كاتب الموضوع :
ارتواء!
المنتدى :
القصص المكتمله
مدخل
في عيونك ليلة البارح حزن ،
وفي إرتباكة نظرتك نيّة رحيل ،
كن صوتك .. شعر مكسور الوزن ،
وكن صمتك .. غربة وليلٍ طويل
فهد المساعد
سوسن &فهد
رغم جدار شفتيها المطبق بـ احكام ..خرجت آه ..مكتومه ..خطت الى باب غرفتها اتكئت عليه مودعه ثقل جسدها على الجدار المزين ...بكف مقبوضه ضربت الباب وكفها الاخر يحاول التخيف الم بمبرح لا ينفك عن بطنها البارز قليلا ..كانت طرقات احتجاج ..تعب الم ..إصرار بـ طرقاته المتتاليه ..فتح الباب ..وصرامه تعلو ملامح وجهه ..صرخ فيها بنفاذ صبر : خير وش فيه ..
ذابله .مصفرة الوجه ..مبعثره الشعر الراقد بهدوء على كتفيها همس بوجع : تكفى خلني اروح المستشفى ..بموت من الوجع
همس لنفسه ..عساك الوجع اللي يريحني من وجهك ...نطقت شفتيه : بـ لا ..صارمه للغايه لكنها لم تستسلم ليس و..تشعر انها ستهذي وجع :الله يخليك ..خلني اروح ..تدري ..مسحت دمعه انسابت بسرعه على خدها ..انت ودني ادري ما تثق فيني ..بس انا موجوعه ..حرام عليك بموت ..مـ تبي ولدك -
ابتسم ببرود : مالي قلب ...ودي يموت معك ..
اغمضت عيناها وفتحتها بوجع موشكه على السقوط ..: ما خبرته قلبك اسود
وما عرفت قلبك الا اسود من يومك بزر ..تحبين تأخذين حق غيرك ...تموتين وتستخدمين الف حليله لين توصلين لـ اللي تبين ...مو هذا اللي تبين ..زواج وتزوجنا ...قهر ..وجع ذوقتني ..والحين تبين قلب ابيض ..
انزعت يده الممسكه بـ مقبض الباب ..لتسكنها على بطنها ..انتفض كـ ملسوع بكهرباء ..وسحب يده بقسوه ...تسمرت عيناها على الباب الذي اغلق بوجها ..امتلءت بـ الدموع ..جلست على الارض ..تضرب راسها بـ الجدار الماكث خلفها : انا الغبيه اللي حبيتك ...كل هذا عشان بنت غاليه ..ما تحبك ..ما سهرت الليالي مثلى ..من وانا صغيره عيني وقلبي عليك ..ما ترضى تلعب معي ..شايف حالك ..بس لا جات ..تروح عزة نفسك ..ودك تشيلها على اكتافك ..
متوقف في متنصف الممر المؤدي لجناحها الجبري..محدق برؤية يغطيها الظلام والممراره ..تنهد وهو يغرس يده في شعره الكثيف ..ليوصل خطوات منذ دقائق اوقفها ..طرق الباب بهودء ..وخفه العاده تصلي فـ هذا الوقت المتاخر من الليل ..يخبرها ان تأتي معهما لـ المستشفى فهو لا يريد دقائق البقاء مع تلك ..شيء ما .. رف بقلبه ..يكره هذه الطيبه لـ اناس يستغلوها وتصبح مداس لـ اقدامهم
طال مكوثه في انتظار والدته او الطبيبه لتطمئنه ...تطمئنه بماذا ..؟ الا يريد الخلاص منها ..تبشره بـ خبر موتها ..أخرج لفافة سجائر اشعلها ..ونفث دخانها ...غاضب من نفسه ..سحب نفس عميق واطلقه متأمل خيوطه الدخان المتصاعد .
.: لاتذبح نفسك ي ولدي بها الدخان ..
التفت لـوالدته بـ احراج ..رمى السجاره ودهسها بقدمه ..لم يكن يروق لسندس هذه اللفافه وكأنها تشاركها فيه ..ابتسم لنفسه على الذكرى التي اصبحت محرمه : وش فيها ...
: مـ هيب بخير ..عندها نزيف وبـ تجلس عندهم كم يوم..
ضيق عيناه وسأل : ضروي ..؟!
