر كبير، يصبح جزءا مني،وأشعر به بشكل غريب، مثلما أشعر بك الآن وقلبك يدق بقوة كبيرة، وتتمني أن تضميني لتذرفي دموعك،
روح ستكون هذه رسالتي الأخيرة، لذلك أحببت أن أوضح بعض الأمور،
أشكرك على كل شيء رائع أهديتني إياه، فقد عشت معك أجمل علاقة حب، ولا اعتقد أنها ستتكرر يوما،
وعلى فكرة أنا من أشد المعجبين بكتاباتك،وحينما أقرأ لك أشعر بشعور غريب،وكأني أعيش في تلك القصة فعلا، بل أكثر من ذلك أحس بكل حرف تكتبينه،
بصراحة أعتقد أنها أجمل نهاية قصة حب على الإطلاق..
وذلك لأنك رائعة فعلا..
أحبك
تذكري دائما أني أحبك
في أمان الله
.
.
.
.
.
.
كانت هذه هي كلماته الأخيرة، لي أو كما سماها نهاية لقصة كتبتها بدمي، ووضع اللمسات الأخيرة عليها،
هل تعلمين يا جميلة لست أدري لم شعرت أنه بالغ كثيرا، في وصف روعتي، ألانه يعلم أنه سيكون يوما ما بطل هذه القصة الخرافية؟؟ أم لأني بدونه أشعر بانعدام الثقة؟؟ أو لست رائعة بالقدر الكافي الذي يجعله يحبني بهذا الشكل؟؟ أم أنه لم يشأ أن يفقد رونق تلك الهمسات الرقيقة التي كانت بيننا؟؟
لست أدري كثيرة هي الأسئلة التي تجعلني أحتار، ماذا لو كانت قصتنا حقيقية؟ فأنا أراها بعين غير التي رآها، أراها ناقصة أجزاءها غير كاملة، مزيفة جدا، وصادقة جدا، فيها من النقيضين ما يجعل الواحد يشك في خرافيتها..
جميلة إن الأمر الذي آلمني كثيرا، ليس انتهاء القصة بقدر ما تقبل نهايتها بصدر رحب،
سمعت ذات يوم أن الرجل حينما يحب بصدق، لا يتخلى عمن يحب، تحت أي ظرف
هراء، مجرد كلمات رومانسية حشو عقولنا بها..
لم أصادف رجلا كهذا في حياتي..اللهم إلا في تلك الروايات المصطفة بعناية بمكتبتي الصغيرة..
أتعلمين لم أقرأ الرسالة إلا مرة واحدة، والمرة الثانية كانت الآن حينما نسختها لك،
أعرف لن تصدقي لكنها الحقيقة يا صديقتي، لأول مرة أقرأ له شيئا مرة أو مرتين
ومع ذلك حفظتها ورسخت بقلبي،
انتهى كل شيء كما ينتهي فصل الشتاء، تاركا وراءه بعضا من كوارثه الطبيعية،
أجل لقد كنت الخاسر الأكبر، في قصتي التي وصفها بالرائعة، والتي أشعرته نهايتها بالراحة، لا لن أبدأ الآن بلوم أحدنا على شيء، فأنت تعرفين أني أنتقد أي شيء
حتى نفسي، وحتى البعيد، وأنت أيضا،
بالمناسبة كفي عن لوم الحياة، وعن النوح دائما وتعليق أخطائك على القدر والحياة والحظ، فلديك نصيب كبير من أخطائك يا جميلة، وجميل أن يخطئ المرء أحيانا، شريطة ألا يتكرر الخطأ..
أعرف أني لست في موقع مناسب كي أنتقدك أو أقوم بدور المرشد في حكايتك، لكني على الأقل أعترف بأخطائي وأتقبلها، لأنها جزء مني ومن كينونتي، لأنها أنا، وليس غيري، أكره أن أمنح أحدا أو شيئا جزءا مني، حتى لو كان هذا الجزء مظلما بقدر كبير،
أعرف أنك عانيت بسبب ذلك الأستاذ وما فعلته بك صديقاتك، اللواتي كنت تقولين عنهن أنهن يستحقن صداقتك، لكن على الأقل قد عرفت أنه ليس كل نصيحة علينا أن نعمل بها..
أحب أن أثرثر معك عنه كثيرا، ربما لأنك الوحيدة التي علمت الكثير من فصولنا، تحبين أن تتعرفي عليه؟؟ تمنيت ذلك كثيرا بالقدر الذي أخفيته عن الجميع، لم يكن حبنا سوى مرحلة جنونية ومن العار أن تظهر في النور..
ماذا سأفعل الآن؟؟ من الصعب جدا أن أعود للوراء وأعيد ترتيب نفسي من جديد، من الصعب جدا أن أطرق باب أصدقائي الذين ابتعدت عنهم كثيرا، مرة أخرى، من الصعب أن يفهمني أحد ويلتمس لي عذر، ماذا أخبرهم؟؟ سينتظرون مني تفسيرا لغيابي، وانعزالي عنهم..سأعود وحيدة يا جميلة، وكم أكره الوحدة، ككرهي لذلك الاندفاع الذي صاحب رسائلنا، ككرهي لكل شيء جميل في علاقتنا -أنا والبعيد-ككرهي لهذا الثرثار بعقلي والذي يرفض الصمت، والذي يحدثني عنه في كل مكان وكل وقت..
في عملي، وسيارة الأجرة، والشارع، والبيت وفي غرفتي الصغيرة التي تحتفظ بالكثير من ذكرياته، حينما أفتح نافذتي الصغيرة، وحينما اسمع صوت القطط الذي أكرهه هو أيضا بالمناسبة، في حياتي العقيمة، وابتساماتي الميتة، وحتى الآن وأنا أكتب إليك..
فراغ
فراغ
فراغ
هذا ما خلفته النهاية وراءها، وهذا ما خلفه رحيل البعيد، فراغ بشساعة السماء، وعمق الألم، الألم الذي يجعلني أكتب بلا توقف،
جميلة لم أكن أحتار قبلا حينما أهم بالكتابة إليك، ربما لأن نصف رسائلي كانت عنه، والنصف الآخر كان مجموعة من القرارات التي، أحشو بها عقلك، والتي سرعان ما تكتشفين أني عجزت عن اتخاذها..
أشعر أني سأحتار في المرة القادمة حينما أهم بالكتابة إليك، فأرجوك امنحيني مفتاحا
أبدأ منه رحلة النسيان، ورحلة الكتابة إليك..
شكرا لك بقدر ما ينبض قلبي باسم البعيد..
صديقتك دائما
روح
|