كاتب الموضوع :
four seasons
المنتدى :
الارشيف
الجزء الثاني
لم تكمل صوفي كوبها من الشاي ولم تمس شروق كوبها ..
هل حدث أي مكروه حبيبتي .. ماذا حل بزهرتي يا شروق .. صوفي وهي تنظر لشروق
شروق في أي عالم سرحتِ
عذرا يا صوفي أشعر بأن فاقدة للتركيز .. اعذريني شروق تمسك بيد صوفي
تمسك صوفي من جديد بكوبها وتسترسل في الحديث " أتعلمين شروق أشعر باني لن أعثر على الرجل الذي يعجبني إلا إن بلغ جماله جمال الطبيعة من حولي وأكثر "
تتنهد شروق " هل يا ترى بلغ سعود ذلك المبلغ من الجمال في قلبي فسرقني ممن حولي "
تتفاجأ صوفي من قصة سعود ومن هو سعود ؟
صوفي تمسك بكتفي شروق " ومن أين وجدتي سعود وكيف استطاع أن يسرقك مني دون ان أدري "
استقرت شروق بين أحضان صوفي وذرفت الدمع الكثير
شاركت صوفي شروق في البكاء " ماذا فعل بك سعود كي تذرفي هذه الدموع أخيتي "
سعود قد رحل يا صوفي إلى خالقه في السماء
قد بدأ المقدمة لكنه لم يعلمني أن الخاتمة ستأتي مباشرة
ماذ تقصدين صوفي تسأل
توفي سعود يا صوفي توفي عند انفجار طائرته
تذكرت صوفي قصة الانفجار وللتو علمت ان السفير هو سعود وأنه من تحب شروق
شروق تناجي صوفي " أختاه .. ياروحي ونور بصري يا جليسة أفراحي وهمي .. وشريكة سر قلبي .. يا عش أحزان نفسي وجناح المسرة لروحي لله هذا الدهر الذي جمعنا في عالم واحد .. ثم فرق بيننا وكان السعادة تلاشت من قلبي فجأة ؟ أشكر ربي كل حين يا صوفي على أنه آتاك الحظ الذي تريدين .. وأسعدك بوجود والدينا فابتسم لك الدهر وغضب علي فلتسعدك الحياة ولتدم ابتسامها فتهون جبال الشقاء عنك وأشهد اني راضية بقسمة ربي وبقسمته "
صوفي تواسي أختها " كم لك أيتها الأميرة الصغيرة تسكبين هذه الدموع الغزيرة والألم يسكنك ..وإلى متى ستعيشين مع هذه الأحزان وتتوسدين هذا الهم .. ان فارقك سعود فهو انطلق لله وحده لا شريك له لله الرحيم الرحمن هو بيد من لا راحم سواه فبأي سبب تتقلبين بين الهموم والأحزان هو هنالك يعيش في عالم آخر وانت ها هنا تجلسين بين الدموع والأحزان !
حسبك يا أخيتي حسبك هذا الجزع الذي لا عزاء لك فيه الا أن تذكريه بالخير وأن تقومي بالدعاء لروحه كي تستقر في نعم لا تنتهي .. اقتلعي من قلبك هذه الهموم والالام وازيحي عن مفاتنك لباس الحزن .. جففي عينيك كي يعود لها بريقها وازيلي عن وجهك ضباب الوحشة ليرجع إليه إشراقه .. فقد آن أن تعود شروق للحياة من جديد مع مهرجان الورود دعي هذه الغرفة ودعينا نفكر بطريقة نفك بها أسرنا وان نشارك العالم فرحتهم وان أجد فيهم من احب ربما "
تنظر صوفي للبعيد وكانها تحلم فلما شاهدتها شروق ابتسمت لأن اختها لها الحق بأن تفرح وأن تجد الحب في هذه الدنيا اما عنها فلا مجال للحب من بعد سعود
فسلمت للقضاء والقدر فلقد كفت ووفت من الحزن والبكاء ..
وبهذا اخذ التفكير في الفتاتين يستولي تدريحياً على خيالهما وبدات تلك الأحاسيس تسيطر على قلبيهما ..
