الفصل الثالث عشر ... الاخير ...
تسمرت وراء الشجيرات , احست كريستى انها لم تعد تسمع سوى ضربات قلبها , الغيرة تنهشها دائما ...
سمعت صوت اقفال الباب , فقامت وتركت مخبئها وتوجهت تحو درج المدخل , صعدت الدرج وبلحظة اصبحت فى الداخل .
وصلت الى الصاله واصغت اذنيها لتسمع لكنها لم تسمع اى صوت .
عضت كريستى على شفتيها غسر منتيهة حتى كاد الدم ان ينفر منهما , اذن بينما كان كيت ينام فى الطابق الاول على الارجح , كان لوغان هو وهذه المراة ...
اخذت راسها بين ايديها وشعرت انها مجروحة بلهاء . صعدت الدرج واخذت تفتح الابواب بابا وراء اخر . فى الغرفة الثالثة وجدت كيت فى سريرة الكبير مغمض العينين .
ترقرقت الدموع فى عينى كريستى , قرفصت قرب سريره , وقبلته فى راسه لم يتحرك , ولم تكون تريد ان توقظة .
كم كان سهلا عليها ان توقظة , وتلبسة ثيابه وتاخذه معها .
قاومت فكرتها هذه , لن تاخذ طفلها الذى ينام هادئا من حجر ابيه , هكذا تصرف سيكون مخاطرة لصدم طفل حساس مثله ...
ماذا لو فجأها لوغان ؟ مشهد مرعب سيتبع ذلك ...
انسحبت من الغرفة بخطوات هادئة , واقفلت الباب بانتباه .
منتديات ليلاس
فظهر لوغان فى الجهة المقابله يصفر عارى الصدر .
عندما راى كريستى تسمر فى مكانه , وهى ايضا احست انها تجمدت فى مكانها , فجاة تضايق لوغان وبخطوة واحدة وصل الى باب غرفة كيت .
بعد ان تاكد ان ابنه بنام بهدوء فى سريرة , رجع نحو كريستى التى نزلت الدرج بسرعة متالمة , لحق بها الى الطابق السفلى وشد على معصميها .
واجهت نفسها لماذا تهرب ؟ الم تحضر لرؤيته ؟ ولتتحرر منه رفعت راسها .
تركت الحرية ليدها لتقع على صدره المملوء يالعضلات عندما لامست صدر لوغان الناعم شعرت وكأن الكهرباء تسرى بجسمها بسرعة رجعت الى الخلف .
كان يتفحصها دون اى كلمة , غير مصدق .
" كيف استطعت الدخول الى هنا ؟". سألها .
ادارت راسها غير قادرة لعى تحمل نظراته .
" لقد كان الباب مفتوحا ".
" ودخلت عندما كنت اودع بيل ".
" بالضبط , دخلت عندما كنت تقوم بوداع حنون ... لصديقتك الجميلة ".
ومن جديد اجتاحتها الغيرة والغضب .
" انك تبالغ ! ... انت تنقد زيكى فى الوقت الذى انت ... انت ".
وارخت كتفيها .
" انك تجد انه من الطبيعى ان تستقبل نساء عندك بينما كيت بتواجد هلى بعد خطواتين ؟ هذا اجرام ! هذا معيب ... هذا ...".
اسكتها.
" لا تصرخى هكذا " قال لها ببرودة .
" انا ليس لى اى حق ! وانت لك كله " قالت ذلك بحدة , " لقد رايت سلوكك ...".
اسكتها لوغان باحثا عن الكلمات المفيدة واصعدها الدرج .
" هل تنوين ايقاظه ؟".
ظل شادا على معصميها ورافقها الى الصالون ثم اقفل الباب واستند عليه .
" ارجو ان لا اكون ازعجتك هذا المساء " قالت ذلك وقد اخفضت راسها ثم اضافت .
" تستطيع ان ترتدى ثيابك " اضافت بصوت ساخر .
انها لا تعرف ماذا تشعر حين تراه عاريا , لقد نسيت كم انه قوى بعضلاته , البرونزية اللون , كم يبدو صلبا .
" اهدئى , لقد جئت لهنا لتبحثى بموضوع كيت , لا تفقدى صوابك كالفتاه الطائشة ".
بالرغم من كل شئ شعرت بالانجذاب الشديد نحوه , انها ترغبه بقوة , كيف اصبحت بهذا الضعف ؟ هذا شئ مهين .
جلست على الكنبة المجاورة للمدفأة.
" ماذا تفعلين هنا فى منتصف الليل ؟" سخر منها " هل استطيع ان اعرف ".
بدون ان يترك لها المجال لتجاوب تابع قائلا .
" لنرى دعينى احزر ... تريدين ان تاخذى كيت ! لو لم افجئك لكنت الان تهربين معه , اعتقد ان زيكى ينتظرك الان فى الخارج داخل سيارة موتورها دائر , انكما قويان لتنفذا هذا السيناريو الحقير ".
" زيكى ليس هنا ". قالت بصوت مضطرب .
فرفع حاجبية مستنكرا
" اذن انت لوحدك , كراشدة . وتريدين خطف ابنى ".
"لم اكن اريد ان اخطفة , انا لا الجأ الى هكذا اسلوب انت تعرف انى كنت قادرة ان اخذة من السرير واصطحبة ؟ دون ان تفاجئنى؟" ثم هزت كتفيها واضافت .
" انا اعلم انك لا تصدقنى , ولكن بالرغم من كل شئ كان عليك ان تعرف انى لا اتصرف بهكذا طريقة ".
" اذن ماذا تفعلين هنا ؟".
" جئت لاراه بكل بساطة ! مازلت احتفظ برعايته , انا ...." انكسر صوتها ولمعت الدموع فى عينيها.
