المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
ابآء ومعلمين
بسم الله الرحمن الرحيم..
السلام عليكم...هذه اول محاولاتي في كتابة القصه القصيرة باللغة العربيه الفصحى والتي تتمثل تحت عنوان "آباء ومعلمين"...متنميا ان تنال على اعجابكم...راجيا منكم النقد والتوجيه
رنين الجرس الممل والمزعج يعلو اكثر واكثر ليعلم الطلاب بـ انتهاء الطابور الصباحي وبـ بدايةالحصة الاولى
فهاهم الطلاب يمشون ببطئ وتكاسل وملل منعكس من اشكالهم متجهين الي فصولهم....
دخل محمد فصله ثم اوقع نظراته على طاولته التي يراها غير واضحة مشوشه بسبب الآلام التي يشعر بها في رأسة..رمى حقيبته على طاولته بـ اهمال ثم جلس على كرسيه وانزل راسه واسنده على الطاولة الخشبيه المليئه بالكتابات والرسومات
اغمض عينه ليأخذ قيلوله فهو لم ينم الا ساعتين غير مشبعتان بسبب اهتمامه بأخوته الاصغر منه سناً
دخل استاذ مادة التفسير وبالاصح دخل الجلاد وبيده عصا خشبيه جرب الم ضربها جميع من بالفصل ما عدا الطالبين صاحبان الجنسية الغير خليجية.!!
بدأ بتوزيع نظراته في ارجاء الفصل...ووقعت نظراته على محمد الطالب المهمل الذي ينام في اغلب الحصص من وجهة نظره.!
اتجه اليه بخطوات طويله وسريعة..وبدأ بعض الطلاب يحاولون تنبيه محمد حتى يصحو من نومه قبل ان يأتي الاستاذ ويضربه بعصاه الخشبي..والبعض الاخر تمنى الا يستجيب محمد لتنبيهات بعض زملائه لانهم يريدون ان يرو منظر محمد حين يضرب ليضحكوعليه..وفعلا حصل ما ارادوه
لم يستجيب محمد لتنبيهات زملائه بسبب التعب والارهاق الكبير الذي يشعر به
رفع الاستاذة يده الممسكة بالعصا عالياً فانزلها بسرعه وبقوه على ظهر محمد ليصدر ضرب العصا ظهر محمد صوت انتشر في ارجاء الفصل
رفع محمد رأسه مفزوعا خائفا مرعوبا..التفت يمينا ويساراً...امتلأت عيونه بالدموع...ليس بسبب الم ضرب العصا الجسدي...انما بسبب الفزعة ولانه تذكر وتخيل ان من ضربه هو والده الذي لم تبرى ولم تختفي جروح و آثار ضربه له حتى الان.. والدة الذي اسكنه هو و اخوته بشقة واعطاه سيارة ومصروف يصل لهم شهريا حتى يتخلص من مسؤوليته هو واخوانه نهائيا.. والده الذي اعتاد على ضربه من طفولته يصبحه ويمسيه على ضرب واهانات...وهاهو الان يُضرَب من معلمه
والذي من المفترض ان يكون قدوته كما يُضرَب من ابيه ومربيه.!!
وفي الفصل المقابل
بدأ بالشرح استاذ الفقه المحبوب عند جميع الطلاب فهو ذا قلب طيب وذا ابتسامة دائمة ..!!
لاحظ المدرس ان الطالب عبدالرحمن ساهيا وشاردا..جسد بلا عقل...كتمثال صامت في احد المتاحف...ومسحة الحزن طاغية على ملامحه...عبدالرحمن...الطالب الذي تم الاعتداء عليه جنسياً من طالب مازال يمرح ويسرح في المدرسة رغم ان خبر اعتداءه على عبدالرحمن اصبح منتشرا في المدرسة
فهو حينما تم الاعتداء عليه بعد خروجه من المدرسة..فكر ان ينتحر...ويرمي نفسه امام احد السيارات المارة..لكنه لم يجرئ...وحينها فكر ان يخبر والده..لكنه تراجع خوفا من والده الذي يوجد بينهما حواجز تحده من اخباره...وحينها لم يجد احد يشكي له ويطلب العون منه الا اسآتذته الذي متردد في اخبارهم خوفا من الشخص الذي اعتدى عليه.!!
