كاتب الموضوع :
هناء الوكيلي
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
صباح بطهر الندى،
جميلة كيف حالك، يارفيقة آلمني كثيرا هذا الحزن والانصياع الذي سكن أضلعك، لم تكوني يوما هكذا وماعهدتك أنا هكذا بهذا الضعف، وهذه الاستكانة، لا تقلبي عينيك في تأفف، الآن وأنا أسكب بين يديك أسراري كما يسكب الشلال خيره على النهر،لست أدري أيهما صعب كان علي النهاية أم البداية؟ ولا أعلم يا رفيقة عم حكيت لك برسالتي الماضية،
مرت سنة يا جميلة على حكايتي أجل، والجرح لم يبرأ يا رفيقة، والشوق لم تنكسر أجنحته رغم القفص الذي أغلقته عليه،مرت سنة يا جميلة على تعرفنا والحنين لا يزال يطرق باب نافذتي، وصوته لا يزال يخنقني، وصراخ الثرثار يعلو برأسي.
هاجمتني ذكراه يا رفيقة، وخدشت ذلك الجرح الكبير، حتى أدمته، وأعادتني إلى ذلك اليوم حينما أغمضت عيني بقوة، وضغطت على زر "ارسال"وتأملت كل شيء من حولي تلك الجدران الباردة، المطلية بحزن وردي باهت، ومكتبي الصغير، وتلك الصورة ذات اطار أحمر، القتطتها لي صديقتي مروى، في تلك الحفلة، يوم حقق الله قدر أن يدخل البعيد حياتي، يومها شاركتني اليسا حزني، وهي تسمعني ذات الأغنية وكأنها تعدني بمطر آخر معه، أدرك انه محال يا رفيقة أن تعاد الحكايا الميتة، لكنها تبقى مجرد أمنيات أحرق بها سجائر قلبي، انكمشت وقتها بسريري وبكيت، بكيت كثيرا.
لأني أومن أنه لكل بداية نهاية، كان علي أن أضع حدا لهذا الجنون، العبط،وهذا الاندفاع وراء مشاعر جرفتني، وغيرت الكثير من مبادئي، لكن السؤال ظل ينخر بعقلي، هل سيقبل هو بالنهاية؟ألن يطلب تفسيرا لكل هذا؟ ألن أضعف وأتصل به؟ أو حتى أجيب اتصاله إذا ما فعل هو؟
حاولت اسكات ذلك الثرثار اللعين، وأنام فقط أنام، دون تفكير فيما سيقع بعد رسالتي الأخيرة له..
بعد ليل مر كما يمر العمر بطريح الفراش، قضيته بين تقلبات الوجع واستكانته، أشرقت الشمس على تلك الغرفة الباردة، وطردت بعضا من بقايا الظلام بها، لأنهض بجفنين مثقلتين بالحزن،
وأول صوت أسمعه كان كالعادة صوت فري صديقي، الصغير..وهو يغني أو يتحدث إلي بلغته،يخبرني أنه سيحفظ سري لآخر رمق، وبصوت حزين قلت:
-صباح الخير فري..- ووضعت إليه بعضا من الأكل، والدموع تتسارع لتستقر على خدي الميت،بعدما كونت سحابة ضبابية منعتني من الرؤية..-فري لقد انتهى كل شيء أمس، وأرسلت له تلك الرسالة التي وعدتك بها،-وبابتسامة عجز تابعت-هل رأيت لست جبانة؟
"رفعت حواجبي في اندهاش بعدما رد فري بصوته الجميل ولغته التي أفسرها دائما"لا لن
أعود عن قراري يوما، ولن أندم، "وهززت كتفي لأبرر قائلة"دموعي ليست إلا حالة
طبيعية فكما تعلم كانت مشاعر أحسستها، ومن الطبيعي أن أبكي شخصا رحلت عنه..