" انا ... انا اردت ان اعرف اذا كان بخير , انا ..." ثم جف حلقها , فتوحه لوغان نحو البار واحضر كأسين من الكونياك رجع نحو كريستى وقدم لها كأسآ.
" اشربى ".
" لا ... اريد كولا ".
" انك بحاجة لها , اشربى ". كرر.
اطاعته كان الكونياك قويا لدرجة شعرت ان لسانها وحتجرتها تحترق , لكن الحق مع لوغان ... شعرت بالتحسن , واغمضت عينيها.
" كيف استطعت فعل ذلك ؟". همست كريستى ," هل اخذت فى حسبانك اللحظات التى عشتها؟ كان صدمة حقيقية كيت ليس هنا , احترت اين تكون قد اخذته, لم اكن اعرف اذا كان خائفا , اذا ...".
" خائف ؟ قاطعها , " لماذا سيخاف معى ؟ انى ابوه لا تنسى ذلك !".
منتديات ليلاس
" واذا كنت ابوه , ليس لك الحق ان تأخذة منى !"
" اوه ! نعم".
" ولكن ...".
ومن جدبد قاطعها .
" نعم , لى الحق باصطحاب ابنى معى "صرخ " عندما علمت انك ستتزوجين من هذا السكران المتعاطى للمخدرات فى انكلترا , قررت ان استرجع ولدى , لم اكن اريد ان يترعرع مع شخص عديم المسؤولية , لا اريده ان يتربى بعيدا عن وطنه انه امريكى".
" انه ايضا انكليزى".
" لقد عاش دائما فى اميركا".
" انك تتهمنيننى فى اخذ كيت منك , لا تنسى انك عندما تأخذينه بعيدا تحرمينى بذلك من رؤيته".
" كلا".
" بلى يا كريستى , كيف استطيع زيارته و انكلترا تفصل بيننا؟".
اشار بأصابعة مهددآ.
" انا اخذت كيت لانك اجبرتنى".
كانت تود كريستى لو تستسلم لغضبها , لكن الجدال والعصبية لن يؤديا الى شئ.
" هل يعلم كيت بالذى حدث ؟".
" بماذا؟".
" بانك اخذته من دون ان اعلم ".
" كلا , بالتاكيد".
" هل تعتبرنى غبية؟".
" كيت يعتقد اننى اخذته فى عطلة, انا لا اريد ان اصدمه, تصورى" تنهدت مرتاحة.
" اخيرا نقطة ايجابية".
انهت كأس الكونياك , ونظرت حولها لاحظت ان
ديكور المنزل متغير , الموكيت فقط لم يتغير , اصيبت بخيبة امل.
" من تكون ؟".
" عما تتكلمين؟".
" انت تعرف جيدا".
" اوه تعنين بيل, انها صديقة".
" اشك...واى لعبة تلعب معها؟".
واخذ يضحك.
" هل اصبحت غيورة؟".
احست بالحرج.
" بالطبع لا, ما تتخيل؟ اغار عليك؟ انك تتوهم يا عزيزى!" وكان يضحك باستمرار.
" فى كل مرة تذكرين بيل تتحولين الى قطة متوحشة".
" هذا لانى رايت ان طريقتك غير عادية , كل شئ مسموح لك , طبيعى , انت تمرح وتتسلى بينما انا التى عليها ان تعيش كـ... وكأنى اعيش فى كهف!".
كتفت يديها.
: لا تقل لى بانها جاءت لتناقشك بالادب والفلسفة فانا لن اصدقك".
" وانا لا اريد ان اصحح رايك".
ثم جلس بقربها, فاحمر وجهها واخذت ترتعش.
" اذن كنت مختبئة فى الحديقة".
" نعم خلف الاشجار".
" من حسن حظك انه لم يرك احد من الجيران . ولو شاهدك احدهم لكان طلب الشرطة فورا, فلقد حصلت سرقات كثيرة فى هذا الحى فى المدة الاخيرة, وبات الجيران يخافون من خيالهم".
واشقت عيونه ببريق ماكر.
" وكان المصورون سينتظرونك غدآ عند باب السجن , وكنت انا سأرى الصور فى الصحف والمجلات".
" لست ظريفا ابدآ".
" كنت اشك بذلك, ماذا جئت تفعلين هنا؟".
" اليس لديك ايه فكرة , هل تعتقد اننى ساترك لك كيت , انا انوى ان استعيده , واذا اقتضى الامر سألجأ الى المحكمة".
" ولكن هل تعتقدين ان معركة كهذه ستكون من صالح كيت ؟ ولا تنسى ايضا امر الصحافة".
" انه لن يدرك شيئا , فهو لا يزال صغيرا".
" لهذا , لا اريدك ان تستعيديه, لا اريد ان يعيش فى بيئة غير مسؤولة, فان الرجل الذى تنوين الزواج منه,هو رجل يتعاطى المخدرات , وهو رجل غير مسؤال".
" لا, لا, انا لن اجعل كيت يكبر فى جو مماثل ... لن اتزوج من زيكى!".
" انك تعيشين معه ! امر سيان".
" انى لا اسكن معه , ولن اتزوجه , هل اقتنعت؟".
" لا , انى لا اصدقك , خلال مهرجان كان كنت تقيمين فى بيته فى لونذر كنتما سويا".
اضطربت كريستى من الغيظ.
" لم يكن زيكى يوما يعنى لى اكثر من صديق!". وابتسمت ابتسامة باهتة.
" كما ترى ! لقد ربحت ... سابقى وحيدة وسأهتم بكيت ".
" هل انت تحبين نولينو؟".
اشارت برأسها نافية , فأبتسم ابتسانة انتصار.
" انى اشك انك لا تستطعين الاهتمام بهكذا نوع من الرجال لقد وافقت على الخروج معه دون تفكير , انك لا تعلمين لمن تولى اهتمامك".
