كاتب الموضوع :
♫ معزوفة حنين ♫
المنتدى :
القصص المكتمله
فيما بعد وقبل نهاية الدوام بدقائق دخل عليه عصام يخبره بعودة ذلك
الرجل فأمره بإحضاره اليه في مكتبه وتركه معه ففعل...
أدخل عصام الرجل عليه واغلق الباب خلفه فرفع ناصر رأسه ونظر
للرجل وتوقف الوقت في تلك اللحظه وأحس برأسه يدور في
مكانه ...وتصبب العرق من جبهته مع ابتسامة الرجل له قبل أن يقول :
نصور ...والله وصرت نظيف ...مثل الشيوخ اللي كنا نشوفهم من
بعيد ...
ناصر وهو والدوار يتحول الى صداع ..: نعم ؟؟؟
الرجل: ماعرفتني؟؟؟ أنا ماجد ...للهدرجة أنا شكلي متغير؟؟؟
ناصر: لا ..ماعرفتك .. شتبغي تسأل عني؟؟
الرجل وهو يضحك ساخراً: ماعليه ...نسيتني !!! والله انا ابغي شوي
من النعيم اللي انت عايش فيه ...
ضغط ناصر على جرس ودخل عصام بسرعه فأمره: هالرجال طلعه
برع ولا عاد اشوفه في الشركة مره ثانية وأذا حاول يدخل نادوا له
الشرطة ...
الرجل: تطردني ...أنا !!!...معليه ...أنا اراويك ...
دفعه عصام بقوة لخارج المكتب وهو لازاله يصرخ ...: براويك
يانصور...والله لا اراويك يانصور..
ارجع ناصر مقعده للخلف واخفض رأسه وامسكة بقوة عل الصداع يخف
وأخذ يضغط عليه بقوة .. ولكن بلا فائده ..فتح الدرج العلوي وبحث
عن حبوب الباندول أخذ حبتين وشرب القليل من الماء وارجع رأسه
للخلف وانتظر لبعض الوقت ثم غادر الشركة...وتوجه بسيارته الى
المزرعة وأتصل بالحارس ليجهز البيت له..وبعد ساعة كان عند الباب
الحديدي للمزرعه عبره خلال الاشجار المزروعة
على جانب الطريق الرملي والذي ينتهي عند مجلس الرجال والذي بنيت
امامه خيمة شعر كبيرة انتظاراً للشتاء القادم على الابواب ....شاهد بيت
ابو جاسم ثم الحديقة الكبيرة ولف حولها حتى وصل لبيته الصغير
والذي بناه في طرف المزرعة على مسافه ليست بعيده من اسطبل
الخيول والذي يقع في الجهة المقابلة من الارض الخضراء.. وجد
الاضاءة في المنزل فنزل ونادى الحارس الذي رد عليه من
بعيد فسأله: جهزت كل شي ؟؟
الحارس: أن شاء الله يا استاز...
ناصر بغضب: مافهمت ...ايه والا لا؟؟؟
الحارس: ايوه يابيه...
ناصر: يوم انه ايوه يابيه ليش ماتقول ..!!! ليش أن شاءالله ؟؟؟ هو
شي نتمنى انه يصير والا شي صار وخلاص...
الحارس: يعني ايه ؟؟؟
ناصر: يعني اذلف عن وجهي...
دخل للبيت وصلى العصر لأنه تأخر ثم دخل المطبخ وجهز لنفسه كوب
من الشاي.
كان المطبخ صغيراً كباقي غرف المنزل لونه بيج وبرتقالي فاتح وبه
طاولة مربعه صغيرة أمام الباب الاخر الذي يؤدي للخارج...حمل كوبه
وذهب للصالة والتي تقع في وسط البيت وتحيط بها كل الغرف وجلس
على الكنبه وادار التلفاز واخذ يرشف الشاي ...وذهنه مشغول ومر
الوقت حتى سمع الاذان من جواله الملقى في غرفة النوم فأكتشف أن
الشمس قد غربت ...قام ليصلي وهو يدعى ربه أن يفك كربته..
فيما بعد نادى الحارس وعندما حضر أمره :روح جهز لي الوجبة ...
استغرب الحارس فسأله: دلوئتي يا أستاز؟؟
ناصر بغضب: شرايك انت ؟؟؟ بكره يعني !!! اكيد الحين...روح يله
وجيبه هنيه..
دخل للبيت وفتح خزانة الثياب في غرفته وأخرج بدلة الركوب وغير
ثيابه وارتدى قميصه الابيض مع البنطال البني الضيق وفوقه الحذاء
الجلدي الطويل ليحمي جانبيّ ساقيه الداخلية من الاحتكاك بمعلاق
الرّكاب وهو على ظهر الجواد ولم يأخذ قبعته السوداء والتي يحمي بها
رأسه ولا سوطه الصغير ...