طرقت سعاد باب غرفة صوفي لتستأذنها بالدخول
سعاد مربية عجوز للفتاتين كانت هرمة مسنة غير انها ماكره ذكية ذات دهاء ..مقوسة الظهر ضعيفة ..
عندما دخلت ألقت نظرة على الفتاتين الحالمتين ولاحظت شرودهما عن الواقع فقالت : بروحي أنتم يا أميرتي الجميلتين أفديكم وربي أدعوه كل ليلة أن يحفظكما ويسعدكما ويظلكم في ظله .. فهل لي أن أسألكما ماذا بكما وكان روحيكما مسروقة عن دنيانا ؟! فإن لم تقولوا لي سأستخدم سحري وكيدي وسأعرف بالتأكيد ..
قالت شروق " أنجدينا "
قاطعتها صوفي وقالت : أنجدينا .. فأنت على علم أنه من الممنوع علينا مشاركة العامة في احتفالاتهم ومهرجان الورود قريب جدا ونريد أن نشارك الشعب الفرحة ؟
ابتسمت شروق لسرعة صوفي في تغيير الموضوع
دنت سعاد منهما " يبدو أنكما يا أميرتي لا تعلمان بعد مبلغ ما اتاكما الله به من سحر وجمال وفوق هذا علوكما على العرش فبلغتما عز الدنيا واجمل ما فيها .. المنع سببه الخوف عليكما .. تعلمان ذلك ؟!! بالتأكيد "
حزنت صوفي وتعابير وجهها أثرت في سعاد
" سعاد أريد أن أجده بينهم " تقول صوفي
" اهاااا إذاً هنالك هو وأنتِ هي " تقول سعاد
" نعم هنالك هو وأريده أجمل من الطبيعة لا كسحر الطبيعة فقط " صوفي تقول
تقف شروق وتجيبها " ولكن هل هنالك من بلغ جمال الطبيعة حتى !! وأين ستجدين مثل هذا الإنسان . . ام تظنين أن جميع من في المدينة يعيشون في قصر مثلك وتربوا مثل تربينا في نعمة وهناء "
فتجيب صوفي " ولكن عند البحث لابد من وجود مثل هذا الرجل الذي يعيش في أحلامي "
أجابت شروق وهي تضحك " ولكن كيف تستطيعين البحث عن رجل خيالك هذا ؟ أم إنك قد أصبحت رجلاً كالرجال تجتمعين بهم في سوق وطريق "
قالت سعاد " إذاً هذه هي المشكلة فقط .. وحل مشكلتك لدي "
ضحكت سعاد ضحكة عالية .. ثم أسرت إليهما قائلة " وجدت حل المشكلة فاسمعاني "
دنت الأختان لسعاد " تعلمون أن غدا هو مهرجان الزهور وأن أهل المدينة يخرجون في هذه المناسبة لحقولنا ومزارعنا ولا شك ان ذلك أجمل فرصة لما تفكر به صوفي "
وكيف لنا الخروج والخروج ممنوع وحتى إن خرجنا كيف نختلط بين الرجال والرجال يفصلون عن النساء في أماكن التجمع .. تقول صوفي مستنكرة
" ولكنني لم أقل لكم الحل بعد .. تعلمون أن الملك والملكة سيخرجون من اجل هذ المهرجان لافتتاحه ولن يتبقى سوى القليل من الجنود وقتها تنكروا بلباس الرجال وهيأتهم ثم اندسوا في صفوفهم ولا شك أنهم سيحسبونكم من شباب القصر لجمالكم وأغلب الظن انكم ستنجحون بالفكرة وسأساعدكم بالخروج معكم وكانكم تحموني وسيتاح لصوفي البحث عن حبيبها الخارق للجمال وسيتسنى لك يا شروق البحث أيضاً"
لا لا لا أخرجوني أنا من هذا البحث أشارك في مغامرة نعم ولكن لن أبحث " تقول شروق "
أعجبت الفتاتان بهذه الفكرة ولم يتراجعوا عن عناق سعاد وتقبيل رأسها
.....
في صباح مهرجان الزهور أشرقت شمس دولة التنين على مدينة خاوية من أهلها فجميعهم خرجوا للحدائق والجنان ليستمتعوا بألوان الورود وجمال طيبها وتلك البقاع الخضراء التي تملأ الحقول ..فتجد الفقير والغني والصغير والكبير والمثقف والجاهل وفيهم العاشق والمجنون وهنالك الشاعر والكاتب فجميعهم تجمعوا من اجل هذا الجمال الساحر ..