ارتسمت ابتسامة مكر على شفتيه.
" انك حاذقة فى السيطرة على شخصيتك , عندما يكون الموضوع خاص بالرجال , معارفك غير محدودين".
" لست بحاجة لخبثك اليوم ". قالت باحتقار.
" هل تعتقدين " اخذ ينظر اليها نظرة متانبة فاحصة .
" ماذا بك كريستى؟". قال لها ساخرا" يظهر عليك الخوف وكفتاه صغيرة".
وضع اصبعه تحت ذقنها واجبرها على ان تنظر بوجهه.
" ربما انك تعرفينى جيدا , قولى لى ماذا افكر هذه اللحظة؟".
كانت تود ان ترتمى فى حضنه, لقد قرأت حتما الراغبة...
" قولى بماذا افكر !". اصر عليها.
لم تبح لاحد فى العالم عن مشاعرها نحوه من قبل , ان عواطفها لا تخفق الا لهذا الرجل , هو الوحيد فى هذا العالم الذى يستطيع ان يوقظ مشاعرها.
الرغبة موجودة بينهما كما لم تكن سابقا , للاسف ... بعد كل هذه السنوات من الفراق ما زال رباط حساس يجمعهما.
حاولت بصعوبة ان تتكلم بطريقة طبيعية.
" هل استطيع ان ارى كيت غدآ , احب ان اصطحبة معى ..".
" تأخذيه معك؟ ابدآ".
" هذا ليس عدلا , لى الحق فى ان ارى ولدى , ليس لك ان تمنعنى عن ذلك".
" اذا اردت ان ترى كيت عليك رؤيته هنا , انى اخاف ان تخطفيه".
" كما فعلت انت ".
" على كل ... تستطيعين ان تحضرى غدآ بعد الظهر ابتداء من الساعة الثانية حتى ترينه".
" حتى اى ساعة ؟". قطاعته بلؤم.
وهى بالحقيقة كانت تود البكاء.
" تستطيعين ان تبقى قدر ما تشائين".
" لماذا لا احضر صباحا؟".
" غدا صباحا عندى عمل, وسارتب اعمالى كى اكون حرا بعد الظهر".
" حسنا ولكن من يهتم به عندما تذهب الى عملك؟".
" بيل".
منتديات ليلاس
" هذه ... هذه الامرأة؟".
بدأ على لوغان انه يتسلى .
" بيل تعشق الاطفال".
" مدهش , واعقتد انها ايضا طباخة ماهرة" قالت كريستى.
" حقا".
" لها كل صفات المراة الناضجة الساحرة!".
اخذ لوغان يضحك.
" احب ان تقولى ساحرة مع نية قتلها" اخفض صوته.
" هل انت مضطرة للرجيل الان؟".
بدون ان تجيب توجهت نحو الباب.
" يا للأسف".
" سأكون هنا غدآ الثانية بعد الظهر".
" سأكون هنا انا ايضا" اكد لها بنعومة خطرة.
خمس دقائق وكانت السيارة تسير بها عائدة الى الفندق.
كان الدم يسيل بسرعة فى عروقها. كل سكنات جسمها كانت حية , لم تشعر مسبقا بهذه الحيوية وبهذا الشعور انه لوغان الذى له تأثير كهذا عليها, وهذا كان يخيفها.
فى الصباح خرجت جانيت لزيارة اختها فى بالم سيرنيغ . وذهبت كريستى لتقوم بزيارة الى المحلات , وكأن كل الممثلين كانو على موعد معها. لم تتوقف عن توزيع الابتسامات والقاء السلامات .
" كريستى!". انه زيكى حاملا علبه من البلاستيك بيضاء اللون ...
" اود ان اشترى قميصا حريريا ابيض ها تذهبين معى".
" اذا انت مصر " قالت بدون حماس.
" هيا لنحتسى كأسآ من الشراب".
" فى هذه الساعة من الصباح؟".
" لما لا؟ فنجان قهوة على الاقل".
تبعته الى بار انيق بينما كانت تختار طاولة , لاحظت توافد مجموعة من الممثلين الكبار الى الصاله الواسعة المنيرة.
" هل ستتركين السينما نهائيا من اجل المسرح ". سألها زيكى.
" انى لا اغير رايى بسهولة!".
" هذا صحيح".
" سوف ارى كيت بعد الظهر!".
" هل سيرجعه لك زوجك السابق بدون مشاكل".
" كلا, سوف اره عنده فى البيت".
" سوف يسعى للاحتفاظ بالطفل . فى هذه الحالة ماذا ستفعلى؟".
" ساقاومة".
" اذا منعك من الرحيل عن اميركا لن تستطيعى ان تلتحقى بالمسرح من اجل كيت".
" يوجد مسارح اينما كان . فى لو انجلس. انى حاضرة لاية تضحية من اجل كيت".
ادارت رأسها محاولة التخفى عن انظار الموجودين الذين يكادون ينهشونها بنظرهم .
عندما ادارت رأسها وجدت شابا ينظر اليها ويشير لها بيده , نعم لقد تذكرته لقد خرجت معه منذ سنتين لكنها لم تتذكر اسمه.
ترى اشخاصا كثيرين عند تصوير فيلم وعند انتهائة يتفرق الجميع ولا تعرف من الصديق فيهم انه عالم غير واقعى لا شئ صحيح على الاطلاق .
" على ان اذهب يا زيكى" قالت بصوت عالى.
" انا ايضا على الذهاب غذا الى نيو يورك . على ان اقابل منتج يريد ان اكتب له موسيقى فيلم له ".
افترقا على باب الحانة , رجعت الى الفندق وحضرت حقائبها لتقيم فى اوتيل قريب من منزل زوجها لتستطيع ان ترى ابنها كلما امكن ذلك .