صاحت به : وش بلاك يافهد ...تكرها ما قلنا شيء بس لا تعذب الولد بذنب مهوب ذنبه .. لا تحقد ع الناس الحقد يموت صاحبه ...امش بس ردني البيت قبل الفجر ..
ابتسم لمهادنتها علها تهدئ قليلا : طيب ابشري بس هدي اعصابك ..
مـ خليت بي اعصاب ..عينك لها متشفي فيها..خلها تروح عند امها وفكني من الشر ..
ابتسم ابتسامه عريضه جدا :أطلقها ..وبـ الثلاث
:طلقها دام مالك فيها مطمع...
...
مياس
الليله التي يفترض ان تكون ليلة عمر اي انثى كانت ليلة دمع لها ..ربما انها من ضمن استثنئيات الاناث اللاتي يتركهن نصفهم الاخر وحيدات ..فـ خروجه الي يفترض ان يقتصر على الدقائق ..طال لـ الساعات ..نامت ولم تستيقض لا بعد ان شارف على اتنصاف النهار ..جددت نشاطها بحمام دافي وارتدت ملابس هي لطفله مراهقه اقرب منها لعروس ..خرجت تحمل كريم مرطب صغير يسلي يدها تضعه بلطف ..وجدته ناماً على اريكه ..بملابسه التي خرج فيها راميا عقاله وشماغه على كنبه منفرده ...يؤرق صخب شخيره صمت الجمادات ..سدت أذنيها بكفيها عندما علاء بعد تحرك طفيف تمتمت بداخلها :احسن اللي نام هنا ...والا ما عرفت انام ويا هـ الاصوات حشى شايب .....وجدت كيس بها معلبات ..وعصير حار ..وقطعة رغيف ..
تمتمت : ع الاقل كان حطه بـ البراد ...مالت عليك يالبدوي ..
اخذتها لتتناول افطار وحيد بغرفتها ....زسمعت ضجت صحوته..ارتبكت ماذا تفعل هل تتقمص خجل العروس ..ام عتبها ..افزع حيرتها بفتح الباب الفاصل بدون ان يطرقه وبطريقه اشبه وكأنه يريد ان يلقي القبض على مجرم ...توقف : زين انك صاحيه ...بنمشي بعد شوي لـ الديره مع اهلي ...خذي كل اغراضك ...يمكن نبطي
: ..نعم ...؟! ...وليه ...؟ اسمع طلعه من الرياض ..لا ...وأبي اروح الحين ل،ـ امي .. لم تكن تريد رؤية والدتها فـهي تمضي اسبوع ان قل بدون رؤيتها وهي معها بنفس المنزل
أمسك ذراعها بقسوه : اسمعي ..كلمة لا ..ألغيها من قاموسك ...و.. دقايق والقاك زاهبه ..قال بروح لـ امي قال ...أمك الي البارحه ما ودعتك كنها تقول ..فكه ...
...
لوريــن
رات أسمها يضيء شاشة جواله ..هو في الصاله ..صوت التلفاز عالي ..لا تتوقع ان يسمع معه ..و..مشغول بـ ملاعبة عزوف ..ضغطت الاحمر ليظهر لمياس مشعول ..فتحت قائمه الاتصالات وحذفته ..أخرست الجوال ع الصامت .. ..بودها ان تمحوها من قائمة حياته ان لا يمر طيفها او ذكرها في ذاكرته ..ابتسمت متمنيه ان يصاب بـ فقدان الخزام ...باتت تكره هذه النبته وتتجنب اختيار اي عطر ينقل رائحتها..اسبوع جميل جدا بدون حتى ذكرها .. وهـ هو الاسبوع ينقضي ربما تريد العوده ...قليلا من الانتظار لا يظرها شي ...هذبت شعرها ..واغدقت عطرها المفضل على ملابسها ..لتعود لهم .
..
مياس
تشعر انها ليست عروس ..ماهذا ..؟ لم يخلو البيت من حتى منتصف الليل ..متعبه لـ الغايه .. جميعهم يحدقون بها كأنها تمثال معروض في متحف ...بـ الاضافه الى وشايات خفيه ..من اقربائهم ..كما توقعت لم يأتي الليله ايضا ..
