كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كانت متأكدة أنه لحق بأفكارها أذ رأته يبتسم فهزت رأسها وراحت نبضات قلبها تتسارع حين صافحت يده الملوثة بالدهان التي مدها نحوها قائلا:
" بيتر روبرتس".
" سامنتا داوليش".
عصر أناملها بين يديه وأبقاها مدة أطول مما تطلبه المصافحة العادية ثم قال لها:
" والآن بعد أن تعارفنا أرجو أن تعاودي زيارتك".
" لا أدري مدة بقائنا هنا".
أدركت أنها مرتبكة جدا بحضوره وكأنها تلميذة مدرسة أمام رجل ناضج يربكها الى أقصى حد .
منتديات ليلاس
" آه فهمت , أنت برفقة شخص".
" هناك بارني أيضا".
نظرت اليه وأدركت أنه يجهل ولا يبالي من قد يكون بارني , فبيتر روبرتس مهتم بها الآن من دون سواها.
" آه .... لست من أسكتلندا – أخبريني المزيد عن نفسك".
لم تستطع كبح الأبتسامة التي شقت ثغرها لنبرة سؤاله السلطوية ولم تتردد في الأجابة:
" لا أظنك تعرف القرية التي أسكنها , فهي تدعى ليتل ديببستول في مقاطعة ساري".
" أعرف ساري لكنني لم أزر ديبستول , أظن أنه ينبغي عليّ أن أقصدها يوما لأن الفرص سانحة حتما فيها".
وشرع يتأملها أثناء التكلم ولم يخف معنى كلامه المبيّت عن سامنتا , لكنها قررت أن تتعمد عدم الفهم وقالت:
" أنها قرية جميلة , لكنها هادئة جدا ولا مجال للتسلية فيها , ولا يستطيع المرء الأستغناء عن السيارة هناك".
" أملك سيارة وأجد دائما أساليب للتسلية أينما وجدت , هل عشت فيها مدة طويلة؟".
" منذ أن كنت في الثالثة من عمري".
" أنت فتاة قروية أذن".
أنتبهت الى تهكم ملاحظته فأنزعجت منه ورمته بنظرة معاتبة وقالت:
"لندن على مسافة بضعة كيلومترات فقط من القرية , لست فتاة قروية يا سيد روبرتس".
" أذن لست فتاة قروية , هل تحبين أسكتلندا؟".
نظرت سامنتا حولها الى الوادي والتلال المحيطة به والى صفحة مياه البحيرة المتلألئة ثم قالت:
" أنها رائعة الجمال".
ثم رمقته وقالت:
" أنت فنان أليس كذلك؟".
" أحاول أن أكون , من لا يستطيع الرسم هنا فهو عاجز عن أي أبداع , أنها لمنطقة رائعة".
ثم أضاف بعد أن حدّق فيها مطوّلا وأبتسم:
" أرجو أن تمكثي فيها مدة كافية لكي تتوطد معرفتي بك".
أخفضت سامنتا عينيها بسرعة وقالت:
" آه , أظن أننا سنبقى هنا ليوم أو يومين على الأقل , أحب هذا المكان".
" حسنا , لا أريدك أن ترحلي قبل أن يحصل شيء ما بيننا يا سامنتا داوليش".
أمسك يدها اليسرى وشعرت للحظة بأنامله تفحص أصبعها الوسطى ثم رفع يدها الى شفتيه ولثمها ضاحكا:
" لا أرى أثرا لروابط تأسرك , وأن كانت موجودة فهي ليست ظاهرة على الأقل".
بدأت سامنتا تشعر بموجة من الذعر الغريب والمثير في آن واحد وشبكت يديها بقوة بعد أن أفلتها وأدركت أن الأمور تسير بسرعة تفوق قدرتها على الأستيعاب برغم تمتعها بها فقالت فجأة :
" من الأفضل أن أعود أدراجي قبل أن يفتقدني بارني".
لم يحاول ثنيها عن عزيمتها أو الألحاح عليها كي تبقى مدة أطول بل وقف ينظر اليها بعينين برّاقتين الى أن أستدارت وشرعت في السير ,وقبل أن تتوارى عن نظره عند منعطف التفتت من جديد ورأته واقفا بقامته النحيلة والطويلة وقميصه المفتوح وشعره الأشقر يتتبعها بعينيه , فلوحت له بيدها لا شعوريا لكنه لم يكلف نفسه عناء الرد على التحية.
منتديات ليلاس
كانت مرهقة حين بلغت الفندق وقد أحمر خداها لكنها قررت ألا تبوح لبارني بلقائها مع بيتر خاصة أنه لم يكن قد لاحظ خروجها , فسوف يؤنبها حتما لو أخبرته عن مقابلتها لغريب.
|