عندما وصلت كان لوغان قد فتح لها الباب ... ركض لبنها نحوها .
" ماما؟". صرخ وهو يرقص من الفرح.
خرجت من السيارة وحضنته . اقترب لوغان فنظرت اليه كريستى من وراء رأس كيت.
بدأ قلبها يخفق بسرعة , مع انها وعدت نفسها ان لا تضطرب ...
ركض الولد الى السيارة.
" اوه , لقد احضرت حقائبك معك ! تريدين ان تبقى معنا !". ومن جديد احتضن امه حتى كاد يخنقها.
" ابى , امى جاءت لتعيش معنا , سنعيش كلنا سويا " صرخ وهو فى قمه الاثارة.
حاولت ان لا تخيب امله . والتفتت نحو لوغان الذى عليه ان يشرح له حقيقة الموقف . ولكن لوغان اكتفى بالابتسام دون اى كلمة ...
الاعمال الصعبة تقع عليها هى فكرت بذلك بالم.
" كيت انت تعلم ..." بدأ ينظر اليها بقلق , لم تستطيع ان تفشله.
" سأحضر احدى حقائبك , دعينى افعل هذا انا قوى ! سوف ترين!". قرر ذلك كيت.
" لا, لاتلمس حقائبى! انت لا تعلم , انا ..." امرته كريستى.
" لكنى اريد حملها ! انظرى!".
حمل حقيبة من حقائبها منحنيا من ثقلها وتوجه نحو المدخل , كانت ممزقة من الغضب والالم , نظرت الى لوغان نظرة غاضبة.
" كان عليك ان تقول شيئا !".
" لماذا؟". قال وهو يحمل باقى حقائبها.
" انت تعرف انى لا اريد الاقامة هنا".
حمل الحقائب للداخل واشار لها ان تتبعه.
" انك فقدت صوابك! هل تعتقد حقا انى ساسكن معك؟". ثم تمدد على الصوفا.
" هيا قولى لكيت العكس!...".
فى وجهه المتصلب اصبحت عيناه جاحظين .
" ها ترين كم انه سعيد؟ فكرى قليلا ... لاول مرة فى حياته سيكون مع امه وابيه . اذا كنت تريدين ان تصدميه, اذهبى وقولى له انك جئت لزيارة قصيرة".
لم يسبق ان رأته كريستى بهذه القسوة.
" لكن لا تعتمدى علي لتدمير احلامه"اضاف.
دخل بخطى بطيئة تبعته كريستى . كان الطقس ساحرآ الطيور تغرد على الاشجار والازهار تملأ المكان برحيقها , الشمس ساطعة فى سماء زرقاء صافية , كانت الطبيعة وكأنها فى عيد لكن المراة الشابة لم تستطيع مشاركتها فرحتها.
عندما دخلت الصاله كان لوغان وكيت قد اختفيا , عليها ان تخطط اين ستنام . لن ابقى هنا! على ان اتكلم مع كيت ... قالت فى نفسها.
" سوف تنامين فى الغرفة المجاورة لغرفتى , هل ستحضر جانيت ايضا؟".
" لا, ذهبت لتقضى عطلة عند اختها".
ملست كريستى على شعر ولدها.
" هل امضيت وقتا طيبا مع والدك؟".
" اوه , نعم لقد ذهبنا الى شاطئ واخذنى معه الى الصيد , قال لى فى المرة المقبلة سنذهب بالقارب".
امسك يد انه وشدها.
" تعالى وانظرى الى شاحنتى قال لى انى اوسخ الموكيت كثيرا بالرمل".
تبعت كريستى ابنها كان هناك رمل وشاحنة صفراء تبعها لوغان وجلس على كرسى من الجلد واخذ يراقبها ويراقب ابنها وهو يملئ الشاحنة بالرمل ثم بفرغه بعيدا . وتابع على هذا المنوال ... ثم ذهب ليحضر بالونا.
" هل تلعبين معى يا امى؟".
" بالتاكبد".
" وانت يا ابى؟".
" ساحضر ".
ركضو ثلاثتهم خلف البلون مدة نصف ساعة.
"لم اعد استطيع ! كل ما اريدة الان ان اخذ حمامآ واكل " قالت كريستى.
بقى كيت فى الحديقة , بينما تبعها لوغان ليدلها على غرفتها.
" اذا رضيت بالبقاء , لا اريد ان اخيب امله صدقنى ان العيش تحت سقف بيتك سيكلفنى الكثير"قالت له.
" اتمنى ان لا تحضر ... صديقتك الى هنا خلال فترة وجودى اذا ارادت ان تراك فليكن فى مكان اخر !".
" اذا امضيت النهار هنا , لن اكون لحاجة لها".
" هل تعتقد انى ساحل مكانها ؟ انت تحلم يا عزيزى؟".
" انك ... انك تسيئين الظن بى ! هل تتصورين حقا ان اقبل بـ ....".
" انك لست بحاجة لها اذا سمعتك الان ماذا ستظن؟". كررت.
" انها ستفهم بالتاكيد".
جحظت عينا كريستى.
" ماذا؟ اى نوع من النساء هى كى ...؟ " قاطعها لوغان.
" انها ام لعائلة. ولداها فى مدرسة داخلية , وهى تمل بدونهما وهى من عرض على الاهتمام بكيت ".
" ماذا".
" زوجها هو احد مساعدى , وايضا صديقى". ابتسم.
" لقد حضرت العشاء البارحة مساء , اهتمت هى بالطبخ".
" لكنى لم ارى زوجها".
" فى نهاية السهرة قرر ان يذهب الى الكاراج لان موتوره كان حاميا, ثم عاد واخذ زوجته . وكان يلبس قميص كارو! كان ينتزرها عند زاوية الطريق الى تلاحظيه؟" هزت كريستى راسها بالنفى.
