كاتب الموضوع :
ارتواء!
المنتدى :
القصص المكتمله
مدخل
مَوْجُوعة يَ أُمي , لأنّي قد فَرِغت من الأمنيات , من الحُبّ , من الصّدق !
مَوجُوعة لأنّ الصبيّة التي كُنتها , ما عادت هُنا !
غادرتني وغادرتك وغادرتِ العالم ,
مَوْجوعة لأنّ حواسي تسيّرني , فلا أستطيع التحكّم بِ يديّ لألوّح إليّ كي أرجع !
مَوْجوعةٌ لأنّ الحيّز الذي يسار صدري ; فارِغ !
وَ ( طيري الذي خبأته في صدري .. فرّ منّي )
لم تكن الا ليله من ضمن اسوء ليالي حياتها فقد ظنت انه يقدر وجودها ولو قليل في حياته... لكن منذ البارحه بعد حوارهما عن ابنته ...همشها نهائيا ..لما..؟ لم تخطىء .. أيظن انها ستتظاهر بحب ابنته ...وهي تكن العكس و تكيد لها المكايد منذ نعومة اظافرها ..كلا .. هي ايضا لا تريد ارتكاب ذنبا بها .. و ان تبني حياتها منذ الصفر .. و على بينه كـ وضوح الشمس اجل هي تغار من ابنته وزوجته.. فلتكن انانيه و لا تفكر الابنفسها حتى والدته لم تحبها و الاخرى يبدو انها تكن ولاء لـ زوجته الاولى لا يهم ...المهم هو فقط
..
قضت نصف ساعه بـ انتظاره .. لاتريد التفكير في ما هي مقدمه عليه ...فتغير رايها ..تعلم انها خسرت الكثير ...و مقدمه على خسارة ما تبقى ..كل ما تتمناه.. ان يقبل بـ العرض تعرف انها تضع كرامتها على المحك.. التي طالما حرصت عليها .. لكن ما باليد حيله
اصبحت خاويه تماما .. و لا تستطيع مجرد تخيل حياتها بدونه وبدون طفلتها
فتح باب مكتبه بهدوء ..متعب جدا لتو انهى عمليه مطوله .. اخبرته مساعدته انها هنا .. يحاول الربط بين اتصال البارحه ...و ..وجودها بمكتبه ما ذا تريد ؟؟
جلس على الكرسي بتعب :خير لورين وش عندك منورتنا اليوم بالمستشفى ..؟...خلع نظارته الطبيه ليمسحها كل هذا ولم ينظر لها ..اعتقد ان صاحبتك خبرتك ان واسطتها البارحه ما نفعت؟
:ماكلمتك تتوسط .... و ابي بنتي ..!
زفر كميه من الهواء لم يتوقع انه يحتبسها لـ تتغير لهجته لـ اكثر مرونه مع شي من التلذذ ...هل هذه اولى مراحل نفيها من قلبه: ابوك ما يبيها.. والا انا بـ نيتي تربينها ع الاقل لسبع سنوات ..
المها ان يفكر بهذه الطريقه بل ..و .. وصل لسبع سنوات كيف له قلب يبعدها عنه وعن صغيرتها سبع سنوات : وانت عارف انه حتى ما يبيني
ابتسم بزهو لا يعرف لما ولكن .....ألمتها جدا ابتسامته بل أوغلت بقلبها جرحا هنيا لك حاجتي وتخلي اقرب الناس عني..
راكان:والمعنى ؟
:انت قلت بتخليني معلقه ...و ..انت عريس ..و عزوف بتضيق عليك فـ قلت تاخذ لي شقه اجلس فيها مع عزوف اربيها ..تفاقمت الغصه بحنجرتها لتكمل بـ نبره تدعو لرثاء .. لين السبع ..ابتلعت ريقها واردفت ..:بدفع لك فلوسك
صدم بقوه فـ لم يتوقع ان تاتي لتطلب منه ارجاعها يعرف انها تعتز بكرامتها .. لتو انتبه انها تغطي وجهها عنه .. منذ دخوله تمتم بصدمه اقرب لتعجب : وش حادك
بوجع وحاولت مدارات دموعها : قلت لك .. انا اتنفس بنتي ...و...ما ابي اعيش في بيت ابوي ...