في تلك الأثناء سمعت طرق والدي وهو يدق الباب، لست أدري لم رغم أنه يعلم جيدا أني أستيقظ على منبه هاتفي، فهو يصر كل يوم على أن يوقظني بنفسه..
-صباح الخير..
-صباح النور، ألم تجهزي بعد ستتأخرين؟؟
-لا لا يزال باكرا سأستحم وبعدها سأصلي إن شاء الله، هل ستخرج الآن؟؟
صب قهوته السوداء كالعادة بفنجانه، وهو ينظر لساعته قائلا:
-لا يزال لدي بعض الوقت، "ثم رفع رأسه ليتأملني وهو يتابع بصوته الدافئ الذي افتقدته
مؤخرا"هل تحتاجين للحديث؟؟
تراجعت للوراء وقتها يا رفيقة، أرعبتني فكرة أن أخبر والدي، بالأمر بعد كل هذا الوقت الذي قضيته في كنف الوحدة، والعزلة التي اخترتها لنفسي، لم أعد تلك الطفلة التي تسرع لتحضن والدها وتودعه أسرارها، أصبحت كتومة جدا، أثرثر مع الوحدة، عن كل ما يخص البعيد، بلعت ريقا وهميا، كابتسامتي التي رسمت، وأنا أجيبه:
-لا ليس لدي ما أحكيه..
وحتى قبل أن يرد هربت من عينيه المتسائلة، هربت من احتمال ذرف دموعي أمامه..
هربت من معانقته من جديد وطلب السماح منه على هذه الفترة التي غبت فيها عنه رغم
حضوري اليومي ووجودي الذي أصبح يعد غيابا..
دخلت للحمام وتركت الماء الدافئ، يخفف علي بعضا من مشاعري التي تكاد تخنقني،
ارتديت ملابسي، وبعدها صليت لأقف أمام مرآتي لكن هذه المرة لم أر ابتسامتي المشرقة
ولا لمعان عيني السوداء، مجرد صورة لفتاة شاحبة، وباهتة..
أين تختبئ ابتساماتنا يا جميلة لحظات الحزن، أين تهرب منا، حين نطلبها ؟
لم أكن في ظرف يسمح لي بوضع زينة على وجهي الكئيب، والذي ستفضحه لكن رسالة المدير جعلتني أغير رأيي، لأرتدي ملابس رسمية، استعدادا للسفر، وللنسيان، فلا شيء
ينسيني الألم سوى الكتابة عنه، أو الإنغماس في عملي.
قبل أن أخرج ألقيت نظرة سريعة على جهازي، أنقب عن رسالة منه، تطفئ هذا اللهيب، لم يصلني منه سوى الغياب الذي بدأ ينثر أوراقي الخضراء، بعدما يلبسها لون الحداد، ودعت المكان، على أمل العودة قريبا..
نزلت بهدوء حتى لا أزعج من لا يزال نائما، تحت ثم مررت على والدتي لأقبلها بعجالة،
وأتمتع بدعواتها كما العادة كل صباح..
-هل ستمرين اليوم على الدكتورة؟؟
جاء صوتها كعادته منذ أن أجرت عمليتها، للحنجرة مؤخرا، مبحوحا وبشكل هامس جدا
-لا أعتقد ذلك سأتركها للغد بحول الله
-حسنا..ربما قد أضطر للسفر الليلة..
-اتصلي بي لا تنسي ذلك..
-حسنا إلى اللقاء..
كنت بحاجة إلى المشي، رغم كعبي العالي، إلا أني غامرت في ذلك الصباح الباكر، حتى محطة سيارات الأجرة، ودسست جسدي المنهك، بالمقعد الأمامي،
قريبا سأبلغ السادسة والعشرين، لتمر سنة أخرى من عمري، وسيزداد إلحاح والدتي
على زواجي، بابن صديق والدي الضابط، تقول عنه أنه طيب الأصل ومثقف، زيادة على
أنه يملك شقة في العاصمة وسيارة، ولديه شقة أخرى في طنجة مما يسهل علينا قضاء
الإجازات الصيفية فيها..