بعد تناول الغداء اجتمع نايف وعمها _ والده _ وجدها ..كأنت مدعوه لحضور الاجتماع المغلق ..ترتعد اوصالها خوفا ..فلم يدخل معها اي من النساء ...يجلسون يتوسطهم دلة قهوه وبضع فناجين ..وتمر ..تطلعت بـ الجوه ..علها تفصح شي من ما يدور بـ بواخلهم ..نايف تعلو الـ لا مباه ملامح بل وجلسته وهو يرتشف فنجانه ..العم كـ المتوتر قليلا.. صلابه ملامحه التي تتنافئ مع ملامح والدها اللطيف ..و الجد غابه من التجاعيد تبعث الرهبه..: اجلسي ي بنتي هنا ..أشار الجد بقربه ...جلست وهي تستر ثوبها على قدميها لم تعرف الجلوس بهذه الثياب الفضفاضه ستدخل معها والدتها وسوسن ..بلا ضيق ..تنحنح نايف وارتكز قليلا فـ جلسته : اسمعيني يابنت الناس ..انا خطبتك مثل اي بنت عاديه بدون مـ نلفت انتباه خوفا على سمعة بناتنا ..ما ينقال بكره بنتكم هايته بشوارع الرياض ..وخذيتك اكرام لـ ها الشايب والا..محد بـ يلومني اذا ساويت بك التراب بدون زواجه ..ومن اليوم جدي المسؤل عنك ..فـ اي شيء ..وأنت يـ ابو منيف هذي بنت ولدك مثل ما خذيتها من بيت امها وصلت لبيتك ..اتفاقنا تم و..الحين اسمحو لي ..وراي دروس بـ الرياض !!!
توقف ..وارتفعت معه عيناها مستفهمه ..نطقت شفاتها : وش القصه ..حد يفهمني
: القصه ان هـ الزواج ......ابتلع بقية كلماته بصوت الجدالحازم : ...اقصر الهرج ..وأذلف الرياض .. همـاك مستعجل!!!
..
كـدي &جهاد
تضع احدى يدها بخصرها وصوتها المرتفع يزعج صخب منزلهم الهادي : مـ قلت الا الصدق ..ومـ شكيت لغريب ..بتنكر انك مقصر ..وانك من يوم تدخل البيت كنك كبريت ...مـ صارت ذي عيشه ..جهاد ..بس تعبت طلعت روحي ..كل بيت تجي فيه مشاكل وتنتهي بس انت لا ..متمسك فيها ..ما صدقت
يجلس على اعصابه ..حركاتها تستفزه و.يحاول السيطره على غضبه بجلوسه :يومك تشوفيني مقصر ليه ما قليت لي ...من اول يوم يـ كادي تفاهمنا اللي بينا يبقى بينا مـ اللي يسوى والا م يسوى يتدخل في حياتي
:ومن اللي ما يسوى ...امي !!؟
:لا تمسكين بالقشور وتتركين اللب ...ليه مـ تكلمتي معي ..بدل ما تنثرين عشاك ..ي العاقله
:غصب عنك عاقله وما خطيت
:كادي احترمي نفسك ..و..علما يـ صلك ويتعداك الحرمه اللي ما تقضب لسانها عن اسرار بيتها مالها مجلاس عندي ..وانا معتمد التقصير اللي تقولين ..يوجع صح ..انك شيء ثانوي في حياة اقرب الناس لك ..اوجعك بعصاك ..يمكن تتعدلين
صوتهم العالي جدا ..وصل لمسامعها ..تمتمت بخفوت : يا رب سترك ..
سـ اضل في عيناك تلك الرخصيه التي دُعيت لتأخذها من بيتها .. انهت وضع ملابسها بحقيبه سوداء بخطوط رماديه اوقفتها بـ مدخل المنزل امام عيناه المتفاجئه : بتردني البيت مثل ما جبتني والا اتصل على فهد
توقف مبتعد عنها ..اذا بقي دقيقه واحده اكثر قد يضربها ..خصوصا بهيئتها كـ طاؤؤس نافشة الريش وبدء له بحاجه لمن يقصره: ردي قشك ..بلا فضايح اخر هـ الليل
:البيت اللي انطرد منه مـ لي مجلاس فيه ساعه زود ..
اخذ مفاتيحه : اذا دقيتت على اخوك او خرجتي من البيت ..قسم بالله ما ترجعين وانك حرام علي ..صوت دوي باب المنزل اخر مـ توصلت له مسامعها قبل نوبة بكاء
..
