حملت جنيفر علب الهدايا وذهبت الى ساحة البلدة , توقفت قليلا أمام القنطرة التي تغطيها قرون الوعول والظباء , وراحت تتأملها بأعجاب منقطع النظير , علمت في وقت سابق أن رؤوس هذه الحيوانات وقرونها تستخدم في جاكسون كأدوات للتزيين والتجميل , وتذكرت قاعة الفندق التي تعمل فيه شيلا
مزينةبقرون الأيائل:
" لا تحاولي عدها , فهي كثيرة جدا".
أستدارت جنيفر بسرعة لتواجه لوغان تايلور , ينظر اليها بعينين فاحصتين , ألتقطت أنفاسها , وقالت له بحدة:
" لم أكن أعدها".
"حسنا , كنت أذن تتأملين بأعجاب هذه الطريقة الفريدة التي نعتز بها هنا في جاكسون!".
"نعم , هذا ما كنت أفعله بالضيط , أنني أجدها فعلا مثيرة للأعجاب".
" هكذا يعتبرها معظم الناس , هل تعرفين أنها جميعا قرون أيائل؟".
أبتسمت رغما عنها وسألته بهدوء
وهي ترفع نظرها مرة أخرى الى القنطرة:
" كيف تم جمع مثل هذا العدد الكبير؟".
" ليس هناك صعوبة حقا , فألى الشمال من هذه البلدة , تقع منطقة تلجأ اليها الأيائل أثناء الشتاء , والمعروف أن ذكور الوعول تتخلى كل سنة عن قرونها , لتنمو مكانها قرون جديدة".
منتديات ليلاس
ضايقتها نظراته الدافئة المغرية , فتوترت أعصابها وتسارعت دقات قلبها ,حاولت جاهدة أن تبقي الحديث عاما وبعيدا عن الأمور الشخصية , فقالت:
" سمعت أحدا يتحدث عن تلك المنطقة , ولكنني لم أعرها أهتماما يذكر , كم من الوعول تلجأ اليها كل شتاء؟".
"ما بين ستة وثمانية آلاف ".
" أوه, الى هذه الدرجة؟ وماذا يفعلون بكل هذه القرون؟".
ضحك لوغان وقال:
" الذكور وحدها هي التي لها قرون , يذهب أفراد الفرق الكشفية كل ربيع ويجمعون هذه القرون , ثم يبيعونها هنا في ساحة البلدة بمزاد علني يخصص ريعه لتطوير فرقهم ونشاطاتهم".
توقف فجأة , فنظرت اليه لتواجه بنظرات قوية جذابة جمدتها في مكانها , تأملها قليلا
ثم قال:
" البرد شديد في هذه الزاوية , تعالي وأشربي معي فنجانا من القهوة الساخنة".
لم تكن راغبة أبدا في الجلوس معه , هزت رأسها بتردد , وقالت:
" أنا... أنا...".
" خائفة؟".
أجابته بحدة بعد أن أستعادت فجأة صوتها الذي كادت تفقده قبل قليل:
" طبعا لا!".
" سنذهب الى ذلك المطعم الشعبي في آخر الشارع ,حيث يمكنك أن تشاهدي المتزلجين على منحدرات الجبل".
وافقت بتردد , لأنها لم تجد عذرا مقنعا لرفض تلك الدعوة البسيطة , أنبت مشاعرها التي كانت تطالبها بالذهاب معه , طوق خصرها بذراعه وسار وأياها نحو المطعم
أبتسم وقال لها:
ط سوف تشربين الآن قهوة أخف بكثير من قهوة كارمايكل , يا جيني غلين".
"لا تنادني بهذا الأسم! أنك فعلا متعجرف ومتغطرس!".
" تصورت أنك ستعاملينني برقة , يقال أن البعد يجعل القلب أكثر مودة وحنانا".
" لم تكن بعيدا ألا نادرا".