والشيء الرائع جدا هو أنه وحيد والديه، ولن أعاني من مشاكل مع أهله لا قدر الله..
عدت لي الكثير من المميزات، كالعادة كما فعلت مع الخاطب الذي سبقه، قبل أن تكتشف
أنه لا يفارق جلسات القمار أبدا..
لا أريد زوجا يضعني كمزهرية اقتناها من مزاد علني، ودفع فيها مبلغا محترما، ليتركها
على طاولة ما يتآكلها الغبار..
كان الصمت يقتلني، كنار تحرق كل ما يقف أمام جبروتها، وذلك الثرثار الذي يسكن عقلي ويرفض الصمت في كل مكان.
-كم الساعة لديهم الأن؟
تساءل ذلك الغبي الثرثار بخبث، وكالعادة وجدتني ألهث وراءه، قائلة بسذاجة:
-الآن لديهم الثانية عشر ظهرا،
سخر مجددا مني وهو يجيب:
-كنت أعلم أنك ما استطعت نسيانه,,
من الحمق يا رفيقة أن يعتبرني قد نسيته، بعدما زينت له تلك الرسالة الأخيرة، بدموعي وكسيتها بثوب الأيام الماضية التي انتزعتها من جلد السنين، التي تهدر في حب جارف لم تستطع أن تجففه شمس الفراق..
ابتلعت ريقي الناشف، وأنا أتنفس الصعداء، حينما وصلت للشركة وقد كان المدير لحظي المتعثر دائما بجلباب النحس، موجودا، تجاوزت الحارس الذي يفتح لي الباب كل صباح بابتسامته التي لا تتغير، حتى بت شبه متأكدة من زيفها,,
ترى متى آخر مرة ضحك فيها من الأعماق؟
كان العمال كالعادة قد استأنفوا عملهم المعتاد، وهم يتنابزون بينهم، ويضحكون فلوحت لهم
بيدي وأنا أدخل للإدارة حيث تتواجد ثلاث مكاتب، مكتب المدير والذي أقضي فيه معظم
نهاري، كسكرتيرة خاصة، ما بين تجهيز الأوراق اللازمة للتوقيع، وبين ترتيب الملفات
وكذا الكتابة على الوورد والإكسل، وبرنامج خاص بعملي، أما مكتب المبيعات فهو مكتب
مفتوح من خلاله يتم التعامل مع الزبائن، ويتكلف به زميلي حمزة في الأصل، لكني أكون
موجودة فيه أحيانا لأتسلم العهدة منه خصوصا في وقت الصلاة، أما مكتبي وعملي
الأصلي فيوجد في الطرف الآخر من الشركة، حيث زين بابه بإطار ذو حواف صفراء
كالذهب مكتوب بالخط العريض"مكتب العلاقات العامة" دفعته ذلك الصباح بعدما تحدثت
بضع كلمات معتادة مع حمزة، ثم وضعت حقيبتي على أحد الكراسي هناك..
لست أدري لم حينما تتغيم السماء من فوقك، لا تكتمل إلا بالمطر ، دخل يومها حمزة، بعدما توجهت كعادتي إلى البراد أبحث عن العصير، لعله يرطب حلقي الجاف، وهو يقول بنبرة تثير القلق:
-إنه يطلب الوضع المالي للشركة..
ضربت يدا بيد :
-وماذا أخبرته؟؟
هز كتفيه في تخاذل وهو يجيب:
-وماذا سأخبره في نظرك؟؟ حاولت مراوغته وأخبرته أنك تشتغلين على بعض الشركات
الجديدة..
-وماذا قال؟؟
فتح درجا ليأخذ منه ملفا وتصفحه كما يتصفح الأطفال مجلات بها صور كثيرة:
-يريدها جاهزة اليوم..
