مفترق طرق
مرت اربع سنين من زواجها ,كانت حنان تعيش امل ان ترزق بطفل ,انتظرت كثيرا وتحملت الضغوطات الي تمارسها ام زوجها عليها, فكان بكل مكان تشهر بحنان انها بلا فائده وانها عاقر ولا تصلح لابنها,كانت حنان تستقبل كلمات ام زوجها بصبر ولكنها بداخلها تتمزق الما ,كان اي حديث تخوضه حماتها لا يخلو من التجريح في حنان ,كانت كلمات الحماه بمثابة سهام تصيب قلب حنان ,
كانت الحماة لا تبالي بمشاعر حنان بل بدت الحماه في نظر حنان عباره عن مخلوق كريه تعجز عن تسميته لخلوه من المشاعر والاحاسيس ولفظاعة ما ترتكبه بحق حنان, اصبحت مشاعر حنان تجاه حماتها مشاعر كره دفين ,
تود حنان احيانا ان تسكت حماتها والا تسمع صوتها او ترى حتى وجهها , كم ضغت على نفسها وصبرت وكم سالت دموعها على خديها , كانت تشعر بانها عباره عن خادمة لزوجها واهل زوجها فهي من تتولى امور البيت وتعاون زوجات اخوان زوجها ,
كانت تحاول ان تسكت حماتها باعمال البيت لتريها انها ليست عاله على احد وانها انسانه مثمره قادرة على العطاء, برغم ذلك لا شي يرضي الحماة, كم كان شعور العجز يؤلم حنان,كان املها كبير بان ترزق بطفل صغير يسكت افواه كل من سماها بالعاقر ,
كم تمنت ان لو تنام بليلة فتصبح لتجد نفسها حامل , لدرجة ان الامل الكبير الذي بداخلها تحول لاوقات الى وهم تعيشه كانت ذرة شك لديها تجعلها تسارع الى عمل فحص حمل لتجد في النهاية انه ليست بحامل , وزوج حنان لم يعد ذلك الذي كان يقف دوما بجانبها ويخفف عنها بل اصبح هو جزء من الضغوطات التي تمارس ضد حنان,تغيرت معاملته ناحيتها ,
استسلم لزن امه واخذ يفكر بان يحضر زوجه ثانيه حسب اختيار الام , فقدت حنان الثقه بكل شئ ماعدا ثقتها بربها فكم صلت وتوسلت الى الله , فقد نسيت موضوع الخلفه كان شاغلها ان يغير زوجها رايه ويقتنع بعدم الزواج كانت تحاول ان تفعل ما يرضيه لعل وعسى يعدل عن قناعاته وبذلك تضمن بان زوجها واقف بصفها واما الاطفال فهذا شي بيد الله ,
ولكن محاولاتها باتت بالفشل وادركت ذلك حينما علمت ان زوجها قد تمت خطوبته لاحدى الفتيات التي اختارتها له امه , وجدت نفسها امام تحديات صعبه اما انها تتقبل هذا الواقع وتعيشه بعجز او انها تطلب الطلاق من زوجها , شعرت انها اكثر انسانه ظلمت على وجه الارض, احست ان الزوج والحبيب الذي كان بمثابة نصف روحها طعنها بظهرها ,
واخيرا انتهى الامر الى الطلاق بسرعه تماما مثل مراسم زواج زوجها, وتزوج زوج حنان واحضر زوجه جديده الى البيت , ومر شهر ونص وكانت هنا المفأجاه ان حنان حامل كانت لا تصدق نفسها انها حامل , كم كانت تشعر بسعاده لا مثيل لها وددت لو تحلق في السماء , لم تأبه لطلاقها بتاتا كانت فقط تفكر كيف ان القدر كان يسير بشكل معاكس لها ولكنها كانت مؤمنة في قرارة نفسها ان ذلك لابد ان يكون في مصلحتها وانها انظلمت كثير وجاء وقت انصافها ,
شاع خبر حملها في منطقتها ووصل الخبر الى زوجها السابق واهله ,حنان كانت تتوقع ان يحضر زوجها اليها ويستسمحها وتحضر معه الام لاقناعها ولكنها كانت رافضه بداخلها ان تعود اساسا له وكانت مهيئة نفسيا بان ترفض مقابلتهما ان حضروا, ولكن توقعات حنان لم تحدث ولم يبالي أي من الزوج او الام بالطفل الذي موجود باحشاء حنان,
