وافقتها جنيفر على رأيها بدون حماسة تذكر , تطلعت شيلا نحو غرفة الغسيل
ثم قالت لأختها التي ذهبت الى المطبخ:
"أشعر أحيانا بالذنب لأن الأولاد يأخذزن الكثير من وقته وأنتباهه, لكنه, على الأرجح , لا يرى أي أزعاج من ذلك , أتصور أنه يجد متعة كبيرة في....".
توقفت فجأة عن أكمال جملتها , ونظرت الى جنيفر قائلة:
" هل تذكرين تلك اللعبة التي كنا نحبها كثيرا ؟ لعبة أختيار أوصاف لأحد الأشخاص بناء على الأحرف الأولى من أسمه؟ لوغان تايلور ! كلما فكرت به , ترن في رأسي هذه الكلمات الأربع ... لياقة , نبل تهذيب , وروعة , أنه يساعدني أنا والأولاد بشكل لا يصدق".
منتديات ليلاس
أبعدت جنيفر وجهها بسرعة عن أختها , مخافة أظهار أستغرابها ودهشتها , فلو أنها هي التي ستختار أربع كلمات تصفه بها , لقالت :لؤم , نذالة , تعجرف ,ورياء! ألتفتت نحو أختها بسرعة , وسألتها:
" هل تريدين فنجانا من القهوة؟".
أرادت أن تغير الموضوع قبل أن يتطور الى تفاصيل ليست راغبة أبدا في الخوض بها.
سمعت صوتا وراءها يقول:
" نعم , نصف فنجان".
ضحكت شيلا وسألت لوغان فور دخوله المطبخ:
" كيف وجدت تلك الشجرة الرائعة النادرة؟".
" أكدت لي سيندي بأنها ستكون جميلة , ولكنني أخشى بأن معظم أغصانها غير قادرة على حمل الزينة المعتادة".
جلس قرب شيلا ومد رجليه الى الأمام , بحيث أضطرت جنيفر للمرور فوقهما لتضع الفناجين على الطاولة الصغيرة , أرتجفت يدها قليلا , ولكنها رفضت أن تنظر اليه
دخلت سيندي وقالت لأمها بلغتها الجميلة:
" يقول الخال لوغان أننا قد نجد صعوبة في تزيين الأغصان ,ولكنني أعتقد أنه مخطىء , يمكننا أن نجعلها جميلة جدا".
تدخل أريك قائلا بلهجة تنم عن الخوف الى حد ما:
" وأذا تكسرت هذه الأغصان الضعيفة , فكيف سنزينها ؟ أنني نادم عل قبولي أقتراح سيندي".
لاحظت جنيفر بأن سيندي بدأت تعقد جبينها , فقالت:
" يمكننا أن نزينها بحبال من الأوراق الملونة , وننثر عليها مية من الذرة المسلوقة ".
أبتسم لوغان وقال:
" ولكن تأكدوا من أن داين لن يأكل الذرة".
" أريك , لنأخذ داين كي يراها... هيا , لنذهب الآن".
خيم الصمت على المطبخ بعد ذهاب الأولاد , الى أن قال لوغان:
" ذهبت الى الفندق هذا الصباح , وأكتشفت أن أحدث نزيل فيه لم يكن ألا ديرك هاملتون".
أصفر وجه شيلا وأصبح كالمنشفة التي تلف بها رأسها , أرتجفت يدها وهي ترفع فنجان القهوة نحو شفتيها , حاولت جاهدة السيطرة على أعصابها ونبرات صوتها
وسألته بهدوء مصطنع:
" حقا؟ ماذا يفعل هنا في مثل هذا الوقت من السنة؟"
"قال أنه سيعمل على لوحة أو أثنتين عن جبال تيتون في الشتاء".
دهلت جنيفر عندما شاهدت الأهتمام الحقيقي والجدي الذي ظهر على وجهه, وهو يراقب رد فعل شيلا ,وقفت أختها وسارت نحو الباب
فقال لها:
"أسمعي يا شيلا , سأطلب منه أن ينزل في مكان آخر , أذا كنت تريدين ذبك".
ردت عليه شيلا بلهجة أحست جنيفر أنها ليست صادقة , قالت:
" لا تكن سخيفا, يا لوغان, لماذا نتركه ينفق بعض أمواله في فندق آخر بدلا من فندقنا؟ في أي حال, لم يعد وجوده يهمني أطلاقا , أضف الى ذلك , أنني كنت أنوي أخذ جنيفر معي غدا الى الفندق لأطلاعها بعض الشيء على العمل الذي أقوم به , كذلك , فأن والدي أريك مشتاقان جدا للأولاد , يمكن لجنيفر أن تحل محلي غدا !".
شعرت جنيفر فجأة بعيني لوغان تتحولان اليها , لاحظت أنها تقف بذهول ردا على كلمات شيلا الأخيرة , كان الأتفاق بينهما أن تعمل جنيفر بعض الوقت , أذا غابت أحد العاملات أو صرفت ,ولكن أختها تتحدث الآن عن عمل بصورة شبه تامة , من هو هذا الرجل اللعين , ديرك هاملتون ؟نظرت الى شيلا , فرأتها تتطلع بها متوسلة راجية ... فيما كان لوغان يحدق بها , منتظرا جوابها أو تعليقها.
" أنها... أنها فكرة... لا بأس بها".
منتديات ليلاس
تلعثمت بكلامها , ولكن أختها تنهدت بأرتياح ظاهر , أما لوغان فلم يبد مقتنعا كثيرا برغبتها الصادقة , فأضافت قائلة بلهجة مرحة:
" أنها فرصة مناسبة جدا , لأنني كنت على وشك أن أصاب بالضجر والملل , أنفقت مبلغا كبيرا من المال على الدراسة والتدريب على العمل ,ومن المخجل أن يذهب المال والتعليم هباء".
تطلع لوغان بشيلا وسألها بهدوء, يحمل بعض الحدة:
" هل هذا ما تريدينه , يا شيلا؟".
لاحظت جنيفر أن أختها متوترة الأعصاب الى درجة فائقة
فتدخلت على الفور قائلة:
" ألم تقل لك ذلك قبل قليل ,يا لوغان؟".
تجاهل كلمات جنيفر , فيما بدا التوتر والأنزعاج بوضوح على وجهه وفي عينيه
توجه نحو الباب وهو يقول:
" أعتقد أنك ترتكبين خطأ يا شيلا , ليس لدي الآن الوقت الكافي لبحث هذا الموضوع".