صمت مفكرا .. واستغرق في تفكيره ...ظنت انه رافض لتندفع بوجع في كلماتها :لك الي تبي بس خلني معها ..زوجتك اكيد ما تبيها.. لا تعيشها مثل ما عشت ..تكفى راكان طاابتك.. يا اخي اعتبرها صـ.....قاطعها بصوت حازم :خلاص لورين بس ..ان شاء الله بجي بيتكم اليوم اخذك
وقفت لتهمس بالم بعد ان مسحت دموعها من تحت غطاها التي عاودت نزولها :شكرا
صـدق ظــني وزرتيني بعــد ما طّــول غيـابـك
بعد ما هـــانت ايامــي على عمــرك .. ذكـرتيني
بعـد ما أنكــرك وقتك .. عرفتـي قيمة احبابـك
بعـد ما استيقظ احساسك وتفكيـرك .. فقــدتيني
بعـد ما تاهــت دروبك وكحّــل حـزنك اهـدابـك
بعد خـــذلانك احســـاسي بـدمعـاتي .. بكيتـيني
بعد ما ضاعت احلامك وضاع الشوق باسبابـك
بعـــد ما حطّــمـك يأســك .. بعد يـأسك رجيتيني
تحسبيني على خبرك.. اموت اموت واحيا بـك
انا لـو ما نســيــت الــود ما انسى انـك خـذلتـيني
ذبل ورد الأمــل فيني ومـــات الـوعـد بتـرابـك
وبقــيتي مـثـل مـا انـتي بعــيـده لـو سكنـتيــني
وكيف يسامـحك جـرح السـنين ورحلـة عتابـك
خسـرتي كل شي ادري .. ومع هـذا خسـرتيني ..
..
فهد
تصاعد ابخرة العود خلفه.. واقف يعدل شماغه ..مره ..اثنتين..ثلاث..واخيرا تناول عطره الرجولي الفخم ابتسم برضى لانعكاس صورته بـ فخامه على سطح مراءه...و..نزل حيث تقبع والدته كـ عادتها في الصالون تتابع التلفاز..او هو من يتابعها فـ لا تعي ما فيه مشغوله بـ ابنها الوحيد..رفعت عينها له و ابتسمت ..قابلها بتجهم ملامحه :ليه ما لبستي للحين؟
تعجبت :وين بنروح ؟!
عجوز..ما نشره على ذاكرتك المصديه ...البارح قلت لك بعرس
سمت عليه بنفسها : لتهمس توك مطلق !
ليصرخ بها وبعدين معك ترا ماخذك بس زينه ... و الا وجودك والعدم واحد
ابتلعت غصتها ..و..اهانته ..وبهدوء: من بنته
ابتسم بتناقض لوضعه الماضي : سوسن ...تعرفين اني احبه ا وابيها
بداخلها :لم اعد اعرف شيئ
..
بعد اجراء العديد من الاتصالات ..وجد منزل يناسبه ..قريب لمنزل والده من منزله السابق ..مكون من طابقين منفصله ...وبذلك يفكر بتوفير الجهد والعناء ..ويجمع الاثنتين بنفس المكان تحدث لنفسه : الله يعين عليهم بواحده مو خالص
كان في طريقه لارجاع لورين كما وعدها ...وهي منذ رجوعها تترقب وصوله ...اما ان يفي بوعده او ينساها ..و في كلا الحالتين..اذلالا لكرامتها ...وموت لروحها..لم تكن تعرف انه في مجلس والدها ...حتى فتح الباب اخيها تركي ...محاولا تضخيم صوته بلا جدوى كـ حال المراهقين متشبثين باطراف الرجوله : ابوي يبيك في المجلس ..صمت ليردف بعد ان وقفت استعداد لـ رؤيت ابيها ...: لاتنسين وراك رجال ...و...الحين لمي هدومك ابوي رجعك لرجلك وهو ينتظرك ...وبسرعه ... لايجيك ابوي ...وانت عارفه الباقي من وجهك ...كان يشير للكدمه البسطيه على خدها اثر ضربها
..
انتشر خبر ملكت فهد على سوسن ...وأمست القلوب مودعه على عتبات اطلال كانت جميله ...ان الاوان لـ الابتعاد عنها..وهجرها ..لم تسقط دموعها عند تلقي الخبر ...بل ..استقبلته ببرود تام ...من الخارج وكأن الامر لايعنيها ...رغم ان قلبها يذوي حزنا ينعي حبا تشربته روحها..تجلس في الصاله مع والدتها و..جوري ..معهم جسد ...فقط ..وكل ما بدلاخلها : لا زلت دفينه لذكرياته التي لم تجف لوعتها...فأذا به يتزوج اخرى .. وما كان ...ماذا يسمى اذا لم يكن حبا ...اكنت اتوهم ...الم يحبني ...كلا ...فـ صدق مشاعره لامس شغاف قلبي ...اذن ..ها هو نساني ...و يجب ان تقابله بالمثل ...المهم الان ...لن تفرح اعدائها ..لن تعطي لافواههم السقيمه نفسها لقمه سائغه يجترونها متى ما جالت بهم الذكرى ...فقط ...ستحاول ذكره بالخير ...و..محوه للابد من قلبها ...وكان قلوبنا تنصاع لرغباتنا ... مبروك لك ياقلبي ....حزن جديد توجت به
..