وبهذه الاثناء كثرت اقاويل الناس حول قصة حنان وخلافها مع زوجها الذي لم يسأل عن ابنه الذي لم يلد بعد ,كانت تصلها اخبار من بعض الجارات ان الزوجه الثانيه لزوجها السابق
حامل , وكانوا يتحدثون ان الحماة كانت تفخر بالزوجه الثانيه
وانها افضل من الاولى التي اختارها ابنها, كانت الجارات
يتحدثن عن حديث الحماه المتغطرس , فمازلت الحماة لا تكف
عن معايرة حنان بتاخرها في حملها, كانت حنان تستمع الى
كلام الجارات بحزن ولكن بمجرد ان تحسس يدها على بطنها الكبيره كانت تشعر بفرح لا مثيل له , فرح ينسيها كل الالم والاسى
الذي قاسته وتحملته ,
ومرت اشهر الحمل وولدت اخيرا صبي يشبه اباه لابعد حد , كانت فرحه الى اقصى الحدود وفي نفس اليوم التي ولدت فيه حنان حدث لزوجها حادث هو وزجته الجديده عاقبته كانت وفاة الجنين الذي بداخل احشاء الزوجه الثانيه والشئ الاخر ان الزوج لم يعد قادر على الانجاب ,فقد سلبت منه هذه النعمه في غمضة عين , وعندما سمع الناس بالذي حدث لزوج حنان السابق
ادرك الجميع بان هذا كان عقابا من الله حينما ظلم حنان وعقابا للحماة التي لطالما عايرت حنان وظلمتها كثيرا وهاهم اليوم فقدوا تلك النعمه الى الابد , حزنت حنان عندما سمعت بالحادثه ولكنها ايقنت ان هذا كان انصافا لها من رب العالمين , كانت عدالة السماء اقوى واشد واكبر انصافا لحنان , مضى وقت وعلمت ان الزوجه الثانيه تخلت عن الزوج بعد ان عايرته هي واهلها بالعاجز وبعدها بأيام جاءت الحماه الى حيث تقطن حنان في بيت اهلها,
جاءت الحماه ووجهها مبلل بالدموع تتوسل الى حنان وتطلب ان تغفر لها وتسامحها , انهارت الحماه وهي تخبر حنان حالة زوجا المتأزمة الذي مازال يعاني من كسور في جسده وان ما حدث هذا نتيجه ظلمهم لحنان,وحينها رات الحماة حفيدها ولاول مره , حفيدها الذي لم يعيروها أي اهتمام فاحتضنته بشده ورأت فيه ابنها حينما كان طفلا , كانت تبكي بتندم شديد , وبكت حنان هي الاخرى كانت تتذكر كلمات حماتها الجارحه وترى ان امامها حماتها نادمه كان خليط من الذكريات تمر عليها من لحظات الحب الذي قضتها مع زوجها الى يوم زواجها الى المعامله السيئة من قبل حماتها,الى احاديث الجارات المؤخرة , كانت تشعر انها الاقوى والاضعف في نفس الوقت ,
الاقوى لانها ام الطفل , الطفل الذي لن يستطيع الاب ان يخلف اولادا بعده , والاضعف لانها كانت تشعر بانها مجبرة على الموافقة لتوسلات الحماه فبالنهاية هذه التي تبكي امامها هي جدة الطفل وام اباه ,
وحينهااخذت قرار بالرجوع الى زوجها السابق ولكن وفق شروطها وهي ان يكون لها بيت باسمها هي وان لا تتم المصالحة الا بمبلغ مالي كبير , كانت تعلم ان المال لن يفعل لها شي بالذات هي , فالمال لن يرجع لها تلك المشاعر التي كانت تكنها لزوجها منذ سنين, والمال لن يرمم بقايا قلبها المحطم , ولكن ربما المال يبني لابنها مستقبل جيد وفق ما كانت تخطط له , وفي نفس الوقت سيحظى ابنها برعاية اباه وتم كل شئ حسب ما كنت تريده حنان , عاد الزوج الندمان على فعلته وعلى ما اصابه وتغيرت معاملة الحماة كثيرا , باضافة طفلهم الصغير ,
كل شي تصلح الا شئ واحد قلب حنان المكسور فالجرح لم يطيب بعد .