رفعت الهاتف الثابت أمامي وأجبته وأنا أدير أرقاما حفظتها في مدونتي:
-سأحاول تسوية الأمر قبل...
لم يمنحني القدر فرصة التفاوض،لقد كنت عمياء طوال تلك الفترة عن عملي، لم أشتغل كما يجب ياجميلة مذ أن عرفته، مذ أن كنت،أنتظر بلهف طفلة يخبروها أن البابا نويل سيحضر لها هديتها الليلة.أهملت كل شيء واليوم وفي وقت لم يناسبني أبدا كان علي أن أعمل,,
كان المدير يطلب رؤيتي، وكان آخر من أريد رؤيته في ذلك اليوم أو أتحدث معه،
قلت بتذمر لزميلي:
-ليس وقته الآن أبدا,,
ابتسم في سخرية وهو يجيب:
-منذ متى كان وقته؟؟
تركته وأنا أحاول أن أرتب الكلمات برأسي،قبل أن أدلف غرفته، لكن كل الحروف الهجائية في ذلك الوقت كانت قد تخلت عني، لتتواطأ معه فحروفها الثماني والعشرون، أصبحت تشكل اسمه،تنفست بعمق بعدما أصبحت وجها لوجه معه، ليقول بصوت بائس:
-هل أرسلت لك شركة المنار، رسالة تستفسر فيها عن الأثمان؟؟
ابتلعت ريقي، برعب، لا بد أنهم أرسلوها أمس ولم أقرأها فقد بدا لي هذا الصباح اسم
الشركة من بين الشركات التي كانت تتصدر بريدي الصباحي..
مررت يدا مرتعشة على حاجبي الأيسر وأنا أجيب:
-لم أفتح بريدي هذا الصباح
بدا الضيق عليه وقد فكرت أنه الآن يفكر أن العذر أقبح من الذنب، أجاب بنبرة غاضبة:
-اسمعي عليك الاتصال بهم الآن، وتحديد موعد مع صاحب الشركة، لتسافري إليه
أومأت برأسي وكنت سأهم بالرحيل حينما تابع يقول:
-لا أريد أن نخسر هذه الصفقة، هل فهمت؟؟
ضحكت سرا وأنا أفكر أني قد خسرت صفقة العمر، ليضيع تحت الأقدام، يا سيدي والآن أسعى حتى لا أخسر حفنة مال,,
إنها الحياة يا جميلة ترغمنا دائما على الرضوخ,,
انغمست ذلك الصباح في عملي المتراكم، كان يهجم علي واحدا تلو الآخر، إلى أن جاءني اتصال من المحاسب يخبرني فيه أنه سيسافر معي, ورطة أخرى تضعني فيها الحياة، لست أدري لا أستلطفه ياجميلة، أشعر به وهو يتملق حتى يصل إلي، أكره الرجال الذين يعاملون كل النساء معاملة واحدة،
اضطررت للركوب بجانبه، والاستماع لنكته طوال الطريق، والتي كان يضحك عليها وحده، وصلنا إلى المطار، ومن ثم اتصل بابن عمه حتى يأتي من أجل السيارة، لنطير بعدها إلى أغادير، نفس المكان الذي هربت إليه ذات يوم من البعيد، لأعود وأنا أحمل حبا أكبر له من ذي قبل، مازال صوت مروى صديقتي يرن بأذني وهي تحذرني:
-كفي عن هذا العبث أيتها السهام، سيقتلك هذا الجنون وأنت تعلمين ذلك-لتفتح يديها بعجز وتتابع:- لست مضطرة لهذا الجنون، يمكنك أن تحبي سعد رفيقنا إنه شاب رائع، أو ياسين صحيح أنه له علاقات كثيرة لكن علينا ألا ننكر أنه معجب بك، وربما تتزوجان في هذه السنة,,
قاطعتها وأنا أجيب:
-أنت لم تقرئي كلماته، إنه يحرك كل النساء داخلي، إنه يثيرني كما الشمبانيا، التي تدغدغ الأنف، لن تفهمي ..