صقر
يقف في المطبخ قرابة الساعه ..الواقع في مأزق من فوضى طهوه ..كل شيء يراه سهل ومقبول عداء غسل الصحون ..شمر عن ساعديه شرع في تنظيفها وصوته يصدح بـ شلات من تأليفه ..تسلل الى انفاسه رائحه الاحتراق ...هرع الى القدر ليرى شيء من محتوياته تحول لسواد ..زفر بعصبيه اهدر ساعه على_ كبسه_ لتحترق في النهايه ..لا يهم سيتناولها هكذا ...اللقمه الرابعه ..اعلن بها انسحابه الى اقرب مطعم ..متمتم وهو يعدل شكله في المراءه ..: الله يصبرني على ها الشهر ..
الدقائق الثقيله جدا خصوصا على معدته الخاويه في انتظار الاشارات والازدحام ..زادت من تعكر مزاجه ..فـ عندما رد على هاتفه بعصبيه ..بادره راكان بـ : ياخي بشويش كني عاملا في مزرعة بيتك
السموحه يـ اخوي ..بس هـ الزحمه مـ خلتي بي اعصاب
ماجبت جديد ..الا وينك...؟
ليه ؟
قريب يعني بـ الكثير ساعه وانت عندي
لا ياراكان وش عندك ..ما فيني صبر اوصلك ..
اجل بتزعل لورين ..مسويه الغداء عشانك ..
جعل خيرك وخيرها كثير ..تسلم ..بس اعذرني ..
مـ انت بمعذور ...احتريك وانتبه لـ الشارع ..لا تدهس حد بـ عصبيتك
اغلق الخط منحرج لم يعتد على مداس منازل الناس ...اما الان بـ كثره وان كان يعدهم ويعدونه اهل ...تنهد :الله يرحمك يـ الغاليه ..
..
سوسن &فهد
صراخ ..بكاء ..انهيار ..انتهى بحقنها بـ مهدئ لتستسلم جفنيها لـ ظلام ...لم تصدق حقيقه طلاقها من فهد ..بهذه السرعه انهى كل شيء ..لا زالت فـ طور استرجاعه ..لتجده يقصيها من حياته ..
لم يهتم لـ الانين المزاحم لـ انفاسها ..ولا السواد الذي احاط بعينيها .. حاليا لا يشعر الا بـ التحليق عاليا كـ طائر نمت جناحيه ..يشتاق لصدر السماء ..لم يكن هو من نقل اليها الخبر ..بل تنصتها على مكالماته ...ارخاء مسامعها مع همساته..لوالدته ..وهو لم تستطع اخفاء فرحته بـ ذلك الخلاص .. رغم سيل الادعيه الناقمه عليه من لسان خالته .. اخرجتهم الطبيبه المناوبه رغما عنهم ...هل اصبح عديم الاحساس ..يتلذذ بـ ما يؤلم الناس ..كلا ..هي من تلذذت بـ إيلامه و..هو يرد الدين ...حتى عندما تنجب طفله لن تراه بـ عينها سـ يأخذه قبل ان يتناول قطره من لبنها المسموم !!
اخرجته والدته من سباته الفكري بـ انها تريد العوده ..فـ هي لا تريد المكوث مقابله لـ اختها
:
كــادي
: مـ عندك اي مشكله .. تحاليلك سليمه ..الدور على زوجك يمكن يكون عنده مشاكل ..
