كاتب الموضوع :
♫ معزوفة حنين ♫
المنتدى :
القصص المكتمله
الجزء التاسع
كانت عائشة في غرفتها تعمل على حاسوبها وهي تضع سماعات الايبود وتسمع
احدث الاغاني لفريقها المفضل باك ستريت بويز حين دخلت العنود عليها وسألتها
بعدما أزالت السماعة عن أذنها اليمين بصوت عالي: صار لي ساعة اناديج وانتي
خبر خير..
عائشة وهي تنظر لها بأنزعاج: شتبين ؟؟ انا مشغولة وايد... ماتشوفين!!!
العنود: بنزل تحت ناصر وجاسم هنيه ؟؟
عائشة: ارطن هندي انا؟؟ اري ...مي بزي هيه...مئلوم؟؟
العنود وهي تهز رأسها يمنه ويسره: مئلوم ...مئلوم ..
نزلت العنود فوجدت والديها في الصالة مع ناصر وجاسم يشاهدون التلفاز.. وسمعت
ناصر يقول : ام شربل بتجينا ..
ابو جاسم: متى ؟؟
ناصر: يمكن الاسبوع الجاي.. بكره بيشوفون الحجز ..
ام جاسم: بجهز لها الغرفة اللي تحت ..لا تحاتي..
ناصر: مافي داعي يمه ...بتقعد معاي هالمرة ...
ام جاسم: على راحتك..قلت بريح العجوز..تبغي ونس وانت ماتقعد في البيت ابد...
ضحك ناصر وقال: لي طلعت ...خلها تسير عليكم ...وانتي لا تقصرين معاها...
ابوجاسم: ولدها بيجيبها؟؟
ناصر: شربل رجع كندا ...خلصت اجازته ..بتجي بروحها ..
ام جاسم: وشلون بتجي بروحها هالمسكينة؟؟
ناصر: ماشاء الله عليها ...طالعه اصغر منج ...هذي اكلها كله صحي من ضيعتهم
مثلكم ايام اول ...عشان كذيه تشوفينها قوية للحين ماشاء الله..
جاسم: قاعد لنا ما شاء الله و ماشاء الله ...الا يامال الضعفه ...عجوز وطالعه اصغر
من امي ...لكن معليك...امي وجهها احلى من نور الايمان مهب امك....
ناصر: اوهو....بيشتغل عليها الحين..عنود صبي لي شاي..
كانت العنود تصب له كوب الشاي حين فتح باب الصالة ودخل ماجد عليهم وقال حين
رأى وقع المفاجأه على وجوههم: انا جاي حق اخوي اللي مايبغي يشوفني..امحق
اخو ...
وقع كوب الشاي يد العنود وتكسر الى قطع صغيرة..ووقف ناصر واسرع تجاه
اخوه ...ووقف جاسم ودار وهو يبحث عن عصاه وهو مضطرب...
امسك ناصر من تلابيب اخيه وقال: وصلت فيك الوقاحة انك تجي لي هنيه ...
وسكران بعد ...والله اعلم وش بعد..؟
ماجد وهو يحاول أن يزيح يد ناصر عنه : شسوي فيك ؟؟ انت ماخليت لي طريقة..
ناصر: وداش بيت الناس بدون اذن؟؟
ماجد: اي ناس ...هذا بيت خالي مثل ماهو خالك ...والا احنا مانعجب؟؟؟
ابوجاسم وهو يتقدم لهم : بيت خالك محرم عليكم كلكم الا ناصر...
ماجد: انا محتاج...وانتوا هلي لازم تساعدوني...
ناصر: تحلم ...انت ماقدرت علي قبل ...بتقدر علي الحين...
ماجد: غصبا عنك تعطيني من هالخير ...
ناصر:انت شتقول؟؟؟
ابوجاسم: لي صار الحلال حلال ابوك تعال طالب به ...يا....يامضيع المرجله..
نفض ماجد يد ناصر وعاد للوراء واخرج مسدس ماجنوم من جيبه الايسر ووجه نحو
ناصر وابوجاسم وتحرك للداخل وهو يقول : الحين ...انا اللي اقرر ... وبتشوف اني
رجال غصباً عنك...
