اخواتى
من اتى الى هنا عبر تلك الصفحة
او من اتى هنا مباشرة
سأنقلكم الى احداث قصة واقعية
لنضيف الى تلك الافعال
حدث جديد
يتكرر بكل بلدان العالم ,باختلاف اديان هذه البلدان
يتكرر كثيرا
لكنى و يالاسف صادفته
عسى ان يشفع الالم الذى سببه لى عند خالقى زائد به رصيد حساناتى الهزيل
عذرا منكم
لم تكن لدى الشجاعة ان اكتبه على لسانى
خاننى قلمى لاكتب تلك القصة بصغة غائب
و ارمز الى نفسى و اتحدث عنها مكررة "هى"
ضمير غائب فقط
ربما لانى تمنيت أن تكون الحقيقة
تمنيت ان اكون غائبة فى تلك الموقف
تمنيته غائب من ذاكرتى و عقلى
و لكن يذهب التمنى
و يعود الواقع
لم تكن لدى الدناءة ايضا ان اكتبه على لسان شخصية باسم ,اذ انى اسـأل الله ان لا تصادفه واحدة من بنات المسلمات,كم هى جميلة برائتنا ,و كم هو رائع تفاؤلنا ,جميلان عندما لا يصادفان اولئك البشر
""ان لم تســـــــــــــتحى ,فاصــــــــــــنع ما شئت ""
إذا ما قال لي ربي .. أما استحييت تعصيني
وتخفي الذنب عن خلقي .. وبالعصيان تأتيني
فكيف أجيب يا ويحي .. ومن ذا سوف يحميني
أسلي النفس بالآمال .. من حين إلى حين
وأنسى ما وراء الموت .. ماذا بعد تكفيني
كاني قد ضمنت العيش .. ليس الموت يأتيني
وجاءت سكرة الموت الشديدة من سيحميني
نظرت إلى الوجوه أليس منهم من سيفديني
سأسأل ما الذي قدمت في دنياي ينجيني
فكيف إجابتي من بعد ما فرطت في ديني
ويا ويحي ألم أسمع كلام الله يدعوني
ألم أسمع لما قد جاء في ق و يس
ألم أسمع بيوم الحشر يوم الجمع والدين
ألم أسمع منادي الموت يدعوني يناديني
فيا رباه عبد تائب من ذا سيؤويه
سوى رب غفور واسع للحق يهديني
أتيت إليك فارحمني وثقل في موازيني
وخفف في جزائي أنت أرجى من يجازيني
نزلت مسرعة و هى تنظر الى الوقت الذى يشير اليه هاتفها المحمول ,تردد دعاء الخروج من المنزل
(بِسْم اللَّهِ توكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ ، ولا حوْلَ ولا قُوةَ إلاَّ بِاللَّهِ)
(اللهم إني أعوذ بك أن أَضل أو أُضل، أو أَزل أو أُزل، أو أَظلم أو أُظلم، أو أجهل أو يُجهل عليّ)
متأخرة هى ,و اذا لم يسعفها حظها و تجد تاكسى يوصلها سريعا الى المكان حيث باص الكلية الذى يقف منتظرا لموعد محدد ستضطر أن تركب مواصلات لتصل الى كليتها البعيدة.
تمشى مهرولة بفستانها الواسع تضم ذلك الدفتر الكبير الى صدرها اكثر البرد قارس هذا الصباح ,يأتى الهواء باردا شديدا ليعرقل سيرها و يجعل ذلك الفستان الواسع يلتف حول ارجلها اذ انها ترتدى تحته بنطال.
مطرقة هى وجهها الى الارض فقط تسترق نظرات للطريق حتى تصل الى ذلك الشارع العمومى لتجد ضالتها .
تصل بسلام و تعبث بها افكارها ,لن تركب ميكروباص فى هذا الصباح سيتوقف كل فترة لينزل احد او يركب احد.
و لن تركب تاكسى أيضا اذ انها اختبرت الكافى منهم و هى الان وحدها ,فكرها مشتت و تنظر بضيق الى الوقت ,تلوم نفسها على تلكأها فى الاستيقاظ و فى لف تلك الطرحة اللعينة .
"اصمتى و ركزى" هكذا تردد لنفسها "لن يفيدك اللوم فى شىء " تذهب افكارها الى ذاك التفكير مرة اخرى ,ضاربة بحديثها عرض الحائط ,تُذكر نفسها بأن كرهها لهذا الوضع لن يغير من شىء ,و ترديد هذا الكلام البالى لن يفيد بشىء ,نعم هى لا تحب ان تركب مواصلات لانها لا تعرف ما تصادف مع هذا الوضع ,كما انها وحدها أيضا.
منذ الصغر و الباص يذهب بها الى المدرسة و الان ايضا الى الكلية ,فيما عدا ذلك فى خروجاتها القليلة التى لحاجة ما تذهب بالعربة الخاصة بهم .غير معتادة هى على الخروج كثيرا من دون العائلة الا لحاجة و ان خرجت مع اصدقائها فنفس الوضع .