" لم انتبه".
ثم عقدت حاجبيها.
" لكن لماذا جعلتنى اعتقد انك ... بيل وانت ...".
" لم اجعلك تعتقديم شيئا. انت من تسرع فى استنتاج مغلوط".
" كنت تستطيع ان تصحح اعتقادى".
" ولم ؟ كنت سعيدآ جدا لانك فهمتينى خطأ" احمر وجهها تركت نفسها لغيرتها العمياء ... لماذا لم تنجح فى اخفاء انفعالاتها؟.
" سوف اتركك الان " قال لها لوغان على عتبة باب غرفتها البيضاء والوردية.
اغلقت الباب واستندت عليه , شراينها تنبض بقوة , احست ان جوارحها عرضة لاحاسيس جديدة لم تجربها من قبل.
" انى مجنونة لانى فكرت بالقاء هنا" قالت بصوت منخفض ثم اغمضت عينيها.
" لم اكن بامكانى فعل اى شئ اخر , اخيب امل كيت ؟ لن تكون لى القدرة على ذلك".
فتحت حقائبها التى كانت ملقاة على السرير واخرجت روب الحمام واخذت دوشا.
نظرت الى نفسها فى المرآة , واخذت تلاحظ ملامحها , اصبحت عيناها اكبر واغمق ... بقع حمراء منطبعة على خدودها , وشفتاها الناعمتان ترتجفان .
" انتبهى , انتبهى هذا خطر ..." قالت لنفسها محاولة ان لا تفقد صوابها.
نجح لوغان فى ايقاعها فى شباكه , عليها ان تسيطر على نفسها باى ثمن والا خسرت نفسها ... عندما نزلت تعلق كيت بعنقها.
" هل ستحضرين الشاى؟".
اصطحبته كريستى معها الى المطبخ الواسع وحضرت له كوبا من الحليب ثم صنعت له تارت لذيذ.
التهم كيت التارت وهو يمرح . ولوغان الذى كان قد اختفى لم يتاخر فى الانضمام اليهم , كان قد غير ملابسه ايضا مرتديا الان طقما ازرق مع قميص مقلم بالابيض والازرق .
" سوف اتغيب لبضع ساعات , هل تضعين كيت فى السرير , واذا كنت جائعة لا تترددى فى تحضير ما يحلو لك , الثلاجة مليئة بالمأكولات".
" اين ستذهب , هل ستتعشى عند بيل؟".
" لا تنتظريننى".
منتديات ليلاس
احمرت كريستى من الغيظ.
" لم يكن فى نيتى ذلك!".
بعد ذهاب لوغان , لعبت قليلا مع كيت , ثم اخذ دوشآ واعتطه عشاء خفيفا ووضعته فى السرير.
" احكى لى قصة " طلب منها .
احتارت ماذا تروى له , وقبل ان يستقر رايها كان كيت يغط فى نوم عميق.
وبنفس مجروحة , اخذت تتمشى فى البيت المقفر والهادئ , ولم تسمع سوى صوت الريح وحفيف اوراق الاشجار.
" انى غبية , غبية تمامآ... لكن ماذا افعل هنا؟".
كل فترة بعد الظهر كانت تنتظر نوم كيت لتجد فرصة لتشكر لوغان , وحين حان الوقت كان قد ذهب ... ذهب لوغان ليلتقى بأخرى.
فأوت الى فراشها فى ساعة مبكرة , وقبل ان تنام اقفلت الباب بالمفتاح مع انها لم تكن تخاف من لوغان , انها اكيدة انه لن يفكر فى الدخول الى غرفتها .
هناك امرأة فى حياته , ويبدو انها تحتل مكانآ مهمأ . هل هى بيل؟
الدقائق تمر ببطء مرير , وكانت كريستى تنتفض لأقل حركة فى سكون الليل , واخذت تتقلب فى سريرها , فى منتصف الليل عاد لوغان دون ان يحدث ادنى ضجة ولكن لماذا لا تتوقف عن التفكير به ؟ لقد تطلقا منذ زمن , منذ عدة سنوات لم تسال اين يكون او ماذا يفعل . لماذا الان تفكر به كثيرآ؟ عندما استيقظت , كان النهار قد بدأ وكيت يدق على بابها .
" ماما ! ماما ! اريد ان اكل".
" انى اتيه".
قامت متثاقبة وفتحت البرادى فدخلت الشمس غرفتها . شعرت بالاحباط دون ان تدرى السبب , كانت متضايقة لانها استجابت لكيت الذى ينتظرها فى المطبخ.
ولوغان ... هل عاد ؟ قد يكون نائمآ الأن ... ربما لا يريد الذهاب اليوم الى عمله ... ظهر لوغان بعد ربع ساعة , مرتديا طقما رماديا مع قميص رمادى غامق , نظرت اليه كريستى وهى تهئ آله الجلى , اذا كان لوغان يعتقد انى سأحضر له الترويقة يكون متوهمآ.
" لقد تأخرت , سأخذ فنجان قهوة قبل الخروج" قال لوغان.
" انه بارد ".
" لا بأس " قال وهو يهز كتفيه.
ثم اختفى بعد نصف ساعة , سمعت كريستى هدير سيارته القوية , اغلقت آله الجلى بقوة جعلت اطباق الزجاج تحتك ببعضها البعض.
نظر اليها كيت بأندهاش.
" هل كسرت كأسآ؟".
" ربما".
" ماذا سنفعل اليوم ؟".
" ما رايك لو نذهب الى ديذنى لند؟".
انها على بعد ساعة من لوس انجلس , ويلزمها اسبوع لأنهاء جولتها فيها.