اقترب من داخل الصالة ورأى العنود بالقرب من الهاتف وتكاد ان تمسكه فصرخ فيها
واسرع وامسكها من ذراعها ووجه المسدس لرأسها وقال: هذي المزيونة اكيد
بنتك ...واكيد ماتبغي مخها يتنثر على الطوفه ...
ناصر وهو يقترب منه بسرعة: ياحقير...
ماجد: ولا حركة...ان قربت بثّور وتراه معبأ...
وقف ناصر امامه وابوجاسم بجانبه وام جاسم خلفهم تبكي وتندب حظ ابنتها وجاسم
لا يعرف مايجري حوله ويكاد يجن وهو يخبط في الكراسي والطاولات ويحاول أن
يتوجه لمصدر الصوت ...ويصرخ: وش يسوي هالحيوان...من ماسك؟؟؟ حد
يكلمني ...
ماجد وهو يشاهده ويضحك : كملت ...هذا اكيد ولد خالي العزيز العمي ...مابقى الا
انت...استريح بس ...
كانت العنود مرعوبه من الموقف وبدا ذلك على وجهها وناصر زاد غضبه لدرجة
صَعب أن يتحمله وما أن لاحظ انشغال ماجد بجاسم اقترب منه في لحظه ورفع
المسدس للسقف وهو يمسك بذراع ماجد وبكل قوته ويدفعه للخلف ويصرخ بالعنود:
اركضي عنود...روحي بسرعه...
هربت العنود وجرت لأمها التي احتضنتها..واطلق ماجد طلقة في الهواء..سمعها
جاسم وعاد للصراخ : شصار؟؟؟ حد انصاب ...
من شدة رعبه رأى ومن خلال غمامة ظهر اباه والتفت ورأى امه محتضنه العنود..
فرك عيناه ثم جال بنظره في المكان فرأى ناصر وهو يتعارك مع رجل يراه لأول
مره...ثم صوت رصاصة وبعدها بثواني شاهد اباه يقع على الارض عندها جرى اليه
وهو يصرخ: يبه ...شصار فيك يبه ؟؟؟
كان اباه يمسك صدره بقوة وهو يتلوى ...جاءته العنود وامها وصرخت هي ايضاً :
يبه شفيك ؟؟؟ تصوبت ؟؟؟ جاك شي ...؟
هز اباها رأسه بضعف وهو يقول: لا ...لا تخافين مافيني شي...
في تلك اللحظة كان ماجد على الارض ايضاً بعد أن عاجله ناصر بلكمة قوية في
وجهه لم يقدر على احتمالها فسقط ارضاً بلا حراك...فتركه ناصر وهو يمسك قبضته
ايضاً لأنها المته ثم كتفه ايضاً ...واتجه لأبوجاسم الذي كان رأسه في حضن زوجته
وهي تنظر له ودموعها تملأ عينها فتفحصه بسرعه ثم امر العنود: اتصلي في
الاسعاف بسرعه...
لم تتحرك العنود فقد كانت تمسك بيد اباها وتبكي...فصرخ ناصر عليها وأعاد جملته:
قومي اتصلي في الاسعاف ...قوليلهم احتمال ازمة قلبية...
كان سيلحقها ايضاً لأنه شك أنها ستتصل فعلاً فأمسكه ابوجاسم وقال بصوت واهن
وهو يتصبب عرقاً: اقعد لا تروح..ابغيك..
ناصر: قاعد...انت لا تحاتي ...لا تعب نفسك..
ابوجاسم: ابغيك تسمعني عدل...
ناصر: سامعك يبه ...امرني...
ابوجاسم: وصيتك هلي ...وصيتك....عيالي ...وحلالهم.... والعنود...
ناصر: الله يخليك لنا ...لاتقول هالكلام...
ابوجاسم: لا تضيع وقتي ...اوعدني انك تتزوج العنود....ماقدر اامن عليها حد غيرك
يا ناصر....اوعدني ياولدي...
ناصر بغير تفكير: اوعدك يبه ...مافيك الا العافيه...الاسعاف الحين بتجي ...