د.صقر
الى انثى سكنتني ..اشعلت ثلاتيني الخامده ...ارقت لذه نومي ..بأحلام لقياها ..بهمساتها ..بغضبها وابتسامتها الرقيقه ..حتى بخوفها ...اراها في كل الوجوه ...يطل وجهها من شرفة القمر تسهر معي كل ليله ...ترافقني في حلي وترحالي ...
اختصرت لغات العالم ...بارتجاف شفتيها واعتصار اناملها خوفا ..قطع سلسلة خيالاته ..انين امه المتعبه بعد نومها ..ليترك ما كان و...يضع كمادات على جبينها المجعد ...
..على ارصفة الوجع انتظرك
الليل يمتصني ..و .. الشوق يمضغني ..
وهذا الهدوء بسوط الوحشه يجلدني
وانت من خلف حجاب تنظرين ...الى ماذا ...؟
الى اشلاء مزقها الشوق والحنين
الى مشاعر مجهضه بيد الصمت
يـ انثى
الا تشعرين بخفق قلبي المتعب
وذبول البسمه من شفتاي
وضياع العمر في متاهات السنين
يا انثى الا تعلمين ان الليل يمتصني ..والشوق يمضغني ...
ومطر الفرح غاضب مني حتى حين
_ ضيف الله ال حوفان
..
يخفي ازهار الفرح التي اينعت بحديقة قلبه الذي جف في الايام الماضيه ..تحت برود ملامحه الرجوليه ..يحدثها بهدوء بارد ..وكأنها احدى النساء اللاتي يعملن معه..يضع استراتجيه لحياتها معه ...و ..تلك الدخيله : هذا بيتك ..وحدودك هنا ... الدور الارضي لخزام ...تعمد اثارة غيرتها ..هي تحب الدور الارضي ...ناظرها بقوه اجبرت عيناها لتعقلق بعيناه : اي شي داخل ها المساحه ما بيه يطلع عنها ...وعن زواجنا الصوري اتفقنا ؟
هزت راسها بايجاب وانصياع ...هنيا لي ..تذوق الحنظل ..شيء ما كا الندم طفيف جدا ..يغزو روحها ...لما لم تتجلد الصبر ...حتى يقتنع انها تحبه او يمل ..فيطلقها ...يقال الحرمان من الشيء ارحم من الاكتواء بناره ...أطلقت تنهيده خافته لم يشعر بها ...فهاهو يقرر الرحيل لزوجته الاخرى منشغل بتعليماته التي ختمها بـ اذا احتاجت عزوف شي اتصلي علي ...لم يقل اذا احتجتي شيء ...وللمنفى انتمي ..ابتلعت غصته دموعها فقط حتى اغلق الباب خلفه ..لتقبل ابنتها وتهمس قربها بحنان : عشانك بس امشي ع الجمر
وصار الوطن يبحث عن وطن
أعمدة الشوارع ذابله من الحنين ...والحوانيت موصده ابوابها في زحمة الوجع
تاه قلبي يبحث عن حفنه أمل ...ورغيف من فرح السنين
ياذات الوجه الحسن ...كيف سمحتي للحب بالرحيل عبر قطار الحزن
كيف وانت تعلمين ...اني احبك فوق تصور العاشقين ...
و الراكضين خلف لقمة العيش
والغارقين في احلام الاشواق ..والمتلهفين لبصيص السعاده ...
ولو بعد حين
واظل اراقب من نافذة الصبر عودتك ..
تعصف بي رياح الشجن ...ويدثرني الامل ..وقطار الحب في قلبي يقول ..
: ستعودين.. ذات مساء.. ستعودين
..
استيقظت من النوم ...تتذكر تجهيزاتها التي قضت معظم يومها فيها ..من شموع ..الى روائح عطريه ..ختاما بـ مكياج خفيف ..او قعت راكان بحبائلها ..فأغدق عليها مشاعره لثمل..لا يزال نائما ..استغلت الفرصه لتقبل خده ..ثم تسللت ..لتعد افطار متأخر ...تدندن بـ الحان عاشقه ..بعد انتهائها ذهبت لتوقظه : راكان حبيبي ..يالله قوم ..ما بقى شيء و..يأذن الظهر
تمتم بسشوي
بتروح عليك الصلاه
ازاح غطاء السرير ليعلن صحوته ..وعلى طاولة الافطار فجر قنبلة عودت لورين ..مع انه عكر صفوت فرحتها ..لكن لا تزالت تحتفظ عيناها ببريق السعاده ...خصوصا سـ تنتقل من هذا البيت الذي يعبق برائحه الاخرى .تمتمت ..: شكل ها الورين شر لا بد منه ...
مخرج
الحزن لايخرجُ عن حدود أجسادنا .. هو شيء يمتص وقود أجسادنا فننطفئ .
مهما كانت هناك كفوف من حولنا تربت علينا , ومهما أمطرت بالملح الأعين الواقفة بجانبنا
يظل حزننا شيء يخصنا .. لايشعر به الا الروح .. يترجم حديثة الجسد
* زياد عوض
|