الان عودى لمشكلتك ,الان ما الحل ؟
هيا توكلى على الله فهو وكيلك و معتمدك
تشير الى التاكسى القادم ليقف جانبا تسأله ليذهب بها و يركبها ,تركب و هى تبعث برسالة لصديقتها أن تعطل السائق قليلا حتى تصل.
يقاطعها صوت السائق الكهل و هو يريد أن يفتح حديثا معها سائلا اهى بكلية ام بمدرسة ؟
ترد باختصار :كلية .و تعود لصمتها .لا تحب التحدث مع السائقين ,حسنا ليس كلهم و لكنها لم ترتح لهذا الرجل منذ أن نظرت اليه رغم كبر سنه
(الارواح جنود مجندة )فمن يستطيع لومها
.تشير واحدة للتاكسى فيقف لتركب هى الاخرى و لكن بجانب السائق فى الكرسى الامامى ,اذ انها تحتل المكان بالخلف .
تتمهل تلك القادمة و هى تركب,فتزيد عصبية تلك الجالسة بالخلف لتأخر الوقت و بطء تلك القادمة "حسنا الا تستطيع ان تسرع قليلا أم سينقص منها شيئا ما "هكذا تردد بداخلها .
ركبت بسلام "حمدا لله" قالتها بايمان عميق و هى شاكرة الله على ركوب هذه المرأة.
:صباح الخير
ترددها تلك الدخيلة ,و يرد السائق باعجاب.بينما هى لم ترد ,فقط تتفحص تلك المرأة المبهرجة بشعرها المصبوغ و المصفف بعناية ,و ذلك العطر الذى امتلآ به التاكسى ما ان استقرت بداخله ,و تلك الملابس التى لا تليق بمن فى عمرها ,اذ انها بدأت فى الاربعين.
نظرت بضيق من النافذة و هى تستغفر و تحمد الله على الستر ,يبدأ السائق بالحديث مرة اخرى مع الدخيلة ,حسنا يبدو انها عادة ,تتساءل هى أتلك العادة مع الجميع أم تقتصر على النساء فقط .
يسألها عن وظيفتها و بأى شركة تعمل لتجيبيه و يتحدثوا.
مازالت تنظر هى الى الشوارع و هى تتأفف من زحمة شوارع القاهرة التى لن تنتهى .مستمعة بضجر الى الحديث الدائر فى الامام.
"حمدا لله انى اقتربت"هكذا تحاكى نفسها و تصبرها كى تستطيع تحمل نكات ذلك السائق و تعليقات تلك المرأة حتى تصل
:ايوه بس انا اعرف ان الشركات بتبدأ شغل على 9 ,8 ده بدرى مستعجلة على ايه
هكذا يحدثها,لتلفتت تلك القابعة بالوراء بانظارها الى السائق بعجب من حديثه ما له هو و موعد شغلها متى
لترد المرأة:لا هو شغلنا 8
يقاطعها :لا 9 خليه 9
تعود لتتعجب بنفسها و هى تنظر اليه ,متجاهلة تلك الشوارع التى كانت تلتهمها بعينيها منذ قليل ,و تتساءل أهو غبى ام غبى ؟كيف تجعله التاسعة و هو بالثامنة ,و ما شأنه اصلا ,ثم ان الشوارع ليست بتلك الزحمة التى تجعلها تتأخر للتاسعة ستسطيع الوصول الى مقرها الثامنة و انا سأصل بالثامنة الا عشر دقائق فقط اذ اسرع و اسكت ذلك الفم الثرثار و انتبه الى طريقه
"و أخرتها معاك يا جدو!!" هكذا تخاطب نفسها و هى لا تستطيع ان تتحمل ثرثرة ذلك الجد اكثر من ذلك .
المرأة:اخليه 9 ايه بس ,هو مزاجى دى مواعيد شغل
تنقل نظرها بينهم لترى الى ما سيئول هذا الحديث الغبى ,لتفاجأ بنظرات ذلك الطاعن فى السن الى المرأة و هو ينظر اليها بوقاحة متمهلا بنظراته على جسدها.
تتسع العينان
و تحاول ان تبتلع الصدمة رويدا رويدا
و لكن هيهات
و كأنه يأبى ألا أن يجعل فاهها يفتح بصدمة
,ليكمل حديثه :انا هاوصلك 9 خلاص ,نلف شوية لحد ما تيجى 9.
الفم يفتح بدهشة
و هو يلتقط الى ما يرمى ذلك اللعين
الانفاس تتسارع
شهيق ,زفير ,شهيق ,شهيق ,شهيق ,.....
الهى الرحيم,هل من زفير ,زفير واحد ليخرج تلك الكتلة المتجمعة بداخلى
و لكن لا هيهات
ينقطع النفس محبوسا دون ارادة و هو يلتقط تلك الغمزة التى غمز بها اليها .