" لما لا؟ هذه فكرة" قالت كريستى.
على الاقل هناك تنسى مشاكلها هناك ستشعر انها عادت طفلة فى عمر كيت , تنهدت , كل شئ معقدآ للحقيقة انها لا تعرف نفسها ان انفعالاتها غير مفهومة , اطلاقآ . البارحة مساء بدل ان تسر بذهاب لوغان , شعرت بالغيرة تمزق احشائها , عندما كانا سابقا معا كانا يشعران بالتنافر , اذن عليها ان تكون مسرورة بتصرفة هكذا.
ما هذا الاختلاف ! فكرت بعد ان امضيت كريستى وابنها يوما فى ديزنى لند عادت مع ابنها بعد الظهر كان لوغان قد سبقها بالعودة فاسرع كيت نحوه.
" بابا ! بابا ! لقد عدنا".
قطبت كريستى حاجبيها , واقفلت سيارتها بالمفتاح . نحن هنا لقد عدنا! هل يعتقد كيت ان هذا الترتيب سيدوم؟.
على ان اخبره انى لن اعيش ابدا مع ابيه لكن كيف اخبرة بذلك ؟ بخطوات بطيئة , وصلت الى الفيلا كان لوغان يجلس على كنبة مقابل التلفزيون حين كان كيت يلهو بين ركبتيه.
جمدت كريستى على العتبة , فجاة احست بالألم ...
وصلت الدموع الى عينيها , وفى هذه اللحظة التفت اليها لوغان , شعرت ان العينين الرمادتين مسيطرتان عليها بقوه.
بدون اية كلمة دخلت المطبخ واخذت تحضر عشاء كيت , وكانت قد تركت الباب مفتوحا , فكانت تسمع كيت وهو يروى لأبيه عما راى وعما جرى معه , ولوغان يرد عليه مختصرا بكلمة او اتنين , وكيت يضحك من كل قلبه.
" هيا كيت لتأخذ حمامك . تتعشى ثم اضعك فى السرير".
" ابى , هل ستروى لى قصة؟".
" عندما تصعد لتنام , هل سمعت ؟". وعد لوغان.
بعد العشاء , عاد كيت وجلس بين ركبتين لوغان , وصعدت كريستى لتأخذ حمامآ وتغير ملابسها . لبست ثوبا حريريا زهرى اللون . ووضعت ماكياجا خفيفا . كم هى بحاجة لأخفاء التعب الذى يبدو واضحا على عينيها.
مسكينة انت يا كريستى ! انت مجنونة ... نولت وكان لوغان يشاهد الاخبار .
" كيت انه وقت النوم".
" لقد وعدت ان تروى لى قصة يا ابى".
" اعلم عشر دقائق وسألحق بك , املا ان اجدك هادئآ فى سريرك".
" سوف انتظرك".
" حسنا . تصبح على خير كيت ..".
حضنه فى صدره واشبعة تقبيلآ.
" تصبحين على خير يا امى ".
انضمت الى لوغان فى الصالون.
" هل ستخرج اليوم؟".
" كلا".
كان يود ان يعرف ماذا حضرت للعشاء , هذا لن يكون صعبا , فأنه لا ينقصه الخيال.
" كيت ينتظرك" ذكرته.
" اعلم قلت له باننى ساصعد واحكى له حكاية".
كانت فى المطبخ عندما سمعت لوغان ينزل الدرج ارتعشت يداها حتى انها لم تعد تستطيع حمل الصحن الذى وقع وانكسر على الارض . بعد عشر دقائق ظهر لوغان بقامته الطويلة.
"لقد نام كيت".
" جيد ".
وقف على الباب دون حراك.
" اما ان تساعدنى او تذهب , لا احب ان اعمل واحد يراقبنى , ولا تنتظر عشاء فاخرآ ستيك وسلطة , هذا كل ما وجدته هنا . اذا كان هذا يعجبك...".
منتديات ليلاس
" لكن هذا يرضينى ! ماذا كسرت من قليل ؟" سألها لوغان.
" صحنآ".
اخذ يضحك.
" اخبرنى كيت انه سبق ان كسرت كأسآ . نستطيع ان نرى انك لم تتعودى على الاعمال المنزلية".
" انك مخطئ ! انى قادرة على الاهتمام ببيت ! اصبحت طباخة ماهرة!".
" منذ متى ؟ فى السابق لم تجيدى قلى بضة ".
" لقد تعلمت اشياء كثيرة على مر السنوات السابقة ".
" هيا , هيا ".
لكن كان على كريستى ان تعود لتحضر قطعتين الستيك التى وجدتهما فى الثلاجة .
" اين على ان اضع الطعام ؟ هنا ام فى غرفة الطعام؟".
كان المطبخ يحتوى على زواية مخصصة للأكل وغرفة الطعام الكبيرة والواسعة مع طاولتها الضخمة من اجل السهرات العشاء الفاخرة فهما سيضعان فى هذه الغرفة.
" هنا , انه حميم اكثر " قرر لوغان.
حضرت الطعام بيدين ترتجفان , عندما امسكها لوغان بكتفيها واجبرها على مواجهته , انتفضت وفتحت يداها فوقعت منها السكينة والشوكة على الارض.
" كفى , كريستى كفى!".
" كيف هذا ؟ كفى؟".
" بدون دراما! لا اريد ان اراك تضطربين كلما اقتربت منك , مما تخافين؟".
" لا ... لاشئ ".
" بلى ! انت خائفة , وساقول لك مما ! انت تترددين فى التصرف كأمرأة امرأة حقيقية , امرأة تعيش وتحس ... وليس لعبة!".
كتف يديه ونظر اليها بسخرية .
" لهذا السبب نجحت كثيرا فى السينما ! لأنك كنت تمثلين عواطفآ كذابة لكن خارج التمثيل انك كالثلج !".