خرج من الباب فوجد الحارس ينتظره ممسكاً لجام الحصان
فقال له ناصر: تقدر تروح الحين ...
اقترب من الحصان وأخذ يمسح على رقبته وهو يكلمه بحنان : شلونك
اليوم ؟؟
ادري زعلان علي لأني ماجيتك من زمان ...انشغلت بجسوم ...كان
محتاجني.. واليوم جيتك ...لأني محتاجك ...محتاجك واجد ...
ربت على وجه بلطف واكمل : والله محد غيرك يفهمني ...امش خلنا
نروح ونتمشى شوي ...شرايك؟؟ تبغي تروح معاي ؟؟
هز الوجبة رأسه فتفحص ناصر الحزام حول البطن وأسفل السرج وتأكد
انه في الوسط تماماً لأجل راحة الحصان ثم أمسك العنان بيده اليمنى
ووضع رجله في الركاب اليمين وجلس فوق ظهر الوجبه بشكل مستقيم
وانطلق يجري به....
كانت المزرعة مضاءة كلها فسهلت عليه الحركة..والهواء المنعش
يتخلل شعره الاسود فأخذ يتنشقه بقوة وهو يشعر بأن الضيق قد بدأ
يخف عن صدره... دار المزرعه كلها أكثر من مره ونسي الوقت تماماً
حتى أحس بتعب الجواد فخفف سرعته حتى توقف أمام البيت فنزل عنه
وأخذ يلاطفه ويطبطب عليه ...
نادى على الحارس وانتظره ليرجع الحصان للاسطبل ثم أكمل طريقة
ليتمشى في الحديقة...لم يكن ليستطيع النوم كانت هناك جملتين تدور
وتلف في عقله ...عبارة عن سؤالين فقط ..هذا شلون عرف مكاني ؟؟؟
وش يبغي مني عقب كل هالسنين؟؟؟
قطع حبل افكاره جاسم...لقد تذكر أنه لم يكلمه اليوم ..لم يخبره أنه جاء
للمزرعة ..
عندما عاد للداخل وأمسك هاتفه النقال وجد فيه 29 مكالمة فائته ...20
منها من هاتف جاسم و5 من هاتف العنود ....والباقي من اصحابه..
أتصل اولاً بجاسم : السلام عليكم ..
جاسم وصوته مليء بالقلق : عليكم السلام ...ياخي انت بخير؟؟
ناصر: بخير..يسرك الحال ..ليش؟؟
جاسم: وينك؟؟ وجوالك وينه؟؟ وش هالحركات الماصخه ؟؟؟ تبغينا
نفقدك ؟؟
فقدناك يبه ..انت وين ؟؟ الحين تجيني ...
ناصر: انا مهب حولك ..أنا في الزرع ..
جاسم: وليش ماقلت ...؟؟ كنت بخاويك...
ناصر: لأني ابغي اقعد بروحي...
جاسم: ليش ؟؟ صار شي؟؟ حد ضيق عليك؟؟
ناصر: لا ...بس من زمان ما شفت الوجبه ...تصدق شكله زعلان علي ...
جاسم: وشكثر بتقعد تراضيه؟؟
ناصر:مامليتوا مني ؟؟؟ ارتاحوا مني شوي...
جاسم بجديه : ناصر ...متى بترجع؟؟
ناصر: مادري ...يمكن بكره ..يمكن عقب ..مادري ...عندي موضوع
افكر فيه..
جاسم: كيفك ...الله يحفظك...
ناصر: مع السلامة...
اتصل بالعنود واجابت بعد اول رنه : ناصر؟؟
ناصر: ايه..مهب حافظه رقمي؟
العنود: وينك شكثر اتصلت ومارديت علي...؟ من قالي جاسم انك ماترد
عليه وانه ماشافك اليوم وانا صادني الوسواس...ماتم شي مافكرت
فيه ...توني كنت بتصل في استقبال الطواري..
ابتسم ناصر وقال: بل ... الطواري!!! ليش تفاولين علي؟؟؟
العنود: مهب قصدي ..بس والله شوي وكنت بستخف ...
ناصر: اسم الله عليج من الخفاف ...انا جيت المزرعة...من زمان ما
شفت الوجبه من حادث جاسم ...قلت اجيه ...
العنود: وماتعرف تقول ؟؟؟ وماترد بعد ؟؟؟
ناصر: الجوال كنت ناسيه على سريري...
لم ترد عليه ...فسألها بصوت هادئ: خفتي علي العنود؟؟
العنود: اكيد بخاف عليك ...إذا ماخفت عليك بخاف على من ؟؟؟
ناصر: هذا انا مافيني الا العافيه والحمدلله ..
