2- سرير العاصفة!
كان الثلج يتساقط بكثافة فوق السيارة وحولها , بحيث لم تعد جنيفر ترى شيئا ... وكأنها أصبحت مغلفة بغيوم بيضاء ورمادية , وكان الشخص الآخر الذي يشاركها عالمها المغطى بالثلوج , آخر أنسان تريد أن تكون معه... لوغان تايلور.
نظرت اليه بسرعة , فرأته يركز نظراته وأهتمامه بصورة تامة على الأمتار القليلة المرئية بصعوبة أمام, كان يقود سيارته بعناية وتمهل شديدين , متمتما كلمات غاضبة عن تلك العاصفة الثلجية المزعجة , ثم قال لها , بدون أن تترك يداه مقود السيارة أو أن تحيد نظراته عن الطريق الممتدة أمامه.
"هل ستصرين , يا جيني غلين على مواصلة هذا الصمت الرهيب لساعتين مقبلتين؟".
منتديات ليلاس
توترت أعصابها قليلا وصححت له معلوماته المتعلقة بأسمها الأول
قائلة:
" أسمي جنيفر".
" أنا أفضل جيني غلين أكثر , أنه أجمل , وأسهل , وفيه موسيقى ".
كان يبتسم بطريقة أزعجتها بعض الشيء... مع أن كلماته كانت جميلة
أحتجت بالقول:
" أنني أكره أسم جيني , وأشعر بأنه لا يناسبني".
نظر اليها ثانية , وكانت أبتسامته هذه المرة عريضة وتوحي صراحة بأنه يريد أغاظتها , أحست جنيفر بأن نظراته تحمل الكثير من الود والمرح , فأضطرت لأبعاد وجهها عنه وعن سحره الجذاب , أرتعش جسمها قليلا , عندما تخيلت نفسها من ذلك النوع من النساء الذي يتأثر بسرعة بمغازلة الرجل الوسيم الفتان , وجه الى ساقيها لمحة خاطفة
ثم قال لها:
" أذا كنت تشعرين بالبرد, فثمة غطاء على المقعد الخلفي يمكنك أن تغطي به رجليك".
هزت جنيفر كتفيها وقالت له ببرودة , مستخدمة تعبيرا محليا:
" لا, أنني بخير , ولكنني أشعر بأن شبحا يمشي فوق قبري".
ثم تنهدت قليلا وسألته:
" هل المسافة لا تزال طويلة؟".
" أتصور أنها ما بين ثلاثين وأربعين كيلومترا".
قالت له بخبث واضح:
" آمل في ألا تقلق علي شيلا!".
أجابها بلهجة حازمة الى حد ما , فيما كانت نظراته الشيطانية تتأملها بسخرية:
" كيف يمكنا ذلك ,وأنت معي!".
ردت عليه فورا بدهاء مماثل:
" وهذا يعني أن كل شيء على ما يرام , أليس كذلك؟".
لم يجبها لوغان , لأنه أضطر لتركيز كافة أنتباهه على الطريق المتعرجة , أزدادت سرعة الريح , فضعفن الرؤية الى درجة مذهلة ,ولكن الأعمدة المزروعة على جانبي الطريق ,والتي تعكس أنوار السيارات , شكلت له ضمانة أكيدة الى درجة معينة , كما أن السلاسل التي لف بها عجلات السيارة , ساعدته على تفادي الأنزلاق الذي تتعرض له الآليات غير المزودة بمثل هذه السلاسل الضرورية.
" أنا لا أعجبك كثيرا , أليس كذلك؟".
أجابته جنيفر , وهي تعلم تماما أنها تكذب:
" لا تكن سخيفا , فأنا لا أكاد أعرفك".
منتديات ليلاس
"من السخيف منا؟ أتصور أنك أجريت لي فعلا محاكمة في عقلك , وأصدرت علي حكما مبرما , ألا أطابق الصورة التي رسمتها عني شيلا في رسائلها؟".
تأملته جنيفر ببرودة , وهي تركز نظراتها عللا شعره الجميل ووجهه الوسيم , لم يسجل عقلها سوى الأوصاف المتعلقة بقوته , وحيويته , وغطرسته... وبالتأكيد خبرته الفائقة في الحب , توخت الصدق والأمانة
عندما أجابته قائلة:
" لا ,فقد كان لدي أنطباع أنك أكبر سنا وأكثر أستقرارا , أو بالأحرى رجل يعيش مع عائلته بهدوء وطمأنينة , هل تعرف أختي منذ زمن طويل؟".
ضحك لوغان قليلا , وقال لها:
" منذ بعض الوقت , كان أريك صديقي المفضل , وأذكر أننا ألتقينا شيلا في الوقت ذاته , أنها أمرأة جميلة جدا , نالت أعجابنا على الفور ,وحاول كل منا أن يسبق الآخر الى قلبها , فاز أريك , فتمنيت له التوفيق والسعادة , لم أتمكن من حضور حفل زفافهما وألا لكنت ألتقيت بك آنذاك , عادت شيلا الى جاكسون , فكان من الطبيعي أن أقابلها وأولادها , أنهم طيبون كثيرا... أريك الصغير يتصرف كرجل مع أنه لم يتجاوز السابعة , وسيندي تحاول جهدها أن تتمثل به , أما ريتشارد فهو الأكثر نشاطا وحيوية