افاق عبدالرحمن من عالمه الكئيب الموحش حينما ناداهُ الاستاذ عدة مرات متتابعة
سألة الاستاذ:مابك؟؟هل تعاني من شيئ ما؟؟
اجاب عبدالرحمن بالنفي حينما حرك رأسه الى اليمين ثم الى اليسار
وبعد انتهاء الدرس...خرج عبدالرحمن من فصله بخطوات بطيئه قصيره..اتجه الى الفصل المقابل قاصدا طالبا واقع في نفس محنته..ليستشيره ويأخد برأيه..دخل الفصل وتوزعت نظراته بحثاً عن الطالب المقصود...وقعت نظراته عليه فنصدم من منظره...شعره الغير مرتب...السواد الواقع تحت عينيه...ملابسة المتسخة والمخروقة في عدة اماكن..اقترب منه والقا التحية..فلم يرد عليه...جلس بجواره دون ان يتفوه باي كلمة..التفت عليه حينما قيل له"ما ذا تريد؟؟" فأجاب عبدالرحمن:اريد مشورتك...فأبتسم الطالب وقال بـ تساؤل ساخر:تريد مشورتي انا؟؟
قال عبدالرحمن بنبرة صوت وضح عليها الحزن:نعم..فأنا واقع في نفس مشكلتك...ولم اجد من استشيره..الا انت؟؟
التفت الطالب على عبدالرحمتن وقال وهو مصوب عيناه اللامعتان الممتلئان بالدموع في وجه عبدالرحمن :تعني انك اعتدي عليك من قبل حسن(الطالب الذي اعتدى على عبدالرحمن)؟؟
قال عبدالرحمن بحزن بالغ:نعم..وانا فكرت مرارا..ان اخبر المرشد الطلابي لكني اردت ان استشيرك قبل ان اخبر المرشد الطلابي.؟؟
ابتسم الطالب ابتسامةساخرة حزينة:تخبر المرشد الطلابي..هههههههه...سبق واخبرته بـ مشكلتي...فوعدني ان يساعدني على حلها...مرت مدة ولم ار شي...وانتظرت وانتظرت...وعندما ذهبت اليه مرة اخرى رد علي قائلا"انك ابن عائلة معروفة وانت وعائلتك لاتريدون الفضيحة والطالب الذي اعتدى عليك سوف ينتقل الى مرحلة دراسية جديده السنة القادمة...فلذا انسى ماحدث..واكمل حياتك؟!!...وبعد رده هذا ايقنت ان لا حل لـ مشكلتي...واكملت حياتي وتتابعت سلسلة الاعتداءات علي من حسن وغير حسن.!
عبدالرحمن بعيون دامعة وتساؤل حزين:ولكن كيف سمحت ان يتكرر فعل حسن بك مرة اخرى؟؟
قال الطالب والدموع تسيل من عينيه وتحفر لها طريق في خديه:انا لم اسمح؟؟؟...ولكني اجبرت..
عبدالرحمن:وهل ستستمر هل هذا الحال؟؟
قال الطالب والدموع تنزل من عينه وضحكات الاسى تخرج من فمه:وهل انا مخير في الاستمرار؟؟...ان فعل شي بـ حسن وامثاله جزاءاً على افعالهم حينها سأغير من حالي..ولكن انا متيقن انه لن يفعل شي بحسن وامثاله...مثلما ما اعتدي علي رغما عني ...فأنا سأستمر على حالي رغما عني؟!!!
بعدها..انزل عبدالرحمن رأسه واليأس ملا قلبه والدنيا اسودت في عينه
وفي دورة المياة الاشبة بي صندوق القمامة..!!
دخل الطالب سلطان الحمام والقى نظره عليه وعلامات القرف والاشمئزاز واضحه على وجهه..!!
ادخل يده في جيبه واخرج منها سجائرة او بالاصح بقايا سجائر ابيه فهو يأخذ ما يتبقى من السجائر التي يدخنها ابيه فيأخذها ليدخنها.!!
فهو على هذه الحال من شهور لانه اصبح لايستطيع شراء سجائر لان ابيه شم رائحة الدخان الصادرة من جسده فتوقف عن اعطائه المصروف...ولكنه لم يتوقف عن التدخين ..فكيف يتوقف...وابيه الذي منع عنه المصروف بسبب الدخان يدخن عشرات السيجارات يوميا.!؟!
فبقى يدخن..لانه اعتاد التدخين...ولانه لم يقتنع برد ابيه حينما سأله بعد ضرب ابيه له حينما علم بأن ابنه يدخن فسأل ابوه قائلا:انت تدخن وتريد ان تمنعني من التدخين"فرد اباه قائلا"انا ابتليت بالدخان ولا استطيع تركه"
ومازال يتعاطى الدخان...وكأنه بفعله هذا...يعاند اباه حينما يدخل سموم قاتلةبجسمه.!!
بعد مرور شهور..
محمد انفصل من المدرسه لكثرة غيابه وقلة حظوره وتأخره الدائم...عاش محمد لاجل اخوانه..فأصبح بالنسبه لهم كأبيهم الذي انحرم منه...وصارت مهنة بيع الخضار مهنته...بعد انقطاع المصروف الذي كان يرسله ابوه لهم شهريا.!
اما عبدالرحمن...فحاله لم يتغير كثيرا...نجح وانتقل الى صف وسنة دراسية جديده...ذات يوم استدعاه المرشد الطلابي ليحدثه...فسأله سؤال ارعبه واسعده..."هل انت من قتل حسن؟؟"..فأجاب عبدالرحمن بالنفي والخوف باديٍ على وجهه...وبعد ايام اتضح ان من قتل حسن..هو الطالب الذي حدثه عبدالرحمن وطلب مشورته
اما
سلطان...بدأ يتعاطى المخدرات...و ذات يوم تعاطى المخدرات بجرعات كبيره...فأغمي عليه...فأخذه ابوه الى المشفى...فلما سأل ابا سلطاان الطبيب..:ماذا حدث لـ ابني...فأجابه ان سلطان يتعاطى المخدرات ويجب ان يعالج بأسرع وقت ممكن...فرد عليه ابا سلطان:باشر بالعلاج من الآن....وبعد ايام صحى سلطان من غيبوبته وعلم بأمر علاجه...فرفض ان يكمل العلاج الا اذا تعالج ابوه معه....فوافق الاب ان يتعالج من اجل ابنه........والآن وصل الاب وابنه الى آخر مراحل العلاج..!
|