كاتب الموضوع :
dali2000
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
-15- أصوات تصرخ للخروج
صورة من تصويري
أنا الآن بالشهر التاسع من الحمل ، ونتيجة إفراطي بالطعام تعرضت لسكري الحمل ، اشعر بالجوع بكل ثانية تمر ، ناهيك عن إن يداي امتهنتا سرقة الطعام من الثلاجة بدون أن يشك زوجي بالأمر .
استيقظ منذ الصباح الباكر ، لأبدا يوم آخر مشحون بالجوع ، قرأت وصفة الطبيبة ،الفطور " ثلاثة أرباع خبز اسمر ، وجبن" ، الغداء " لحم أو دجاج و كوب أرز أو نصف رغيف خبز اسمر " ، العشاء " سلطة و مشويات أو ما يعادله" .
لم اصدق ماذا افعل بنفسي،أما أن أموت جوعًا بكل لحظة، أو تنتظرني حقن الأنسلين إذا لم انضبط بهذة الحمية .
ولم تفد الحمية ، كنت أخذ الحقن بحزن شديد ، وكان زوجي في كل مرة يسير في ممر شقتنا ينتظر هناك مخفيًا نظرات عينيه حتى انتهى من حقن نفسي قبل كل وجبة ، كان يؤلمني حاله أكثر من حالي .
مرت الأيام ، وقبل ولادتي انتشرت الفوضى في بلادي ، بات وطني في خطر فقدان الأمن و الأمان ، انتشرت فئات تخريبية في كل حدب وصوب ، و بالشوارع الرئيسية الحيوية ، فئات تتعرض لأرواح أبناء وطني وتم احتلال المستشفى الوحيد للمواطنين من قبل الفئات التخريبية ، خبئت الأسلحة فيه وأوصدت البوابات ،وأصدرت تلك الفئات الضالة الحكم على المرضى ، ففئات أدخلتها للعلاج وفئات لم تسمح لها بالعلاج ، وفي خضم واشتداد الصعاب حوصر زوجي بعمله ولم يستطع العودة إلى المنزل اقترب موعد ولادتي ، لم أكن اعلم ما مصيري إذا جاءتني آلام المخاض ، لم تسمح مدخراتنا القليلة أنا وزوجي بارتياد مستشفى خاص ، وحكاية زوجي وبقاءه في العمل وعدم استطاعته الخروج أشغلت بالي .
بعد أيام قليلة كوفئ صبر أبناء البحرين الأوفياء بدخول قوات درع الخليج لحماية المنشآت الحيوية في وطني ، وانتشرت القوات الوطنية في أرجاء الشوارع العامة لفرض الحماية على المواطنين ، وشاهدت ذلك الوجه المبتسم مرة أخرى ،شاهدته بعد خمسة أيام صعبة من الفراق ، لم استطع التعبير عن كلماتي إلا بحضنه قوية اختزلت كل مشاعري بثواني .
|