كاتب الموضوع :
♫ معزوفة حنين ♫
المنتدى :
القصص المكتمله
الجزء الثالث عشر والاخير
بعد شهر
في مكة المكرمة
كان ابوحسن في جناحهم في فندق هيلتون يتوضأ لصلاة المغرب وهو
يذكر الله ثم ذكّر زوجته انهم سيقابلون الشيخ بعد صلاة العشاء لذا
سيبقون في الحرم وطلب منها أن تستعجل ابنها ليلحقوا على الصلاة ....
كانوا هناك بعد أن نصحهم ناصر بهذا ...حجز لهم السكن والتذاكر
وتحدث مع صديق له ليتفق مع شيخ دين ليعطي هارون دروس دينية عن
حالته وليوعيه في امور دينه والتي لم يعرفها قط...وتذكر ماجرى وهو
يمشي ببطء ليلحق به هارون والذي كان في حالة ضياع واضحه...وقد
حلقوا له شعره الطويل واصبح يمشي وهو ينظر للأرض ...
كان ناصر قد التقى بمعالج نفسي بعد الفضيحه ليستشيره وبعد جلسه
استمرت ساعات طلب أن يرى هارون وأخبره أن اغلب الدراسات العربية
والاجنبية اثبتت أنه بالامكان علاج الانحراف الجنسي بالدين
وبالزواج ...واراه مواقع امريكيه احدها لجمعية مسيحية تذكر كل
الحالات التي تم علاجها بالتوعيه الدينية وثم الزواج.... ثم اخرج له
مقالات كتبها علماء المسلمين وفي النهاية اعطاه الحل الذي يثق
بنجاحه ...
جلس ناصر مع خاله ابوحسن بحضور ابوجاسم نقل لهم كل ما قاله
المعالج حتى وصل للحل...
ناصر: علمني عن طبيب نفسي مصري اسمه أوسم وصفي فتح له عيادة
خاصة بعلاج المثليين ....وكيف ان الناس هاجموه في البداية وبعدين
سكتوا...
ابوجاسم: وشكثر يبغيليه العلاج؟؟؟
ناصر: الفلوس والا الوقت؟؟
ابوحسن: الاثنين....
ناصر: الجلسة الوحدة ب200 جنيه والوقت من سنة لي 10 سنين حسب
التحسن بعضهم يتحسننون عقب سنة وبعضهم عقب سنتين...بس ترى
هو مهب ساحر ...الموضوع يبغيله صبر ...لازم تعرفون انهم بيصلحون
غلط 30 سنة في اقل من 5 ...تتخيلون الوضع؟؟؟وعقب مايخف لازم
يتزوج...
ابوحسن: ومن اللي مهب صاحي ويناسبه عقب فضيحته...
ابوجاسم وبدا انه قد فكر في الموضوع: من بره البلاد اكيد...ومادام
علاجه في مصر نزوجه هناك بنت حلال مسكينه تصبر عليه أذا
اصطلب ...بس لين نزوجه من بيقعد معاه هناك؟؟؟
ابوحسن: امه..اكيد محد غير امه...هي اللي ماربته ولا خلت حد
يربيه ...خلها هي تتلته...انا حدي بيت الله وعقب برد البلاد...
ابوجاسم: وبيتها؟؟ وانت ؟؟؟ وعيالها؟؟؟
يبتسم ابوحسن بسخريه : الله يهداك يابوجاسم..الحين هي تدري عني
والا عن بيتها والا عيالها؟؟؟ ونوال بيجيها نصيبها وبتروح ....