ابوجاسم: مابغي حسن ياخذها ...هذي وصيتي يا ناصر...وجاسم وامه يسمعوني..
ناصر وهو يلتفت للعنود: كلمتيهم ؟؟
العنود وهي تهز رأسها والدموع لازالت تجري على وجهها: الحين بيجون في سيارة
قريبه علينا...
في اقل من ربع ساعة كانت سيارة الاسعاف امام بيتهم...وأدخل ناصر المسعفون
بسرعة للداخل سألوا ناصر عدة اسئلة وهو يفحص ابوجاسم ثم اخرج احدهم ابرة
وانبوبة دواء صغيرة وسحب منها الدواء بالابرة ثم ضربها لأبوجاسم في ثانية ...
سألهم ناصر: وش عطيته؟
المسعف: دوا مثل الاسبرين يسيل الدم من التجلط...
التفت الاخر الى ناصر وسأله: انت ليش كتفك ينزف؟؟
نظر ناصر الى كتفه فلاحظ أن الدماء غمرت ثوبه من كتفه فالتفت الى حيث اخاه فلم
يجده ...لقد هرب ...هرب الجبان..هذا مافكر فيه ...فقال: ولا شي...اصابه بسيطه...
اقترب منه المسعف الاخر وقال: قرب شوي بفحصك؟؟
ناصر وهو يبتعد للوراء: خلك مني وشوف ابوي...
انتظروا لدقيقة مراقبين شحوب ابوجاسم الذي بدأ يختفي ثم وضعوه على الحامل
وحملوه الى السيارة وركب معه ناصر ولحقه الباقي مع السائق الذي جهز السيارة
حالما رأى سيارة الاسعاف تدخل البيت...
من هول الموقف والذي لم يمروا به من قبل لم يلاحظ اي منهم أن العيار الناري قد
اصاب ناصر في كتفه ...ولا أن جاسم قد استعاد بصره ولا أنهم غادروا بدون اخبار
عائشة ولا ان العنود قد خطبت فعلاً لناصر ....كان كل همهم أن لا يفقدوا ابوجاسم..
كان ناصر يؤنب نفسه طوال الطريق للمستشفى ويفكر( كله مني...انا السبب...كله
مني ...كله منى ...لو دريت كان علمت عليه الشرطة...كله مني ...حذرني خالي ...
لكن انا غبي....كله مني ...انا غبي...)
كان بابو خلف سيارة الاسعاف وكأنه ملتصق بها ففتحت له الشوارع مثلها وفي اقل
من سبع دقائق كانوا امام طواريء مستشفى حمد وفتح الباب الخلفي للسيارة وتم
اخراج ابوجاسم وادخاله بسرعة قياسية...وناصر معه وهم خلفه...نقلوه لغرفة
طويلة ثم لسرير صغير من ضمن الاسره العشر المرتبه في الغرف كل منهم محاط
بستارة وأخذ المسعف ينقل للطبيب حالته فأغلق الطبيب الستاره عليه مع ممرضتين
بعد أن ابعد ناصر واخذ يفحصه.. بعدها أسرعت احدى الممرضات بإحضار امصال
طلبها الطبيب وعلقتها فوق سريره وأختارت نقطة في ظاهر كفه وضربته بأبرة
واوصلت المصل المعلق بها...
بعد دقائق بدت كالساعات خرج الطبيب...فأمسك به ناصر وسأله: بشر يادكتور..
الطبيب وقد لاحظ نظرة الرعب على وجهه : الحمدلله...الوالد جاته ازمه قلبية ..
والحين هو أحسن ...الحقوا عليه الإسعاف ...احمد ربك...لا تخاف...بنخليه عندنا
تحت المراقبه وبنركب عليه جهاز تخطيط القلب وبنراقبه لين الصبح...بس لازم
تعرف ان حالته للحين خطره يعني لو فاق ممنوع يتعرض لأي انفعالات مهما كانت
نوعها..القلب للحين ضعيف وممكن يتأذى بسهوله ..فهمتني؟؟
ناصر: فهمتك ... الحمدلله ان ربي نجاه.. الحمدلله...على كل حال...
الطبيب: طيب...والحين نقدر نفحصك؟؟
ناصر وقد تذكر اصابته : ايه...