العنود: بكرة الخميس ..بكلم ابوي وبنجي العصر عندك...
ناصر: لحوووووووووووول ....وماتذكرتوها المزرعة الا يوم جيتها؟؟؟
العنود بدلع: ماتبغينا؟؟؟
ناصر وقد شعر بأن الدماء زادت في اندفاعها لرأسه:
لا...ايه...كيفكم ...اللي يبغي يجي بكيفه..
العنود:عيل بنجيك...إذا الله راد ورضى ابوي ..يله باي ...بروح اكلمه ..
ناصر: بايات...
بدل ثيابه وارتدى ثوب ذا قصة امارتية يحب ارتداءه وخرج من للحديقة
وجلس على الكرسي الحديدي ووضع رجله على الطاولة المستطيلة
وطوى ذراعيه وبعد دقائق رأى نور سيارة تدخل المزرعة...كانت سيارة
هارون ورأها تتوقف أمام بيت ابوحسن ويخرج هارون منها وهو
يتمايل ويدور حولها ليفتح باب المرافق وينزل رجل منها وهو يقول:
تعال ...بتستانس محد هنيه ...بناخذ راحتنا احسن من اي مكان..
وفي لحظة كان ناصر واقف امامهم وعندما رأه هارون صرخ برعب
ووضع يده على فمه...
وبدا ناصر كالعملاق وهو عاكف ذراعية وفاتح رجليه ويقف بكل قوة
مما اخاف الرجل الغريب الذي تسمر في مكانه وهو يسمع ناصر يقول:
شعندك جاي هالحزه؟؟؟ ومن هذا اللي معاك؟؟
هارون وهو يضع يده اليمين على خصره وتكلم بميعوه : مالك خص؟؟
انا ايي متى ما ابي ومع اللي ابي..
عندها ...لم يقدر ناصر أن يمسك نفسه اكثر...تقدم بسرعة لهارون
وامسكه من ياقة ثوبه المفتوحه ازرته كلها واخذ يكيل له اللكمات
وبعنف في وجهه وفي صدره والرجل الغريب يحاول الحيلوله بينه وبين
هارون ولكن بلا فائده ...كان ناصر يصرخ وهو يلكم هارون: تحسب
نفسك في البر؟؟ جاي لي هنيه بخياسك !! ولا هامك حد !!! انا اللي
بربيك ياحيوان ...ياللي ماتربيت ...
افرغ ناصر كل غضبه على هارون وصاحبه والذي عندما سقط هارون
أخذ يرفسه وبقوة ...حتى جرجره صاحبه ووضعه في السيارة مجدداً
منتهزا فرصة أن ناصر توقف ليأخذ له نفس ورجع بالسيارة للخلف
وطار بها خارج اسوار المزرعة واختفى في الظلام ...
امسك بكفه يدلكه بلطف لأنه احس بالألم وعاد لبيته ليرى أن كفه قد
جرح من كثرة الضرب ودمى...فدخل للحمام يغسله وذهب يبحث عن
رباط شاش يلفه به فلم يجد ولاحظ أن الدم يغمر ثوبه ...عاد للحمام
واستحم ليغسل كل ماجرى في يومه من على جسده..وقف تحت الدش
طويلاً حتى احس بالبرد فخرج وارتدى أزار وفانيله وقفل ابواب بيته
واستلقى على فراشه وبعد دقائق نام من التعب...
في اليوم التالي
قضى ناصر صباحه مع حصانه الوجبه...نظفه بفرشاة الشعر أمسكها
بيده وأخذ يدعك جسمه بها وجدَل شعره وعندما انتهى وضع له طعامه
في الجردل وتركه يأكل وجلس على الحشيش يراقبه حتى
انتهى ....أمسك رسنه وأخذ يمشي معه في انحاء المزرعة ...
قبل صلاة المغرب
كان ناصر جالساً على المقعد في الحديقة يشرب كوب من الشاي
بالحليب والعصافير تزقزق على الاشجار بصوت عالي لا يمكنه حتى أن
يفكر...سمع صوت السيارات ووجه نظره للطريق المشجر حتى رأى
سيارة ابوجاسم في المقدمة مع زوجته والعنود والشغالات ثم سيارة
جاسم يسوقها بابو ومعه جاسم وعائشة..
نزلوا من السيارات وتجمعوا عنده وجلست أم جاسم بجانبه وأمرت
الخادمة بوضع الاطباق على الطاولة امامهم وسألت ناصر:وش تغديت
ياولدي؟؟؟
ناصر وهو يرفع كوب الشاي.: هذا غداي ...
ازاحت الغطاء عن أحد الصحون وقربته منه : وعليه ...هاك ...اكل
هالفطاير لين يبرز العشا...
العنود: جبنالك كباب وكفته ...اليوم لحم مشوي....وبنشوي فالحديقة..