في نفس الوقت في بيت ابوجاسم
كانت العنود تتصفح مجلة Hello وهي تضع رجلاً على رجل عندما فُتح الباب
ودخلت عائشه ويبدو عليها الضيق ولم تسلم بل صعدت لغرفتها بصمت بعد أن اثارت
استغراب اختها ...تلفتت حولها واكتشفت أنها لوحدها فوضعت المجلة على المقعد
وقررت أن تخرج للحديقة لتتمشى قليلاً ارتدت غطاء رأسها ثم اتجهت للفناء ومشت
قليلاً ثم غيرت اتجاهها ومشت للحديقة الخلفية ولم تتنتبه لناصر الذي دخل بسيارته
للتو ولمحها من بعيد وفرح لأنه اشترى لها شكولاته ريسس ... ولا لحسن الذي رأها
فقرر أن يلحقها لكن من جهة بيتهم لتلتقيه في اخر الطريق وقد أحس انها ستتجه
لشجرة الصفصاف الكبيرة في زاوية الحديقه والتي مالت بجذوعها المورقة للأسفل
لتصبح مُظله للمكان ...بدت الحديقة مظلمة قليلاً مع أن الاضاءه توزعت على
اطرافها على شكل مصابيح طويلة ...
وقفت العنود بجانب الشجرة وأخذت تتأمل الحديقة التي صممتها والدتها
بنفسها مع المزارع هبت نسمة هواء عليله حركت الاوراق واصدرت
صوتاً غريباً فاستندت على جذع الشجرة وسرحت في حالها مع ناصر
ومدى رومانسيته معها والتي اكتشفتها مؤخراً في شخصيته واعجبتها ,,
فكثيراً ما كان يفاجأها بباقة ورد تسعد بها أو عدد من الواح شكولاتها
المفضله حتى مجلاتها ...لقد كان يعلم ما يسعدها بالضبط لقد بدأت تحس
بأحاسيس جديده معه ...احاسيس غريبه لم تفهم معانيها ... وفجأه
أحست بيد على كتفها فالتفت مبتسمه لظنها أنه ناصر جاء لها عندما
فكرت فيه وقالت : شدراك اني افكرفيك ؟؟
تقدم قليلاً فاكتشفت انه حسن وليس ناصر فجفلت وعادت للوراء قليلاً
بخوف وارتباك وتقدم لها اكثر وهو يمد لها ذراعيه ليمسكها وهو يقول:
لأني انا بعد كنت افكر فيج.. ورجعت عشانج...
العنود: الحين ؟؟؟ رجعت متأخر ...متأخر واييد...
حسن: ليش ؟؟؟ للحين ماتزوجتوا؟؟؟ قوليله انج تحبيني...قوليله انج
ماتحبين غيري.. وانج انغصبتي عليه ولو انه ريال بيهدج ...انتي للحين
ماصرتي في بيته.. للحين فيه وقت ...أنا احبج وماراح اتزوج غيرج
حياتي...
لم ينتبها لناصر الذي ما أن سمع هذا حتى اسرع بترك المكان وكأنه لسع
من عقرب... دخل بيته ولم يسمع اخطر وهو يكلمه وصعد لجناحه وفتح
الباب ووقف وامسك غترته وعقاله ورماهم على الارض ثم فتح أزرار
ثوبه لأنه احس بضيق وصعوبه في التنفس ثم جلس على اقرب مقعد
وأخذ يتنفس بقوة وهو يمسك بقلبه ويحس بألم غريب وكأن أحداً
يعصره ...صرخ : اههههههههههههه
وقفت العنود امام حسن مادة يديها للأمام لتمنعه من الاقتراب منها وهي
تقول: حسن... انا نطرتك سنين وانت كنت مستهتر فيني...كنت تحسب
أني لمجرد اني بنت عمك فأنا ملكك.. ويوم رحت لغيرك جاي تقول انك
تحبني..وانك ما راح تتزوج غيري... تأخرت وانا صرت مرت ناصر
الحين وهذي رغبة ابوي...وانا مستحيل اكون سبب مرض ابوي... أنا
اسفه ياحسن ...انساني ...والله يوفقك مع وحده غيري وويوفقني مع
ناصر...
تركته واسرعت للداخل ولغرفتها واغلقت الباب خلفها ...