أمراً واحداً غير جمال الطبيعة استطاع ان يلفت عقول الناس في ذلك اليوم فقد كان ذلك التعجب من شابان بلغا الجمال وكأنهما نتاج جمال الطبيعة اجمع وقد كانت تتوسطهما عجوز واضح أن لها علاقة بالقصر لغلاء ملبسها وما يحيطها من قمرين على هيئة شابين فلم يكن يمر احد منهما الا ويتوقف في ذهول فترة والجميع يسأل من عسى أن يكون هذان الشابان هل هما توامان الطبيعة ام ملكان بعثتهما الطبيعة لتثبت جمالها ؟
فلقد كان لهما الحق في أن يتعجبوا فلم يكونا سوى الأميرتان صوفي وشروق .. ولكن المحزن في الأمر ان صوفي لم تستطع العثور على شاب من هذا الجمع الغفير يسحرها ويحوز على إعجابها .. وقد كانت سعاد تشتكي من ضعف قوتها وأنها لا تقوى على المسير أكثر ..
استقلت صوفي وسعاد وشروق سيارتهما الخاصة عائدتين للقصر
وشروق تواسي أختها صوفي وسعاد تبتسم ابتسامة المتشمت
غضبت صوفي " لا لالالالا ألا يوجد في هذه المدينة شاب يفوق جمال الطبيعة لالالالا بل كجمال الطبيعة لالالالالالا 80% من جمال الطبيعة
تصرخ شروق للسائق " انتبه انتبه هنالك فتاة أمامنا "
سرح السائق عندما وجد الأميرتين متنكرتان بزي الرجال وقد كاد ان يصطدم بفتاة تخطو خطى متعثرة أمامه
استطاع السائق ان يتفادى الفتاة وعاد ليعتذر إليها
فتوقفت السيارة امام باب صوفي وشخصت عينا صوفي بعين الفتاة فلم تتمالك الفتاة روحها وسقطت في غيبوبة كاملة
اما صوفي فقد ذهلت وتمنت ان تعرف تلك الفتاة من تكون ومن أي طبقة هي ولكنهم خشيا ان يقفوا أكثر فيحتشد الناس عليهم ويفضح سرهما فأمرت صوفي السائق بان يحضر الفتاة ويحملها للسيارة
في أثناء الطريق كانت صوفي تنظر للفتاة في حيرة وتعلق فيها لجمالها
وسعاد تحاول أن تيقظ الفتاة
قامت شروق برشح القليل من الماء على وجه الفتاة حتى استيقظت من غيبوبتها
سألتها صوفي من انتِ ما أسمك ؟! لم تجب الفتاة وقد أشارت للسائق بأن يقف مباشرة
توقف السائق وفتحت الفتاة باب السيارة لتخرج
ولكن صوفي خلعت خاتماً نادر منقوش فيه اسم صوفي فهو من ألماس وياقوت من أصبعها لتهديه الفتاة
نظرت الفتاة نظرة اخيرة لصوفي وقبلت الهدية
كان هذا هو تعبير صوفي للفتاة وليكون وسيلة للقاء مرة أخرى والاهتداء لسبيلها من جديد ..
رحلت الفتاة وتعل ققلب صوفي بتلك الفتاة
" صوفي أين أنتِ إنها فتاة .. " تصرخ شروق في وجه صوفي باستغراب
سر الفتاة ()()()-
لم تكن الفتاة التي أعجبت بها صوفي إمراة بل كان شاب بارز من رجال القصر فهو الأخ الأصغر لأنور واسمه " يوسف "
وقد كان المساعد لأخيه انور في الوزارة وقد عرف عن يوسف تعلقه الكبير بالجمال وحبه لكل صور ومظاهر الجمال في الطبيعة .. وكان متشوق دائما ليرى إحدى الأميرتين صوفي وشروق اللتان ذاع صيت جمالهما في الدولة ومن حولها
لكن لماذا تنكر بزي المرأة وماذا حدث له من بعد رؤية صوفي رؤية العين والقلب ؟
ترقبوا ذلك في الجزء القادم ..
|