ينقطع النفس
و تتوسع العينان صدمة
ما عاد للعينان أن تتوسع اكثر
بل سيخرجان من محاجرهما
يضيق الصدر بما يحمله
هواء ,ألا يوجد هواء ,أذهب مع النفس هو الاخر
أين ذهب و هو الذى كان يلامس حنايا وجهى بشدة منذ قليل ؟
لا تستطيع أن تعلم هى ,فقد فقدت الاحساس مع التنفس ايضا و لم يتبق من حواسها شىء مستيقظا غير بصرها الممدود بدهشة من عينيها المصدومتين
مهلا ,مهلا قليلا
سأتدارك
تعيد ترتيب عملية تنفسها علها تفيق
مهلا
أكان شهيق ,ثم شهيق
لا بل شيئا اخر ,هم اثنان كما اتذكر
نعم نعم ,زفير هو
نعم زفير اولا ثم شهيق
متبعثرة هى
و قد تبعثركل شىء فيها
من هول ما رأت
ثوانى و صوتها المصدوم يخرج مرتبكا ,مرتعشا ,خجلا و هو البرىء :هنا هنا على جنب
تقولها و هى تحاول ايقاف رعشتها لتخرج النقود لتهبط من هذا التاكسى الملعون
ترتعش اليدان بشدة
تتجمد الاصابع من البرودة التى احتلت اطرافها فجأة
تتخبط اليدان بعمى فى الشنطة لتخرج حافظة النقود
بصرها الزائغ من هول ما رأى لا يستطيع ان يجد تلك الحافظة
و كأنه قرر ألا ينظر الى شيئا مرة اخرى بعد هول ما رأه
ها هى ,تخرجها مسرعة ,مخرجة منها النقود
مهلا كيف ستعطيه اياه و هو الذى لا يستحق الا ان يُعطى كفا ,تفتح يديها لتسقط النقود بيده المنبسطة .
"فلتقولى شيئا,
لا تصمتى ,
الساكت عن الحق شيطان اخرس,
فلتنطقى"
تحث نفسها لتقول له شيئا يردعه
و لكن لا
انفاس مرتبكة غير منتظمة فقط هى التى تخرج من فاهها
ذهبت الكلمات من العقل
بل ذهبت القدرة على صف الكلمات
ذهبت الشجاعة بالكلام
ذهبت تلك النظرة القوية
ذهب ذلك الصوت الذى ينطق بالحق
و ذهبت تلك النبرة الحادة
لا
بل ذهبت كل النبرات
بكماء اصبحت هى
تفتح ذلك الباب لتنزل مسرعة مبتعدة عنهم ,تعدو بخطواتها لتجد الباص منتظر
تركب مسرعة و لا تنظر لاحد ,تقف صديقتها لتدخلها لتجلس بالقرب من النافذة ,مكانها الدائم
تجلس بصمت من دون اى سلام او كلام
فقط شاخصة ببصرها
ترمش العينان بسرعة
تأبى ان تهدأ و تستقر
و لا يلبس ان يعيد عقلها المتعب تلك المشاهد مرة اخرى
ترمش مرة اخرى علها ترى شيئا اخر
و لكن هيهات لهذا العقل ان يحول لمشهد اخر قبل ترجمة ما رأه
النظرات تتطوف حول الجسد بشهوة
الكلمات بما ترمى اليه
العينان تغمزان بخبث و عبثية ماكرة
تتداخل الصور لتعيد المشهد
و ما تلبث ان تتفرق كل على حدة
و تتداخل مرة اخرى
يعذبها ذلك العقل و ما يقوم به
تضغط بيديها على جانبى رأسها و هى تجهش ببكاء من هول ما رأت
يخرج ذلك الوجع المكبوت رويدا رويدا
ليجرح بحوافه الحادة كل ما يمر به
يقترب من قلبها ليوجعه اكثر
مؤلما هو
تبكى العينان اكثر
يزداد الالم من هول ما رأت
لا تستطيع ان تحلل و هى المنطقية
لا تستطيع ان تقف عن البكاء و هى القوية
و ذلك الفكر السليم يأبى ان يعود اليها
و كأنه قرر مهاجرة هذا الجسد الذى شهدت اعضائه على ما رأت
حقيقة كانت
نعم حقيقة
لم تكن هناك من كاميرا خفية
و لا ظاهرة لتؤكد أن هذا تمثيلا
لا بل واقع هو
مر و علقم بكل مشاهده
العينان تبكيان
الجسد يرتعش بوهن
و ذلك العقل يتجاهل كل ما حدث
ليركز على شىء واحد
يعود ليلتفت حول نتيجة واحدة
نعم
نتيجة
انها اصبحت ببراءة مشوهة و طهر مدنس
نعم
طهر مدنس من تدنس المجتمع
ذلك المجتمع الذى
تناسى دينه و تعاليم ربه
بل تناسى ان يفعل تلك الفاحشة بالسر
بل اصبحت علنا و بجمهور
ليجرح تلك البراءة محدثا بها شرخ لن يندمل
لتقبع تلك المشاهد بذاكرة لن تستطيع ان تنسى
محدثة الم فى النفس لن يزول
و حقيقة
و جملة واحدة تفرض نفسها
""ان لم تســـــــــــــتحى ,فاصــــــــــــنع ما شئت ""