..مـ تتوقع جهاد يرضى يروح المستشفى ..بس بتحاول تقنعه ..تنهدت واقفه وهي تضع ابتسامه باهته مصطنعه ..صافحت الدكتوره وخرجت ..اوصلها سائق والدتها للمنزل ..حلم بات يروادها بكثره ان تضم طفل صغير لأضلعها ..تشتم رائحته ..تخاف عليه من كل مـ يؤذيه ..كان لديها امل انها ربما تكون حامل ..ذهبت لـ تتأكد فـ المستشفى ..لـ يطير الحلم مع اسراب الحمام ..وضعت غداء مناسب ..تفكر في طريقه لـ تسترضيه عن البارحه ..رغم انها ترء انها لم تخطئ لم تتحدث الا لوالدتها .. ايعتقد انها ان تزوجت لن تحتاج لوالدتها ..ايعتقد ان بإستطاعتها ادارت بيت ..بدون مشوره ..لا بد ان يفهم ان والدتها جزء منها ..لا تستطيع تحجيمها ف حياتها ووالدتها ليست الحماة السيئه ..ب العكس بل افردت قصائد طوليه عن صبر جهاد ..شهامته ..و...و..نصائح تشعر ان راسها انتفخ منها ..عادت جوري من المدرسه التي انطلت على ملامحها صرامه غريبه لا تبتسم ..ولا تتكلم ..تنطوي عن الجميع ..شعارها ترفع امام الوجوه : مالي دخل بـ احد ..كل الحوارات التي تقيمها معها عابره ..او هي من يعتمد الاجابات المختصره ..توقفت عن تقطيع السلطه وهي تسمع الباب الذي اغلقه بعد دخوله ..مـاذا تفعل الان هل تذهب لـ تعتذر له ..أم تتوقف قليلا ..اختارت الحل الثاني يبدل ملابسه تكون قد انتهت وضعه على طاولة الطعام ...لتتفاجئ بظلام دامس يغمر غرفتها ..نائم ..!! كل تلك التجهيزات ونائم الم يصل لـ انفه رائحة الطعام ..؟!..استشاطت غيض وعينها تقع على زر الاضاءه .. لا بل ستسحب اللحاف عنه وتدخل معه في شجار اخر ..اخذت نفس عميق لتهدء نفسها او تستدعي سيلا من دموع رفضت ذرفها ..فتوقفت غصه مانعه عنها الحراكه لتعود لـ ادراجها ..تناولت كاس من العصير ..وتركت الباقي كما هو على الطاوله ..اتحذت من الاريكه التي اتسعتها سريرا تنام عليه ..ويتبجح انها مقصره ..اين هو الان ...وم ان يستيقض سيذهب لـ الشركه ومنها لـ اصحابه .ويعود بعد انتصاف الليل يريد ان ينام ..يطالب بـ الحديث عن مشاكلنا ..اين هو الوقت الذي افرده لنا ..
مياس
هنا حيث الفراغ ..الخواء ..تشعر وكأنك شخص هلامي ..لا ترى ..صرخات الاعتراض ..دموع العجز ..تناهيد الحرقه ..لا شيء تلبد يفوق الوصف..لذا عليك التماشي مع الوضع او تقتل نفسك شكيت لوالدتي حالي فما كان منها الا ان قالت : عمامك هلك اذا يبون يذبحونك مالي كلمه عليهم ..الم اخبركم انها ليست اماً....خلعت حذائها المتصق به شيء من الطين المبتل ..ليحول لونه الى البني من الاحمر ..رمته بـ لامبالاه في وسط اكوام الاعشاب الخضراء الطويله ..توقفت وسط جدول ماء صغير وضع لـ ري الاعشاب.. تأملت الشجره الباسقه تقف بشموخ .. تمنت ان تحصل على شيء من شموخها ...: هذي لتس
التفتت لصوت الجهوري الذي طغى على مساحات الصمت ..رائته يرفع حذاءها بنهاية عكازه ..: ايه لي
الجد :البسيهم لاتنسينها هنا ..وحاذري من الكلاب تراهن قريبه هـ الوقت ..لا تبطين ارجعي البيت
هل هذا حذر ام تحكم ... في كلتا الحالتين مطلوب منك .بدون مناقشه . : طيب
المتنفس هنا للحريه داخل جدار المدرسه الاسمنتي ..لم يمانع جدي من اكمال دراستي مع ان بنات عمي لـ الثانويه فقط تعليمهن
..مع وجود كليه ..او معهد .. ترى هل مصيري مثلهن ..لا اخفي امرا اني اجد ليونه من جانب جدي كثيرا ..وان لم تبدوء امام الملاء .. مـ عرفته انه كان يود اخذي وسوسن منذ وفات والدي ..الا ان والدتي كما يقول كـا دت ان تفقد عقلها فتركنا
:
جهاد
: لا .....حازمه للغايه صارمه رمها بوجهها ..وهو ينهي جلسه مسائيه
لكن ليس بهذه السهوله سـ تستسلم : ليه ...لا ...مـ فيهاشيء ..مجرد تحاليل
تنهت بوجع في داخله ...وفكره يعمل بـ : ما قد لنا من تزوجنا ..وأحسن مـ فينا لـ صجة البزران ...فكر بقلب الامر عليها : هذا انتي مو فاضيه لـ البيت ..عشان تتفرغين لـ طفل ..كملي الجامعه ويصير خير
: كثير متزوجات ويدرسون ..انا رحت للمستشفى سويت تحاليل ...الدكتور تقول مـ عندي مشاكل ..بقي انت
صرخ بها : متى رحتى ...بدون اذن هانم؟!!