طلب الطبيب من احدى الممرضات اصطحابه لغرفة مجاورة لفحص اصابته وجاءه
طبيب اخر ...ارتدى قفاز مطاطي ابيض وقطع ثوبه من الاعلى ليرى مكان الجرح
وقال وهو ينظف كتفه الدامي : انت نزفت كتير...من وين جاتك الاصابه؟؟
ناصر: رصاصة طلعت بالغلط...
الطبيب: انا ملزم اني اخبر الشرطة...لا تزعل مني بس هذا قانون ...اي اصابه من
عيار ناري او ضرب دامي لازم نخطر الشرطة...
ناصر انت خلصني بسرعة وماعليك...لازم اكون مع الوالد الحين...
الطبيب: بس انت فقدت دم كتير ومستحيل تقدر تكمل لازم نعوض الدم اللي انفقد
وننقل لك دم...
ناصر بعصبيه : تصرف لين اتطمن على الوالد انت ماتسمعني؟؟؟ اعتبرني متبرع
بالدم... عطني عصير ياخي....وبعدين يصير خير...
الطبيب : بس...
ناصر: بدون بس...قلتلك تصرف بأي شي سريع...انا مش مهم الحين...
اطاع الطبيب ناصر ونظف له الجرح وازال له الرصاصة بعد أن اعطاه بنجاً
موضعياً ...ثم امر الممرضة بأحضار رداء له ليرتديه بدل الممزق فرفض ناصر
ولكنه لم يعترض عليها عندما وضعت رباطاً ازرق ليحمل مرفق الذراع على شكل
زاوية قائمة حماية لمكان أصابته..
قام بعد أن احس بالقوة مجدداً وهو يحمل العصير الذي احضروه له ويتغصبه كله
ليرمي بالعلبة الفارغة في سلة المهملات ويعود لأبو جاسم ... احس بدوار فأمسك
السرير وقال له الطبيب: انت لازم ترتاح.. مافي فايده تعند وانت بهالوضع...
اكمل ناصر طريقة وهو يتمسك بالاشياء حتى وصل للممر ورأى جاسم والعنود
وامهم فوقف عندهم وسألهم: شالاخبار؟؟ توعى؟؟
جاسم: للحين ...بس الطبيب طمنا ويقول انه بخير...انت شفيك؟؟ شفيها يدك ليش
رابطها؟؟
نظر اليه ناصر ولم يجبه...بل امسك يده وأخذ يتأمله بفرحه ونزلت دمعه على وجهه
وقال: رجعت تشوف؟؟ رجع لك نظرك جاسم؟؟؟ تشوفني الحين؟؟
ابتسم جاسم نصف ابتسامه وقال: رجع لي ...بس شفايدته؟؟ يوم اني مانفعت به
ابوي اللي بين الحياة والموت...شبغي به؟؟
ناصر:استغفر ربك يارجال...كل شي بإرادة رب العالمين ...
جاسم: استغفر الله...
ناصر: تعال اسندني بروح اشوفه...
دخل ناصر لغرفة الطواري ومشى حتى سرير خاله ونظر اليه ...كان مسجى على
سرير ضيق وعليه غطاء اخضر شاحب تقدم منه اكثر ورأى وجهه قد استرد لونه
الطبيعي وأن تنفسه انتظم..مما يعني ان حالته استقرت ...زفر ناصر بأرتياح وخرج
مع جاسم وهو يقول: شوف الوضع شلون تغير ؟؟؟ صرت انا اللي استند عليك...
لم يرد جاسم ولكن ظهرت على وجهه شبح ابتسامة لم يلحظها احد وساقه للممر
حيث وقفت امه مع العنود ..ورأى ناصر العنود الواقفة بأنكسار مما احزنه فطلب
منهم التوجه لغرفة الانتظار : خل نروح نقعد لين يقوم بالسلامة ...وشكله متحسن لا
تخافون ..
اطاعوه ولحقوا به مع جاسم بصمت الى حيث غرف الانتظار بقرب الباب الرئيسي ثم
تفرقوا وجلست العنود مع امها وجلس هو مع جاسم...
|