بعد وقت أحسه سنه ...قام ناصر من مكانه ودخل الحمام وتوضأ وصلى
ركعتين وأخذ يدعو ربه ....يدعوه بأن يزيل الضيق عنه وأن يدله لطريق
الصواب... مضى الوقت وهو لازال على سجادته وعندما قام بحث عن
هاتفه النقال واتصل لجاسم ليخبره أنه سيسافر في الصباح لعمل
مستعجل وسأله جاسم: والسفره هذي جات فجأه.!!
ناصر: أنا كنت مأجلها من كثر الشغل ...بس الحين لازم اروح وانت
عندك كل شي..
جاسم: ياخي شلون تروح بدون ماتشرح لي بالضبط وش اللي
بسويه...؟؟
ناصر: انت ماتفهم ؟؟؟ اقولك اللي تم عادي...وبعدين ياخي هذي شركتك
والا شركتي؟؟؟ ليكون تحسبني عبد عندكم ؟؟؟
جاسم: اكرم عليك ...انت شيخنا كلنا ....هدي ياخوي...شفيك مستوي
كبريت؟؟
ناصر: مافيني شي ...انا بسكر الحي عشان ارقد وراي قومه من الصبح...
جاسم: لحظه بس...وين بتسافر..؟
تردد ناصر قليلاً ثم قال: لبنان...
جاسم: الله يحفظك...
لاحظ جاسم أن ناصر بدا غاضباً وغير طبيعاً بالمره..وقرر أن يعطيه وقت
ليهدأ حتى الغد وسيتصل به في المساء ليعرف ...
اقفل ناصر الخط ورأى كيس الشوكولا فأخذ ورقة بيضاء من الطابعة
وأخذ يكتب بقلمه ...
الى العنود
الظاهر أن علاقتنا كانت فاشله من البداية ...احنا الاثنين رضينا بزواج
مش متكافى عشان خاطر ابوج اللي للحين اغليه اكثر من ابوي ...ولو
قال لي احذف نفسك في البحر بطيعه وبدون تفكير...بس الظاهر لازم
العلم يجيه منج...لازم انتي تقولين له انج تحبين ولد عمج وانج للحين
مانسيتيه عشان يطلقج مني وتقدرين تكملين حياتج مع اللي
تبغينه..وتأكدي أن اللي يسعدج يسعدني...
ناصر
طوى الورقة ووضعها بين الواح الشوكولا وفتح حاسبه الالي المحمول
ودخل يبحث في الشبكة العنكبوتيه عن اقرب رحلة الى بيروت ووجد
طائرة الاتحاد ستغادر في الرابعة وأربعون دقيقه فجراً فحجز بالانترنت
وطبع التذكرة الالكترونية واخذ يجهز حقيبته بدون تركيز وارتدى جينز
ازرق وقميص قطني ابيض وقبل الرحلة بثلاث ساعات كان في المطار
يكمل اجراءات السفر وتوجه لصالة الدرجة الاولى وجلس هناك ينتظر...
هناك في غرفة عائشة حيث كانت تحس بالبرودة فجذبت اللحاف عليها
مع ان المكيف مغلق ...وأخذت احداث اليوم تمر امام عينيها ببطء ...كانت
في مكتبة الجامعة تدرس لوحدها عندما أحست بمن يجلس في المقعد
بجانبها فرفعت عينها وإذا به فهد وقد التف بجسمه تجاهها وهو يشبك
اصابع يديه وبدا على وجهه القلق والتعب عندما رفع رأسه بغرور وسلم
عليها فردت عليه وعادت لكتابها وهي مضطربه وتفكر ( شيبي ذيه؟)
فهد: عايشة...ابغي اكلمج في موضوع ...تسمحين لي؟؟
عائشه: اعتقد أن الموضوع الوحيد اللي كان بينا انتهى ...ولا خذنا عليه
درجات مثل الناس...
فهد: أنا ابغيج ....في موضوع ...ماقلت بينا موضوع...