اصبح لون كريستى شاحبآ.
" هذا خطأ !".
" خطأ".
عاد وامسكها بكتفيها.
: اثبتى لى ذلك".
ضمها بشوق وقبلها , اخذت تتخبط وتدفعة ... ولكن ضعف شديد لفها , لم تعد قادرة على الحراك . انها قادرة فقط على التجاوب مع هذه القبلة التى اضنتها كان لوغان يضمها بحنان لا يوضف , موقظا فيها الكثير من الرغبات والاثارة. وتأوهت عندما فك سحاب فستانها.
ثم فقدت صوابها ورفعت يديها وضمته بدورها , حيث كانت اصابعه تنساب فى شعرها الاسود . رائحة حريق اعادتها بعد فترة طويلة الى صوابها.
" اوه , الستيك".
" لا بأس عليهم".
هذه المقاطعة اعطت الفرصة لكريستى ان تستعيد انفاسها.
" اتركنى !".
" لن اتركك بالتاكيد . لا اريدك ان تمثلين لوحدك ! سوف تهتزين بين يدى هذا المساء ".
" لا!".
رفعها بدون صعوبة , حاولت التخلص وهى تتحرك فى كل انحاء , ولكن كل ذلك لم يكن ليؤثر على لوغان.
" هل ستتركنى؟".
" صه ! سوف توقظين كيت ؟". اغمضت عينيها , اوه , لماذا تستسلم لنفسها ؟ لماذا المقاومة دائما؟.
صعد لوغان الى الطابق الاول وتوجه نحو غرفته التى كان بابها مفتوحا ورمى كريستى على السرير .
" لوغان اسمعنى ! انك لم تريد ان تسمعنى ! الان عليك ...". صرخت.
" ليس بنيتى ان اناقشك " قاطعها وادار ظهره واخذ يخلع قميصة . كانت كريستى قد قفزت من السرير .
" كريستى !".
جرى فى اثرها , لكنه تأخر بأقل من ثانيه ....
استطاعت خلالها ان تسبقه الى غرفتها وتقفل الباب بالمفاتح قبل وصوله.
" كريستى افتحى ".
محاولا ان يفتح الباب بقبضته .
" افتحى , والا ساخلع الباب !".
" سوف توقظ كيت".
" لن تستطيعى ان تختبئى للأبد ! اخرجى من هنا ! والا سأغضب".
" صه !".
هددها من جديد ثم قرر اخيرا الذهاب . تركت كريستى نفسها تقع على السرير , لاحظت ان فستانها الحريرى تمزق خلال المشاجرة فخلعته . انسالت الدموع بحرية على وجنتيها . ارتدت قميص نومها الشفاف واخذت تفكر . لماذا اغرمت بهذا الرجل ؟ لأنها لم تتوقف يوما عن حبه ... لقد احبت دائما زوجها السابق . للأسف حبها لن يوصلها الى شئ . كان لوغان قاسى جدا , انانى , عديم الشفقة ومتغلب ايضا.
اخذت تلهث طويلا , واخفت وجهها ومسحت دموعها . لا شئ ممكن فكرت بخيبة امل.
واخيرا هدأت واستلقت على السرير , وكان الظلام دامسا , حتى انها بالكاد ترى النوافذ التى تركتها مفتوحة والذى كان يدخل منها الهواء البارد ويحرك البرادى.
فجأة سمعت حركة خفيفة على الشرفة , وبسرعة اصبح هذا الدخيل فى سريرها , ووضع يده وبسرعة على فمها.
" لا تتكلمى , سوف توقظى كيت !".
فاستعادت شجاعتها عندما عرفت انه لوغان . وعاد اليها الغضب .
" ماذا ... ماذا تفعل هنا ؟" سألته بصوت متقطع .
" جئت اقوم بزيارة قصيرة لك ... كى تتعلمى مرة ثانية ان لا تتركى النافذة مفتوحة ".
وطبع قبله على عنقها , فشعرت كريستى بالارتعاش وبعد لحظة ترددت يداه واخذتا تداعبان عنقها , فزادت ضربات قلبها , وانتظرت منه المزيد والمزيد واطبق لوغان على شفتيها وقبلها بحرارة وبشوق كبير , لم تقاومه كريستى , وعانقته اكثر , واستجابت لعواطفها واستسلمت له كليا , فهى لم تعد قادرة على الكذب على نفسها ...
منتديات ليلاس
" احبك , نعم احبك " همست بحنان.
فرفع لوغان رأسة وتأملها جيدآ.
" ماذا قلت ؟ اعيدى مرة ثانية".
" احبك لوغان , احيك".
فضمها اليه بعنف , فأغمضت عينيها , وارتعشت , واحست بان كل جسدها ينتظر ان يشبع رغباته ...
" انا لك , انا كلى لك , لك وحدك ...". همست بصوت منخفض .
" كريستى ... ".
وعندما فتحت عينيها , لم تتذكر فورا المكان الذى تجد نفسها فيه , ولكنها احست بيدآ ممددة فوقها ...
فالتفتت قليلا الى الجهة الاخرى , فوجدت ان لوغان ينام بجانبها , وعندما لاحظ انها استيقظت رفع ذراعه , وتاملها مبتسمآ.
" صباح الخير !".
فأحمر لونها من الخجل.
" صباح الخير ".
" كنت اراقبك وانت نائمة . كنت قد نسيت ان رموشك طويلة !".وابتسم فنظرت كريستى نحو النافذة فوجدت انه الفجر , وان الشمس لم تشرق جيدا بعد.
" كريستى " ثم صمت قليلا.
" كريستى , لنعتبر ان هذه هى ليلة عابرة وسريعا ما سننساها " فتنهدة كريستى .
