قبل برادلي الطلب بكثير من الأتياء ,وأبتعد عن رفيقته التي وقفت مذهولة حائرة, توترت أعصابها وعضلات جسمها عندما طوق لوغان خصرها بذراعه, أبعدت نفسها عنه قدر الأمكان , ووضعت يدها على كتفه بدقة وروية , أرتبكت.... كادت تتعثر ... لم تعرف كيف تتبع خطواته البسيطة السهلة .... نظرت حولها لتتجنب التطلع اليه , أستاء على ما يبدو من تصرفاتها
فقال لها بحدة:
" أن لم تتمكني من أراحة أعصابك , فالأجدر بنا أن نجلس ".
شعرت بأحمرار وجنتيها وتسارع خفقان قلبها
ولكنها أرغمت نفسها على اجابته بحدة مماثلة:
" لم أحب أبدا في حاتي الرقصات التي يمليها علي الواجب".
منتديات ليلاس
ضغط بقوة على مرفقها , ثم أبعدها بسرعة الى أحدى الزوايا المظلمة تقريبا , وقال:
"أتساءل بكثير من الأستغراب عن الأمور التي.... تحبينها , يا جيني غلين!".
" وماذا عنك أنت وعن عقدتك النفسية بالنسبة الى الموظفين والنزلاء؟".
" تصورت أنك لا ترغبين في وجود الرجل , الذي قلت أنه تصرف معك بدون لياقة , يبدو أنك غفرت له جميع الأخطاء السابقة".
دهشت جنيفر لأنها لم تتوقع رؤية مثل هذه الملامح القاسية في وجه لوغان , قالت له بصوت ضعيف أنها سامحت برادلي على تصرفاته,ولكن...كيف يمكنها أن تطلع لوغان على السبب الحقيقي لذلك؟ سامحته فعلا , لأنها لم تعد تهتم به, لم يعد برادلي يهمها أطلاقا! أشعل لوغان سيكارة بعصبية بالغة
وقال:
" يا لشهامتك ونبل أخلاقك! هل يعني هذا أنك ستذهبين يوم الأحد؟".
" لا , لا يعني ذلك أبدا!".
" من المؤكد أنك ستصلين بالمصالحة الى أبعد الحدود , أليس كذلك؟".
" لم تتم بعد أي مصالحة , وحتى أذا تمت........".
توقفت جنيفر عن أتمام جملتها, وراحت تفكر بهذا الأحتمال الصعب, هل تجرؤ على خداع نفسها بأمكانية أعادة العلاقات مع برادلي الى وضعها السابق؟ هل ستمكنها هذه العلاقة من حماية قلبها وعواطفها ضد هجمات لوغان المتكررة ؟ هل يمكن لتلك الروابط أن تحصن أحاسيسها ومشاعرها؟ لا, ولكن..............
أدركت فجأة أنها غير مضطرة لأقفال الباب نهائيا في وجه برادلي... على الأقل أمام عيون الآخرين , هذه هي حجتها , أذا قررت يوما مغادرة جاكسون , تنهدت بصمت
ومضت الى القول :
"أذا تمت أي مصالحة , فلن أسافر على الفور , لا أريد الأنجراف وراء عواطفي ومشاعري , سأمنح نفسي وقتا كافيا للتفكير بالموضوع , أضافة الى ذلك , فأنا لا أنوي أن يسبب أبتعادي المفاجىء عن شيلا أي مشاكل لها ولأولادها".
" أعجب كثيرا كيف تتصرف شابة مثلك بهذه البرودة والواقعية أتجاه شعور قوي كالحب , ألست خائفة من القدر , ومن أحتمال أختطافه منك هذه الفرصة السانحة؟".
تأمل جسمها بدقة , فأحست بالدماء الحارة تصعد فجأة الى خديها , ثم سألها بشيء من التهكم:
" وماذا سيحدث لو أنه وجد فتاة أخرى ليست هادئة ومتعقلة مثلك؟".
" سأجازف بهذا الأمر , وأتحمل نتيجة قراري بكل روية وموضوعية".
" أنا متأكد من أنك لا تحبينه! لو كنت فعلا عاشقة , لما قررت أعطاء نفسك المزيد من الوقت للتمعن والتفكير , أنت باردة جدا ولا تعرفين حتى معنى كلمة حب!".
شعرت بأن قلبها توقف عن الخفقان والدماء تجمدت في عروقها , أمسك بذقنها ورفع رأسها نحوه , ثم قال لها بغضب وأحتقار:
" تمتعي بأنتصارك عليه وبحمله على الخنوع أمامك! ولكنك لن تتزوجيه!".
" يا لك من متطفل مغرور! أنا لست شيلا , يا لوغان تايلور! لن أسمح لك بتسيير مجرى حياتي كما تريد وتشتهي!".