لكن يبدو أني للأسف أنا من كنت لم أفهم، طفلة خطت أولى خطواتها,,وهي لم تع أن الطريق مشبعة بالحفر الغارقة، التي لا تجيب إلا الصدى.
لفت شعرها الأشقر وهي تغيظني قائلة:
-هذا ما قلته عن الشاعر الفلسطيني،
تكورت الدموع بعيني، وشكلت كرة ثلجية سرعان ما أذابتها حرارة مقلتي، ثم قلت:
الوضع مختلف,مختلف جدا، كنت وقتها مراهقة وقد..
-وأقسم أني الآن لا أرى أمامي سوى طفلة عبثية، تعتقد أنها كبرت,,
ثم أسكتتني بقبلة على خدي الماطر، وهي تخبرني أن الهوس بهذا السراب لن يتجاوز الأسبوع،
ليتك كنت على حق يا ميري، ليته كان كذلك الهوس بالشاعر الفلسطيني الذي التقيت به في ندوة أدبية دعيت لها، والذي أحب شقاوتي حتى نظم في قصيدة سماها المرأة السابعة، لم أعد أتذكر كلماتها جيدا، كان يقول في مطلعها:
أحببت فيك كل النساء
وعبث الاطفال,,وقبلة المساء,,
لست أتذكر الباقي، كانت طويلة جدا، وقد أحسست بالفخر وهو يسمعني إياها، وانا أختال بفستاني القصير، وشعري الطويل يراقص رياح ذلك الشاطئ يومها,وجميع رفاقي بين مغبط وحاسد لعين، ينصتون إلى كلماته،
لكني لست مراهقة يا جميلة، حبي له كان يختلف تمام الاختلاف عن العبث الماضي،
آه يارفيقة إنه شيء أشعر به هنا، ينبض بين ثنايا الروح، يغرد كطائر حر في فضاء جوفي المظلم، وحده ينير عتمتي، وحده يا جميلة، وحدها كلماته رسائله الماضية ترويني، كقبلة سرقها عاشق تحت السنديانة الكبيرة، في الظلام، لتحمر خجلا وهي تدعي تمنعها,,
كنا نتبادل الرسائل فيما بيننا، بالعشرات، كل واحدة كان لها طعم ونكهة مغايرة، كل واحدة كانت مدينة لا تشبه الثانية، في تفاصيلها، وجدرانها، وطرقها,
لم أعد أتذكر كيف بدأت رسائلنا تزحف إلينا لتخنقنا بها، لكني لا زلت أتذكر لهفتي، وأنا أسارع حتى أختلي بنفسي، لأفتح الجهاز، وأنتظر بشوق الأم التي تنتظر أن تجلب الممرضة طفلها الوليد لتراه أول مرة، وأنا التي أنجبت منه أطفالا كثر، كلهم كانو بالنسبة لي البكر.
رسائلنا السرية يا جميلة لم يسبق وأن اطلع عليها أحد، لكني سأرسلها لك يا رفيقة،
حاذري أن تقع هذه الرسائل التي أبعث لك عنه، في يد شخص فضولي، فأنا كما أخبرتك لا أحب أن أخلد حكايتنا على ورق، فالمشاعر يا رفيقة تفقد مصداقيتها حينما تكتب,
وأنا أسعى لنسيانه، لذلك لن أكتب عن حكايتنا ذات يوم، ولن تر قصتنا النور، فهي سيدة العتمة، ولدت في العتمة لتموت فيها,
أعتذر كثيرا، لأني لم أسأل عنك لكني أصبحت مجرد بقايا روح هائمة بالسماء، سامحيني
صديقتك دائما
روح
|