: امس رحت ..تعبت وانا راجعه من الجامعه ومريت المستشفى
:ليه مـ تكلمي امس ..ليه ما اتصلتي علي دامك تعبانه ...في نفسه كان لعب عليها بأـ اي شيء الا انها تسوي تحاليل
:انت فـ الجامعه ...ومـ حبيت ازعجك دام السايق موجود ...مـ توقعتك بتزعل ..عموما انا اسفه ..
ابتسم بوجع وكأن ذلك الاسف سـ يغير شيء ...: مره ثانيه يـ ويلك تمشين بطريقة التغافل ذي ..مـ يصير لك طيب
دافعة عن نفسها : مـ ني اغافلك ... وانت موافق اني اروح واجي مع السايق ...قلت لك مـ حبيت ازعجك ...والا بـ ادق تعبير ...حبيت افرحك ..
.هي من انسحب اولا ...تركت له المكان اجمع ...انطوت في المطبخ ..باكيه ..يشكك بها ..يريد ان يحرمها حلمها ...اي حب يسكنه ..تغير كثير ا ...كثيرا باتت لا تفهمه ...استطال الوقت لـ نصف ساعه دخل بعدها ..كان مستمع جيد لشهقاتها ..لكن الوجع مكبله ..هو قصد ارجاع الحق عليها ..ان تكون بنظر نفسها ونظره مخطأه ..ع الاقل لا يعترف ...قرر مرضاتها ليست صعبة المراس
:
عرس سندس &صقر
كذب من قالوا انه لابد يكون نثر الاموال بـ طريقه مجنونه دليل على غلاة الشخص ..وان كان هناك مثل ينطبق بـ غلاك الهديه من غلاة صاحبها ..يقصد بـ الثاني اني المهدى له لن يفرط بهدية الاخر من حبه له ...تألقت في فستان ابيض هادي بفخامه تموج فيه لون الذهب فـ كان لحلية الذهب نصيب من تتويجها هذه الليله ..رغم الساأم البادي على وجوه البعض ماهذا ؟..عرس بلا مظاهر احتفاليه ..وصوت طقاقه يزاحم الاوكسجين ..الا انه بفؤائد لـ العروس التي اخذ الارتباك منها حيز لا يستهان به..تنفست الصعداء ووالدتها نوعا ما يبدو عليها الغضب فـ صقر رفض نهائيا ان يخرج معها وسط كوكبه نسائيه ..ارتسمت الابتسامه على شفتيها فـ ان كان خجل منه او رهبه من الموقف ..فلن يدخل فيراء كثير ممن يحضرون فقط لـ لفت انتباه العريس عن عروسه بـ ابداء شيء من مفاتنهن او حركاتهن ..تمتمت : يمه عادي لا تعصبين ..كذا احسن
: احر ما عندي ابرد ما عندك ...ليه يكسر بـ خاطرك وهو عارف ان هذي عاده عندنا.. مثل ما تنازلنا عن الـ الاحتفال يتنازل شوي
لا اعرف مـ الذي يصيب امي التي تحسب الامور بـ اتزان ..كانت تحمل اشياء وتضعا في مكان اخر ..لترجع بعد ثواني تسال وينها ماشفتها ...عرفة انها مشغوله الفكر ..الاظطراب بادي جدا عليها همست لجوري ان تهديها قليلا لـ وتحلل لها سكر .. فـ الايام الاخيره اصبح مظطرب هو الاخر ..الا انها صبت جام غضبها على جوري التي اصبح وجهها شديد الحمره خجلا من اخت صقر لـ ابيه التي شهدت تلك المناوشه ..تمتمت بداخلي: اووف منها ريهام ..يعني حبكة الا تروح مع رجلها الشرقيه _ بعثة عمل _..ممتنه لـ تلك الابتسامه التي لم تتغير من على وجه جوري ..وهدوئها التام بخروجها ..