نظرت له عائشة نظرة غاضبه ولم تنبس ببنت شفه فأكمل وهو يبتسم:
أنا بروح واشنطن عقب التخرج عشان اخذ الماستر...
عائشة: وأنا شدخلني تقولي؟؟؟ روح علم رفيجاتك..
فهد: أنتي الوحيدة اللي فالدنيا اللي لازم تعرف ...ماعاد فيه حد مهم في
حياتي غيرج..
لم تقاطعه بل اخفضت رأسها من الخجل وهي تفكر أنه يحول بينها وبين
الممر لتهرب فالجدار خلفها ...
فهد: انتي دخلتي حياتي وغيرتيها ...كل اللي حولي لاحظ أني فهد
جديد...واحد ثاني.. طلعتي أحسن مافيني ...مادري كيف ....بس
قدرتي ..بقصد أو بدون قصد قدرتي.. محتاجج
جنبي ...عايشه...تسمعيني؟؟
هزت عائشه رأسها ثم وقفت ودفعت الطاولة قليلا ثم مرت بجانبه
وهربت ....وهو ينظر لها باستغراب وهي تختفي ...لقد توقع اكثر من
ردة فعل لم تكن هذه واحدة منها...
في المساء في منزل ابوجاسم
دخل محمد الصالة وجلس وهو يبتسم فسأله جاسم : شعندك؟ شكلك
مسوي مصيبه..
همس محمد: ماينفع يسمعونها الشيبان..
جاسم: قول وبسمعك...
محمد: كنت رايح مع عبود خويي ناخذ تذاكر مسرحية طارق العلي ويوم
رجعنا سيارتي لقينا كامري لاصقه فينا والسواق فيها ....قام عبود يحن
علي يبغيني اريوس واقوله ماقدر الرجال لاصق مايسمع ويصارخ علي
وانا احاول وماقدر.. واطل اكلم السواق ويسوي نفسه مايعرف عربي
ويسفه لي وغربلوني الاثنين وانا بينهم ...وبغى ينبط راسي قمت
ريوست عليه بالعاني ودعمته والا ينزل يصارخ بالعربي علي ...خذت
سكين عندي فالدرج ونزلتله وانا مفور...
جاسم: سكين؟؟؟
محمد: اقولك رفعوا ضغطي ...المهم نزلت وانا رافع له السكين واصرخ
عليه والا ينسى العربي ويرجع يتأتأ : كفيل ...كفيل ...ويأشر على سيارته
واشوفها انخفست وسيارتي بس انشمخت...قمت رجعت وقعدت فالسيارة
وفهم عبود اني مهب متحرك من مكاني قام ونزل له وتوهق معاه في ا
الحر والرطوبه...وانا قعدت العب في البلاك بيري ...جزاهم ...محد قالهم
يحرقون قلبي...
جاسم: والسيارة؟؟
محمد: رحنا مركز الشرطة وكتبوا تقرير..عادي عندي تأمين...
جاسم: خبل ...شقولك...؟؟ مافيك فايده...اسكت خل نشوف ابوك وش
يشوف... مندمج من القلب.. من هالشيبه اللي حاطين صورته يبه؟
محمد: كاتبين اسمه المثقف الألماني اليهودي الشهير هنريك برودر ..
ابوجاسم: هذا يابوك واحد الماني مشهور كان دايماً يكتب عن الاسلام
والمسلمين اشيا شينه ...حتى أنه مّره قال حق شباب اوربا هاجروا لأن
اوربا بتنقلب مسلمه... وسبحان الله عقب ما عدى عمره الستين أعلن
اسلامه...
ام جاسم : سبحانه الله راد له الحين وعقب هالعمر...كل شي مقدر
ومكتوب بالدقيقة..
جاسم: بس يقول أنه كان عدو للاسلام والمسلمين طول هالسنين.. ماتم
شي ما كتبه.. سبحان الله ...
|