كاتب الموضوع :
dali2000
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
6- نملة يابانية و كتب انجليزية
صورة من تصويري
قرأت إعلان في الجامعة عن بيع الروايات والكتب الانجليزية المستعملة كفعالية
لتحفيز الطلبة على اقتناء الكتب وإيجاد حلول تكثف الاستفادة منها بتمريرها
على الطلبة بأسعار رمزية .
حملت ما لدي من كتب وتجولت أنا وفاطمة بالجامعة بحثًا عن طاولة بيع الكتب
لتسليمها لرئيس مركز اللغة الانجليزية ، "مساحة دفء " .
بالطبع كان الحديث صاخب من قبل صديقتي، ففتحت مجلس حوار لا بداية ولا نهاية
معه، على عكسي، هدوء صاخب تضمن توتر واضح على معالم وجهي، كنت أتبادل
الإشارات لصديقتي لأفهمها (كفي عن الحديث وهيا بنا نذهب) ولكن لا عين ترى ولا
إحساس يسترعى منها ،ظللت واقفة كعلم ينتظر تأدية تحية العلم.
طوال اليوم الجامعي الذي بقيته معها تحول حوارها عنه فليس هناك حديث يسمع
منها إلا بمكارمه و محاسنه، وكأنها هي من تجمع الأرواح، وتطرق بيوت الأفراد
لتزوج البشر المناسبين لبعضهم البعض من حسب وجهت نظرها.
فأنا في نظرها مناسبة له ، وستنتظر بفارق الصبر
المهم كنت اتركها لأحلامها الوردية، لأنها باختصار شديد رقيقة وطيبة القلب،
ولها فيض احترام في قلبي، لتفكيرها ولانطلاقها ولصخبها المفعم بالحيوية.
بعد فترة من هذا اللقاء ، اعتذرت منه لتصرف فاطمة معه وإحراجه ، وتفاجئت
عندما ذكر لي بأنها طيبة وتتصرف بعفوية وانطلاق ،مفاجئتي كانت تحت نطاق إن
تفكيره مقارب لما فكرت به .
مصادفة غريبة كمصادفة النمل الذي يهواه، هكذا يومها حرف موضوعنا عن مساره،
بإخباري عن نملة شاهدها اليوم وأعجب بمسيرتها على الأرض وظل يلاحقها.
اليوم وأنا أتذكر انحراف الموضوع عن مساره ابتسم بداخلي، كم كان ذكيًا بطريقة
تغيير الموضوع. و مر بذهني صخب طالبات الصف الجامعي عند دخوله لقاعة صف اللغة
اليابانية ، لم يكن يعر أي منهن أدنى اهتمام ،كان يرتدي حذاء الذكاء
والديمقراطية النسائية .
هكذا كان ينشر الدفء
|