سهام أخت صقر : اعذرينا يـ ام فراس بـس ما هي من سلومنا الرجال يدخل على حريم ماهم محارمن له ...تبينه يدخل ...يدخل لك هنا ..بس
كاد لساني يثرثربـ :لا عادي لو ودك ارجع مع اهلي ...
سبق لسان والدتي لساني بحزم : خليه يدخل هنا ...يسلم ويخذها
خرجت تلك لترتب وضع دخوله ..همست لوالدتي : يمه تكفين هدي شوي ..وترتيني معك ...قاطعتني بـغضب : لاتتوترين ولا شيء انا طااالعه !!
ناظرت في كادي التي همست: ياويلك تبكين ..شكل امك تغطي على افتقادها لك بـ عصبيتها
بعد ساعه دخل والدي ومعه راكان و...صقر
ازدحم المكان فجأه مع الاصوات القليله ...وازحم الاكسجين بصدري ..همهمات : مبروك ..مبروك انتبه عليها ..انبتهي عليه ..توصيات لم افهم شيء منها ..ارتعاش يدك حصون ثقتي بقوه عندما سقطت عيني بعينه ..لا اعرف كيف استويت جالسه في سيارته ..
اخرجني صوته : أستهدي بالله يـ بنت الناس ..وش فيك
فكرة ..ماذا حدث ..لم اردعليه وثب الصمت ملتهم كل الكلام ..في اجواء السياره ...عند نزولي ..لم استطع حمل جسدي المتخاذل ..توقف امام الباب بعد ان فتحه ..:اساعدك
اشرت براسي بـ لا ...وحاولت النزول ...بعد ان اطلت لا اعرف ما بال هذالفستان لا يريد الخروج من ازقة السياره ..وضع بشته الاسود اعلى باب السياره الذي كان مطوي بـ اريحيه على ذراعه ..وانحنى ليخرج الفستان ..يـ لقمة الاحراج ...ثواني وانا اقف بجانبه : لـ قعدت لين تخرجين طلعت الشمس وانت مكانك ....رايق جدا ..وينكت بعد ..مـاهو شعور ان تدوس لـاول مره ارضيه منزل يعتبر منزلك ..قلق ..توتر ..الارضيه تبعث احساس بـ الانزلاق .. يـ لفرحتي عندما توقف عند كنب ..جلست عليه بسرعه ..خوفا من السقوط ...لم اسلم من ابتسامته المخفيه خلفها ضحكه كتمها بصعوبه :لو هـ المسافه تعبتك ان قلتي اشيلك على طريقة الاجانب !!!
:
سوسن و..والدتها نوره .
بذهول تمتمت : يمه من جدك ...؟!
تقف مولتها ظهرها ..لا تريد ان تظهر ضعفها ..حرقة قلبها ..هي بشر ..لحم ودم تشعر بوجعهم ..ووجعها قد يفوق ..ان تتنازل عن طفلتيها مجبره ..مجبورة القلب ..مقيدة اليدين ..لازالت تتمتم بداخلها ..كذا افضل :..ايه ..من جدي ...مو قاضيه لك ..وإنت تبين الللي يباريك اربع وعشرين ساعه ..خذي معك الشغاله ...برسل لك ضغف مصروفك العادي ..وروحي
تمتمت بوجع : من كذب عليك وقال ان الشغالات تسد مكان الام
صرخت بها تريدها ان تنقاد بدون تنبيش في حقائق تؤذيها ..:ادري ما تسد ...بس ما ني فاضيه ...مـ تفهمين
جادلت : وش سر هـ السفر...مـ ينتظر ..يمه تكفين لا تزيدنين وجعي من فهد وتكملينها علي
: انتي اللي مشيتي بطريق السوء ..مـ منعتك ..كانت عميا ..عميا وما ميزت الطريق الصح والخطاء كان همي تتحقق امنيتك مو مهم الطريقه ..بس اصحى متأخر احسن من اني مـ اصحى ابد ...كان بإمكانك تعدلين معاملتك مع هله تكسبين خالتك وكادي ...زي ما يقولو ..وسيلة ضغط ...بس مـ سلم من شرك احد ...حتى مياس كنت تعرفين انها مصادقه جوري ومـ حكيتي ..المهم ..سفري مـ ينتظر وانا اعطيك خبر مو اذن ...و..بـطول
غريبه ..مـ الذي غير والدتها ..كيف انقلب حالها هكذا : يمه وش مخبيه
صعدت الدرج ..الا ان تكلك تمسكت بها ..:لا تطلعين قبل لا تقولين ...لا تخليني كذا ...فيك شيء متغير ..