كان جوابهاباردا وجافا , رفع حاجبيه أستغرابا , وهو يساعدها على الجلوس , فشرحت له ما عنته بتلك الملاحظة
قالت:
" أن لم تتحدث شيلا بصورة دائمة عن شخصيتك القوية ومزاياك الفذة, فالأولاد يرهقون أعصابي بالثرثرة عن الخال لوغان, لماذا يستخدمون معك هذا اللقب؟ هل هذه هي فكرتك , يا ترى؟".
" لا , أنها فكرة الأولاد أنفسهم , لم نجدأنا وشيلا أي ضرر في ذلك , أتصور أنهم أرادوا أعتباري عضو شرف في عائلتهم , أنهم ينظرون الى هذا الأمر بصورة جدية , وأنا كذلك".
تأملته بفترة وجيزة , ثم ركزت أهتمامها على فنجان القهوة الذي أحضرته النادلة:
" لماذا تحاولين جاهدة أن تحللي شخصيتي , يا جيني ؟ لماذا لا تقبلين بما تشاهدين؟".
" يقال أن الذي يلدغ مرة , يخجل مرتين".
" صحيح , ولكنني لم أحاول أبدا أن ألدغك".
" هل تقول لي الآن أن رجلا مثلك لا يحاول الأيقاع بكل فتاة يلتقيها؟".
" هل تسألين عن ذوات الشعر الأشقر المحمر أو عن الفتيات بصورة عامة؟ أتخيل أنك تصورين نفسك بعد عناقنا على الثلج ,وكأنك أمرأة وقعت في الشرك, لا, يا عزيزتي , كان مجرد عناق , لا أكثر ولا أقل".
تمنت لو أن بأمكانها توجيه صفعة قوية الى وجهه , لأزالة تلك الأبتسامة الساخرة الخبيثة , أرتجف جسمها غضبا
ونظرت اليه بعينين تقدحان نارا ,أبتسم وقال:
" مسكينة أنت, يا جيني غلين! تشعرين بالأهانة وأحتقار الذات, وجهك رمز للطفولة البريئة ,ولكن وحشا يتململ وراء النار التي تشتعل في داخلك! الحقيقة هي أنني أتمتع الى درجة كبيرة بأزالة هذه النظرة الطاهرة من وجهك الجميل".
" أذن , دعني أقترح عليك أن تجد شخصا آخر تتسلى معه ...لأنني في الحقيقة أجدك مزعجا للغاية".
حملت أغراضها وأستعدت لمغادرة المطعم , لم تتغير ملامحه
ولكن صوته كان حازما عندما قال لها:
" أنهي قهوتك , يا جنيفر".
سيجد متعة كبيرة لو أنها عصت ... أوامره .. وخرجت بعصبية من ذلك الباب , ثم راحت تتأمل المتزلجين على الجبل , سألها بهدوء عما أذا كانت ماهرة في التزلج ,فقالت له أنها هاوية دات خبرة واسعة
قال لها بصوت ناعم ينم عن شعور بالصداقة:
" يجب أذن أن نجد الفرصة للتزلج , أثناء فترة وجودك هنا".
" لست بحاجة الى مرافق عندما أذهب الى التزلج".
منتديات ليلاس
" ما تعنين حقيقة هو أنك لا تريدين وجودي أنا , يا جيني غلين ,حسنا ,ولكن لا تذهبي الى تلك المنحدرات وحدك في المرة الأولى , خذي معك شخصا خبيرا من هذه المنطقة , في أي حال , أذا كنت مستعدة للذهاب ... فهيا بنا , سيارتي موجودة في الخارج , وأريد التحدث مع شيلا , تأكدي بأن هذا هو هدفي الوحيد لأخذك الى البيت".
أغاظها جدا تصرفه المفاجىء , بدا وكأنه يريد أبلاغها صراحة بأنه غير مهتم كثيرا بها ,أحمرت وجنتاها غضبا وخجلا وهما يغادران المطعم ...وقررت أن تعامله بمثل الأستخفاف الذي يعاملها به.
نهاية الفصل الثالث