" هذا غير ممكن , لا يمكننا ان ننسى يا لوغان . انت تريدنى ان اترك مهنتى , وانا مستعدة لان اضحى بها ".
" انا لا اطلب منك ان تتركى مهنتك".
" ماذا ؟ لوغان ! لقد حاولت دائما ان تمنعنى عن العمل ".
" لقد كنت مخطأ".
لم تصدق كريستى اذنيها , ان لوغان يعترف الان بخطتة يبدو انه لم يعد نفس ذلك الرجل الذى كانت تعرفه .
منتديات ليلاس
" انى احبك , كريستى , لقد احببتك منذ اليوم الاول الذى رايتك فيه فى لندن ...".
ثم تنهد واضاف :
" كنت لا تزالين صغيرة , وكنت انا عنيدا, اعتقدت بأننى استطيع ان اجعلك ترين الامور من خلال منظارى انا . وان تتخلى عن احلامك كممثلة بارعة , ولم اكن اعتبره نداءآ باطنيا , وموهبة حقيقية . لو تعلمين كم ندمت ! لقد كنت انانيا ".
" انا ايضا يالوغان , لمت نفسى كثيرا , كان على ان افهم انه على الاختيار , ولم يكن بأمكانى ان اكون امآ وممثلة فى نفس الوقت كنت صغيرة ..." ورد عليها لوغان .
" ونحن لم نتناقش بجدية . ربما لو حاولنا فهم بعضنا اكثر , لما كنا افترقنا؟".
اغمضت عينيها.
" كم من السنوات الضائعة ...".
" كنت الومك واحملك اكثر من طاقتك وعندما كنت تضحى كنت اغضب ... نجحت فى ايصالى الى مرحلة ان استعمل كل قوتى لجعلك تفعل ما اريد " هز رأسه .
" نعم كنت اعتبرك طفلة عنيدة بحاجة لتطويع".
" كم كنت مخطئآ".
جذبها نحوه .
" هل تسامحينى ؟ كريستى ".
" عندما رحلت , كنت سأجن ! ثم ولد كيت , وكان طلاقنا اصبح حتميا , عندما اصبحت اما جاهزة لافتح لك ذراعى واقدم لك قلبى , رفضت ان تقابلنى ...".
" حاولت نسيانك ... وعندما رايت تلك الصورة فى الجريدة احسست بالجنون".
" ايه صورة ؟".
" الصورة التى يتعارك فيها زيكى مع رجل اخر من اجلك ! فى كازينو مونت كارلو , اعتقد ...".
" اجل ,... وعدت اليوم التانى الى كمب اتيت حيث التقينا".
" كنت اريد ان احمى كيت , لكن الحقيقة الغيرة هى التى دفعتنى , كنت مستعدآ لقتل هذين الرجلين حقا".
ابتسمت كريستى بحزن .
" انها قصة غريبة ! حتى انى لا اعرف هذا الرجل ! كان يحاول عناقى عندما تدخل زيكى".
" كنت اعلم بوجود زيكى , كان كيت يحدثنى دائما عنه , وكنت اعلم انه يحتل مكانا كبيرآ فى حياتك . وعندما رأيت الصورة شعرت بالاشمئزاز ! وحاولت اقناع نفسى انه من اجل كيت احسست بالاهانه, لم اكن اريد ان يربى ابنى هذا الرجل التافه" وطبع قبلة ناعمة على شفتى كريستى.
" انى سعيد جدآ لم يكن بينك وبينه اى علاقة جدية".
" مسكين زيكى ... انه طيب ولكن ...".
" لقد تعلمت منه الكثير , انه لطيف ولكن بنفس الوقت ضعيف كثيرا وعنده صحبة سيئة".
منتديات ليلاس
" لا , لم يكن الاب الصالح والمثالى لكيت ! لهذا السبب عدت الى نفسى , لم اكن يومآ مغرمة بزيكى , ولكنى اكن له المودة ... اعتقد انه تألم عندما علم انى لن اتزوجه".
ابتسمت ثم اضافت .
" واعتقد انه سيشفى من ذلك بسرعة , اصر على كثيرآ لأقبل به , ولكنى لم اهتم لطلبه , كنت خارجة من تجربة سيئة ..." قاطعها فجأة .
" تجربة سيئة . زواج فاشل ؟ معك حق , كانت تجربة سيئة بالنسبة لك ولى ".
" كان على الكثير لأتعلمه ! خسارتى لك هى التى افهمتنى انى متعلقة بك . للأسف كان الاوان قد فات "
" اذا رجعت لى يا كريستى , سيكون كل شئ مختلفآ انى اهددك ! لا تتركينى ابدأ ...".
احنت رأسها على كتفى لوغان واغمضت عينيها .
" لن تمنعنى من العمل ؟".
" ستعملين كل ما يحلو لك ".
" انما افضل العمل فى المسرح , واعتقد انهم سيجدوا لى دورا فى لوس انجلس ...".
سمعا طرقآ على الباب , قفزا سويا .
" من يزعجنا فى ساعة كهذه؟".
" هذا كيت ! انه يوقظنى كل صباح لاحصر له ترويقه"
" انه دورك ! انا حضرتها البارحة ".
قام لوغان بحساب بسيط .
" ارى ... توزيع فى المهمات والمسؤوليات؟".
" هذا صحيح ".
" مام ! ابى ليس فى غرفته !" ناداها كيت من وراء الباب .
" سأتى , اليوم انا من سيحضر الطعام للجميع " صرخ لوغان .
طبع قبله على شفاه كريستى .
" انى اجبك , واحلم ان اعود واكون زوجتك سيد غراى ".
" ابى !" ناداه كيت " انى جائع ".
تمــــــــــــت بحمــــــــــــد اللــــــــــــــــه j