كان الأنفعال الشديد باديا بوضوح على وجهها وفي عينيها , ولكن قلبها كان يقول لها أن لوغان هو كل شيء في حياتها.... والحياة بدونه مجرد وجود وأنتظار نهاية , نظر اليها بتحد
وقال بلهجة حازمة وباردة:
" لن تتزوجيه أبدا, يا جيني غلين!".
منتديات ليلاس
" ما أقوم به ليس من شأنك أطلاقا".
راقبته بعينين حزينتين وهو يقف قرب شيلا , ثم يطوق خصرها بذراعه ويأخذها الى حلبة الرقص , أبتسم لها بمودة , فشعرت بأنها وصلت الى أسفل السلم , سمعت ديرك يقول لها:
" طلبت منها ثلاث مرات أن تراقصني ,ولكنها رفضت طلبي ودعوتي كل مرة".
تبادلا نظرات الأنقباض والأسى بضع لحظات , ثم قال لها ديرك جملة أخرى عن التجنب الذي تواجهه به شيلا
تنهدت جنيفر وقالت:
" لا تطلب أو تسأل , بل أفرض نفسك! لماذا لا تذهب الآن وتستأذن من لوغان لكي يتخلى لك عن دوره , كما يفعل معظم الرجال في مثل هذه الحفلات؟ لا يمكن لشيلا في وضع كهذا ألا أن تقبل".
شاهدت لوغان ينحني للرجل الآخر بانزعاج لم يشعر به أحد غيرها , وتأملت بأرتياح نظرات السعادة والأمل في عيني ديرك , أستدارت بسرعة نحو الساهرين الآخرين , كي تتفادى لوغان وغضبه المحتمل , أصطدمت ببرادلي , فضمها بذراعه قائلا:
" جنيفر! لم تعد تفصلنا عن العام الجديد سوى لحظات وجيزة , ألا يمكننا أن ننهي سنة ونبدأ أخرى على أنفراد؟".
لما لا, فأعصابها لم تعد تتحمل ضحكات الموجودين والموسيقى الصاخبة والضجيج , لم تحتج عندما أخذها برادلي الى القاعة الصغيرة , التي لم يكن فيها أحد , أسندها الى الحائط ووضع يديه حولها كيلا تتمكن من التحرك
ثم تمتم قائلا:
" لا يمكنك تصور مدى رغبتي في الوجود معك على أنفراد طوال هذه الأمسية!".
منتديات ليلاس
" برادلي , أرجوك!".
" لا ألومك أبدا على أبتعادك عني , فما من عذر أبدا لما قمت به تلك الليلة.... أعرف ذلك, ولكن.... ألا يمكنك منحي فرصة واحدة على الأقل للتعويض عن ذلك التصرف الشنيع؟".
أبعدت وجهها عنه , فرفع يده عن خدها وقال:
" كنت مجنونا وعصبيا للغاية تلك الليلة , أعترف لك صراحة الآن بأنك لم تكوني آنذاك أكثر من مجرد شابة كبقية الشابات , أقنعت نفسي بوجود العشرات غيرك , ولكن طيفك بدأ يلاحقني كالحلم... كالكابوس , لم أتمكن من تفاديه أو تجنبه , مهما فعلت وأينما ذهبت , أرجعي معي , يا جنيفر".
" أنتهى كل شيء بيننا , يا برادلي , أنتهى الى الأبد".
" لا , يا جنيفر , لا يمكن , غضبت لأنك بريئة وطاهرة , أردتك حينئذ , ويشهد علي ربي أنني لا زلت أريدك .... وأريدك أكثر من أي وقت مضى".
" أنت لا تحبني يا برادلي , أغضبتك لأنني أثرت أحاسيسك , ولكنني لم أصل أبدا الى قلبك وعواطفك , كن مخلصا وصادقا مع نفسك , فلو لم تلتق بي صدفة هنا , لكنت نسيتني بعد شهر واحد من الآن".
ضمها اليه وقال لها بصوت هامس:
" لا , ليس ذلك صحيحا , سأثبت لك بالدليل القاطع أنك مخطئة".
عانقها بقوة وحنان , فظلت جامدة بلا حراك.... وظلت تشعر بالبرودة في قلبها , سمعت الآخرين بنشدون أغنية رأس السنة الجديدة , ويضحكون فرحين وبمرح وسرور , أغمضت عينيها بقوة , غير آبهة بأن برادلي لا يعني لها شيئا ... بم يعد يعني لها أي شيء , هل عليها أن تنساه تماما وتلغيه كليا من تفكيرها؟ ولمعت صورة لوغان في رأسها , فقررت على الفور ألا تتجاهل برادلي حتى النهاية.
فتحت عينيها بعد لحظات لتواجه بلوغان ينظر اليها .... بقساوة بالغة , ثم.... أستدار نحو القاعة بسرعة وتوجه اليها بعصبية وأنفعال.
نهاية الفصل السابع