ناصر: انا جوعان ...
العنود: ويسوون شبس وجبنا خبز حار توهم خابزينه في
المخبز...وزعتر.. تبغي احطلك حبه...
ناصر: ليش حبه بصور معاها ولا بحلف عليها...
تفاجأت العنود برده فأحضرت له الكيس كله ووضعته امامه ثم ذهبت
لداخل البيت..
ابتسم ناصر وفتح الكيس وتناول له قطعة زعتر ساخنة كانت فعلاً
طازجة من المخبز ...اكمل القطعة الاولى وتبعها بالثانية ثم
الثالثة ....حتى شبع ...
شاهد العنود وهي تشرف على الخادمات ليخرجوا الشواية الكبيرة
وكيس الفحم واخذوا ينظفوها ليستخدموها في الشواء ...كانت تدخل
وتخرج معها اغراض ترتبها على طاولة بلاستيكية وضعتها خصيصاً
لتضع عليها الاغراض ..
وبعد صلاة المغرب
تجمعت العائلة كلها في الحديقة عدا محمد الذي وعدهم بأن يلحق
بهم ...قامت عائشة وصبت لهم القهوة في الفناجين ثم سألتهم :
شرايكم في اللي قاله الشيخ ...
ابوجاسم: وش قال؟؟
عائشة: رايح معهد ازهري اعدادي حق البنات يشوف استعداداتهم حق
مرض انفلونزا الخنازير ودخل صف وشاف طالبه منقبه جان يقول
لها : النقاب مش في الدين الاسلامي ليش لابسته وانتي مع صديقاتج
البنات؟؟؟ قامت البنت المسكينة فصخت النقاب الا يقولها : لوكنت
جميله شبتسوين ؟؟؟ قامت المدرسة قالت له :
هي ماتلبسه في الصف بس يوم دخلت لبسته والنقاب لو كان مهب
فرض بس هذا حرية شخصية..جان يعصب عليها ويقول :اقولج هذا
ماله علاقة في الاسلام وانا افهم فالدين اكثر منج ومن اللي
جابوج...وبطلع قانون يمنع النقاب في المعاهد...
ابوجاسم: اشهد أنه مهب رجال ...يعني ماقال شي عن المفاصيخ اللي
في الشارع مالقى الا هالمسكينة يفصخها نقابها؟؟
ام جاسم: عيل شلون تقولين عنه انه شيخ ؟؟
جاسم: مهب بس شيخ ..هذا بعد مفتي ..
العنود: ماعور قلبي الا البنت ...شلون يقولها انها شينه !!!! هو ماعنده
بنات؟؟
جاسم: ابغي افهم شي واحد ... اللي عريانه تكون حرية شخصية واللي
منقبه لا؟؟
ابوجاسم: قرب يوم القيامة ...
جاسم: عويش ...ناقشتوا هالسالفه في الجامعة والا للحين...
عائشة: للحين...بس لا تخاف ...اذا فتحوا الموضوع بخليهم
يتحسفون ...
جاسم: كفوا ...انا متأكد ...
العنود: عندنا مشكلة...من اللي بيشوي اللحم ؟؟؟
ناصر: من غيري؟؟ جهزتوا كل شي؟؟؟
العنود: كل شي جاهز شيف...
وقف ناصر وذهب للمكان الشواء وهو يقول : عشى وعشى وفي النهاية
انا اللي بسوي عشاي...
العنود وهي تمشي خلفه: لا تتحندا ..هذاني بجي بساعدك ..مساعد
شيف من قدك؟؟
كان الجمر قد جهز فوقفت بجانبه تساعده وتناوله اصياخ
اللحم ...وتأخذ منه الذي نضخ وتغطيه بالخبز في الصينية الكبيرة
المفروشة بالخبز والبقدونس المفروم...وطلبت من الخادمة تجهيز
البطاطا المقلية ووضع السلطات على طاولة الطعام ...مد ناصر يده
وأخذ له قطعة لحم ليأكلها فأعترضت عليه العنود فأخذ قطعة اخرى
ووضعها في فمها بسرعة قائلاً : انتبهي
تراها حارة...
مر الوقت عليهم بدون أن يحسوا حتى انتهوا من الشواء فحملت العنود
الصينية للداخل وهي تنادي ....: العشى خلص ...اللي جوعان يجي ولا
ترى بنخلصه عنكم..
ابتسم ناصر وهو يلحقها ليغسل يده وفكر: ( الحمدلله انج جيتي ...على
الاقل تشيلين الضيقة اللي كانت فيني ...)
****الشعر لشاعر رائع غير معروف
او شاعرة رائعة ولكن غير معروفة
بفضل من الله
انتهى الجزء
اختكم العوده
الملكة الام
|