ابعدت يدها بحده ...الا ان الاخرى اعادت التشبث بها
تمتمت اللي بقوله يبقى بينا ...مو خوف من كلام الناس ..ولا سويت عيب وحرام بس انا كذا مرتاحه ...انا متزوجه من خمس سنوات ...
:نعم ..؟؟!!.انهارت على اولى عتبات الدرج جالسه ...:.مــ تزوجه ...ليه ...؟
:على سنة الله ورسوله ...حالي حال اي حرمه ..مـ عندي عيال ..وانا بسافر معه
: معه ..؟..هو اهم مني ...شفتي انك خجلانه حتى تقولين اسمه
مـ خجلت منه وهو يدفع عنك انتي واختك ..ماخجلت وهو يغطي على بلاويك والا من زمان ياسوسن خستي بالسجون ..مع الساحره وصديقات السوء ..ميه وعشرين شغله في حياتنا تحتاج رجال ..اقلها هـ الوزارات ..من اللي بيسويها ....؟ السايق !!...مـ فكرتي وكانت تنطلي عليك فكره واسطه .....اسمه فايز ...روحي بيت جدك ..حالك حال مياس هناك استر وامن ...
انتي عارفه بوضع مياس ؟
فـ بيت هلكم ما عليكم شر!
ضحكة مل فأها : الام متزوجه والبنات مطلقات
طنشت حالت الهستري من الضحك تعرف ان تفريغ لا اكثر ..:كلمت جدك ...وخبرته ..جهزي نفسكـ
:
جهاد &كادي
استيقظ من النوم ...لم يجدها ..بدل ملابسه وخرج ..ليراها تحظر الفطور ..سكب له نصف كوب شاي ..: من وين جايبه هـ النشاط وانت مـ رجعتي الا..6 الصبح
: لم ترد عليه ...تخفي تورم وجهها جراء ساعات طويله من البكااء ..كبل يديها التائه بيديه لتواجهه ..:تبكين ...؟؟! كل ذا مستفقده لسندس يومين بـ الكثير وتلقينها بوجهك
رفعت عينها له بألم : مـ قلت لي وش صار على تحاليلك
ضغط بشده على ذراعها ..صبحت شفتاه كـ خط شاحب من كثر ضعطه عليها تمتمت ...: ما رحت للمستشفى ...تلعب علي ..بكلمتين عشان اسكت ...وبــ الطقاق في ذا ..اشارت لقلبها ..
تمتم بصوت جاهدفي اخراجه : اتركي عنك كل يومين وانت تسوين تحاليل فـ البيت ..لاني عقيم ..ارتحتي !
مـا ني كاره يكون عندي عيال ..الحمد لله على كل حال ..خرج تاركها منهاره ملتحف الصبر ..يعرف مقدار عشقها لـ الاطفال ..يعرف كم هي كـ زجاجه يخاف عليها لذلك فضل تجرع مرارة الحقيقه لـ وحده ..مع ذلك انت تتراء انعكاسات على تصرفاته ..
مخرج
مُمتَلئة أَنا بِه ..وبِكُل تَفاصيله ..
ابتسامَته التي يَدُسها في جَيبي كُل لِقاء ..
ذكرياتٍ لا تَزال تتَناسلُ على جدار الوَقت..
أَشياء كانتْ ..وأُخرى ستأتي قَريباً ..
حُضورٌ يَتبعه الغِياب ..وغيابٌ يَجرُّ خَلفه خُطوات الحَنين../ الأنين ..
كُل الأشياء تَسير ..تَعدو..إلى ..الـــ....لا مكان ..
ذاتَ لِقاء ..خَبئتُ قلبي في المَنزل وجِئتُك ..
كُنت أَخشى أن يَهرب إِليك ويَدس نَفسه في جَيب مِعطفك ..
أَبحث ..عَنه../ عَنك ...ولا أَجدُ شَيئاً
نبال قندس
:
|