ثم وضع يده فجأة على عنقها , وراح يداعبها قائلا:
" سمعت أن العنق هو موضع حساس لدى المرأة هل هذا صحيح؟".
شعرت بالنار تسري في عروقها , فأستدارت نحوه بعصبية وقالت بصوت منخفض تغلب عليه الحدة والعصبية.
" توقف! أرفع يديك عني!".
أجابها ببرودة مثيرة للأعصاب :
" أحس بتسارع نبضك , أيتها العزيزة".
حدقت طويلا بعينيه البنيتين الساخرتين , وهي خائفة مذعورة , كان يعلم تماما ماذا يفعل لها وكيف يؤثر بها , ومما زاد في غضبها وحنقها أنه قادر على مراقبة رد فعلها وأنزعاجها
قالت له بلهجة قاسية:
" أحتقرك, أحتقرك! أنك... تمثل كل ما أحتقره وأزدريه في الرجل, تريد من كل أمرأة تلتقيها أن تصبح غنيمة لغرورك!".
منتديات ليلاس
" كم يسليني أن أراك معتدة بنفسك وواثقة منها الى هذه الدرجة, مع أنك تشعرين بميل قوي نحوي".
صرخت به بأنقباض بالغ:
" أشعرك نحوك بميل قوي؟ يا للغرور الفارغ والتافه! الأشمئزاز هي الكلمة الصحيحة , يا سيد تايلور!".
ضحك لوغان وقال:
" ستكون علاقتنا كعاصفة هوجاء".
تركت الغرفة غاضبة , ولكن المسافة التي تفصلها عن غرفة الأستقبال ساعدتها على الحد من حنقها وأنفعالها , حملت سيندي وأجلستها على ركبتيها , متفادية بذلك نظرات لوغان المفعمة بالأستهزاء , أرتاحت أعصابها تماما بعد فترة قصيرة من الوقت , وبعد الأستماع الى عدد من أغنيات الميلاد الهادئة , سرها أيضا قيام حديث بين شيلا وديرك , وأنعدام روح العداء بينهما , تطلعت نحوها بأمتنان , فيما نظرت الى لوغان بأشمئزاز وأزدراء , كان يصغي بأنتباه بالغ الى السيد جفريز , والد زوج أختها , وسمعت سيندي تسال للمرة السادسة :
" ألم يحن الوقت بعد لنفتح هدايانا؟".
تدخلت السيدة تايلور على الفور , قائلة:
" أنا موافقة مع سيندي , حان الوقت لأنهاء فترة الأنتظار والترقب".
هجم الأولاد الثلاثة على شيلا , فضحكت وقالت:
" حسنا, حسنا ,أيها الجد الحبيب , هل تشرفنا بتولي مهمة توزيع الهدايا؟".
وزعت الهدايا على الجميع , وتحولت القاعة خلال لحظات الى قفير نحل , ضحكات سرور عالية , وأوراق ملونة تتطاير هنا وهناك , الصغير على الأرض والكبيران يقفزان بفرح وسرور ... وجنيفر تتردد في فتح هديتها من لوغان, حملت السيدة تايلور الكتاب الذي تلقته من جنيفر , وقالت لها بأرتياح بالغ:
" أوه,جيني , شكرا جزيلا! لا شك في أن أحدا أخبرك عن تعلقي الشديد بمثل هذه القصص".
هزت جنيفر رأسها حياء , ثم تحول أنتباهها فجأة الى أختها التي رفعت عقدا فضيا جميلا وصرخت بأعجاب:
" أنه رائع, يا لوغان".
نظر اليها بحنان ظاهر , وقال:
" يعتقد بعض الهنود أن كل شخص يضع مثل هذا العقد حول عنقه يتمتع بالسعادة والحظ الجيد , آمل في أن تكون هذه الهدية المتواضعة رمزا لجميع الأشياء التي أتمناها لك , يا شيلا".
تضايقت جنيفر من كلامه , فحولت نظراتها نحو أمه... آملة في تخفيف الآلام التي بدأت تعصف بصدرها , تلاقت النظرات بعد لحظات وجيزة , فأحست جنيفر بأن أبتسامة السيدة تايلور تحمل في طياتها أكثر من مجرد البهجة بالعيد وهداياه , أرتبكت فجأة وشعرت بأن الأحداث تتسارع حولها , بشكل يفوق مقدرتها على الأستيعاب والتفهم , تطلعت نحو ديرك , فشاهدته متجهم الوجه بعض الشيء ,ويحاول أخفاء أمتعاضه بمساعدة سيندي في جميع ألعابها , أحتل لوغان على الفور المقعد القريب من جنيفر , وهو يحمل هديتها له
أبتسم وقال:
" أتردد كثيرا في فتح هذه الهدية , بسبب حجمها الكبير ووزنها الثقيل ".
أختفت فجأة البهجة الخبيثة التي شعرت بها عندما أبتاعت هذه الهدية , وتمنت لو أن بأمكانها أنتزاعها من يده , لكنه لم يترك لها أي مجال على الأطلاق , أذ فتحها بسرعة وراح يتأملها بهدوء وبرودة , أين رد الفعل القوي الذي توقعته عند مشاهدته تلك الهدية؟ بدأت تشعر بالندم لأبتياعها , لأنها لم تحقق لها هدفها.
أنفجر ضاحكا بشكل قوي ومفاجىء , مما حمل الجميع على التطلع نحوه , أحمر وجهها حياء , وهو يرفع سلة الفاكهة ويقول:
" أنت وحدك , يا جيني غلين , يمكنك أن تفكري بهدية كهذه ".
ثم تطلع نحو أمه وشرح لها السبب , قائلا:
" أخبرت جيني مرة عن عادتي في تذوق جميع أنواع الفاكهة قبل أن أختيار النوع المناسب , وها هي هديتها الآن تجمع كل شيء.... من البرتقال حتى تفاح التجربة والأغراء".
منتديات ليلاس
ضحك الجميع بتردد وحذر , بأستثناء السيدة تايلور التي ضحكت من صميم قلبها , مرت لحظات خاطفة , ثم عاد الساهرون الى فتح هداياهم وتبادل الأحاديث المعتادة , فتحت جنيفر هديتها من ديرك , وشكرته على ذوقه السليم في أختيار ذلك النوع الممتاز من العطور , لم يبق معها من هداياها .... سوى العلبة التي تسلمتها من لوغان ,ترددت في فتحها أمامه , أنقذتها أختها في اللحظة المناسبة , أذ طلبت منه أن يساعدها في مسألة ما خارج القاعة .
نزعت جانبا من الورقة بسرعة , فظهرت بداخلها علبة مجوهرات سواد مستطيلة , فتحت العلبة بيدين مرتجفتين , وأضطرت لكتم شهقة أعجاب ... وسرور , شاهدت سلسلة ذهبية , وقلادة رائعة تضم مجموعة من الأحجار الكريمة النادرة , أوه! لا تعرف الكثير عن المجوهرات ,ولكنها شعرت بأنها هدية باهظة التكاليف , أغلقت العلبة وهي تقول لنفسها أن عليها أعادتها الى صاحبها.... على رغم أعجابها الفائق بمحتوياتها الجذابة.
" جيني , هل يمكنك أن تساعديني بتقديم الشراب؟".
أرغمت نفسها على الأبتسام لأختها , ووضعت هدية لوغان جانبا وأسرعت نحو المطبخ , وتجنبت النظر اليه حينما مرت قربه ولكنها سمعته يقول لها بعد لحظات :
" لا شك في أن شيلا تعد شرابا لذيذا للغاية ".